بسم الله الرحمان الرحيم
ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة
1- يجب أن نعلم ونستيقن لدى البحث في إعجاز القرآن من الناحية العلمية أن العلم تابع للقرآن، وليس العكس. فالباحث في
الإعجاز العلمي ينبغي عليه أن يعطي ثقته لكتاب الله أولاً، ثم يبحث في كتب ومؤلفات وتجارب البشر عن حقائق علمية
تتوافق مع الحقائق القرآنية.
2- ينبغي أن ندرك بأن تفسير ودلالات آيات الإعجاز العلمي تتطور مع تقدم العلوم دون أن تتناقض مع العلم، وهذه معجزة
بحدّ ذاتها أنك تجد الحقائق العلمية التي تحدث عنها القرآن مفهومة وواضحة لكل عصر من العصور. بينما مؤلفات البشر
تصلح لعصرها فقط. وهذا يدفعنا لمزيد من البحث عن دلالات جديدة لآيات القرآن العظيم.
3- بما أن الله تعالى قد أنزل القرآن باللغة العربية فيجب علينا ألا نخرج خارج معاني الكلمة في قواميس اللغة، وإذا لم
نستطع التوفيق بين الآية القرآنية وبين الحقيقة العلمية، فنتوقف عن التدبر، حتى يسخّر الله لهذه الآية من يتدبرها ويقدم لنا
التفسير الصحيح والمطابق للعلم اليقيني.
وهذا يدعونا إلى الحذر وعدم التسرع وألا نقول في كتاب الله برأينا، بل يجب أن نستند إلى التفسير واللغة والدعاء بإخلاص،
لأن كشف معجزات القرآن هو عطاء من الله تعالى. ويجب أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجه الله لا نبتغي به شيئاً من عرض
الدنيا.
إذا توافقت نظرية ما مع القرآن فهذا يعني أن النظرية صحيحة، وإذا خالفت هذه النظرية نص القرآن الكريم فهذا يعني أن
النظرية خاطئة، أي أن القرآن هو الميزان، وليست النظريات العلمية. لأننا نعلم في العلوم التجريبية أنه لا توجد حقائق
مطلقة أبداً.
بل إنك تظن أحياناً أن هذه النظرية صحيحة مئة بالمئة ولكن بعد سنوات يأتي من يكتشف أن هنالك نقص في أو خلل في
بناء هذه النظرية.
بينما في كتاب الله عز وجل، مهما تقدم الزمن ومهما تطور العلم فإنك لا تجد أي تناقض أو خلل أو نقص في البناء القرآني
العلمي.
4- أن تكون الحقيقة العلمية غير معروفة زمن نزول القرآن من قبل البشر. وأن القرآن قد سبق العلماء إلى الحديث عن هذه
الحقيقة.
5- بالنسبة للإعجاز العلمي في السنة النبوية، فيجب أن يكون الحديث الشريف صحيحاً، أو بمرتبة الحسن، ولا يمكن
الاعتماد على الأحاديث الضعيفة، إلا إذا توافقت مع العلم الحديث.
فالحديث الضعيف لا يعني أنه غير صحيح! إنما هنالك احتمال قليل لصحته، ولذلك يجب عدم إهماله في البحث العلمي.
6- يجب أن يعلم من يبحث في إعجاز القرآن أن خير من يفسر القرآن هو القرآن نفسه، ثم يأتي بعد ذلك أحاديث الرسول
الأعظم عليه الصلاة والسلام، ثم اجتهادات الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، ثم من تبعهم من العلماء والأئمة الثقات
رحمهم الله ورضي عنهم جميعاً.
7- كما ينبغي الإحاطة بدلالات الآية ومعانيها المتعددة وألا نخرج خارج قواعد اللغة العربية ولا نضع تأويلات غير
منطقية بهدف التوفيق بين العلم والقرآن، بل يجب أن نعلم بأن المعجزة القرآنية تتميز بالوضوح والتفصيل التام، ولا تحتاج
لالتفافات من أجل كشفها.
يقول تعالى: (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1].
يتبع ان شاء الله...