بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه اجمعين وعلى اله وصحبه اجمعين ..
بعد ...
: هذه تراجم القراء أصحاب القراءات العشرة ومن روى عنهم من ائمة القرآءات رضي الله عنهم .
ولقد كان البعض منهم له باع طويل في الحديث فهو ثقة عند اهل الحديث ، وبينما نرى الجزء الاخر منهم من ليس له في الحديث علم او من هو صاحب بضاعة مزجاه ، فترى اصحاب الحديث يذكروه جرحا عندهم ، فيكون تجريحهم له هو من جهة علم الحديث فقط لا غير ، اما من جهة القرآءة فهو فوق الحجة ....
وهذا ما احببت التنويه عنه لكي لا يختلط على القارئ تجريح البعض لهم ....
فاقول وبالله التوفيق ومنه السداد :
نافع :
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي (70–169هـ)، مولاهم المدني. كان عالماً بوجوه القراءات والعربية، متمسكا بالآثار، فصيحاً ورعاً، إماماً للناس في القراءات بالمدينة. جيداً في رواية الحديث. انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، مع كثرة ما في المدينة المنورة من قراء. فهذا يدل يقيناً على تواتر قراءته، بل هي أصح القراءات وأشدها تواتراً.
نقل القراءة عنه قالون و ورش، وخلق آخرون يصعب إحصائهم. وقد أقرأ نافع الناس دهراً طويلاً نيفاً عن سبعين سنة. وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها. وقال أبو عبيد: «وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه، وبها تمسكوا بها إلى اليوم». وقال ابن مجاهد: «وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم : نافع». قال: «وكان عالماً بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده». قال مالك: «نافع إمام الناس في القراءة». قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: «قراءة أهل المدينة سنة». قيل: «قـراءة نافـع؟». قال: «نعم». وقال إمام مصر الليث بن سعد: أدركت أهل المدينة و هم يقولون: «قراءة نافع سُنّة». وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: «قراءة أهل المدينة». قلت: فإن لم يكن؟ قال: «قراءة عاصم».
قال قالون: «كان نافع من أطهر الناس خلقاً، ومن أحسن الناس قراءة. وكان زاهدا جوادا. صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة». وقال الأعشى: «كان نافع يسهّل القرآن لمن قرأ عليه، إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك». وقال الأصمعي: قال لي نافع: «تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً». وقال مالك لما سأله عن البسملة قال: «سلوا نافعاً. فكل علم يسأل عنه أهله. ونافـع إمام الناس في القراءة».
وروى إسحاق المسيبي عن نافع قال: «أدركت عدة من التابعين. فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم، فأخذته. وما شذ فيه واحد تركته. حتى ألّفت هذه القراءة». وروى عنه موسى بن طارق أنه قال: «قرأت على سبعين من التابعين». قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (7|336): «اشتهرت تلاوته على خمسة: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج –صاحب أبي هريرة (وقد أخذ القراءة عرضاً على أبي هريرة وابن عباس)–، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع –أحد العشرة–، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وحمل هؤلاء عن: أصحاب أُبَيِّ بن كعب، وزيد بن مثبت، كما أوضحناه في طبقات القراء. وصح أن الخمسة تلوا على مقرئ المدينة: عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي صاحب أُبَيّ. وقيل إنهم قرؤوا على أبي هريرة أيضاً وعلى ابن عباس، وفيه احتمال (وأما يزيد وشيبة فلم يصح كما في معرفة كبار القراء ( ص 76 ) و ( ص79 ) ، ورجح الذهبي عدم سماع ابن جندب من أبي هريرة ( ص81 ). وقيل إن مسلم بن جندب قرأ على: حكيم بن حزام وابن عمر».
قالون :
هو عيسى بن مينا المدني النحوي (120–220هـ)، الملقب بقالون. وهو بالرومية "جيد". لقبه به نافع لجودة قراءته. قرأ على نافع سنة 150هـ، واختص به كثيراً. وكان إمام المدينة ونحويها. قال: «قرأت على نافع قراءته غير مرة، وكتبتها في كتابي». أخذ القراءة عرضا عن نافع: قراءة نافع، وقراءة أبي جعفر. وعرض أيضا على عيسى بن وردان.
قال أبو محمد البغدادي: «كان قالون أصم لا يسمع البوق. وكان إذا قرأ عليه قارئ فإنه يسمعه». وقال ابن أبي حاتم: «كان أصم، يُقرئ القراء ويَفهم خطأهم ولحنهم بالشفة. وسمعت علي بن الحسين يقول: كان عيسى بن مينا قالون أصم شديد الصمم. وكان يقرأ عليه القرآن، وكان ينظر إلى شفتي القارئ، ويرد عليه اللحن والخطأ».
ورش :
هو عثمان بن سعيد المصري (110–197هـ). لقبه نافع بـ"ورش".
كان مقرئاً في مصر، ثم رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع، فقرأ عليه ختمات في شهر سنة 155. فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع. مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد. وكان حسن الصوت، قال يونس بن عبد الأعلى: «كان ورش جيد القراءة حسن الصوت. إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب. لا يمل سامعه».
له اختيار خالف به نافعاً. ذلك أنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع. فلما رحل إلى نافع، قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين. فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين، فأقره على قراءته. فقالون قد طابقت قراءته اختيار شيخه نافع. أما ورش –وإن كانت قراءته عن نافع عن مشايخه المدنيين– فقد خالفت اختيار نافع. لكن كون نافع أقره على ما وافق بعض مشايخه المدنيين وصح عنده، وكان هذا قد صح كذلك عند ورش عن مشايخه المصريين، فيستحيل تواطؤ هؤلاء على الخطأ. ثم وجدنا ورشاً قد صار شيخ قراء مصر بلا منازع في زمانه، فهذا يدل على إقرارهم بإتقانه. هذا مع معرفتهم بقراءة أهل المدينة نتيجة مرورهم بها أثناء الحج، فضلاً عن معرفتهم بقراءة مشايخهم المصريين. فلا شك بعد ذلك بتواتر قراءة ورش.
ابن كثير المكي :
هو عبد الله بن كثير الداري (45–120هـ). كان إمام الناس بمكة، لم ينازعه فيها منازع، ولذلك نقل عنه أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد والشافعي وسفيان بن عيينة وابن جريج وخلق كثير من الأئمة. كان ثقةً في الحديث. وكان فصيحاً بليغاً. قال جرير بن حازم: «رأيت عبد الله بن كثير، فرأيت رجلا فصيحا بالقرآن». وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد، كما قيل. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: «قرأت على ابن كثير؟». قال: «نعم. ختمت على ابن كثير، بعدما ختمت على مجاهد».
وقد كان ابن كثير إمام الناس في القراءة بمكة، فلم ينازعه فيها منازع. وهذا من أعظم الدلائل على تواترها. فمكة المكرمة يقصدها علماءُ المسلمين كلهم للحج والعمرة، فلو أخطأ ابن كثير في حرف واحد، لأنكروا ذلك ولاشتهر. فلما علمنا أنه لم يحدث هذا البتة، وأنهم قد أجمعوا على إمامته وصحة قراءته، مع قرب العهد للصحابة آنذاك، علمنا يقيناً بتواتر تلك القراءة. فإنهم لم يختاروا قراءة ابن محيصن المكي، مع أنه شيخ ابن كثير، لأنه ينفرد عن أهل بلده بأشياء. واختاروا قراءة ابن كثير لأنه يقرأ بالقراءة المعروفة عن أهل مكة في زمنه.
نشأ ابن كثير بمكة. ولقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك. و ذكر أبو عمرو الداني المقرئ أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب المخزومي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول، وقال: « إنه ليس بمشهور عندنا » .
قال ابن الجزري: « وليس ذلك ببعيد، فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم ».
وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي النص على قراءته عليه.
و المعروف أن ابن كثير أخذ القراءة عن مجاهد. وكذلك قرأ على درباس مولى ابن عباس. وقرأ درباس ومجاهد على ابن عباس. وقرأ ابن عباس على أُبَيّ وزيد بن مثبت. وقد قرأ مجاهد على ابن السائب كذلك.
قال ابن مجاهد: «ولم يزل عبد الله هو الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومئة».
البزي :
أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة (170–250هـ). مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام. انتهيت إليه مشيخة الإقراء بمكة. وهو ثبت في القراءة، لكنه ضعيف في الحديث .
والبزي أكبر رواة ابن كثير. وقد روى قراءة ابن كثير عن عكرمة بن سليمان بن عبد الله القسط وعن شبل بن عباد عن ابن كثير . ولم ينفرد بقراءة ابن كثير بل روى معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب في قراءة ابن كثير. لكن البزي كان أشهرهم، ولذلك اشتهر بالرواية عن ابن كثير.
ولد انكر عليه روايته لحديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى . وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله من حديثه في المستدرك (3|344) : من طريق البزي قال : ( سمعت عكرمة بن سليمان (بن كثير بن عامر) يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين (مقرئ)، فلما بلغت {والضحى} قال: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم . وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك . وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك . وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك . وأخبره أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك ) .
وهذا حديث باطل، قال عنه الإمام أبو حاتم الرازي في العلل (2|76) : «هذا حديث منكر».
وقد عده الذهبي في ميزان الاعتدال (1|289) من مناكير البزي ، وأقره ابن حجر في لسان الميزان (1|284) .
وهذا لضعفه رحمه الله في علم الحديث ، ولقد كان تخصصه في القرآءة ، وهو فيها حجة .
وقليل من جمع بين علم الحديث والقرآءة ....
قنبل:
هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد الملقب بقنبل (195–291هـ). وكان إماما في القراءة متقنا ضابطا.
انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل الناس إليه من الأقطار.
وكان من أجل رواة ابن كثير وأوثقهم وأعدلهم. وقُدِّمَ البزي عليه، لأنه أعلا سنداً منه، إذ هو مذكور فيمن تلقى عنهم قنبل.
وأخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد بن عون النبال، وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة. وروى القراءة عن البزي.
وقرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط وهب بن واضح على إسماعيل بن شبل ومعروف بن مشكان على ابن كثير.
قال أبو عبد الله القصاع : ( وكان على الشرطة بمكة لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب. فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم ) .
وقال الذهبي: إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت مسيرته .
أبو عمرو البصري :
أبو عمرو زبان بن العلاء بن عمار التميمي المازني البصري (68–154هـ)، أحد القراء السبعة. ولد أبو عمرو بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة. وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج، فقرأ بمكة والمدينة. وقرأ أيضا بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة. فليس في القراء السبعة أكثر شيوخاً منه.
قال الذهبي: «عرض بمكة على مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة بن خالد وابن كثير. وقيل إنه قرأ على أبي العالية الرياحي، ولم يصح مع أنه أدركه... وقيل إنه عرض بالمدينة على أبي جعفر ويزيد بن رومان وشيبة. وعرض بالبصرة على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم والحسن (البصري) وغيرهم».
قال الأصمعي (نحوي مشهور): قال لي أبو عمرو: «لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت. لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كُتِبَت، ما قدر الأعمش (على سعة حفظه) على حملها. ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قُرِأَ، لقرأت كذا وكذا وكذا»، وذكر حروفاً.
وقال أبو عبيدة: «كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف. ثم تنسك فأحرقها، وتفرد للعبادة. وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث ليال».
وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية، مع الصدق والثقة والزهد والأمانة والدين. واعتبر نحوي البصرة وقارئها. وقد وروى عنه الحروف سيبويه، نحوي الكوفة المشهور. إضافة لخلق لا يحصون.
وقال الأصمعي: «لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه».
وعن سفيان بن عيينة (وهو قرين مالك) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: «يا رسول الله. قد اختلفت عليّ القراءات، فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟». فقال: «اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء».
وقال الإمام أحمد بن حنبل: «قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي. قرأ على ابن كثير ومجاهد وسعيد بن جبير، على ابن عباس، على أُبَيّ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
وقال: «عليك بقراءة أبي عمروٍ، لغة قريش وفصحاء العرب». وعدها مكي بن أبي طالب من أفصح القراءات.
قال ابن مجاهد: حدثني محمد بن عيسى ابن حيان: حدثنا نصر بن علي قال: قال لي أبي: قال شعبة (إمام الحديث البصري المشهور): «انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه، فإنه سيصير للناس إسناداً».
قال نصر: قلت لأبي: كيف تقرأ؟ قال: «على قراءة أبي عمرو».
وقلت للأصمعي: كيف تقرأ؟ قال: «على قراءة أبي عمرو».
قال ابن الجزري: «وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله. فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو. فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة، في الفرش. وقد يخطئون في الأصول. ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمئة، فتركوا ذلك. لأن شخصا قدم من أهل العراق، وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو، فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه، وأقام سنين. كذا بلغني، وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو. وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة».
الدوري :
حفص بن عمر الدوري (150–246هـ): هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان. ويقال صهيب الدوري نسبة إلى دور: موضع ببغداد بالعراق. إمام القراءة في عصره. كان جيداً في رواية الحديث.
قال أبو بكر الخطيب: «قرأ القرآن على جماعة من الأكابر، فمنهم: إسماعيل بن جعفر المدني، و شجاع بن أبى نصر الخرساني، و سليم بن عيسى، و علي بن حمزة الكسائي. و مال إلى الكسائي من بينهم، و كان يقرأ بقراءته و اشتهر بها».
و قال ابن سعد: «كان عالما بالقرآن و تفسيره».
رحل الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة. وتعلم الشواذ، وسمع من ذلك شيئا كثيراً. قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع. وقرأ أيضاً عليه وعلى أخيه: يعقوب بن جعفر عن ابن حجاز عن أبي جعفر، وسليم عن حمزة، ومحمد بن سعدان عن حمزة، وعلي الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم، وحمزة بن القاسم عن أصحابه، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وشجاع بن أبي نصر البلخي. وقول الهزلي أنه: "قرأ على أبي بكر نفسه" وَهْمٌ. بل على الكسائي عنه، وقرأ عليه.
السوسي :
هو أبو شعيب صالح بن زياد السوسي الرقي (ت261). ثقة في الحديث، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن أبي محمد اليزيدي، وهو من أجل أصحابه.
».
.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه اجمعين وعلى اله وصحبه اجمعين ..
بعد ...
: هذه تراجم القراء أصحاب القراءات العشرة ومن روى عنهم من ائمة القرآءات رضي الله عنهم .
ولقد كان البعض منهم له باع طويل في الحديث فهو ثقة عند اهل الحديث ، وبينما نرى الجزء الاخر منهم من ليس له في الحديث علم او من هو صاحب بضاعة مزجاه ، فترى اصحاب الحديث يذكروه جرحا عندهم ، فيكون تجريحهم له هو من جهة علم الحديث فقط لا غير ، اما من جهة القرآءة فهو فوق الحجة ....
وهذا ما احببت التنويه عنه لكي لا يختلط على القارئ تجريح البعض لهم ....
فاقول وبالله التوفيق ومنه السداد :
نافع :
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي (70–169هـ)، مولاهم المدني. كان عالماً بوجوه القراءات والعربية، متمسكا بالآثار، فصيحاً ورعاً، إماماً للناس في القراءات بالمدينة. جيداً في رواية الحديث. انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، مع كثرة ما في المدينة المنورة من قراء. فهذا يدل يقيناً على تواتر قراءته، بل هي أصح القراءات وأشدها تواتراً.
نقل القراءة عنه قالون و ورش، وخلق آخرون يصعب إحصائهم. وقد أقرأ نافع الناس دهراً طويلاً نيفاً عن سبعين سنة. وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها. وقال أبو عبيد: «وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه، وبها تمسكوا بها إلى اليوم». وقال ابن مجاهد: «وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم : نافع». قال: «وكان عالماً بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده». قال مالك: «نافع إمام الناس في القراءة». قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: «قراءة أهل المدينة سنة». قيل: «قـراءة نافـع؟». قال: «نعم». وقال إمام مصر الليث بن سعد: أدركت أهل المدينة و هم يقولون: «قراءة نافع سُنّة». وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: «قراءة أهل المدينة». قلت: فإن لم يكن؟ قال: «قراءة عاصم».
قال قالون: «كان نافع من أطهر الناس خلقاً، ومن أحسن الناس قراءة. وكان زاهدا جوادا. صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة». وقال الأعشى: «كان نافع يسهّل القرآن لمن قرأ عليه، إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك». وقال الأصمعي: قال لي نافع: «تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً». وقال مالك لما سأله عن البسملة قال: «سلوا نافعاً. فكل علم يسأل عنه أهله. ونافـع إمام الناس في القراءة».
وروى إسحاق المسيبي عن نافع قال: «أدركت عدة من التابعين. فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم، فأخذته. وما شذ فيه واحد تركته. حتى ألّفت هذه القراءة». وروى عنه موسى بن طارق أنه قال: «قرأت على سبعين من التابعين». قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (7|336): «اشتهرت تلاوته على خمسة: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج –صاحب أبي هريرة (وقد أخذ القراءة عرضاً على أبي هريرة وابن عباس)–، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع –أحد العشرة–، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وحمل هؤلاء عن: أصحاب أُبَيِّ بن كعب، وزيد بن مثبت، كما أوضحناه في طبقات القراء. وصح أن الخمسة تلوا على مقرئ المدينة: عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي صاحب أُبَيّ. وقيل إنهم قرؤوا على أبي هريرة أيضاً وعلى ابن عباس، وفيه احتمال (وأما يزيد وشيبة فلم يصح كما في معرفة كبار القراء ( ص 76 ) و ( ص79 ) ، ورجح الذهبي عدم سماع ابن جندب من أبي هريرة ( ص81 ). وقيل إن مسلم بن جندب قرأ على: حكيم بن حزام وابن عمر».
قالون :
هو عيسى بن مينا المدني النحوي (120–220هـ)، الملقب بقالون. وهو بالرومية "جيد". لقبه به نافع لجودة قراءته. قرأ على نافع سنة 150هـ، واختص به كثيراً. وكان إمام المدينة ونحويها. قال: «قرأت على نافع قراءته غير مرة، وكتبتها في كتابي». أخذ القراءة عرضا عن نافع: قراءة نافع، وقراءة أبي جعفر. وعرض أيضا على عيسى بن وردان.
قال أبو محمد البغدادي: «كان قالون أصم لا يسمع البوق. وكان إذا قرأ عليه قارئ فإنه يسمعه». وقال ابن أبي حاتم: «كان أصم، يُقرئ القراء ويَفهم خطأهم ولحنهم بالشفة. وسمعت علي بن الحسين يقول: كان عيسى بن مينا قالون أصم شديد الصمم. وكان يقرأ عليه القرآن، وكان ينظر إلى شفتي القارئ، ويرد عليه اللحن والخطأ».
ورش :
هو عثمان بن سعيد المصري (110–197هـ). لقبه نافع بـ"ورش".
كان مقرئاً في مصر، ثم رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع، فقرأ عليه ختمات في شهر سنة 155. فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع. مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد. وكان حسن الصوت، قال يونس بن عبد الأعلى: «كان ورش جيد القراءة حسن الصوت. إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب. لا يمل سامعه».
له اختيار خالف به نافعاً. ذلك أنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع. فلما رحل إلى نافع، قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين. فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين، فأقره على قراءته. فقالون قد طابقت قراءته اختيار شيخه نافع. أما ورش –وإن كانت قراءته عن نافع عن مشايخه المدنيين– فقد خالفت اختيار نافع. لكن كون نافع أقره على ما وافق بعض مشايخه المدنيين وصح عنده، وكان هذا قد صح كذلك عند ورش عن مشايخه المصريين، فيستحيل تواطؤ هؤلاء على الخطأ. ثم وجدنا ورشاً قد صار شيخ قراء مصر بلا منازع في زمانه، فهذا يدل على إقرارهم بإتقانه. هذا مع معرفتهم بقراءة أهل المدينة نتيجة مرورهم بها أثناء الحج، فضلاً عن معرفتهم بقراءة مشايخهم المصريين. فلا شك بعد ذلك بتواتر قراءة ورش.
ابن كثير المكي :
هو عبد الله بن كثير الداري (45–120هـ). كان إمام الناس بمكة، لم ينازعه فيها منازع، ولذلك نقل عنه أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد والشافعي وسفيان بن عيينة وابن جريج وخلق كثير من الأئمة. كان ثقةً في الحديث. وكان فصيحاً بليغاً. قال جرير بن حازم: «رأيت عبد الله بن كثير، فرأيت رجلا فصيحا بالقرآن». وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد، كما قيل. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: «قرأت على ابن كثير؟». قال: «نعم. ختمت على ابن كثير، بعدما ختمت على مجاهد».
وقد كان ابن كثير إمام الناس في القراءة بمكة، فلم ينازعه فيها منازع. وهذا من أعظم الدلائل على تواترها. فمكة المكرمة يقصدها علماءُ المسلمين كلهم للحج والعمرة، فلو أخطأ ابن كثير في حرف واحد، لأنكروا ذلك ولاشتهر. فلما علمنا أنه لم يحدث هذا البتة، وأنهم قد أجمعوا على إمامته وصحة قراءته، مع قرب العهد للصحابة آنذاك، علمنا يقيناً بتواتر تلك القراءة. فإنهم لم يختاروا قراءة ابن محيصن المكي، مع أنه شيخ ابن كثير، لأنه ينفرد عن أهل بلده بأشياء. واختاروا قراءة ابن كثير لأنه يقرأ بالقراءة المعروفة عن أهل مكة في زمنه.
نشأ ابن كثير بمكة. ولقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك. و ذكر أبو عمرو الداني المقرئ أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب المخزومي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول، وقال: « إنه ليس بمشهور عندنا » .
قال ابن الجزري: « وليس ذلك ببعيد، فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم ».
وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي النص على قراءته عليه.
و المعروف أن ابن كثير أخذ القراءة عن مجاهد. وكذلك قرأ على درباس مولى ابن عباس. وقرأ درباس ومجاهد على ابن عباس. وقرأ ابن عباس على أُبَيّ وزيد بن مثبت. وقد قرأ مجاهد على ابن السائب كذلك.
قال ابن مجاهد: «ولم يزل عبد الله هو الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومئة».
البزي :
أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة (170–250هـ). مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام. انتهيت إليه مشيخة الإقراء بمكة. وهو ثبت في القراءة، لكنه ضعيف في الحديث .
والبزي أكبر رواة ابن كثير. وقد روى قراءة ابن كثير عن عكرمة بن سليمان بن عبد الله القسط وعن شبل بن عباد عن ابن كثير . ولم ينفرد بقراءة ابن كثير بل روى معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب في قراءة ابن كثير. لكن البزي كان أشهرهم، ولذلك اشتهر بالرواية عن ابن كثير.
ولد انكر عليه روايته لحديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى . وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله من حديثه في المستدرك (3|344) : من طريق البزي قال : ( سمعت عكرمة بن سليمان (بن كثير بن عامر) يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين (مقرئ)، فلما بلغت {والضحى} قال: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم . وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك . وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك . وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك . وأخبره أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك ) .
وهذا حديث باطل، قال عنه الإمام أبو حاتم الرازي في العلل (2|76) : «هذا حديث منكر».
وقد عده الذهبي في ميزان الاعتدال (1|289) من مناكير البزي ، وأقره ابن حجر في لسان الميزان (1|284) .
وهذا لضعفه رحمه الله في علم الحديث ، ولقد كان تخصصه في القرآءة ، وهو فيها حجة .
وقليل من جمع بين علم الحديث والقرآءة ....
قنبل:
هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد الملقب بقنبل (195–291هـ). وكان إماما في القراءة متقنا ضابطا.
انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل الناس إليه من الأقطار.
وكان من أجل رواة ابن كثير وأوثقهم وأعدلهم. وقُدِّمَ البزي عليه، لأنه أعلا سنداً منه، إذ هو مذكور فيمن تلقى عنهم قنبل.
وأخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد بن عون النبال، وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة. وروى القراءة عن البزي.
وقرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط وهب بن واضح على إسماعيل بن شبل ومعروف بن مشكان على ابن كثير.
قال أبو عبد الله القصاع : ( وكان على الشرطة بمكة لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب. فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم ) .
وقال الذهبي: إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت مسيرته .
أبو عمرو البصري :
أبو عمرو زبان بن العلاء بن عمار التميمي المازني البصري (68–154هـ)، أحد القراء السبعة. ولد أبو عمرو بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة. وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج، فقرأ بمكة والمدينة. وقرأ أيضا بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة. فليس في القراء السبعة أكثر شيوخاً منه.
قال الذهبي: «عرض بمكة على مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة بن خالد وابن كثير. وقيل إنه قرأ على أبي العالية الرياحي، ولم يصح مع أنه أدركه... وقيل إنه عرض بالمدينة على أبي جعفر ويزيد بن رومان وشيبة. وعرض بالبصرة على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم والحسن (البصري) وغيرهم».
قال الأصمعي (نحوي مشهور): قال لي أبو عمرو: «لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت. لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كُتِبَت، ما قدر الأعمش (على سعة حفظه) على حملها. ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قُرِأَ، لقرأت كذا وكذا وكذا»، وذكر حروفاً.
وقال أبو عبيدة: «كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف. ثم تنسك فأحرقها، وتفرد للعبادة. وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث ليال».
وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية، مع الصدق والثقة والزهد والأمانة والدين. واعتبر نحوي البصرة وقارئها. وقد وروى عنه الحروف سيبويه، نحوي الكوفة المشهور. إضافة لخلق لا يحصون.
وقال الأصمعي: «لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه».
وعن سفيان بن عيينة (وهو قرين مالك) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: «يا رسول الله. قد اختلفت عليّ القراءات، فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟». فقال: «اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء».
وقال الإمام أحمد بن حنبل: «قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي. قرأ على ابن كثير ومجاهد وسعيد بن جبير، على ابن عباس، على أُبَيّ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
وقال: «عليك بقراءة أبي عمروٍ، لغة قريش وفصحاء العرب». وعدها مكي بن أبي طالب من أفصح القراءات.
قال ابن مجاهد: حدثني محمد بن عيسى ابن حيان: حدثنا نصر بن علي قال: قال لي أبي: قال شعبة (إمام الحديث البصري المشهور): «انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه، فإنه سيصير للناس إسناداً».
قال نصر: قلت لأبي: كيف تقرأ؟ قال: «على قراءة أبي عمرو».
وقلت للأصمعي: كيف تقرأ؟ قال: «على قراءة أبي عمرو».
قال ابن الجزري: «وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله. فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو. فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة، في الفرش. وقد يخطئون في الأصول. ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمئة، فتركوا ذلك. لأن شخصا قدم من أهل العراق، وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو، فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه، وأقام سنين. كذا بلغني، وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو. وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة».
الدوري :
حفص بن عمر الدوري (150–246هـ): هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان. ويقال صهيب الدوري نسبة إلى دور: موضع ببغداد بالعراق. إمام القراءة في عصره. كان جيداً في رواية الحديث.
قال أبو بكر الخطيب: «قرأ القرآن على جماعة من الأكابر، فمنهم: إسماعيل بن جعفر المدني، و شجاع بن أبى نصر الخرساني، و سليم بن عيسى، و علي بن حمزة الكسائي. و مال إلى الكسائي من بينهم، و كان يقرأ بقراءته و اشتهر بها».
و قال ابن سعد: «كان عالما بالقرآن و تفسيره».
رحل الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة. وتعلم الشواذ، وسمع من ذلك شيئا كثيراً. قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع. وقرأ أيضاً عليه وعلى أخيه: يعقوب بن جعفر عن ابن حجاز عن أبي جعفر، وسليم عن حمزة، ومحمد بن سعدان عن حمزة، وعلي الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم، وحمزة بن القاسم عن أصحابه، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وشجاع بن أبي نصر البلخي. وقول الهزلي أنه: "قرأ على أبي بكر نفسه" وَهْمٌ. بل على الكسائي عنه، وقرأ عليه.
السوسي :
هو أبو شعيب صالح بن زياد السوسي الرقي (ت261). ثقة في الحديث، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن أبي محمد اليزيدي، وهو من أجل أصحابه.
».
.