الحب والمودة بين الأم وصغارها حب فطري لا يحتاج إلى تعليم لكنه يحتاج إلى تدعيم.. فمن حب الملامسة: التربيت على الكتف, القبلة في مناسبات عدة, فالأبناء يحتاجون إلى الدفء العاطفي وإلى الحنان والآخر فها هو رسول صلى الله عليه وسلم عندما يرى فاطمة الزهراء مقبلة عليه يقوم لها ويهش ويبش, ثم يقبلها من جبينها ويقعدها إما مكانه أو إلى جواره صلى الله عليه وسلم,.. ولا يخفى عليك أيتها الأم أن من الحب والمودة أيضا تقدير مشاعر الأبناء وتقبل كيانهم ومعرفة إمكاناتهم فلا تشتمهم بقبيح الكلام أو كثرة النقد لأنك حينها ستفرقين القلوب وتزرعين الشحناء والبغضاء بل احرصي دائما على المخاطبة بأسلوب ودي بعيدا كل البعد عن التجريح والتوبيخ.. وحاولي بقدر ما استطعت أن تستشيري أبناءك في بعض الأمور- حسب وعيهم- واستمعي إلى حديثهم وتأملي سيرته صلى الله عليه وسلم وقد شرب ذات مرة وعبد الله بن عباس عن يمينه وأبو بكر عن يساره( أو أبو هريرة) فأحب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يؤثر الكبير على الصغير رغم تخالف موقعهم منه, فاستأذن ابن عباس فقال له: والله لا أوثر بسؤرك أحدا. وشرب ابن عباس رضي الله عنه والصحابة أجمعين.