كيف نحيا بالقرآن؟
كيف نعمل بالقرآن؟، أو كيف يمكن لنا أن نتأثر بالقرآن، ونعيش به في حياتنا؟لابد من أمرين أساسين، حسن الفهم له،وقوة اليقين به.
أولاً: حسن الفهم:
قال ابن تيمية :"حاجة الأمة ماسة إلى فهم القرآن"، والفهم الصائب أساس العمل الصالح، وإذا لم يتحقق حسن الفهم فإنه لا مناص من أمرين: الحيرة والاضطراب وعدم العمل، أو العمل على أساس منحرف
.
ثانياً : قوة اليقين: لابد من الاعتقاد الجازم بكل ما في القرآن من الأخبار والحقائق، وبسلامة وكمال ما فيه من الأحكام والشرائع، وصدق ما فيه من الوعد والوعيد، والتسليم بما فيه من الحِكم والسنن، وذلك كله بيقين راسخ يقتنع به العقل،ويطمئن به القلب في سائر الأماكن والأزمان، وفي كل الظروف والأحوال.
وأبرز ماينبغي الإيمان واليقين به كبريات الحقائق المتصلة بالقرآن ومنها:
أ- الكمالالمطلق: اليقين بأن ما في القرآن من العقائد والشرائع والأحكام والآداب هو الكمال الذي لا نقص فيه، وهو الذي تتحقق به السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، وهو الذي يلبي الاحتياجات، ويحل المشكلات، ويعالج المستجدات، فالله جل وعلا قال:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً } [ المائدة:
3{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [ الإسراء:9].
ب- الشمول التام:فاليقين لا بد أن يكون جازماً بأن القرآن شامل شمولاً عاماً، فهو بالنسبة للفرد يخاطب عقله وروحه وجوارحه، وهو لا يقتصر على العناية بشأن الآخرة دون شأن الدنيا، ولا ينحصر في شعائر العبادة دون تنظيم شؤون المعاملات، وإحكام نظام القضاء والمرافعات، وأسس السياسة وقواعد الاجتماع إلى جميع شؤون الحياة، كما قال تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُل ِّشَيْءٍ } [ النحل:89]، وقال جل وعلا: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء } [ الأنعام: 38].
ج- السنن الماضية: واليقين بأن ما في القرآن من السنن الإلهية التي فيها ذكر أسباب القوة والضعف، والنهوض والسقوط، والصلاح والفساد أنها كما أخبر الله بها لا تتغير ولاتتبدل وإذا وجد حسن الفهم، وقوة اليقين تحققت البداية الصحيحة للانطلاقة الإيجابية لتغيير واقع الأمة وتربية نشئها وصناعة أجيالها
.
والمتأمل في عموم أحوال المسلمين يستطيع أن يقول: إن من أعظم أسباب الزيغ في الفكر، والقسوة في القلب، والانحراف في السلوك، وعدم التأثر بالقرآن، لضعف أو انعدام الصلة به، ولعدم أو سوء الفهم له، ولقلة أو ضعف اليقين به، ولقد كان القرآن في حياة الأمة قلبها النابض، ولسانها الناطق، وحُكمها القاطع، ومرجعها الدائم، كان دوّيه يتردد في محاريب المساجد في الصلاة، وعلى صهوات الجياد في الجهاد، وكان حفظه وفهمه والعمل به هو جوهر الإسلام وحقيقته.
ومن ثم تعلق به الصحابة حتى قال ابن مسعود:" ما من آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، وفيمن نزلت، ومتى نزلت، وهل نزلت بليل أونهار أو بسفر أو حضر، ولو كنت أعلمُ أحداً أعلمُ مني بكتاب الله تضرب إليه أكباد الإبل لرحلت إليه"، فها هي الصلة وطيدة بكل شيء متعلق به،
أما العلم والعمل فها هوعبد الرحمن السلمي يخبرنا فيقول:" كان الذين يقرؤوننا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوزون بنا العشر من الآيات حتى نعرف ما فيها من العلم والعمل فتعلمنا العلم والعمل معاً".
نعم ذلك هو جيل القرآن جيل التلقي للتأثر، جيل العلم والعمل، جيل الدعوة والتعليم، والصحوة والدعوة لن يتم لها مرادها ولن تبلغ مقاصدها وهي بعيدة عن منبع الهدى، فهل من صلة دائمة؟ وهل عودة صادقة؟ وهل من معرفة واعية؟ لا مناص من ذلك إن أردنا الخير والفلاح.
ليس القرآن الكريم مجرد كتاب، وإنما هو إعجاز وتنزيل من رب العالمين للناس كافة يقول تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراًوَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون
وعليك أخي الكريم بما يلي:
1. البحث عن كل أمر في كتاب الله تعالى والعمل به.
2. البحث عن كل نهي في كتاب الله تعالى والانتهاء عنه.
3. التعبد لله تعالى بكتابه.
4. النهوض بالنفس لله تعالى، اجعلها عالية الهمة، مقبلة لا مدبرة.
5. تفقد كل شيء يجعلك تطبق حكما أو تمتنع عن نهي.
6. اصحب من يعينك على الفهم و المدارسة
7. اعلم أخي الكريم أن ديننا الإسلامي يتجاوب مع الفطرة وما من شيء إلا وتجده فيه، وكل ما يضر فهو محرم، وكتاب الله تعالى معايشته سهلة بسيطة تحتاج فقط لقلب يحب الله تعالى ويرغب في الحديث معه
8. كل ما يقربك من الله تعالى اسلك طريقه، وكل ما يبعدك عن الله تعالى تجنبه.
9. احذر هفوات النفس، فإنها مدخل للشيطان.
10. تمعن فيما تقرأ، ولا تمر بشيء إلا بعد تطبيق وإذعان وتسليم.
وختاما؛نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى
، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على طاعته، وأن يصرف عنا معصيته،
وان يرزقنا رضاه والجنة، وأن يعيذنا من سخطه والنار، وأن يهدينا إلى الخير
وأن يصرف عنا شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول..
وصل اللهم على سيدنا محم دوعلى آله وصحبه وسلم... .
*********