قال الامام الجوزي رحمه الله تعالى
لاينبغى للمؤمن ان ينزعج من مرض او نزو موت,وان كان الطبع لايملك. الا انه ينبغى له التصبر مهما امكن اما لطلب الجر بما يعانى , او لبيان اثر الرضى بالقضاء, وماهى الا لحظات ثم تقتضى.وليتفكر المعافى من المرض فى الساعات التى كان يقلق فيها اين هى فى زمان العافيه؟...ذهب البلاء وحصل الثواب. كما تذهب حلاوه اللذات المحرمه ويبقى الوزر. ويمضى الزمان والتسخط بالاقدار, ويبقى العتاب . وهل الموت الا الام تزيد فتعجز النفس عن حملها فتذهب .فليتصور المريض وجود الراحه بعد رحيل النفس ,وقد هان مايلقى. كما يتصور العافيه بعد شرب الشربه المره. فالسعيد من وفق لاغتنام العافيه ,ثم يختار تحصيل الفضل فى زمن الاغتنام.وليعلم ان زياده المنازل فى الجنه على قدر التزيد من الفضائل ههنا. والعمر قصير , والفضائل كثيره فليبالغ فى البدار. فيا طول راحه التعب , ويا فرحه المغموم ,ويا سرور المحزون. ومتى تخيل دوام اللذه فى الجنه من غير منغص ولا قاطع,هان عليه كل بلاء وشده