قال الله تعالى في سورة الاعراف " قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ]" ( الأعراف 12)[
و قال الله تعالى في سورة ص " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75 ص)
كلاتا الآيتين في سياق خلق ءادم ووامتناع ابليس لعنه الله من السجود له
إلا أنه في سورة الاعراف زيادة ( لا ) (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ) عن سورة ( ص ) (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ )
فمن بعض الحكم في ذلك هي :
إن السؤال في سورة ( ص ) عن المانع لإبليس من السجود .. أي : لماذا لم تسجد ؟ هل كنت متكبراً أم متعالياً ؟
( ذكرت الآية الكريمة سببان قد يكونان مانعين للسجود (الاستكبار والاستعلاء )
أما السؤال في سورة الأعراف فإنه عن شيء آخر.. ويكون معنى السؤال : ما الذي دعاك إلى ألا تسجد ؟
والدليل على ذلك وجود ( لا ) النافية في الآية التي تدل على وجود فعل محذوف تقديره: أَلجأك ، أحوَجَك..
]فالسؤال هنا عن الدافع له لعدم السجود ، وليس عن المانع له من السجود.
والجمع بينهما أن السؤال جاء على مرحليتين:
الأولى : السبب المانع من السجود ..
وامتناع إبليس عن السجود قاده إلى عدم السجود.
الثانية : السؤال عن السبب الحامل له على عدم السجود
بعد أن أمره بذلك.
والحكمة من السؤال الثاني هو أنه من الممكن عقلا أن يكون هنالك سببان : سبب يمنع عن فعل شيء، وسبب يحمل على ترك شيء.
فقولك لأحدهم : لماذا لم تفعل كذا ؟ يختلف عن سؤالك للآخر : ما الذي حملك على ترك كذا ؟
منقول
عدل سابقا من قبل روح و ريحان في الأحد 16 أغسطس 2009, 1:20 pm عدل 1 مرات