الفرق بين الروم والاختلاس
وإن اشتركا في تبعيض الحركة:
أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب، ولا يكون في فتح ولا نصب بل يكون في المرفوع والمجرور من المعربات. وفي المضموم والمكسور من المبنيات.
نحو: يعلم، وهم عدو لكم، أولياء
ونحو: من قبل ومن بعد، يا سماء
ونحو: من الماء، وفي الأرض، وبحر لجي، ولكل نبأ
ونحو: وبالوالدين، وإحدى الحسنيين، وهؤلاء
والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف ،والثابت فيه من الحركة أكثر من الذاهب.
وقدره أبو علي الأهوازي بثلثي الحركة، فقال: تأتي بثلثي الحركة كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به.
ولا يضبط إلا بالمشافهة، ويكون في الحركات كلها ،
كما في: أمّن لا يهدي، نعما، ويأمركم، عند بعض القراء.
وما ذكره بعضهم من أن الروم يقع في الوصل أيضا في الإدغام الكبير، وفي وسط الكلمة الحكمية،
نحو: لا تأمنّا، ونعمّا ، ولا يهدّي، ويخصّمون،
فيه أن ذلك من قبيل الاختلاس على التحقيق كما هو الظاهر من كلامهم ولذا عبر عنه بالإخفاء في الشاطبية في مواضع كثيرة.
نعم، يستقيم على ما ذكره صاحب الصحاح من أن الروم: حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف.
والصواب ما عليه القراء وإجراء كل اصطلاح عند أهل فنه.
ثم إنه لابد من حذف التنوين من المنون مع الروم.
واعلم أن المعتبر في جواز الروم ومنعه الحركة الظاهرة الملفوظ بها سواء كانت أصلية أو نائبة عن غيرها.
كتاب الإضاءة في أصول القراءة للشيخ علي الضباع
منقول