بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى {ومن أوفى بما عاهد عليه’الله } سورة الفتح
وقال {وما أنسانيه’ إلا الشيطان أن أذكره} سورة الكهف
لماذا ضم حفص الهاء في {عليه’} و {أنسانيه’} الوحيد من القراء؟؟؟
الهاء هي هاء الضمير للمفرد الغائب الأصل فيها ::البناء على الضم لكن إذا وقعت بعد ياء أو كسر تبنى على الكسر..
فلماذا رجع حفص للأصل في هذين الموضعين فقط؟؟؟
السبب::
الحركات في الخفة والثقل ثلاث : الفتحة أخفها والكسرة وسط والضمة أثقل أو الكسرة ثقيلة والضمة أثقل
1-فيقال أن حفص بنى الهاء على الضم رجوعا للأصل للدلالة على ثقل العهد الذي أخذه الإنسان على نفسه مع الله لأن الوفاء بالعهد مع الله أمر فيه ثقل ويحتاج مجاهدة للنفس ..فجاء بالحركة وهي الضمة دليل على ثقل الحركة
2-لتعظيم وتفخيم لفظ الجلالة في هذا العهد { ومن أوفى...}أتى بالضمة الثقيلة ليفيد أن الوفاء بالعهد مع الله من الأمور الثقيلة التي تحتاج إلى مجاهدة النفس
سبب الضم في الآية الثانية { وما أنسانيه’...} لأن نسيان الحوت بالنسبة لهما في رحلتهما من أثقل الأمور وأصعبها فلو لم يجد الحوت لتعطلت الرحلة..
إذن بنى الهاء على الضم رجوعا للأصل في هذين الموضعين بالذات دليلا على ثقل الأمرين وأراد أن يجعل ثقلا في اللفظ والمعنى في اللفظ بنطق الضمة في المواضع..
هذا الشرح للشيخ الدكتور : محمود شمس –أستاذ في علم التجويد والقراءات