سر عمر عيسى 00 (2/3) 00 الفرق بين الموت والوفاة
كتبهاأبو مسلم /عبد المجيد العرابلي ، في 6 تموز 2006 الساعة: 18:12 م
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة عيسى عليه السلام ورفعه
قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران0 الفرق بين الوفاة والموت هو أن الموت للجسد، فيصبح بلا روح، والوفاة للروح بالحفظ لها، وفي كلا الموت والوفاة مفارقة للروح عن الجسد، وقطع للرابط بينهما، فإن كانت هذه المفارقة بين الروح والجسد دائمة فهو الموت للجسد، وإن كانت هذه المفارقة قصيرة فهي النوم، أو كانت طويلة ولكنها ليست النهاية، فهي الوفاة أيضًا، كما حدث لعيسى عليه السلام، فكل ميت متوفى وليس كل متوفى بميت0 يقول تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر0
ولما كانت الوفاة تعني الحفظ، وهذا الحفظ هو للحساب
والجزاء يوم القيامة، ولما كان من يبلغ أرذل العمر ويفقد علمه يصبح ممن رفع عنهم القلم، وهذه الزيادة في عمرة لا يؤاخذ عليها قدم تعالى الوفاة على بلوغ أرذل العمر ومنها هذه الآية: (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل، فانظر إلى مراعاة الله تعالى لأسباب التسمية ودقتها، فإنه تعالى هو الذي علم الإنسان البيان0 وإذا كان في الموت الوفاة للروح خارج الجسد فكيف يكون في النوم الوفاة أيضًا؟ الروح من مادة "روح" وهي فيما يرى أثره ولا تبصر ذاته، تعرف بما يدل عليها، وليس بإبصارنا لها، ففي النوم حبس لها وتعطيل لأدائها، ويكون النائم بحكم الميت، فلا تحكم لها في الجسد، ويكون النائم فاقدًا لوعيه، فلا يحس بما حوله، في هذه الحالة تكون الروح في حالة وفاة، أي محفوظة، والحفظ لها إما أن يكون في جسد النائم، أو خارجه0 أما في الموت فيكون حفظ الروح خارج الجسد بعيدًا عنه، لذلك يتعرض الجسد بعد ذلك للتحلل، والتحول إلى التراب مرة أخرى، إلا من عطل الله فعل الجراثيم والميكروبات في تحليل جسده، لأجل قصير أو طويل، أو تحول إلى التراب من دون فعلهما به0 قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55﴾ طه0
وإلى الآن لم يمت أحد في الفضاء؛ فكل رواد الفضاء الذين هلكوا كان هلاكهم قبل الوصول إلى الفضاء، أو بعد العودة منه، فعادت جثثهم إلى الأرض0 فالله سبحانه وتعالى قال لعيسى عليه السلام: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران0 فالله عز وجل يبين أن الذي حدث لعيسى هو الوفاة، وحتى لا يفهم من الوفاة حفظ للروح فقط، والسكوت عن مصير الجسد، فقال ﴿ورافعك إلي ﴾ ليبين تعالى أن الجسد نال الحفظ أيضًا، وإعلام الله لنا برفع عيسى عليه السلام إليه لم يحدد فيه مكان الرفع، فالله تعالى إله في السماء وفي الأرض، وله ملك السموات والأرض، فأينما وضعه الله وحفظه فلن يخرج من ملك الله0 والرفع هو زيادة تكون في المقدار أو العطاء أو المنـزلة؛ فرفع قواعد البيت الحرام هو الزيادة عليها، وكل سطر من حجارتها هو قاعدة وأساس لما فوقه، ورفع بعض الناس على بعض بإعطاء بعضهم من المال، والملك والعلم أكثر من بعض، ورفع الأنبياء بعضهم على بعض بما خص كل واحد منهم، كتكليم موسى عليه السلام من دونهم، وإنزال الكتب على بعضهم، وبالعلم الذي أعطي لهم، وبكثرة من اتبعهم، ورفع عيسى عليه السلام في زيادة في عمره أولاً، وفيه أخذ للقرآن بعد نزوله، فوق أخذه للتوراة والإنجيل من قبل الرفع0 أما رفع السماء فهو الزيادة في كمها بحيث زاد سمكها، وارتفع سقفها، لأن بداية السماء هو وجه الأرض 000
وتفصيل ذلك موجود في كتابنا: (حقيقة السموات كما صورها القرآن)، وقد طبع حديثًا0 وبين تعالى أن هذا الذي جرى لعيسى عليه السلام هو تطهير له من الذين كفروا، فأتباع عيسى عليه السلام كانوا من الضعف والقلة التي لا تمكنهم من حمايته حيًا، وحفظه ميتًا، ومنع العبث بجسده لو قبض الله روحه وتوفاه، بل إن لمس جسده الطاهر من كفار هو نجاسة له، فقد أقسم أحد الصحابة رضي الله عنهم هو عاصم بن ثابت رضي الله عنه بعد إسلامه ألا يمس مشرك، ولا يمسه مشرك، وقد استشهد رضي الله عنه بعيدًا عن المدينة، وكان خارجًا في سرية هو قائدها، فأراد المشركون التمثيل بجسده، وأخذ جزء منه، فبعث الله ظلة من دبر على جسده، فلم يستطع المشركون أخذ شيء منه، فأجلوا فعلهم إلى الليل، فأرسل الله عز وجل عليه في الليل مطرًا جرف جثته وأخفاها00 هذا ما فعله لمن أقسم بالله ألا يمس جسده مشرك بالله وهو حي، فأبر الله بقسمه، وحمى جسده من المشركين وهو ميت، كما حماه منهم وهو حي، فما بالك بمن سماه الله المسيح، ووصفه بأنه كلمته؟!،
فمن هذا الذي يخترق درع الحماية الربانية ليصل إلى عيسى عليه السلام لقتله، أو لمس جسده حيًّا كان أم ميتًا؟!، فقد أرجأ الله عز وجل أمر موت عيسى ابن مريم عليه السلام إلى زمن آخر، يكون موته فيمن يستطيعون حفظه، والقيام بما يجب نحوه إذا توفى بين أيديهم0 وقد كانت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مصيبة كبيرة على المسلمين، وكأنهم لم يهيئوا أنفسهم لمجيء هذا اليوم الذي لا بد منه، وما زلنا إذا ذكرت قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتفاصيل أحداثها تغلبنا دموعنا فتخرج رغمًا عنا، وقد مهد الله عز وجل لهذا اليوم بقوله: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران،
ولم يحس المؤمنون بما تشير إليه هذه الآية، وكأنها ليست في القرآن، لأن أنفسهم لا تريد هذه المفارقة، حتى ذكرهم بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال مخاطبًا لهم: من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ثم تلا الآية فأيقن الصحابة رضي الله عنهم موته صلى الله عليه وسلم وكأنهم يسمعونها لأول مرة 000 وما تمنيت في حياتي أمنية كأمنيتي أن أكون في ثبات أبي بكر رضي الله عنه في هذا الموقف الجلل، الذي انهار فيه عظماء الرجال، وأن أكون صاحب الكلمة التي قالها، وما لي عمل أتقرب به إلى الله تعالى سواها0000 أبو مسلم العرابلي
اقرأ لاكتمال الفائدة :
كتبهاأبو مسلم /عبد المجيد العرابلي ، في 6 تموز 2006 الساعة: 18:12 م
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة عيسى عليه السلام ورفعه
قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران0 الفرق بين الوفاة والموت هو أن الموت للجسد، فيصبح بلا روح، والوفاة للروح بالحفظ لها، وفي كلا الموت والوفاة مفارقة للروح عن الجسد، وقطع للرابط بينهما، فإن كانت هذه المفارقة بين الروح والجسد دائمة فهو الموت للجسد، وإن كانت هذه المفارقة قصيرة فهي النوم، أو كانت طويلة ولكنها ليست النهاية، فهي الوفاة أيضًا، كما حدث لعيسى عليه السلام، فكل ميت متوفى وليس كل متوفى بميت0 يقول تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر0
ولما كانت الوفاة تعني الحفظ، وهذا الحفظ هو للحساب
والجزاء يوم القيامة، ولما كان من يبلغ أرذل العمر ويفقد علمه يصبح ممن رفع عنهم القلم، وهذه الزيادة في عمرة لا يؤاخذ عليها قدم تعالى الوفاة على بلوغ أرذل العمر ومنها هذه الآية: (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل، فانظر إلى مراعاة الله تعالى لأسباب التسمية ودقتها، فإنه تعالى هو الذي علم الإنسان البيان0 وإذا كان في الموت الوفاة للروح خارج الجسد فكيف يكون في النوم الوفاة أيضًا؟ الروح من مادة "روح" وهي فيما يرى أثره ولا تبصر ذاته، تعرف بما يدل عليها، وليس بإبصارنا لها، ففي النوم حبس لها وتعطيل لأدائها، ويكون النائم بحكم الميت، فلا تحكم لها في الجسد، ويكون النائم فاقدًا لوعيه، فلا يحس بما حوله، في هذه الحالة تكون الروح في حالة وفاة، أي محفوظة، والحفظ لها إما أن يكون في جسد النائم، أو خارجه0 أما في الموت فيكون حفظ الروح خارج الجسد بعيدًا عنه، لذلك يتعرض الجسد بعد ذلك للتحلل، والتحول إلى التراب مرة أخرى، إلا من عطل الله فعل الجراثيم والميكروبات في تحليل جسده، لأجل قصير أو طويل، أو تحول إلى التراب من دون فعلهما به0 قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55﴾ طه0
وإلى الآن لم يمت أحد في الفضاء؛ فكل رواد الفضاء الذين هلكوا كان هلاكهم قبل الوصول إلى الفضاء، أو بعد العودة منه، فعادت جثثهم إلى الأرض0 فالله سبحانه وتعالى قال لعيسى عليه السلام: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران0 فالله عز وجل يبين أن الذي حدث لعيسى هو الوفاة، وحتى لا يفهم من الوفاة حفظ للروح فقط، والسكوت عن مصير الجسد، فقال ﴿ورافعك إلي ﴾ ليبين تعالى أن الجسد نال الحفظ أيضًا، وإعلام الله لنا برفع عيسى عليه السلام إليه لم يحدد فيه مكان الرفع، فالله تعالى إله في السماء وفي الأرض، وله ملك السموات والأرض، فأينما وضعه الله وحفظه فلن يخرج من ملك الله0 والرفع هو زيادة تكون في المقدار أو العطاء أو المنـزلة؛ فرفع قواعد البيت الحرام هو الزيادة عليها، وكل سطر من حجارتها هو قاعدة وأساس لما فوقه، ورفع بعض الناس على بعض بإعطاء بعضهم من المال، والملك والعلم أكثر من بعض، ورفع الأنبياء بعضهم على بعض بما خص كل واحد منهم، كتكليم موسى عليه السلام من دونهم، وإنزال الكتب على بعضهم، وبالعلم الذي أعطي لهم، وبكثرة من اتبعهم، ورفع عيسى عليه السلام في زيادة في عمره أولاً، وفيه أخذ للقرآن بعد نزوله، فوق أخذه للتوراة والإنجيل من قبل الرفع0 أما رفع السماء فهو الزيادة في كمها بحيث زاد سمكها، وارتفع سقفها، لأن بداية السماء هو وجه الأرض 000
وتفصيل ذلك موجود في كتابنا: (حقيقة السموات كما صورها القرآن)، وقد طبع حديثًا0 وبين تعالى أن هذا الذي جرى لعيسى عليه السلام هو تطهير له من الذين كفروا، فأتباع عيسى عليه السلام كانوا من الضعف والقلة التي لا تمكنهم من حمايته حيًا، وحفظه ميتًا، ومنع العبث بجسده لو قبض الله روحه وتوفاه، بل إن لمس جسده الطاهر من كفار هو نجاسة له، فقد أقسم أحد الصحابة رضي الله عنهم هو عاصم بن ثابت رضي الله عنه بعد إسلامه ألا يمس مشرك، ولا يمسه مشرك، وقد استشهد رضي الله عنه بعيدًا عن المدينة، وكان خارجًا في سرية هو قائدها، فأراد المشركون التمثيل بجسده، وأخذ جزء منه، فبعث الله ظلة من دبر على جسده، فلم يستطع المشركون أخذ شيء منه، فأجلوا فعلهم إلى الليل، فأرسل الله عز وجل عليه في الليل مطرًا جرف جثته وأخفاها00 هذا ما فعله لمن أقسم بالله ألا يمس جسده مشرك بالله وهو حي، فأبر الله بقسمه، وحمى جسده من المشركين وهو ميت، كما حماه منهم وهو حي، فما بالك بمن سماه الله المسيح، ووصفه بأنه كلمته؟!،
فمن هذا الذي يخترق درع الحماية الربانية ليصل إلى عيسى عليه السلام لقتله، أو لمس جسده حيًّا كان أم ميتًا؟!، فقد أرجأ الله عز وجل أمر موت عيسى ابن مريم عليه السلام إلى زمن آخر، يكون موته فيمن يستطيعون حفظه، والقيام بما يجب نحوه إذا توفى بين أيديهم0 وقد كانت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مصيبة كبيرة على المسلمين، وكأنهم لم يهيئوا أنفسهم لمجيء هذا اليوم الذي لا بد منه، وما زلنا إذا ذكرت قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتفاصيل أحداثها تغلبنا دموعنا فتخرج رغمًا عنا، وقد مهد الله عز وجل لهذا اليوم بقوله: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران،
ولم يحس المؤمنون بما تشير إليه هذه الآية، وكأنها ليست في القرآن، لأن أنفسهم لا تريد هذه المفارقة، حتى ذكرهم بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال مخاطبًا لهم: من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ثم تلا الآية فأيقن الصحابة رضي الله عنهم موته صلى الله عليه وسلم وكأنهم يسمعونها لأول مرة 000 وما تمنيت في حياتي أمنية كأمنيتي أن أكون في ثبات أبي بكر رضي الله عنه في هذا الموقف الجلل، الذي انهار فيه عظماء الرجال، وأن أكون صاحب الكلمة التي قالها، وما لي عمل أتقرب به إلى الله تعالى سواها0000 أبو مسلم العرابلي
اقرأ لاكتمال الفائدة :