بقلم الدكتور : نظمى خليل أبو العطا
· وقف الزوج يعاون زوجته في غسل الملابس والأطباق بتشغيل الغسالات (الأوتوماتيكية)، نظر الزوج حوله فرأى الأجهزة الكهربائية المتعددة.
· قال الزوج في نفسه: لقد رحمنا الله من عناء الغسيل والوقت الطويل الذي كانت تستغرقه أمهاتنا بهذه الأجهزة التي وفرت الوقت والجهد.
· تذكر الزوج الخادمة التي تتكفل بالأعمال المنزلية الأخرى.... تذكر السيارة، والسائق، والتليفون، والطائرة، والحاسوب، ثم قال: ماذا فعلنا في هذا الوقت المتوفر؟! وما هي مسؤوليتنا أمام الله عن هذا التوفير؟!.
ـ هل استثمرنا هذا الوقت في تربية الأبناء، وتعلم العلم النافع، وإجراء الأنشطة المفيدة، ونشر الخير في المجتمع؟!.
ـ فكر الزوج قليلاً ثم قال: ألم يخترع المخترعون لنا أيضاً أجهزة وأساليب أخرى لقتل الوقت؟! ووضعوا لنا البرامج المغرية التي نجلس أمامها بالساعات الطويلة؟!. فهدروا بهذه الأجهزة والبرامج الوقت المتوفر بالغسالات والسيارات والطائرات، والتليفونات في مشاهدة البرامج الهابطة، وإجراء المكالمات الطويلة في التليفونات، وتبادل الحوارات التافهة عبر شبكة (الإنترنيت) وأغرونا بالإعلانات والبضاعة الاستهلاكية وأخرجونا إلى المجمعات الاستهلاكية؟!.
وبدلاً من شكر الله على نعمه، واستثمار الوقت المتوفر بالغسالات والمغارم والمطاحن والخلاطات وغيرها.
هدرنا الأوقات في عملية جحود جماعي غريبة، وانتحار اجتماعي عجيب؟!!.
ـ إن الوقت من أعظم نعم الله على عباده، فالوقت هو العمر، وهو المال، وهو الصحة، ومن أحسن استغلال الوقت فقد أدّى واجب الشكر لله على نعمة الوقت العظيمة، ولكن للأسف كثيرٌ من الناس مغبون في هذه النعمة الغالية التي أقسم الله تعالى بها وبين سبب ضياعها في قوله تعالى: ) والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر (سورة العصر. ففي هذه الآية: يقسم الله تعالى بالوقت قائلاً: ) والعصر (، ويخبرنا بخسران من أهدروا عصرهم، وأضاعوا عمرهم وأعمالهم فيما لا يفيد.
ـ والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الفراغ من النعم المغبون فيها كثير من الناس.
ـ فالإشغال الخاطىء للوقت هدرٌ لنعمة الله على الفرد والجماعة، وقد توعد الله من يفعل ذلك بالمصير المفزع. قال تعالى: ) ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار. جهنم يصلونها وبئس القرار ([إبراهيم: 28 ـ 29].
ـ هذا وعيد شديد من الله لمن يبدل نعمة الله عليه، فمعنى نفيق من هذا الهدر الجماعي للوقت، والقتل الاجتماعي للعمر؟!.
ـ ألم يخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن من أول الأشياء التي نُسأل عنها يوم القيامة العمر وفيما أفنيناه؟!.
ـ أليس هذا بكاف لنتعلم استثمار الوقت، واستغلال الوقت المتوفر بالأجهزة الحديثة في الأعمال المفيدة؟!.
ـ الزوج الذي يقضي الساعات الطويلة في المقهى، ومجالس الأحاديث غير المفيدة، ألم يستشعر المسؤولية، ويستثمر الوقت في معاونة الزوجة، وتربية الأولاد، والتعاون مع الجيران، وفعل الخيرات، وتحصيل العلم النافع؟!.
ـ الزوجة التي تهدر الوقت الطويل في المحادثات غير المفيدة، والتسوق غير الضروري، والجلوس بالساعات أمام المسلسلات، والبرامج القاتلة للوقت، لماذا لا تضع لنفسها برنامجاً عملياً لاستغلال الوقت وتفعيل العمر؟!.
ـ الشاب الذي يقضي الساعات في الجري في الشوارع بالسيارة، وبالحوارات الهابطة في التليفون والإنترنيت ومغازلة البنات في المجمعات والدوران حول مدارس البنات، لماذا لا يخطط لعمره، ويستغل قوته وشبابه وصحته في بناء مستقبله؟!.
ـ الفتاة التي انشغلت بالماكياج والخروج إلى المجمعات الاستهلاكية دون فائدة، والجلوس الطويل في كافتيريا الجامعة، والبعض منهن يجلسن على المقاهي ويدفن، لماذا لا يتعلمن فن استغلال الوقت؟!.
ـ لماذا لا تحتوي مناهجنا التعليمية والتربوية مقررات، ومساقات، لتعلم مهارات الحياة، واستغلال الوقت وصناعة النجاح والإبداع؟!!.
ـ الوقت نعمة، والعلم نعمة، والصحة نعمة، وتعلم اللغة نعمة، فسيدنا سليمان شكر الله على تعلم لغة الحيوان ) وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ([النمل: 19].
ـ من الواجبات الجماعية والاجتماعية التخطيط للاستثمار الأمثل للوقت، ومن قتل الوقت قتل نفسه وأسرته ومجتمعه وقومه وأحلهم دار البوار.
ـ الأعمار قصيرة، والمسؤوليات كثيرة، فعلينا أن نخطط كيف ننجز هذه المسؤوليات الكثيرة في هذا العمر القصير.
ـ وعلينا أن نشكر الله على نعمه، التي أنعم بها علينا، وعلى والدينا والناس أجمعين، وفي مقدمتها نعمة الوقت الذي وفرته لنا الأجهزة الحديثة فلا نجعله يتفلت من أيدينا فيما لا يفيد، فما رأيكم يا سادة؟!!
نقلا من موقع موسوعة الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة
عدل سابقا من قبل مها صبحى في الثلاثاء 31 أغسطس 2010, 12:14 pm عدل 1 مرات