]الإضطرابات السلوكية لدى تلاميذ المدارس الإبتدائية
يعاني كثير من طلبة المدارس الإبتدائية من إضطرابات نفسية وسلوكية كثيرة منها :-
1- إضطرابات انفعالية مثل (الخوف - القلق - الرهاب المدرسي - الإكتئاب - الغياب - الرفض المدرسي )
2- الإضطرابات السلوكية مثل ( التبول اللاارادي - قضم ومص الأظافر- السرقة - الكذب- الحركة الزائدة - قلة التركيز- عيوب التواصل -عدم الطاعة الغضب والعنف والعدوان والتدخين )
3- اضطرابات النمو والإدراك مثل (التأخر الدراسي - إضطرابات التعليم - الإعاقة البدنية - الصرع )
وسوف نتحدث هنا عن أحد هذه المشكلات والتي أصبحت أكثر إنتشارا في هذه الأيام وهي :-
مشكلة الغضب والعنف والعدوان
ويعرف الغضب بأنه إنفعال يستثار داخل الأنسان اذا ادرك انه ازاء عائق يحول دون تحقيق رغباته مما يجعله ينزع الي تحطيم هذا العائق والتخلص منه
فالطفل اذا منع من الحركة مثلا قد يغضب ويناضل ليتخلص من العائق الذي منعه من الحركة وقد يتخذ أسلوب العنف في سبيل ذلك
أسباب الغضب والعنف كثيرة منها :-
1- حب التملك ( فقد يتشاجر طفلين علي لعبة كل منهما يريد الإستئثار بها دون اعتبار لحق الملكية )
2- دوافع القوة والسيطرة (فقد يعتدي الطفل علي غيره لمجرد الرغبة في فرض السيطرة والسلطة عليه
3- الشعور بالنقص ( فإحساس الطفل بالنقص يدفعه الي التعويض بالإعتداء علي غيره ولفت نظر الكبار اليه
والعنف يأخذ مظاهر كثيرة منها الشجار, الإعتداء علي الآخرين, الإتلاف, التمرد علي السلطة, الخروج علي النظام,الخ)
وفي أحيان كثيرة لا يستطيع الطفل أن يتخلص من العائق فينتج صراع بين رغبته في التنفيس عن الغضب الذي نشأ داخله وبين العائق الذي منعه من هذا التنفيس وينتهي هذا الصراع باختفاء مشاعر الغضب داخله ولكنها لا تتلاشي بل تكمن في عقله الباطن وتكبت الا انها تبقي مستعدة للظهور وانتهاز الفرصة لتصل الي نوع من التحقيق أو التعبير عن نفسها في مناسبة أو أخري
والكبت يهدد صاحبه صحيا ونفسيا اذ قد يتسبب في تحطيم صورة الإنسان عن نفسه وثقته في نفسه بالإضافة الي الأضرار الصحية كالصداع وغيره
ومن الحالات المشهورة للكبت ما يشعر به الطفل ازاء قسوة والده أو مدرسه أو زميله الأكبر فيحاول الإنتقام ولكنه لا يستطيع لشدة حاجته الي والده او لادراكه بما سيحل عليه من عقاب ان فعل ذلك وتكون النتيجة هو كبت الرغبة في الإنتقام في اللاشعور ولكنها لا تلبث أن تستثار عندما تصطدم بأية سلطة أخري كسلطة المدرسة مثلا فتتحول الكراهية في هذه الحالة الي مدرسه او زميله فيكره دروسه ويتمرد علي مدرسيه ويخرج علي النظام ولا يطيع الأوامر والقوانين
كيفية معالجة الغضب والعنف
الغضب في حد ذاته رد فعل انساني طبيعي انه ليس بالجيد أو السئ فالمشكلة ليست في الغضب انما في طريقة التعبير عنه
ومعالجة الغضب هي أصعب جزء في التربية لأن الأطفال محددون بطرق اظهار الغضب فليس أمامهم سوي التعبير اللفظي (عبارات غير مهذبة)أو السلوكي (العنف, التخريب,التكسير,العناد )أو الكبت ويصعب علي الوالدين والمدرسين التعامل مع التعبير اللفظي أو السلوكي
والهدف من معالجة الغضب هو نقل الطفل من السلوك والإهانات اللفظية العدوانية السلبية الي رد الفعل الهادئ اللطيف الذي يستهدف حسم الموقف
وللوصول الي ذلك يجب ملاحظة ما يلي :-
1- عدم الأعتقاد أن كل غضب خطأ ويجب معالجته بالعقاب
2- الغضب يجب أن يخرج بطريقة أو بأخري
3- عندما ينفس الأطفال عن غضبهم لفظيا يجب علي الوالدين أو المدرسين أن يسيطروا علي أنفسهم والا يغضبوا أكثر منهم
4- معالجة الغضب بطريقة صحيحة هي عملية طويلة تتضمن تدريبا وقدوة وصبرا
5- يجب السماح للطفل بالتعبير عن غضبه لفظيا لأن ذلك يقلل مخزون الغضب الذي يمكن أن يخرج في الكذب, السرقة, العنف الخ
وهنا يبدو السماح للطفل بالتعبير عن الغضب لفظيا هو تهاون وتساهل لكنه ليس كذلك في الواقع لأنه ان لم نسمح لهم بالتنفيس عن غضبهم لفظيا سنزيد من كبت غضبهم مما يؤدي الي السلوك العدواني السلبي وهو أكثر ضررا من التعبير اللفظي
6- يجب الجلوس مع الطفل الغضوب للتعامل مع غضبه بطريقة ايجابية كما يلي
أ- أكد له أنك لن تدينه وأنك تقبله كشخص وانك تريد ان تعرف كيف يشعر وهل هو سعيد أم حزين أم غاضب
ب- مدح الطفل علي الأشياء التي أحسن عملها
ج- استمع الي وجهة نظره وتفهم دواعي غضبه فقد يكون علي حق
د- تحدث معه بصيغة الطلب أو الإقتراح بدلا من الأوامر
هل يولد الطفل وبداخله غريزة حب الشجار أم أن العنف سلوك مكتسب ؟!! إلى أى مدى نؤثر نحن كآباء وأمهات على سلوكيات أطفالنا ؟!! هذه الأسئلة وغيرها كثيراً ما تدور برأس كل أم وأب.
إن العنف يعتبر غريزة إنسانية لكنه أيضاً إلى حد كبير سلوك مكتسب يجب التحكم فيه وتوجيهه بشكل صحيح و لم يثبت أن العنف صفة وراثية، لكن غالباً الأب العنيف أو الأم العنيفة سيكون طفلهما عنيفاً بكونهما النموذج الذي يحتذى به طفلهما. الحقيقة أنه سواء ولد طفلك بميل للعنف أم لا، فإن كثير من العوامل التي يمر بها على مدار حياته ستؤثر في تكوين شخصيته ).
أسباب العنف
1- وجود أب عنيف أو أم عنيفة:
أنه إذا أظهر أحد الوالدين سلوكيات عنيفة عند الغضب، سيعتقد الطفل أن هذه هي الوسيلة الصحيحة للرد على أي موقف مثير للغضب.
2- افتقاد التوجيه السليم:
الأطفال لا يولدون وهم يعلمون السلوكيات المقبولة اجتماعياً، فهم يحتاجون دائماً لأن نعلمهم ونذكرهم كيف يعبرون عن أنفسهم بشكل صحيح في كل المواقف. الإخفاق في ذلك سيؤدى إلى صعوبة السيطرة على الطفل.
3- مستوى الضغوط في الأسرة :
إن عدم الأمان وافتقاد الحب وعدم استقرار الجو الأسرى وما قد يصاحب ذلك من شجار وصراخ يحزن الأطفال ويجعلهم عصبيين ومفتقدين للأمان. هذا قد يؤدى إلى عنف الطفل وعدوانيته تجاه الأطفال الآخرين.
4- تعزيز العنف عند الطفل:
"قد يعزز الوالدان سلوك الطفل العنيف إذا شعر الطفل بسعادة أو ابتسامة على وجه أحد والديه عندما يتصرف بشكل عنيف في موقف معين." قد يظن الوالدان أنهما بهذه الطريقة يربيان طفلاً صلباً يستطيع التعامل مع جميع المواقف.
5- الغضب المكبوت:
إذا كان الطفل يُمنع دائماً من التعبير عن غضبه، سيشعر بالغيظ والإحباط وسيؤدى ذلك إلى العنف. يجب أن يكون الهدف هو تعليم الطفل الطرق الصحيحة للتعبير عن المشاعر السلبية وليس تعليمه كيف يكبت مشاعره.
6- الطفل المحبط:
لو لم يتم إشباع احتياجات الطفل من الحب والرعاية والفهم، سيؤدى ذلك إلى شعوره بالإحباط مما قد يؤدى إلى العنف. " من المهم أن نشير إلى أنه ليس كل إحباط يؤدى إلى عنف. الإحباط يساوى العنف إذا كان هناك نموذجاً عنيفاً في الأسرة أو إذا لم يتم توجيه الطفل بشكل سليم ".
7- البرامج التلفزيونية العنيفة:
أن الدراسات قد أثبتت أن العنف الموجود ببرامج التليفزيون يؤدى إلى عنف الأطفال بثلاث طرق :
"أولاً، التعلم عن طريق الملاحظة وهو أن يقوم الطفل بتقليد ما يشاهده في التليفزيون.
ثانياً، ضعف الحساسية تجاه العنف وهو عندما يصبح الطفل أقل حساسية تجاه العنف ويشعر أنه شيء طبيعي.
وأخيراً، قلة الموانع ضد العنف لدى الطفل، من الطبيعى أن يكون لدى الإنسان موانع داخلية تمنعه من العنف، لكن في هذه الحالة يفقد الطفل هذا الموانع ".
8- الغيرة بين الإخوة:
يجب أن يحرص الآباء على عدم تحفيز مشاعر الغيرة بين الأطفال. إن المساواة في المعاملة بين الأطفال وتقسيم الاهتمام والحب بينهم بالتساوي يقلل من الغيرة بينهم.
[/u]