هم سراج العباد و عماد البلاد
يجب على طلابهم الدعاء لهم و الثناء عليهم وأحترامهم لتكبدهمالمشقة معهم
هذا الأدب قد جاء ما يدلل عليه من الكتاب و السنة و فعل السلف الصالح
1. (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ) فهذا دليل على رفعة الله لأهل العلم .
2. لقوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه ) رواه الترمذي.
3. حديث الرسول صلى الله عليه و سلم تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه)
4. والسلف كانوا يبالغون في احترام معلميهم وشيوخهم :
يقول شعبة بن الحجاج : ما سمعت من أحد حديثاًإلا كنت له عبدا ً
ابن عباس : معلم الناس الخير تستغفر له الحيتان في البحر
وكان ابن عباس يذهب لزيد بن ثابت ويجلس عند بابه احتراماً له وتوقيراً ولايطرق عليه الباب حتى يخرج ،فإذا خرج امسك بذلول ناقته أو راكبه فيقول ثابت ( يا ابن عم رسول الله ،هل أمرتني فأتيك ؟) فقال :هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا .
هـــــــــــم زينة الدنـــيا وبهجتها وهم لها عمد ممدود الطلب
تحيا بهم كل أرض ينزلون بـــها كأنهم لبقاع الارض أمطـــار
روي عن الامام يوسف القاضي أنه توفي والده وهو صغير فربته أمه فحرصاً منها على مصلحة ابنها أدخلته عندخياط حتى يتعلم الخياطة ويحصل كل يوم على دانق ( ريال واحد ) ،
وكان يذهب كل صباح إلى الخياط فى الكوفة ورأى مجموعة من الطلاب قد تحلقوا عند أبي حنيفة ، فأعجب الامام يوسف بالامام أبي حنيفة فجلس في مجلسه ولم يذهب للخياط واستمر يومان على هذه الحالة ، فذهب الخياط لأمه فأشتكى من إبنها وقال لها بانه سيقطع رزقه ، فذهبت له فوجدته في مجلس الامام أبا حنيفة ، فأخذت الولد من أذنه لتخرجه ،
فقال أبا حنيفة : يا أمرأة إني أرى في إبنك عقلاً – ذكاء – فدعيه يطلب العلم فسيأتي عليه يوماً يأكل الفالوذج بدهن الفستق(نوع من الحلوى) وهذه أكلة لا يأكلها سوى الخلفاء في ذاك الزمان ، فردت عليه : إنك شيخ خرف ، دع إبني هذا يكسب دانق كل يوم .
وفي الغد رجع الامام يوسف لمجلس الامام أبي حنيفة ولم يذهب للخياط ، فسأل الامام ابي حنيفة الامام يوسف : كم يعطيك الخياط ؟
فقال : يعطيني دانق كل يوم . قال له : أنا أعطيك ثلاثين درهماً .
فكان من أنجب تلاميذ ابى حنيفوة هو و الشيبانى.
فلما جاء زمن هارون الرشيد عين أبي يوسف قاضي القضاة، وجلس مرة مع الرشيد على مائدة الطعام ، فقدم له الرشيد مجموعة من الأطعمة ومنها الفالوذج بدهن الفستق ، فتحدرت من عيني أبي يوسف دمعتين فسأله فقص عليه قصته ، فقال الرشيد : رحم الله أبا حنيفة كان ينظر بعين عقله ، لا بعين رأسه ، حقاً إن العلم ليرفع صاحبه في الدنيا والآخرة .
وقال الامام ابو يوسف : لو كنت كما أرادت أمي لكنت خياطاً لكن شاء الله لي أن أكون عالماً أجالس الخلفاء وآكل على موائدهم .
فنستفيد من هذه القصة:
أن نحتسب على الله طلبنا للعلم .
أن الله يرفع صاحب العلم .
على الطلاب إحترام معلميهم ( تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه)
------------------------------------------
منقول