من طرف انتصار السبت 15 مارس 2008, 10:33 pm
الزهايمر :
إعداد: أ . د. داود جاسم الربيعي(*)
هو تدهور ضموري يصيب منطقة الذاكرة واللغة وقشرة الدماغ، يؤدي الى الفقد التدريجي للذاكرة والوظائف اليومية الاعتيادية التي يقوم بها الفرد. حيث ينتج عنه نسيان الاحداث القريبة ثم البعيدة، والاماكن والاتجاهات واضطراب النطق، والتبول والتغوط، وحركات متسارعة في الاطراف، وتدهور عام في الصحة، ينتهي الى الموت بعد فترة تتراوح مابين4اكثر من عشرين سنة، بعد اول ظهور لعلامات المرض، وذلك حسب شدة تطور المرض ومستوى الرعاية الصحية.
وقد اكتشف هذا المرض الطبيب الالماني الويس الزهايمر عام 1907بعد تشريحه لدماغ مريضة في الخمسينات من عمرها، بعد موتها، كانت تعاني من فقدان الذاكرة. يحدث هذا التدهور نتيجة لتراكم صفائح الاميلويد بين العصبونات او الخلايا العصبية في الدماغ.
وهذه الصفائح مؤلفة من مواد بروتينية ينتجها الجسم بصورة طبيعية. وهناك نوع آخر منها يسمى البيتا اميلويد، التي تتصيدها طلائع الاميلويد. وفي الدماغ السليم، نجد ان هذه المواد البروتينية تتكسر وتتضاعف باستمرار. ولكن عندما تتجمع في الدماغ بشكل صفائح صلبة غير قابلة للذوبان، تؤدي الى تلف العصبونات وانابيبها ومحاورها. علاوة على انكماش قشرة الدماغ وزيادة فجواته وتضخم بطينات او حجرات الدماغ وتحطم خلايا قرن أمون، وبذلك يكون الفرد مصابا بالزهايمر.
يوضح تشريح أدمغة الموتى بمرض الزهايمر مايلي:
تليف وتشابك انسجة الدماغ.
وجود جزيئات من البروتين داخل الخلايا العصبية، أدت الى تعطلها.
التهاب الصفائح العصبية، حيث تظهر بشكل عناقيد داكنة مؤلفة من البروتين والخلايا العصبية التالفة.
وجود الكثير من الصفائح العصبية الهرمة، المؤلفة من خلايا عصبية ميتة. ورغم وجود مثل هذه المظاهر في الكثير من ادمغة كبار السن الاصحاء، ولكن تحدث تغيرات مهمة أخرى تؤدي الى مرض الزهايمر. أهمها، تلف العصبون اوالخلايا العصبية، يؤدي الى تناقص قدرته على نقل الايعازات العصبية من خلية الى اخرى. وبالتالي ضعف او عدم قدرة ترابط مناطق الدماغ، كي تعمل بصورة طبيعية. وغالباً ما تتأثر ثلاثة من العصبونات، هي التي تؤدي الى الزهايمر وهي:أستيل كولين، وهو الاكثر تأثراً و السيروتونين والتيروبنفيلين. أعراض المرض
يختلف الزهايمر عن النسيان والعتة. يخاف كثير من الناس ،ان يكون النسيان لديهم هو بدايات لمرض الزهايمر. فكثير منا ينسى، بعض الامور من وقت لآخر، الا ان ذلك لايدل على هذا المرض، الا اذا زادت ظاهرة النسيان وصعب القيام بالوظائف اليومية الاخرى.
اما العتة او الخرف الشيخوخي، فيحدث نتيجة لتغيرات في وظائف الدماغ، بسبب تصلب الشرايين اوالجلطات او الاورام أوالسكتات الدماغية او اضطراب الدرقية او الاصابة بمرض الزهري المتقدم او كثرة تناول الكحول او سوء التغذية او الانهيار العصبي او الإصابة بمرض الباركنسون. حيث ان اعراض هذه الامراض مشابهة لاعراض الزهايمر. وبما ان العتة، هي عرض لكثير من الامراض المذكورة أعلاه، فإنه لاتوجد الى الوقت الحاضر وسيلة مخبرية مؤكدة تبين، بشكل قطعي، وجود الزهايمرعند الافراد الاحياء. ولذا فعند استبعاد الامراض الاخرى المسببة للعتة، فإن الأعراض تدل على الإصابة بمرض الزهايمر.
اما اهم اعراض العتة، المشابهة للزهايمر هي:
طرح نفس الاسئلة بصورة متكررة.
الضياع في الاماكن المألوفة، وعدم القدرة على تتبع الاتجاهات.
اهمال المريض لسلامته الشخصية، كالتغذية وصحته العامة.
فقدان القدرة على ممارسة كثيراً من الاعمال اليومية التي كان يمارسها سابقا. يصنف الزهايمر الى صنفين، الصنف الاول مبكر وتظهر اعراضه وتطوره بصورة مبكرة وسريعة، يصيب الافراد فيما بين عمر 3550سنة، ويظهر في بعض العوائل التي تتناقل فيها الصبغيات اللا***ية الموروثة، وهو عموماً قليل الانتشار، لايشكل الا 510% من مجموع المصابين بالزهايمر. وتتمثل اهم اعراضه بمايلي:
تكرار نفس العبارات لعدة مرات.
تكرار نسيان مواضع الاشياء.
ارتباك في تذكر اسماء الاشياء المعروفة.
نسيان الطرق والممرات العامة.
تغيرات في السلوك الشخصي.
الكسل وعدم الاهتمام بالاشياء التي كان يتمتع بعا سابقا. اما الصنف الثاني المتأخر، فتظهر أعراضه وتطوره بصورة متاخرة وبطيئة، يصيب الافراد في اعمار اكثر من 60 سنة. ينتشر في بعض العوائل، ويكون تأثير الجينات الوراثية غير مباشر في حدوث المرض، حيث انها تزيد من احتمالات تكوين الصفائح المتشابكة في الخلايا العصبية، وهذه هي التي تؤدي الى تكوين الزهايمر.
وتتمثل اهم اعراضه بمايلي:
تناقص المعرفة بالاحداث التي وقعت قريبا.
نسيان الاحداث التي وقعت خلال تاريخ حياته.
اضطراب في اختيار الملابس المناسبة.
الشعور بالكآبة والاوهام والتهيج.
صعوبة في انجاز المهام التي يمكن ان ينجزها شخص سليم بنفس المرحلة العمرية، كتحضير الطعام وقيادة السيارة والتعامل المالي... ،والميل لتناول الحلويات.
ضعف حاسة الشم. اما حالات الزهايمر الشديدة فتتمثل اعراضها، بعدم قدرة المريض العيش بدون مساعدة الآخرين. فضلا عن صعوبة الكلام، والتمييز بين افراد العائلة، وعدم القدرة على تناول الطعام والاستحمام وارتداء الملابس.
أسباب مرض الزهايمر
لايوجد سبب معروف بصورة قطعية لهذا المرض. وتوجد عدة نظريات تفسر سبب حدوثه،اهمها:
1 تراكم كميات كبيرة من العناصر الثقيلة في الدماغ ، كالالمنيوم في منطقة قرن أمون في الدماغ، علاوة على الزئبق والرصاص. ويؤدي ذلك الى انكماشها بصورة مستمرة. فقد شرحت ادمغة موتى بمرض الزهايمر ووجد فيها تركزات عالية من الالمنيوم تصل الى اربعة امثال كميتها الطبيعية في خلايا الدماغ.
اما اهم مصادر اللامنيوم هي:
مياه الشرب، حيث يزداد انتشار المرض، كلما زادت كمية الالمنيوم في مياه الشرب.
تناول الاسبرين المعادل ومضادات التهاب المفاصل ، بكميات كبيرة ولفترات طويلة، حيث ان هذه الادوية تحتوي على نسب عالية من الالمنيوم. اما الاسبرين العادي فخال منه.
الطبخ في اواني الالمنيوم، يساهم في زيادة نسبته في الطعام بمقدار 24 مللغرام في الوجبة الواحدة.
تناول العصائر والكولا والمعلبات المبطنة بالالمنيوم، حيث يذوب جزء منها في المادة الغذائية المحفوظة فيها. ولذا يفضل تناولها وهي محفوظة في زجاجات.
استخدام الشامبوهات والمساحيق ومزيلات الروائح ومضادات التعرق لفترات طويلة، حيث تحتوي على نسب متفاوتة من الالمنيوم الذي يدخل الجسم عن طريق اللمرات التنفسية، ويتراكم في الدماغ.
تناول مضادات الاسهال والحموضة، الحاوية على الالمنيوم، لفترات طويلة. حيث تحتوي انواعاً منها على نسب مختلفة من الالمنيوم. لذا يجب قرأتها قبل الاستخدام، للتأكد من خلوها منه.
كثرة تناول الاغذية الحاوية على الالمنيوم، كالمعجنات والجبن المطبوخ ومعدلات نشا الطعام وملح التخليل.
2 الكسل وطول فترات مشاهدة التلفزيون وعدم ممارسة اية نشاطات رياضية خفيفة. حيث توجد عدد من الدراسات الحديثة، تشير الى ان غير النشطين، تزيد عندهم احتمالات الاصابة بمرض الزهايمر بمقدار 250% عن النشطين جسديا.
3 سوء التغذية وقلة تناول الاغذية الحاوية على مركبات فيتامين (B) ولاسيما (B12) والزنك. حيث وجد عند تشريح ادمغة الموتى بالزهايمر، نقص كبير في هذه العناصر، دون المستويات الطبيعية لها. علماً ان لهذه العناصر أهمية كبيرة في الوظائف المعرفية للدماغ. كما وجد نقص في فيتامين (A,E) وهذه من مضادات الاكسدة، حيث يؤدي نقصها الى تحطم خلايا الدماغ. علاوة على وجود نقص في عنصر البورون والبوتاسيوم والسلينيوم.
4 تركز نسب عالية من الزئبق السام في الدماغ، وتوجد علاقة بين هذه التراكيز وبين وجود حشوات الاسنان عند مرضى الزهايمر.
5 اضطراب عمل جهاز الناعة في الجسم، يؤدي الى مهاجمة وتحطيم خلايا المخ.
6 ضمور خلايا الجسم بتقدم العمر، ينتج عنه مادة البيتا أميلويد، وتجمع هذه المادة بتراكيز عالية في الدماغ، يؤدي الى مرض الزهايمر.
7 تؤدي السمنة الى زيادة الاحتمالات للاصابة بالزهايمر. فقد توضح ذلك من دراسة اجريت على 392من النساء البدينات، في اعمار السبعينات، وتبين ان اصابتهن بازهايمر بعد 1018 عاماً من الامور المحتملة جداً.
8 ضعف صحة الاطفال، تزيد من احتمالات اصابتهم بالزهايمر في الكبر. وقد اكد ذلك باحثون فلنديون، حيث تابعوا 1500 فرد الى ان تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، فوجدوا ان 48% منهم اصيبوا بالمرض.
9 اعلن في الاجتماع السنوي لطب الاعصاب في سانت يغو، ان ارتفاع نسبة الكولسترول ، يؤدي الى زيادة انتاج صفائح البيتا أميلويد المسببة للزهايمر.
10 اكد باحثون من جامعة بوسطن الامريكية، ان هناك علاقة قوية بين ضعف وهشاشة العظام لدى الكبار ، وبين الاصابة بالزهايمر. جاء هذا التاكيد من دراسة اجريت على 4300 فرد، بينت ان الاغذية الدسمة تؤدي الى ضعف العظام، وبالتالي الاصابة بالمرض.
11 عامل الوراثة، حيث تبين ان هناك جينات متوارثة، تزيد من احتمالات الاصابة بالزهايمر بين افراد العائلة الواحدة وتتناقل من جيل الى آخر. ضحايا المرض ومما تجدر الاشارة اليه، ان معدل عدد الذين يصابون بهذا المرض في العالم يبلغ 360000 شخص سنوياً، وسيصل عددهم الى150 مليون نسمة بحلول عام 2025. كما انه يصيب 4 ملايين فرد امريكي، منهم10% تزيد اعمارهم عن 65سنة و50% تزيد اعمارهم عن 85 سنة. ويؤدي هذا المرض الى موت 100000شخص سنوياً في الولايات المتحدة. اما في فرنسا فيصاب بهذا المرض 135000فرد سنوياً. ووعندما نأخذ بالاعتبار ان نسبة الاصابة بهذا المرض تزداد بتجاوز العمر 65سنة، لذا نجد ان اصابة النساء بهذا المرض، تفوق اصابة الرجال وذلك لطول اعمارهن بالمقارنة مع الرجال. ويشكل الافراد الذين تزيد اعمارهم عن 65عاماً حوالي 15% من مجموع سكان بريطانيا و22% من سكان اليابان، علماً ان معدل الاعمار في العالم في تزايد مستمر نتيجة لتطور المعرفة الصحية العامة.
طرق العلاج
لايوجد الى الوقت الحاضر علاج ناجع لمرض الزهايمر، وكل العلاجات الحديثة، تؤدي الى بطء تطور المرض، وليس شفائه، وعودة المريض الى ما كان عليه سابقا. والعلاجات الكيمياوية معروفة عند المرضى، اما علاجات الطب البديل، فتستخدم في العديد من مستشفيات المانيا والهند والولايات المتحدة واوربا الشرقية، وتتمثل بما يلي:
* أولاً الاعشاب:
1 ملعقة كوب من اوراق الجنكة المطحونة، في قدح ماء مقطر مغلي، وبعد ان يبرد ويصفى ، يشرب 23 مرات يوميا.
2 ملعقة كوب من الآس البري المطحونة في قدح ماء مقطر مغلي وبعد ان يبرد ويصفى يشرب23مرات يوميا.
3 ملعقة كوب من كل من الكركم والآس البري والجنكة وال***نغ ، في قدح ونصف ماء مقطر مغلي، وبعد ان يبرد ويصفى ، يشرب نصف قدح بعد كل وجبة طعام.
4 تخلط كميات متساوية من مطحون كل من اوراق البرسيم وبذوره واوراق النعناع والمرمية والسدر والهندبا البرية وثمار الورد البلدي الجوري وبذور البقدونس والكرفس والشمار وثمار الفلفل الحار والبابنك ، وتؤخد من الخليط ملعقة كوب في قدح ماء مقطر مغلي وبعد ان يبرد ويصفى ، يشرب23 مرات يوميا.
5 تخلط كميات متساوية من مطحون كل من عشبة القمح والشعير وقش الشوفان والسبانغ، وتؤخذ من الخليط ملعقة كوب في قدح ماء مقطر مغلي، وبعد ان يبرد ويصفى، يشرب23 مرات يوميا.
6 يعبأ مطحون التبغ في كبسولات 250 ملغم ، وتؤخذ واحدة بعد كل وجبة طعام.
7تخلط كميات متساوية من مطحون كل من الخردل الاسود وصمغ الجوار واوراق الجوز والحلبة وبذور البابايا والصبير واوراق الزيتون والحبة السوداء، وتؤخذ من الخليط ملعقة كوب في قدح ماء مقطر مغلي وبعد ان يبرد ويصفى، يشرب نصف قدح بعد كل وجبة طعام ، وذلك لمن يعاني من ارتفاع الكولسترول مع الزهايمر.
* ثانيا الغذاء:
1 يجب ان يتالف الغذاء الاسبوعي للمريض من المواد التالية: عيش الغراب/الفطر والخبز الاسمر بردته/نخالته والرز واسماك السلمون والسردين والتونة وكل اسماك فيها زيوت، والمشمش والتفاح والفراولة والجرجير والثوم والبطيخ والماء المقطر والفول السوداني، غير المملح او المحمص، والملفوف والزهرة والزعرور واللب الابيض في الفلفل البارد وبذور عباد الشمس غير المملحة او المحمصة والعنب والبقوليات والبصل والشاي الاخضر والخس.
2 شرب ملعقة كوب من زيت بذور العنب صباحاً وأخرى من زيت الزيتون ظهراً وثالثة من زيت زهرة الربيع مساء، بعد الطعام.
3 تجنب الشاي والقهوة والتدخين والكولا والمعلبات وماء الحنفيات والادوية المخفضة للكولسترول وصفار البيض والدهون واللحوم الحمراء ومشاهدة التلفزيون لفترات طويلة.
4 شرب 23 اقداح من عصير مخلوط من التفاح والحمضيات والجزر والجرجير والسبانخ والفطر والملفوف.
5شرب 23 اقداح من لبن زبادي الماعز.
6 تناول القشرة الرقيقة البيضاء الموجودة تحت القشور الخارجية للحمضيات ، قدر المستطاع.
7 تناول اللب المر في نواة المشمش ، واحدة فقط قبل كل وجبة طعام بنصف ساعة.
8 تجنب ، الطبخ بأواني الالمنيوم، واستخدام المساحيق ومواد التجميل والغسيل ومضادات الاسهال والحموضة والتهاب المفاصل والمعجنات والجبن المطبوخ، الحاوية على الالمنيوم.
* ثالثا اللمس:
1 الصيام يوم واحد في الاسبوع، عن الطعام، مع شرب ثلاثة اقداح ماء مقطر ومثلها من عصير الفواكه والخضروات المذكورة في اعلاه.
2 ممارسة الاعمال اليومية التي يهواها، والاستماع الى الموسيقى والتجول في حدائق الازهار واستخدام العطور المفضلة.
3 تدليك الجسم كاملا بالماء الدافئ والنعناع يوميا.
4 ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة يوميا.
5 الطرق الخفيف باطراف الاصابع على الرأس كاملا لمدة نصف دقيقة ،ثلاث مرات يوميا.
6 التخلص من حشوات الاسنان ان وجدت، وعدم او قلة استخدام الهاتف النقال.
7 ممارسة بعض الالعاب الذهنية البسيطة التي تنشط ملكة الذاكرة والتفكير.
8 الرعاية الصحية المستمرة، وعدم السخرية من حركات ونطق المريض مطلقا.
(*) عضو الجمعية
الملكية البريطانية للأعشاب