مخارج الحروف
1. الظاء والضاد:
يخلط كثير من الناس بين حرفي الضاد والظاء لتشابه صفاتهما.
والصحيح أن الضاد تتميز من حيث صفاتها عن الظاء وعن باقي الحروف بصفة الاستطالة وهي، كما رأينا في مبحث المخارج، طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.
أما من حيث المخرج والصوت فلا تشابه بينهما البتة. فمخرج الضاد يكون من إحدى حافتي اللسان أو كلتاهما مع ما يحاذيها من الأضراس العليا. أما مخرج الظاء فيكون من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا. (استمع إلى الأمثلة في هذا الباب)
يقول ابن الجزري:
وَالضَّـادَ بِسْتِطَالَـةٍ وَمَخْرَجِ مَيِّزْ مِنَ الظَّـاءِ وَكُلُّهَا تَجِـي
ونطق الضاد ظاء أو الظاء ضادا يؤدي إلى تحريف المعنى. فكلمة (ضل) بالضاد تختلف من حيث المعنى عن كلمة (ظل) بالظاء، وكلمة (ناظرة) تختلف عن كلمة (ناضرة).
2. إذا التقى حرفا الضاد والظاء وجب إظهارهما وتحقيق مخرج كل منهما وتمييز صفة الاستطالة في الضاد كما في قوله تعالى ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً﴾ (الفرقان 27) (المثال الأول) أو قوله تعالى ﴿الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ﴾ (الشرح 3) (المثال الثاني).
وَإِنْ تَلاَقَـيَا البَيَانُ لاَزِمُ أَنْقَضَ ظَــهْرَكَ يَعَضُّ الظّــَالِمُ
3. يجب الانتباه أيضا إلى إظهار الضاد الساكنة عند الطاء نحو (اضْطُرَّ) في قوله تعالى ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ (البقرة 173) (المثال الثالث) وعند التاء نحو (أَفَضْتُم) في قوله تعالى ﴿فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ (البقرة 198) (المثال الرابع).
كما يجب الانتباه إلى إظهار الظاء عند التاء نحو (أَوَعَظْتَ) في قوله تعالى ﴿قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ (الشعراء 136) (المثال الخامس).
وفي هذا يقول ابن الجزري :
وَاضْطُّرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْتُمُ وَصَــفِّ هَا جِبَاهُهُم عَلَيْــهِمُ
4. في قوله تعالى ﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ (القصص 23) (المثال السادس) ينطق بعض الناس حرف الصاد في كلمة (يُصْدِرَ) قريبا من حرف الزاي فيقرؤها (يُزْدِرَ). ومثل ذلك كلمة (الصِّرَاطَ) في قوله تعالى ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾(الفاتحة 6) (المثال السابع) ونحو ذلك. وهذا غير وارد في رواية حفص.
5. يجد بعض الناس وخاصة الأعاجم منهم صعوبة في نطق بعض الحروف كالقاف ينطقها بعضهم قريبة من الكاف وكالجيم ينطقها البعض قريبة من الياء أو من الشين.
المصدر
عدل سابقا من قبل انتصار في الإثنين 15 يونيو 2009, 9:10 am عدل 1 مرات