بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسوله الأمين محمد و آله و صحبه أجمعين و من اتبعه و اهتدى بهديه إلى يوم الدين
و بعد فالحمد لله الرب الملك الإله، خلق الخلق بربوبيته فرحمهم، و قهرهم بملكه فأحسن إليهم و عدل بينهم، و استعبدهم بألوهيته فجعل الجنة مآل محبيه و النار قرار من أشرك به منهم،
و الحمد لله الذي كنت ميتا فأحيان و الذي هو أطعمني و سقان و الذي لما مرضت هو شافان، و من علي بالعودة و تحقيق وعدي بنقل هذا التفسير المبارك الذي إليه هدان
فله الحمد أولا و آخرا به أستعين و عليه التكلان
من مختصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي لتفسير المعوذتين للإمام ابن قيم الجوزية رحمهما الله
بسم الله الرحمن الرحيم
" قل أعوذ برب الفلق "
معنى أعوذ ألتجئ و أعتصم و أتحرز،
و الفلق هو نور الفجر الذي يطرد الظلام.
و تضمنت هذه السورة : مستعاذا به و مستعاذا منه و مستعيذا.
المستعـــاذ بـــه
هو الله رب الفلق و رب الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا بــه، و لا يُستعاذُ بأحــد من خلقه، و قد قال تعالى في كتابه عمن استعاذ بخلقه أن استعاذتَه زادته رهقا ( و الرهَقُ الطغيانُ، زاد المحقق معلقا: قال ابن كثير الرهق الخوف و الارهاب و الذعر و قال آخرون الرهق الإثم، و قال مجاهد: زاد الكفار طغيانا، و قال أبو عبيدة صاحب مجاز القرآن: رهقا سَفَهاو طغيانا. و قال الزمخشري في الكشاف: و قيل : الإنسُ زادوهم كبرا و كفرا، أو فزاد الجن و الانس رهقا بإغوائهم و إضلالهم لاستعاذتهم بهم)
و احتج أهل السنة على المعتزلة في أن كلمات الله غير مخلوقة؛ بأن النبي صلى الله عليه و سلم استعاذ بقوله تعالى: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " (1) و" أعوذ بكلمات الله التامات" ( وردت هذه الاستعاذة في أحاديث صحيحة ثابة مثل ما رواه مسلم2708)
و المستعيـــذ
هو رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كل من اتبعه إلى يوم القيامة.
و أما المستعـاذ منه
فأربعة أقسام: الشر العـــام و شر الغاسق إذا وقب و شر النفاثات في العقد و شر الحاسد إذا حسد.
المستعاذ منه الأول : الشر العـام
في قوله تعالى: " مِن شَرِّ مَا خَلَقَ "؛ و هذا يعم كل شر في الدنيا و الآخرة، و شر الشياطين من الناس و الجن و شر السباع و الهوام، و شر النار و شر الذنوب و الهوى، و شر النفس و العمل.
و قوله : " مِن شَرِّ مَا خَلَقَ " أي من شر كل مخلوق فيه شر، و ليس المراد الإستعاذة من كل ما خلقَهُ الله، فإن الجنة و ما فيها ليس فيها شر، و كذلك الملائكة و الأنبياء فإنهم خير محض.(2)
و المستعاذ منه الثانـــــــي: شر الغاسق إذا وقب
و هذا خـــاص بعد عــام؛
و الغاسقُ: الليلُ إذا أقبل و دخل في كل شئ، و الغسقُ: الظلمَةُ، و الوُقوبُ: الدخولُ.
و السبب الذي لأجله أمر الله بالإستعاذة من شر الليل هو أن الليلَ محل سلطان الأرواح الشريرة، و فيه تنتشر الشياطين، و الشياطين إنما سُلطانُهم في الظلمات و المواضع المظلمة؛ و لهذا كانت القلوب المظلمة هي محل الشياطين و بيوتُهم.
و ذكر سبحانه في هاتين الكلمتين الليل و النهار، و النور و الظلمة، فأمر الله عبادَه أن يستعيذوا برب النور الذي يقهر الظلمة و يزيلُها، و هو سبحانه يُدعى بأسمائه الحسنى، فيُسال لكل مطلوب باسم يُناسبه.
.......يتبع إن شاء الله فتابعونا موفقين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1) استعاذ النبي صلى الله عليه و سلم بالمعوذتين في مواطنَ متعددة نجملها بالتالي: دبر الصلاة، عند النوم، في الصباح و المساء، كان يعيذ بها الأطفال من العين و الحسد.
(2) استثناء الشيخ ابن القيم دقيـــق ، ذاك أن ألفاظ القرآن يُفهَم من بعضها العموم و الإطلاق، و هي ليست كما يُفهَم في الظاهر، كقوله تعالى: " تُدَمر كل شيء"، و الريح لم تُدمر إلا قرية واحدة/ و كذلك هنا فالإستعاذة من كل مخلوق له شر و ليس من كل مخلوق؛ كما ذكر ابن القيم، الملائكة و الأنبياء و كذلك الجنة ليس فيها شر.
نقل للفائدة
و بعد فالحمد لله الرب الملك الإله، خلق الخلق بربوبيته فرحمهم، و قهرهم بملكه فأحسن إليهم و عدل بينهم، و استعبدهم بألوهيته فجعل الجنة مآل محبيه و النار قرار من أشرك به منهم،
و الحمد لله الذي كنت ميتا فأحيان و الذي هو أطعمني و سقان و الذي لما مرضت هو شافان، و من علي بالعودة و تحقيق وعدي بنقل هذا التفسير المبارك الذي إليه هدان
فله الحمد أولا و آخرا به أستعين و عليه التكلان
من مختصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي لتفسير المعوذتين للإمام ابن قيم الجوزية رحمهما الله
بسم الله الرحمن الرحيم
" قل أعوذ برب الفلق "
معنى أعوذ ألتجئ و أعتصم و أتحرز،
و الفلق هو نور الفجر الذي يطرد الظلام.
و تضمنت هذه السورة : مستعاذا به و مستعاذا منه و مستعيذا.
المستعـــاذ بـــه
هو الله رب الفلق و رب الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا بــه، و لا يُستعاذُ بأحــد من خلقه، و قد قال تعالى في كتابه عمن استعاذ بخلقه أن استعاذتَه زادته رهقا ( و الرهَقُ الطغيانُ، زاد المحقق معلقا: قال ابن كثير الرهق الخوف و الارهاب و الذعر و قال آخرون الرهق الإثم، و قال مجاهد: زاد الكفار طغيانا، و قال أبو عبيدة صاحب مجاز القرآن: رهقا سَفَهاو طغيانا. و قال الزمخشري في الكشاف: و قيل : الإنسُ زادوهم كبرا و كفرا، أو فزاد الجن و الانس رهقا بإغوائهم و إضلالهم لاستعاذتهم بهم)
و احتج أهل السنة على المعتزلة في أن كلمات الله غير مخلوقة؛ بأن النبي صلى الله عليه و سلم استعاذ بقوله تعالى: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " (1) و" أعوذ بكلمات الله التامات" ( وردت هذه الاستعاذة في أحاديث صحيحة ثابة مثل ما رواه مسلم2708)
و المستعيـــذ
هو رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كل من اتبعه إلى يوم القيامة.
و أما المستعـاذ منه
فأربعة أقسام: الشر العـــام و شر الغاسق إذا وقب و شر النفاثات في العقد و شر الحاسد إذا حسد.
المستعاذ منه الأول : الشر العـام
في قوله تعالى: " مِن شَرِّ مَا خَلَقَ "؛ و هذا يعم كل شر في الدنيا و الآخرة، و شر الشياطين من الناس و الجن و شر السباع و الهوام، و شر النار و شر الذنوب و الهوى، و شر النفس و العمل.
و قوله : " مِن شَرِّ مَا خَلَقَ " أي من شر كل مخلوق فيه شر، و ليس المراد الإستعاذة من كل ما خلقَهُ الله، فإن الجنة و ما فيها ليس فيها شر، و كذلك الملائكة و الأنبياء فإنهم خير محض.(2)
و المستعاذ منه الثانـــــــي: شر الغاسق إذا وقب
و هذا خـــاص بعد عــام؛
و الغاسقُ: الليلُ إذا أقبل و دخل في كل شئ، و الغسقُ: الظلمَةُ، و الوُقوبُ: الدخولُ.
و السبب الذي لأجله أمر الله بالإستعاذة من شر الليل هو أن الليلَ محل سلطان الأرواح الشريرة، و فيه تنتشر الشياطين، و الشياطين إنما سُلطانُهم في الظلمات و المواضع المظلمة؛ و لهذا كانت القلوب المظلمة هي محل الشياطين و بيوتُهم.
و ذكر سبحانه في هاتين الكلمتين الليل و النهار، و النور و الظلمة، فأمر الله عبادَه أن يستعيذوا برب النور الذي يقهر الظلمة و يزيلُها، و هو سبحانه يُدعى بأسمائه الحسنى، فيُسال لكل مطلوب باسم يُناسبه.
.......يتبع إن شاء الله فتابعونا موفقين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1) استعاذ النبي صلى الله عليه و سلم بالمعوذتين في مواطنَ متعددة نجملها بالتالي: دبر الصلاة، عند النوم، في الصباح و المساء، كان يعيذ بها الأطفال من العين و الحسد.
(2) استثناء الشيخ ابن القيم دقيـــق ، ذاك أن ألفاظ القرآن يُفهَم من بعضها العموم و الإطلاق، و هي ليست كما يُفهَم في الظاهر، كقوله تعالى: " تُدَمر كل شيء"، و الريح لم تُدمر إلا قرية واحدة/ و كذلك هنا فالإستعاذة من كل مخلوق له شر و ليس من كل مخلوق؛ كما ذكر ابن القيم، الملائكة و الأنبياء و كذلك الجنة ليس فيها شر.
نقل للفائدة