معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    جدد إيمانك

    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    جدد إيمانك Empty جدد إيمانك

    مُساهمة من طرف مها صبحي السبت 16 مايو 2009, 11:00 pm

    قال تعالى " ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
    جدد إيمانك


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد ..

    فإن التربية الاسلامية قد اهتمت بالكيان الاسلامى كله وجعلت من التربية الايمانية أساسها الأول لبناء الشخصية السوية للانسان المسلم وهدفت إلى غرس العقيدة الاسلامية الصحيحة والاقناع بها لتكون فى الباطن إيمانا راسخا وفى الظاهر استسلاما وإذعانا لممارسة مقتضيات الايمان فى صورة سلوك وممارسة واقعية فى الحياة ، وهذه همزة وصل بين المسلم وعالم الغيب المتمثل فى أركان الايمان الستة ليتربى المسلم على الايمان بها ولتظهر آثارها الصالحة على سلوكه وفى سمته ولتتمثل حقيقة واقعية فى حياته .

    الايمان بالله تعالى


    ما هى أهمية الايمان بالله تعالى للمسلم ؟




    الايمان بالله تعالى هو الركيزة الأولى فى البناء الايمانى للانسان المسلم ، وهو الأصل الذى ينتقل به من الكفر إلى الايمان ، وهو الأساس فى علاقة المكلف بالكون وبالناس والكائنات من حوله ، وهو مدار الصراع البشرى فى مختلف صوره بين الحق والباطل . كما أنه أعظم قوة وجدانية فى الكيان الانسانى مما يؤثر فى كل جوانب نشاطه الظاهر والباطن ، وهو ركن الايمان الأول وهى أعظم وظيفة يقوم بها المكلف فى حياته .



    فالايمان بوجود الله تعالى شعور فطرى قوى فى النفس الانسانية يصعب تجاهله أو إنكاره وقد أجمع العقلاء على أن الشخص الملحد شخصا ضالا شاذا عن الطبع السوى .

    وينتظم نهج الايمان بالله تعالى من خلال أنواع التوحيد الثلاثة إلى :
    1. إقرار المسلم بتوحيد الربوبية : وهو الاقرار لله تعالى بالملك وأنه رب كل شىء وخالقه ورازقه وأنه النافع الضار ، المحيى المميت ، وهذا النوع من التوحيد أقرت به الأمم إلا أنه لايكفى وحده للنجاة عند الله تعالى دون نوعى التوحيد الأخرين ، وهذا هو التوحيد الفطرى الذى أخذه الله على خلقه فى عالم الذر وأشهدهم عليه كما قال تعالى :" وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا "



    فخلقهم سبحانه وتعالى على فطرة الاسلام وأودع فى أنفسهم غريزة الايمان ، ولم تذهب فئة من الخلق إلى نقض هذا التوحيد إلا بعض أراذل البشر فى القديم والحديث .

    2. إقرار المسلم بتوحيد الأسماء والصفات : وذلك بالاقرار لله تعالى بأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى وأنه بكل شىء عليم وعلى كل شىء قدير وأنه الحى القيوم وأنه صاحب المشيئة الكاملة والحكمة البالغة وأنه سميع بصير رءووف رحيم إلى غيرها من الأسماء والصفات الثابتة بالنصوص الصحيحة دونما تشبيه أو تعطيل أو تأويل أو تكييف .

    وأيضا هذا النوع من التوحيد لايكفى للنجاة عند الله تعالى حتى يضم إليه توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ليكمل بذلك إيمان الانسان .

    3. إقرار المسلم بتوحيد الالهية : وهذا هو التوحيد المطلوب من الخلق تجاه الخلق جل وعلا وهو توحيد العبادة والذى يتضمن فى معناه أنواع التوحيد الأخرى وهذا النوع من التوحيد مداره على صدق التأله لله تعالى بكمال المحبة والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء مع تمام الاخلاص فى الارادة له سبحانه وتعالى دونما سواه فى الخلائق مع القيام بالواجبات وترك المحرمات ، وهذا هو مدار دعوة الرسل عليهم السلام ، ولا قيمة للانسان بغير هذا التوحيد ولا مكان له فى كرامة الله تعالى يوم القيامة إذا لم يأت به خالصا كاملا

    .يتبع ان شاء الله


    عدل سابقا من قبل مها صبحى في السبت 16 مايو 2009, 11:04 pm عدل 1 مرات
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    جدد إيمانك Empty رد: جدد إيمانك

    مُساهمة من طرف مها صبحي السبت 16 مايو 2009, 11:01 pm

    كيف أنمى إيمانى بالله تعالى ؟





    اعرف الله :أجمع العلماء على أن معرفة الله تعالى على الوجه الصحيح هى أول الواجبات على المكلفين وهى الطريق لعبادته وهى أساس من أساسيات الدين الكبرى فيعرف المكلف جلال الله وعظمته وفضله وما يجب له وما يستحيل عليه سبحانه من صفة نقص أو عجز أو قصور ونحو ذلك من علوم الفقه الأكبر ، فكلما زاد علم المؤمن بالله تعالى زاد إيمانه وتعلق بعبادته ،

    طبق إيمانك تطبيقا عمليا : فلابد أن تعلم أن التطبيق العملى هى أوامر من عند الله تعالى على سبيل الجد لا الهزل وهذه الأعمال إنما تمثل إرادة خالقك منك وأنك مسؤول – بصورة فردية - عن ممارستها على أكمل وجه مستطاع ، وأن التصور الاسلامى يقرن الايمان القلبى بالعمل السلوكى الصالح فى صورة امتزاج كامل يصعب معه محاولة الفصل بينهما ، فالايمان يشمل الظاهر والباطن من الانسان ففى الباطن يكون التصديق القلبى وفى الظاهر يكون تصديق الجوارح من خلال العمل الصالح والأخلاق ، فإن نبذ العمل تكذيب للايمان .

    ولعل من أفضل وسائل تقوية الايمان :

    · التدرج فى التطبيق العملى لمقتضيات الايمان على نهج الصحابة الكرام فكانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموها ويعملوا بها وذلك بممارسته الواقعية الدائمة بغير انقطاع .

    · التعامل مع الاسلام على أنه وحدة متكاملة لا يجوز فصل بعضها عن بعض وذلك بالشعور بالتعظيم لكل شرائع الدين جزئياته وكلياته مادامت صادرة عن إرادة الله عزوجل لأن أى طعن أو استهزاء بجزئية من الدين يعتبر طعنا فى كليته .

    أخلص لله : تعد الارادة من ألصق النوازع الباطنة بالانسان فهى أعظم ما يميز الانسان عن الحيوان فمنها تصدر الآعمال وبها تتيقظ قوى الانسان وملكاته المختلفة ، وقد جعل الله الشارع الحكيم شرط قبول العمل الصالح والثواب على الأعمال خلوص المقصد لله تعالى وحده كما قال صلى الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى .."

    وحقيقة الاخلاص هى :"إرادة تمييل الفعل إلى جهة الله تعالى وحده خالصا " وهو أن يقصد بطاعته وجه الله ولا يريد بها سواه فإن قصد بها الناس على انفرادهم أو قصد الرب والناس جميعا .

    ويعد مقام الاخلاص هو أعلى الأخلاق الانسانية لذا فهو من أشد ميادين الجهاد الانسانى ، إلا أن وسيلة تحسين الارادة وإخلاصها إنما تحصل بالمران والتدريب المستمر ومجاهدة النفس ومتابعتها منذ بداية التكليف وحتى انقطاعها بالموت .

    دع الازدواجية : إن من أقبح السلوك الانسانى التناقض والازدواجية فى الحياة التى تفصل بين العلم والمعتقد وبين الفكر والعمل ، وهذا السلوك لابد وأن يؤدى إلى الضياع والفراغ الروحى ، لذا فقد رفض الدين الاسلامى مبدأ الازدواجية بكل صورها .

    اضبط غرائزك : تمثل الغرائز أعظم الدوافع الانسانية التى يمكن أن تشتت معالم الشخصية وتبعثر توجهها فى سبل شتى ويأتى المنهج الربانى بضوابطه المعتدلة ليوجه قوة هذه الغرائز ضمن نظام محكم يضمن لها نشاطها الطبيعى ويوظفها فى سبيل عبادة الله ومطالب الاستخلاف فيها فيوجه الغريزة الجنسية ويوظفها فى نظام الزواج المشروع ويرتفع بها لمرتبة العبادة كما قال صلى الله عليه وسلم " وفى بضع أحدكم صدقة .." وكذلك تأتى غريزة حب المال فبدلا من أن تمتلك على الانسان قلبه ويكون من عبّاد الدرهم والدينار فإذا بالمنهج الربانى يحول هذه الرغبة الجامحة لتكون فى سبيل الله فيستخدم المال لعمارة الأرض وازدهارها ، وكذلك كل غرائز الانسان تنضبط بضابط الشرع الحنيف بحيث يدرك المكلف أنه مخلوق للانشغال بالله تعالى دونما سواه .

    أتقن شعائر الله التعبدية : فمن أهم مقتضيات العبادة الخضوع والتذلل والتأله لرب العالمين وهوينشأ من استشعار القلب بعظمة المعبود وسلطانه الذى لايدرك العقل حقيقته مما يستلزم الطاعة ظاهرا

    والرضا باطنا بأوامر الله تعالى والانقياد لها .

    وتمثل الشعائر التعبدية أظهر الشرائع الاسلامية وأعظم الروافد الروحية فمن خلالها تزكو النفس وتتأهل لمنزلة الاحسان ، فالصلاة أفضل عبادة بعد الايمان بالله تعالى فلو أديت على وجهها بالتذلل لله ومراقبته والخشوع له والاستشراف لعظمته مع المحبة والطمأنينة ظهر أثر ذلك فى النفس فى صورة اشراق روحى وفى الحياة فى صورة انضباط سلوكى ومصداق ذلك قوله تعالى :

    " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وكذلك فى سائر العبادات فإنما شرعها الاسلام أقوالا وأفعالا لتزكى النفس وتبعثها على التنزه عن السواقط وتحثها على الكمالات .

    اعتدل فى التنسك : يعد الاعتدال فى العبادة والترقى الروحى من وسائل المداومة على الأعمال الصالحة وقد بين صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضى الله عنهما لما أمعن فى التنسك أن للبدن حقا فى الرعاية وكذلك الأهل وكل أصحاب الحقوق فى الحياة الاجتماعية العامة .

    ولما أخبرته عائشة رضى الله عنها عن امرأة تكثر من العبادة فقال :" مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا " وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يردهم إلى المنهج الوسط والاعتدال عن كل انحراف أو غلو ، ولا يفهم من هذا رفض التنسك والتفرغ للعبادة ولكن أن يعقد المسلم بينه وبين ربه عز وجل صلة دائمة لا تنقطع تلازمه فى كل حين بحيث يجعل كل نشاطه الواجب والمباح عبادة دائمة لله دون انقطاع .

    استشعر المراقبة الدائمة : فلابد أن يعلم المسلم أن التكاليف فى التصور الاسلامى معاناة وكدح وجهد ومجانبة للراحة ولا بد فيها من رقابة دائمة على الجوارح والنوازع ، لذا فإن إحياء الضمير يحتاج إلى كثير جهد وتدريب حتى يقوم بدوره فى توجيه المسلم وتقويته فى اتباع الأوامر والخضوع لها وشعورها بالندم إذا وقعت منها مخالفة ، فيكون وسيلة فعالة لاحياء جانب الايمان بالله تعالى فى نفس الانسان المسلم

    يتبع ان شاء الله .


    عدل سابقا من قبل مها صبحى في السبت 16 مايو 2009, 11:04 pm عدل 1 مرات
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    جدد إيمانك Empty رد: جدد إيمانك

    مُساهمة من طرف مها صبحي السبت 16 مايو 2009, 11:02 pm


    كيف أعرف حقيقة ايمانى بالله تعالى ؟

    أن يوافق عملك إيمانك : فالعقيدةالاسلامية عقيدة سلوكية فى المقام الأول وليست مفهوما ذهنيا مجردا ، فالعمل بمقتضى الايمان دليل على إذعان النفس واستسلامها ، بتحقيق كلمة التوحيد العظمى " لا إله إلا الله " التى تدل على التكليف بالأعمال سواء كان واجبا أو حراما أو حلالا .
    أن تتوحد نوازعك : فالتصور الاسلامى يقوم على مبدأ التوحيد الذى يتمثل فى توحيد جهة التلقى وتوحيد جهة التوجه ، و أى تلق ٍ من غير هذا المصدر الوحيد أو إرادة غيره بالعمل يُعد خروجا عليه يستلزم العقوبة ، فهذا التوحد يسرى ليشمل كل جوانب الحياة بكلياتها وجزئياتها بل وحتى خلجات النفس وهواجسها فضلا عن الشعائر التعبدية والأفكار والتصورات والمشاعر والعواطف الصادرة عن الانسان فكل ذلك يدخل فى مفهوم العبودية لله تعالى وتوحيده مما يؤدى إلى الاحساس بالطمأنينة ومعرفة الهوية و السكينة النفسية .
    أن تشعر بالمراقبة : فقد أوضح القرآن الكريم فى مواضع متعددة أن الله عزوجل محيط بعباده ولا يخفى عليه من أمرهم شىء حتى خلجات النفوس والمقاصد والنيات كما قال تعالى :
    " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "
    فهو سبحانه مع خلقه بعلمه وقدرته عليهم أينما كانوا لا تغيب عنه أفعالهم ولا إرادتهم سواء كانت فاسدة أو صالحة ، فاليقين بهذا واستشعاره يورث للمسلم الحياء من الله مما يدفع به نحو تحمل

    أعباء الطاعة وامتثال الأوامر ، كما أن إحساس المراقبة يبعث فى النفس الشعور بالذنب عند التقصير فى جنب الله تعالى فيكون هو العاصم الحقيقى وراء إحجام المسلم عن المعاصى والآثام .
    أن تحس بمسئوليتك الفردية : بالرغم من أن أعظم مقاصد هذا الدين للحياة الدنيا الجماعية والوحدة
    ونبذ الفرقة والفردية إلا أن ذلك يختلف فى الحياة الأخرى فتبرز الفردية فى أشد صورها فتتمثل فى رغبة عارمة فى النجاة مع إغفال تام لكل الصلات الاجتماعية مهما كانت حميمة حيث تواجه كل نفس منفردة مصيرها الذى لا يتأثر بمصائر الآخرين ، فهذا الادراك للمسئولية الفردية أمام أحكام هذا الدين هو الأساس فى بناء شخصية المسلم التى تجعله يصمد أمام المتغيرات والانحرافات الكثيرة .
    أن تشعر بالحاجة الدائمة لله : فمن أعظم آثار الايمان بالله تعالى وجود هذا الشعور العميق والملح فى النفس الانسانية الذى يجعلها فى حاجة وفقر دائم إلى الله تعالى تستمد منه العون والعطاء وخاصة فى أوقات الضعف الانسانى وأوقات المحن والشدائد ، وهذه الحاجة فطرية فى كينونة الانسان وهى دائمة لا تنقطع مهما تقدم الانسان فى علومه ومعارفه ومهما بلغ من السيطرة والتحكم فى المادة فهو فى قلق واضطراب حتى يرجع إلى القوة الالهية يستند إليها ، فالاستشعار الدائم بالضعف ضرورى للانسان فهو يثير فىالنفس انفعال الخضوع مما يدفع به نحو الخدمة فى طاعة الله والأخذ بأوامره واجتناب نواهيه بحيث يشمل هذا الشعور كل تفصيلات الحياة ومتطلباتها .
    الاحساس بالاطمئنان : إن الانسان المتمسك بالعقيدة الصحيحة والدين الحق لا يصاب بالأمراض النفسية التى تحدث للنفس البشرية الغائبة عن المعتقد الصحيح من خلخلة وفراغ يؤدى إلى الاكتئاب الموصل إلى تحطيم الذات ، فالايمان على الحقيقة هو أعظم عنصر مُسعد فى حياة الانسان على الاطلاق وصدق الله العظيم إذ يقول :
    " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
    أن تدرك نعمة الله وشكرها : فالله سبحانه متفضل على عبيده بخلقهم من العدم ، ومتفضل عليهم بالهداية إلى سبيله ، ومتفضل عليهم بالتسخير الكونى العام ، وهو أيضا سبحانه متفضل عليهم بالتسخير على التفصيل كتسخير البهائم وإنبات النبات وطيب الهواء ونحوها ، فهذه النعم المتنوعة يوجد فى نفسه العلم اليقينى أنه عاجز عن تسخيرها لنفسه فضلا عن إيجادها ، فهذا الاستشعار يثير فى النفس الحياء والرغبة فى الشكر مما يدفع المسلم نحو امتثال الأمر وتجنب النهى وشكر النعم بالعمل فيتوجه بها إلى الله تعالى ويصرفها فى مرضاته وطاعته .
    أن تتحقق بمبدأ الولاء والبراء : فإن الحب والبغض قضية فطرية فى سلوك الانسان وكيانه وإذا توجه هذا الانفعال بالحب أو الكره إلى أهداف خاطئة فيقع فى ألوان من الشذوذ والانحراف ، ومن هنا جاء التكليف بمبدأ الولاء والبراء ليضع له مسارا يحدد من خلالها توجيه طاقته الانفعالية الحاملة للحب والبغض تجاه الأشخاص والأعمال والأشياء ، وقد وصف الله تعالى كمال صحابة النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا السلوك الايمانى فقال :
    " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم …"
    فوصفهم باتجاهين متضادين أحدهما كمال الغلظة نحو الكافرين والآخر يحمل كمال الشفقة للمؤمنين وقد حدد الشارع الحكيم أولياؤه المؤمنين فجعل المحبة لهم وحدد أعداءه الكافرين وأوجب النفرة منهم
    واجتناب الركون إليهم بالود أو الموالاة كما قال
    : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين "
    فمن أحب الله أحب كل ما يحبه الله وأبغض كل ما يبغضه سبحانه وتعالى فمن لم يكن فى قلبه بغض ما يبغضه الله ورسوله من المنكر الذى حرمه من الكفر والفسوق والعصيان لم يكن فى قلبه الايمان الذى يوجبه الله عليه فإن المسلم يعرض إيمانه للانهيار بميل قلبه نحو مبغوضات الله أو بغضها لمحبوبات الله تعالى .



    تأثر السلوك بأسماء الله الحسنى : من آثار الايمان بالله تعالى تحقيق مقتضيات أسمائه وصفاته فى السلوك بعد التحقق بمعرفتها فيتحلى بها ويلتزم بمقتضياتها فيقابل كل صفة من أوصافه بأفضل ما يلاقيها من المعاملات فيكون حظ المسلم من اسم " الرحيم" السعى فى رحمة الخلق وعونهم على الحياة وأعبائها وكشف فاقتهم حسب استطاعته ، ويكون نصيبه من اسم " المؤمن " أن يأمن الخلق كلهم جانبه ... وهكذا تُفهم أسماء الله وصفاته على هذا النحو من الايمان بها على حقيقتها ثم التمثل بها فى واقع الحياة فى صورة سلوك ربانى المنهج .
    حب الجهاد : لا تختص مظاهر الجهاد – بمعناه العام – بالرجال فقط بل إن للنساء نصيباً ينبع من أصل عقيدة الايمان بالله تعالى ومحبته وطلب مرضاته ، ومن مظاهر هذا السلوك الجهادى :
    · الاستعلاء الايمانى : فهذا الشعور يلازم المسلم فى كل مواقفه ويملى عليه سلوكا معينا فى غير احتقار أو استكبار على الغير ، كما قال تعالى :" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .."
    · الصبر على الابتلاء : فإنه سُنة ربانية ماضية فى كل من انتسب إلى التوحيد وأهله يتبعه افتتان واختبار يصبر فيه من يصبر، فتخلص نياتهم وقلوبهم ويسقط فيه من يسقط غير معبوء به حتى يتبين أهل الصدق من غيرهم ، وإدراك المسلم لهذا المعنى يساعده على توطين نفسه لاحتمال البلاء سواء كان فى نفسه أو ماله أو عرضه .
    كما قال تعالى :"الم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "
    الانسجام مع طبيعة الانقياد الكونى : فالكون بما فيه من المادة والروح والزمان والمكان والمحسوسات كل ذلك خلق الله تعالى وقد جعل سبحانه لكل كائن صغير كان أو كبير فى هذا الكون إدراكا خاصا يعرفون به ربهم وخالقهم ويتوجهون إليه بكل مظاهر التسبيح والتقديس كما قال تعالى :
    " تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده .."
    وذلك حتى تكتمل صورة نظام الكون المقهور لربه عزوجل مذعنا له وقد استثنى الله الانسان بحكمته فى جانبه الارادى من النظام القهرى الذى انسجم فيه باقى المخلوقات وذلك حتى يحمل أمانة التكليف ، فيكون للمكلف حرية الاختيار فى الأخذ به أو رفضه ، فمن أخذ من المكلفين بالنهج الحق كان منسجما ضمن نظام الكون العام ومن أعرض عنه كان شاذا مبغوضا من كل أعضاء النظام المادى أوالروحى .
    فإدراك المسلم لطبيعة الكون على هذا النحو يشعره بالأنس والانسجام التام ضمن نهج عبودية الكون لله تعالى ، ويدرك أيضا أن أى مخالفة هى بمثابة خروج ورفض ضمنى لمبدأ التوافق مع الكون على النهج الربانى .


    نسأل الله أن يحقق إيماننا ويجعلنا من أهل التوحيد فى الدنيا والآخرة



    نقلا مع التصريف من كتاب
    أسس التربية الايمانية للفتاة المسلمة
    تأليف د. عدنان حسن حارث
    رنا عمر الخطاب
    رنا عمر الخطاب


    جدد إيمانك Empty رد: جدد إيمانك

    مُساهمة من طرف رنا عمر الخطاب الأحد 17 مايو 2009, 12:40 pm

    بارك الله بك اختي
    وجعلك في صحبه محمد صلى الله عليه وسلم في الجنه
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    جدد إيمانك Empty رد: جدد إيمانك

    مُساهمة من طرف مها صبحي الأحد 17 مايو 2009, 2:13 pm

    بارك الله فيك حبيبتي رنا
    و جزاك الله خيرا على دعائك

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 04 نوفمبر 2024, 4:04 pm