ودورها كأم وزوجة وبين التزود في إيمانها.. أقدم لي ولك هذه النصائح:
1- بداية اعلمي أنه لا حول لك ولا قوة في تدبير شؤونك إلا بأمر الله، فتوكلي عليه تمام التكلان وادعيه كثيرا..
2-
عند المواظبة على الدعاء ستجدين شأنك قد انصلح إن شاء الله، حتى وإن مازلت
لا تستطعين القيام بأعمالك إلا أنك ستجدين نفسك هادئة ومحتسبة جميع الصعاب
التي تواجهينها مع ابنتك (حاولي من وقت لآخر أن تراجعي نوايا تربتك لابنتك
لتحسني الاحتساب).
3- طبيعي أن تجدي أن
يومك أصبحت لا تمليكيه ولا تستطعين تنظيمه، لكن حاولي تنظيمه وبدقة
بالغة.. فتنظيم الوقت سيساعدك إن شاء الله على إنجاز أمورك.. اعملي لنفسك
جدولا بالأعمال يوميا وحدديها بالترتيب الزمني، بهذه الطريقة ستكون أعمالك
مكتوبة أمامك فستتذكرينها وستلزمين نفسك بالقيام بها إن شاء الله. وهنا
أنصحك بالاستماع إلى محاضرة "لا تضيعي وقتك"
4-
عليك بالتضحية قليلا وحاولي البذل.. فأنت الآن قد أضيفت إليك مهمة جديدة،
ولا ينبغي لهذه المهمة أن تؤثر على إيمانك.. فمازال عليك أن تحافظي على
الطاعات التي تزكي نفسك، كقراءة القرآن، ذكر الله، حضور وسماع الدروس، فإن
كان هذا الأمر لا تستطعين أن تقومي به أثناء استيقاظ ابنتك فضحي ببعض
ساعات نومك من أجل القيام بهذه الأعمال.. وذكري نفسك أنك إذا نمت 8 ساعات
فستكونين كباقي الأمهات، لذا عليك أن تنامي أقل (5 أو 6 مثلا) لتكون مميزة
عند الله.
5- خذي بأسباب حصول البركة،
والتي منها قراءة القرآن خاصة سورة البقرة، "..اقرؤوا البقرة فإن أخذها
بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" (صحيح). كذلك استغلي وقت البكور
فقد ورد في الحديث الذي صححه الألباني أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا
ربه قائلا: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"..
6-
أن تجعلي يومك 48 ساعة بدلا من 24 ساعة بأن تقومي بأكثر من عمل في نفس
الوقت، كأن مثلا تشغلي لسانك بالذكر وأنت تقومين بأعمال المطبخ، أو تتلي
القرآن وأنت تطعمين رضيعك.. واستعيني على ذلك بالتسبيح والتحميد والتكبير
قبل النوم. فقد روي أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما،
وشكت العمل. فقال: "ما ألفيتيه عندنا"، قال: "ألا أدلك على ما هو خير لك
من خادم؟ تسبحين ثلاثا وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين، وتكبرين أربعا
وثلاثين، حين تأخذين مضجعك" (رواه مسلم).
7-
أن تعددي النوايا أثناء عملك، فمثلا عند تحفيظك لابنك (قل هو الله أحد)،
بجانب نوايا تحفيظك القرآن له (ليكون من حفظة القرآن الذين هم أهل الله
وخاصته، وليكون أول ما يحفظ هو كلام الله وأول ما يتخلق هو خلق القرآن،
ولتكسي يوم القيامة بحلة لم يرى مثلها وتتوجي بسبب حفظ ابنك للقرآن) ممكن
أن تنوي أيضا أنك أنت تتلين القرآن الذي هو أفضل الذكر،وأن كل حرف تقرأيه
سيكتب لك به حسنات إن شاء الله، وأن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن،
وأن بتلاوتها 10 مرات يكون لك بيتا في الجنة إن شاء الله، وأن حبها أدخل
صحابيا الجنة، وأنها أساس التوحيد (الله أحد، لم يلد، لم يولد، لم يكن له
كفوا أحد)، ومن أسماء الله وصفاته المذكورة فيها تستشعرين مدى عظمة الله
وكماله ومدى نقصك (ككونه صمد لا يحتاج إلى طعام)، ونوايا أخرى كثير ممكن
تأخذينها فقط عند تلاوة سورة قصيرة كسورة الإخلاص..
8-
استمتعي بوقتك مع ابنك، ولا تعتبرينه مضيع لوقتك، حتى لا تضريه وتضري
نفسك.. وحاولي أن تستمتعي بكل عبادة تقومين بها، حاولي أن تستمتعي بصلاة
الفرائض واستشعري قربك من الله فيها، واستمتعي بتلاوتك القرآن واستشعري أن
الله عز وجل يكلمك..
9- وعليك
باتخاذ أسباب نزول الرحمات، والتي منها أن تكوني رحيمة بابنك إلى أبعد حد
ليرحمك الله إن شاء الله. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"..
10-
حصني أولادك من الشيطان يوميا، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ
الحسن والحسين يقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن
كل عين لامة" (صححه الألباني). وحصني نفسك يوميا بأذكار الصباح والمساء.
11-
حصني بيتك من الشيطان بأن تقرأي سورة البقرة كل ثلاث (خاصة آية الكرسي
وآخر آيتين من السورة)، وهذا لما ورد من أحاديث في فضل سورة البقرة. والتي
من ضمنها الحديث: "إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها
في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل
الشيطان بيته ثلاثة أيام". وهناك تحصينات كثيرة أخرى للبيت،
12- والزمي الاستغفار ليجعل الله لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وليرزقك من حيث لا تحتسبين.
منقول