معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    بــــــــاب "هـــــــــــــاء الكناية" لورش عن نافع

    مودة
    مودة


    بــــــــاب "هـــــــــــــاء الكناية"  لورش عن نافع Empty بــــــــاب "هـــــــــــــاء الكناية" لورش عن نافع

    مُساهمة من طرف مودة الثلاثاء 05 مايو 2009, 12:00 pm


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    بــــــــاب "هـــــــــــــاء الكناية"
    لورش عن نافع





    أصل ورش في هذا الباب أن له الصلة إذا وقعت هاء الضمير بين حركتين في الحال
    ( نعني بالحال أي في ظاهر اللفظ: بين حركتين ظاهرتين )


    وتستثنى له كلمة ( يرضـَهُ )


    (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَــهُ لَكُمْ ........)


    (سورة الزمر: 7 )



    قال ابن بري رحمه الله في الدرر اللوامع:




    ونافع بقصر يرضه قضى *** لثقل الضم وللذي مضى



    في "يرضـَـهُ لـَــكم " الحال يظهر أنها وقعت بين متحركين فالأصل لورش أن يصلها ولكن لثقل الضمة على الهاء قصرها فهذا هو توجيه القصر فيها بقول الناظم رحمه الله.


    وراعى ورش رحمه الله في " يرضه لكم" كذلك ما كان يراعيه قالون، راوي نافع الأول، في يؤده نؤته يأته نوله ونصله ويتقه وأرجه فألقه حيث كان يراعي الأصل في هذه الأفعال فيكون قبل الهاء حرف علة : يؤديه نؤتيه يأتيه نوليه نصليه يتقيه أرجيه فألقيه ولكن ورشا رحمه الله قرأ كل هذا بالصلة دون اعتبار للأصل فخالف أصله فيها إن نظرنا إلى الأصل وهو على أصله إن نظرنا إلى الحال.


    أصل الكلمة (يرضاه) فحذف حرف العلة وهو الألف للجازم " إنْ "، فببقاء الألف لا يجوز إثبات الواو على الأصل فنقول ورش رحمه الله خالف أصله على أصل الكلمة أما في الحال فهو على أصله.





    ونخلص إلى أن في كلمة " يرضه " ورش رحمه الله:
    - هو على أصله على الأصل؛



    - وخالف أصله على الحال حيث اكتفى بالضم لثقلها.





    ونضيف:





    في كلمات: نوله ونصله ويتقه وأرجه فألقه يأته نؤته ورش رحمه الله:




    - خالف أصله على الأصل؛

    - وهو على أصله في الحال فقرأها بالصلة.





    أما كلمة " لم يره و " بالبلد ؛ "خيرا يره و" و " شرا يره و " بالزلزلة:



    فهي ك "يرضه لكم "في جزمها بحذف حرف العلة لأن أصلها ( يـَرْءاه ) بالألف
    ولكن حكمها الصلة بالواو، فنقول لورش أنه:


    - خالف أصله فيها نظرا لأصلها؛
    - وعلى أصله نظرا لحالها بعلة تكثير حروفه لفقد عينه(الهمزة) ولامه (الألف).


    كلمة ( يرضه ) التي استثناها ورش رحمه الله كبعض القراء نحو ( قالون، وعاصم، وحمزة، وهشام في وجه ) وكان استثناؤه رحمه الله مما تلقاه عن شيخه هكذا ، وفي هذا أصل عظيم أصله الإمام ابن الجزري رحمه الله في مقدمته حيث قال : [ وهكذا منه إلينا وصلا ] ، ومن ثم وضعت العلل للاستثناء نفسه ، فذكر العلماء علتين لللإستثناء فيها:

    الأولى : مراعاة الأصل أي أن أصل الكلمة ( يرضاه ) فإذن الهاء واقعة في الأصل بين ساكن ومتحرك فلا صلة على أصل القاعدة العامة .

    وقال ابن بري رحمه الله فيها : [ رعاية لأصله في أصلها ... قبل دخول جازم في فعلها ] .

    الثانية : مراعاة الخفة لثقل الضم فيها ، وقد قاله ابن بري رحمه في درره : [ ونافع بقصر يرضه قضى ... لثقل الضم وللذي مضى ] ، فلذلك نرى أنه لم يستثن الكلمات التي حذفت منها حرف العلة لأنها كانت بالكسر وهي ( يؤده، نوله، نصله، نوته، فألقه، ويتقِه، ويأته، أرجه ) لأن أصلها كما ذكر ( اقرأ ) بارك الله فيه يسبق الهاء ياء إلا كلمة ( أرجه ) فيسبقها همزة ساكنة هكذا ( أرجئْه ) فورش رحمه الله أسقط هذه الهمزة كبعض القراء وهم ( قالون، عاصم، حمزة، الكسائي ) أما ( ابن كثير، وأبو عمرو البصري، وابن عامر الشامي ) فقد قرؤوها بالهمزة الساكنة ، وفي هذا قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في حرزه : [ وعى نفر أرجئه بالهمز ساكنا ] . فقرأها ورش على حالها وواقعها .

    علة ثقل الضم علة لا تؤدي إلى ترك الصلة لأن الضم في الهاء هو الأصل كما قال العلماء إلا إذا سبقها ياء ساكنة أو كسر فتكسر، فمثال المضموم ( خطيئاتهُ فأولئك ) وقس عليه ... ولكن الملحوظ أنّه قليل بالنسبة للمكسور في القرآن الكريم . ولو ذكرنا علة معنوية فلاحظنا مسار الآية التي فيها كلمة ( يرضه ) نرى سرعة الرضى عند الشكر فقد ناسب إسقاط الصلة .
    . وأيضا حذف الصلة على اعتبار الحال أن الصلة موجودة فيها على أصل روايته رحمه الله أنها وقعت بين متحركين فجعل الجزم على الصلة كأي حرف علة في حال الجزم يحذف .

    وننبه على قول وصل هاء الكناية بواو صغيرة أو ياء صغيرة لأن في حقيقة الأمر أن هذه الواو أو الياء التي تثبت حال الوصل إذا وقعت هاء الكناية بين متحركين هما حرفان كاملان في اللفظ إلا أنهما لم يرسما لعلة سقوطهما في الوقف وأنهما أتيا من إشباع حركة الهاء للوصل تقوية لها ، وقد ضبط علماء الضبط صورة هذه الواو والياء بالصورة المدرجة الآن في المصاحف لكي لا يظن أنها من الرسم الأصلي الذي كان بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام العظام رضي الله عنهم أجمعين تسهيلا على القراء .




    من دروس الدورة
    ويـ الأمل ـبقى
    ويـ الأمل ـبقى


    بــــــــاب "هـــــــــــــاء الكناية"  لورش عن نافع Empty رد: بــــــــاب "هـــــــــــــاء الكناية" لورش عن نافع

    مُساهمة من طرف ويـ الأمل ـبقى الأربعاء 25 نوفمبر 2009, 10:07 pm

    جزاك الله الجنه

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024, 7:13 pm