قال تعالى " ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
جدد إيمانك
جدد إيمانك
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد ..
فإن التربية الاسلامية قد اهتمت بالكيان الاسلامى كله وجعلت من التربية الايمانية أساسها الأول لبناء الشخصية السوية للانسان المسلم وهدفت إلى غرس العقيدة الاسلامية الصحيحة والاقناع بها لتكون فى الباطن إيمانا راسخا وفى الظاهر استسلاما وإذعانا لممارسة مقتضيات الايمان فى صورة سلوك وممارسة واقعية فى الحياة ، وهذه همزة وصل بين المسلم وعالم الغيب المتمثل فى أركان الايمان الستة ليتربى المسلم على الايمان بها ولتظهر آثارها الصالحة على سلوكه وفى سمته ولتتمثل حقيقة واقعية فى حياته .
الايمان بالله تعالى |
ما هى أهمية الايمان بالله تعالى للمسلم ؟
الايمان بالله تعالى هو الركيزة الأولى فى البناء الايمانى للانسان المسلم ، وهو الأصل الذى ينتقل به من الكفر إلى الايمان ، وهو الأساس فى علاقة المكلف بالكون وبالناس والكائنات من حوله ، وهو مدار الصراع البشرى فى مختلف صوره بين الحق والباطل . كما أنه أعظم قوة وجدانية فى الكيان الانسانى مما يؤثر فى كل جوانب نشاطه الظاهر والباطن ، وهو ركن الايمان الأول وهى أعظم وظيفة يقوم بها المكلف فى حياته .
فالايمان بوجود الله تعالى شعور فطرى قوى فى النفس الانسانية يصعب تجاهله أو إنكاره وقد أجمع العقلاء على أن الشخص الملحد شخصا ضالا شاذا عن الطبع السوى .
وينتظم نهج الايمان بالله تعالى من خلال أنواع التوحيد الثلاثة إلى :
1. إقرار المسلم بتوحيد الربوبية : وهو الاقرار لله تعالى بالملك وأنه رب كل شىء وخالقه ورازقه وأنه النافع الضار ، المحيى المميت ، وهذا النوع من التوحيد أقرت به الأمم إلا أنه لايكفى وحده للنجاة عند الله تعالى دون نوعى التوحيد الأخرين ، وهذا هو التوحيد الفطرى الذى أخذه الله على خلقه فى عالم الذر وأشهدهم عليه كما قال تعالى :" وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا "
فخلقهم سبحانه وتعالى على فطرة الاسلام وأودع فى أنفسهم غريزة الايمان ، ولم تذهب فئة من الخلق إلى نقض هذا التوحيد إلا بعض أراذل البشر فى القديم والحديث .
2. إقرار المسلم بتوحيد الأسماء والصفات : وذلك بالاقرار لله تعالى بأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى وأنه بكل شىء عليم وعلى كل شىء قدير وأنه الحى القيوم وأنه صاحب المشيئة الكاملة والحكمة البالغة وأنه سميع بصير رءووف رحيم إلى غيرها من الأسماء والصفات الثابتة بالنصوص الصحيحة دونما تشبيه أو تعطيل أو تأويل أو تكييف .
وأيضا هذا النوع من التوحيد لايكفى للنجاة عند الله تعالى حتى يضم إليه توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ليكمل بذلك إيمان الانسان .
3. إقرار المسلم بتوحيد الالهية : وهذا هو التوحيد المطلوب من الخلق تجاه الخلق جل وعلا وهو توحيد العبادة والذى يتضمن فى معناه أنواع التوحيد الأخرى وهذا النوع من التوحيد مداره على صدق التأله لله تعالى بكمال المحبة والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء مع تمام الاخلاص فى الارادة له سبحانه وتعالى دونما سواه فى الخلائق مع القيام بالواجبات وترك المحرمات ، وهذا هو مدار دعوة الرسل عليهم السلام ، ولا قيمة للانسان بغير هذا التوحيد ولا مكان له فى كرامة الله تعالى يوم القيامة إذا لم يأت به خالصا كاملا
.يتبع ان شاء الله
عدل سابقا من قبل مها صبحى في السبت 16 مايو 2009, 11:04 pm عدل 1 مرات