هل فكّرت يوما ما الإسلام?
أم عبدالرحمن المطيري
في البداية أظن أن كل واحد منكم تبادرت لذهنه فكره بعد قراءته لهذا العنوان..
فمنكم من قال: إنه الإسلام ديني..
ومن قال: إنه (الإسلام) الدين الذي
ارتضاه الله لعباده على وجه الأرض وأرسل لهم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقد كان آخر الأنبياء والمرسلين..
وآخر يقول: نعم إنه (الإسلام) ديني وهو آخر دين أتى به الله بعد كل الديانات التي حرفت وبعد انتشار الجهل ليأخذ الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن عبادة الأصنام لعبادته وحده..
نعم.. كل ما قيل صحيح
في البداية دعونا إخواني نقيّم حالنا نحن المسلمون مع ديننا
هل قمنا بخدمته على الوجه الذي يستحق أم لا؟
هل طبقناه نعم التطبيق؟!
هل اعتززنا به حق الإعتزاز؟!
أم تخاذلنا عن كل هذا!!
منا من يتناسى دينه وكأنه وجد على الأرض هكذا!
لا يعمل ولا يقدم لدينه فالأمر هو إشباع حاجاته ورغباته فقط ترك للفرائض وتضييع للحقوق وذوبان للهوية...
كل باب شر تراه يطرقه لأنه التهى بالمعاصي فعميت بصيرته
ظلم نفسه التي بين جوفه وهو يدّعي حبها ولو كان ذا عقل لما جعلها بأعمالها تستحق عذاب الآخرة
وظلم غيره حيث جعلهم يتبعونه وهو في تزيين دائم لهم
عظّم الدنيا وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضه ولو كانت تساوي لما سقى منها الكافر شربة ماء!!
وقبل كل هذا عصى من أوجده على هذا الكون وهو يدّعي حبه أيضاً!!
لا بد لهذا من التوبة وترك ما هو عليه والإقبال على الله فالله يحب التوابين ودواء هذا وأمثاله هو مداومة ذك الله وقراءة القرآن لتلين قلوبهم فيقبلون الحق ويتركون الباطل
وهذا النوع هو "المفرط" نسأل الله لهم الهداية
ومنا من يقول: أنا مسلم وأعبد الله وهذا واجب لا شك لكنه يتهاون ببعض الأمور
فتراه لا يأمر بمعروف ولا ينكر منكرا
ويقول: يكفي إصلاح ذاتي ليس ذا همه لزيادة الخير لديه ويكتفي بالقليل من الأعمال
عليه أن يجاهد نفسه ويترك بعض معاصيه وأخطائه حتى يرتقي بنفسه
لا بد لهذا أن لا يرضى بحاله هذه وأن لا يرى من هو أقل منه بل يتطلع لغيره ممن سبقه للخير فيزداد
أيضا عليه تعلم العلم ليرفع عن نفسه الجهل لأنه لا بد من العبادات والعبادات تحتاج للعلم
وهذا هو "المقصّر" نسأل الله أن يعفو عنه ويعينه على ترك ما بقي
ومنهم من تراه كالمشعل لا يأتي على موضع إلا جعل بكل ركن من أركانه نوراً
أنار الله بصيرته فأراه الحق حقاً والباطل باطلاً
فهو ينشر العلم والخير يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ينصح هذا ويدعو بالهداية لهذا
فهو قرآن يمشي على وجه الأرض
أطاع الله وسار على نهج نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فبارك الله في رزقه وحل عليه رضوانه في الدنيا والآخرة هذا ما وصانا به محمد صلى الله عليه وسلم أن نتحلى بأخلاق الإسلام الكاملة
وهذا هو "السابق بالخيرات" فندعو الله له الجنة وحسنت مستقرا ومقاما
قال تعالى:
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر: 32
إخواني:
اجعلوا لأنفسكم هدفا في هذه الحياة..
لا ترضى أن تعيش هكذا بل أن تكون ذا همة عالية تحب أن ترقى في الدرجات لا أن تهوي في الدركات.
أبدؤوا بالتغيير من الآن.....هذه اللحظة.....فكم بقي من الأعمار!
إلى متى نسوف التوبة؟!
قال عز وجل: (إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد: 11
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/423:
كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ...) الحديد: 16
فلما سمعها، قال: بلى يارب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خَرِبة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا.
قال ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا، يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام.
فأصبح من التائبين العابدين النافعين لدينهم فسبحان مغير الأحوال.
هيا..أخي أختي
قل: بلى قد آن أن أسعى لرضى ربي وخدمة دينه الجليل.
فنعمة الإسلام نعمة عظيمة لا نحس بقيمتها فهي سر وجودنا في هذه الحياة
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات: 56
فو الله لو بذلنا ما بذلنا ما شكرنا الله عليها (فبلا إله إلا الله) ندخل الجنة وبها نخرج من النار.
أفلا يعترينا الخجل؟!
ماذا قدمنا من الأعمال.....القليل!
ماذا قدمنا لنشر الإسلام ودفع الشر عنه البعض- القليل-والبعض الآخر
(لا شيء)!
من حمل همّ الإسلام كفاه الله همه في الدنيا والآخرة
في حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " صححه الألباني.
ابذلوا ما تستطيعون بذله من الخير فلعل الله يغفر لكم ويدخلكم الجنة بهذا العمل البسيط.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" رواه مسلم
فالله سبحانه يضاعف الحسنات ومن تاب يبدل سيئاته حسنات
فيا من أسرف على نفسه بالذنوب أنقذ نفسك قبل الغرق بطوق النجاة وهو التوبة..
اندم على مافات
كن شجاعاً واعزم على ألا تعود لمثلها
واشتغل بالطاعات عسى الله أن يرحمك...
قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر:53
وقفة:
كلنا يفتخر بأن الإسلام دينه (لكن) هل الإسلام يفتخر كوننا أتباعه?
أترك لكم الإجابة!!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أم عبدالرحمن المطيري
في البداية أظن أن كل واحد منكم تبادرت لذهنه فكره بعد قراءته لهذا العنوان..
فمنكم من قال: إنه الإسلام ديني..
ومن قال: إنه (الإسلام) الدين الذي
ارتضاه الله لعباده على وجه الأرض وأرسل لهم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقد كان آخر الأنبياء والمرسلين..
وآخر يقول: نعم إنه (الإسلام) ديني وهو آخر دين أتى به الله بعد كل الديانات التي حرفت وبعد انتشار الجهل ليأخذ الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن عبادة الأصنام لعبادته وحده..
نعم.. كل ما قيل صحيح
في البداية دعونا إخواني نقيّم حالنا نحن المسلمون مع ديننا
هل قمنا بخدمته على الوجه الذي يستحق أم لا؟
هل طبقناه نعم التطبيق؟!
هل اعتززنا به حق الإعتزاز؟!
أم تخاذلنا عن كل هذا!!
منا من يتناسى دينه وكأنه وجد على الأرض هكذا!
لا يعمل ولا يقدم لدينه فالأمر هو إشباع حاجاته ورغباته فقط ترك للفرائض وتضييع للحقوق وذوبان للهوية...
كل باب شر تراه يطرقه لأنه التهى بالمعاصي فعميت بصيرته
ظلم نفسه التي بين جوفه وهو يدّعي حبها ولو كان ذا عقل لما جعلها بأعمالها تستحق عذاب الآخرة
وظلم غيره حيث جعلهم يتبعونه وهو في تزيين دائم لهم
عظّم الدنيا وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضه ولو كانت تساوي لما سقى منها الكافر شربة ماء!!
وقبل كل هذا عصى من أوجده على هذا الكون وهو يدّعي حبه أيضاً!!
لا بد لهذا من التوبة وترك ما هو عليه والإقبال على الله فالله يحب التوابين ودواء هذا وأمثاله هو مداومة ذك الله وقراءة القرآن لتلين قلوبهم فيقبلون الحق ويتركون الباطل
وهذا النوع هو "المفرط" نسأل الله لهم الهداية
ومنا من يقول: أنا مسلم وأعبد الله وهذا واجب لا شك لكنه يتهاون ببعض الأمور
فتراه لا يأمر بمعروف ولا ينكر منكرا
ويقول: يكفي إصلاح ذاتي ليس ذا همه لزيادة الخير لديه ويكتفي بالقليل من الأعمال
عليه أن يجاهد نفسه ويترك بعض معاصيه وأخطائه حتى يرتقي بنفسه
لا بد لهذا أن لا يرضى بحاله هذه وأن لا يرى من هو أقل منه بل يتطلع لغيره ممن سبقه للخير فيزداد
أيضا عليه تعلم العلم ليرفع عن نفسه الجهل لأنه لا بد من العبادات والعبادات تحتاج للعلم
وهذا هو "المقصّر" نسأل الله أن يعفو عنه ويعينه على ترك ما بقي
ومنهم من تراه كالمشعل لا يأتي على موضع إلا جعل بكل ركن من أركانه نوراً
أنار الله بصيرته فأراه الحق حقاً والباطل باطلاً
فهو ينشر العلم والخير يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ينصح هذا ويدعو بالهداية لهذا
فهو قرآن يمشي على وجه الأرض
أطاع الله وسار على نهج نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فبارك الله في رزقه وحل عليه رضوانه في الدنيا والآخرة هذا ما وصانا به محمد صلى الله عليه وسلم أن نتحلى بأخلاق الإسلام الكاملة
وهذا هو "السابق بالخيرات" فندعو الله له الجنة وحسنت مستقرا ومقاما
قال تعالى:
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر: 32
إخواني:
اجعلوا لأنفسكم هدفا في هذه الحياة..
لا ترضى أن تعيش هكذا بل أن تكون ذا همة عالية تحب أن ترقى في الدرجات لا أن تهوي في الدركات.
أبدؤوا بالتغيير من الآن.....هذه اللحظة.....فكم بقي من الأعمار!
إلى متى نسوف التوبة؟!
قال عز وجل: (إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد: 11
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/423:
كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ...) الحديد: 16
فلما سمعها، قال: بلى يارب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خَرِبة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا.
قال ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا، يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام.
فأصبح من التائبين العابدين النافعين لدينهم فسبحان مغير الأحوال.
هيا..أخي أختي
قل: بلى قد آن أن أسعى لرضى ربي وخدمة دينه الجليل.
فنعمة الإسلام نعمة عظيمة لا نحس بقيمتها فهي سر وجودنا في هذه الحياة
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات: 56
فو الله لو بذلنا ما بذلنا ما شكرنا الله عليها (فبلا إله إلا الله) ندخل الجنة وبها نخرج من النار.
أفلا يعترينا الخجل؟!
ماذا قدمنا من الأعمال.....القليل!
ماذا قدمنا لنشر الإسلام ودفع الشر عنه البعض- القليل-والبعض الآخر
(لا شيء)!
من حمل همّ الإسلام كفاه الله همه في الدنيا والآخرة
في حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " صححه الألباني.
ابذلوا ما تستطيعون بذله من الخير فلعل الله يغفر لكم ويدخلكم الجنة بهذا العمل البسيط.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" رواه مسلم
فالله سبحانه يضاعف الحسنات ومن تاب يبدل سيئاته حسنات
فيا من أسرف على نفسه بالذنوب أنقذ نفسك قبل الغرق بطوق النجاة وهو التوبة..
اندم على مافات
كن شجاعاً واعزم على ألا تعود لمثلها
واشتغل بالطاعات عسى الله أن يرحمك...
قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر:53
وقفة:
كلنا يفتخر بأن الإسلام دينه (لكن) هل الإسلام يفتخر كوننا أتباعه?
أترك لكم الإجابة!!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم