بسم الله الرحمن الرحيم
حببياتي المهاجرات سأفتتح معكم إن شاء الله في هذه الصفحة المباركة مجلسا جديدا مباركا
من مجالس الذكر ألا وهو مجلس التسبيح..وهو مجلس نسرح فيه بعقولنا وقلوبنا بين مخلوقات الله
نتأمل عظمة الله عزوجل كيف وجهها وهداها لما فيه خيرها وهداها كيف تكسب رزقها
وكيف تحمي نفسها وتقيم حياتها....وهذه التأملات تزرع فينا قوة الإيمان بعظمة الخالق الذي لايعجزه
شيء في الأرض ولا في السماء..وهذا التفكر هو مفتاح التعلق الحقيقي بالله ومفتاح معرفة الله
التي نجهلها كثيرا ولانعيها...وكي نصعد في سلم المعرفة الربانية لابد لنا من التمعن في حقيقة الكون
ومعرفة طبيعة الكائنات التي تحيط بنا...كي نصدق بمعاني أسماء الله الحسنى التي تؤثر
في الكون كله..وسيتجلى لنا عبر هذه الصفحات..مدى رحمة الله بالكائنات..وحكمة الله الواسعة
في خلق الأشياء وتدبير الأمور وبما أننا جزء من هذا الكون الفسيح وجزء من هذه الكائنات
التي تعمر الكون فإن رحمة الله بنا نحن بنو الإنسان هي أوسع وأكبر وقد اختار الله الإنسان للخلافة
على الأرض لإصلاحها وتعميرها ..وعليه فهذا يربطنا بالله أكثر لأننا ندرك حقيقة الخلق..
وندرك أيضا أن الله لم يخلق ولم يقدر شيئا عبثا ..بل كل كل شيء محسوب ومكتوب ودقيق..
وهكذا هي حياتنا مكتوبة ومحسوبة ودقيقة وكذالك سكناتنا وحركاتنا...وحتى تلك الأحداث التي تنغص
حياتنا وتغير علينا سعادتنا لم تحدث إلا لأن الله اقتضى من ورائها حكمة معينة وقدرا معينا
هو سر سعادتنا وتوفيقنا حتى إن بدا في ظاهره شرا...تبقى عقولنا القاصرة ضعيفة لاتفهم ولاتعي..
..............
الآن أترككم مع نفحات التسبيح في هذا المجلس وهي مقتطفات من كتاب شفاء العليل في مسائل القدر والتعليل وكتاب مفتاح دار السعادة للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله...