لطائف قرآنية
بقلم : د. محمود شمس
عضو هيئة التدريس قسم الشريعة بجامعة الطائف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بارئ النسم ، وخالق الخلق من عدم ، نجى نوحا في السفينة من الغرق الذي عمّ ، إلهٌ له الفضل إذا أنعم تمّ ، وأصلي وأسلم على النبي الهادي ، خير من ركب الخوادي، وحضر النوادي ، وفاق الليوث العوادي ، وبعد :
" يوجد في القرآن الكريم كنوزا ضخمة من اللطائف والإيحاءات مما أعجز الخلق جميعا عن الإتيان ولو بمثل أقصر سورة ولا يستطيع استنباط هذه الكنوز والمعاني إلا من وفقه الله ومنّ عليه بفضل منه ، ولما هممت بالكتابة تزاحمت الخواطر والأفكار لأن المهمة صعبة فاستعنت بالله .
وأؤكد بداية بأن كل حرف في كتاب ربنا وضع في موضعه للدلالة على معنى أراده الله تعالى ولا يمكن أن يؤدي المعنى بغيره وكذا كل كلمة ، ومن ذلك كلمة ــزوج ــ بعل ــ امرأة .
فالقرآن يعبر عن الرجل بالزوج أحيانا وبالبعل أحيانا أخرى وعن المرأة بالزوج وبالمرأة في بعض المواضع . فما السر في ذلك ؟؟ أقول وبالله التوفيق .
لأن معنى ـ الزوج ـ يقوم على الاقتران القائم على التماثل والاتفاق والانسجام التام فالزوج فرد انضم إليه مماثل له من ***ه .
ولذا تستعمل للرجل والمرأة ولذلك لا يطلق القرآن كلمة ـ زوج ( على الرجل أو المرأة إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة ومستقرة ومن ذلك ــ قوله تعالى ــ ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ) (1) أما إذا حدث خلل في الحياة الزوجية فإن القرآن يطلق على كل منهما ــ بعــل وامرأة ــ ومن ذلك :
1. عند الاختلاف في الدين مثل ـ امرأة نوح وامرأة لوط امرأة فرعون ولم يقل زوج نوح .. الخ .
2.عند حدوث نزاع أو خلافات في الحياة الزوجية قال تعالى : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ). (2)
3. عدم الإنجاب ، ومن دقة التعبير القرآني أن امرأة زكريا عليه السلام تسمى (امرأة ) في المواضع : وامرأتي عاقر ـ وكانت امرأتي عاقرا ـ إلا في موضع واحد سميت ــ زوج عندما ولدت ( يحيى ) في قوله تعالى فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ) . (3)
ومن هنا ندرك السر في التعبير في قوله ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ) (4) ولماذا لم يقل لأزاوجهن ؟؟ لأن البعل أعم فالزوج لاتطلق إلا في حال الإتفاق والانسجام فلو قال الحق ولايبدين زينتهن إلا لأزواجهن ) لقلنا بأن المرأة وقت الخلافات الزوجية أو عدم الإنجاب لاتظهر زينتها لبعلها في جميع الحالات سواء أكان هناك اتفاق أم اختلاف في الحياة الزوجية .
وهذا سر من أسرار التعبير القرآن المعجز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية رقم 74من سورة الفرقان .
(2) جزء من الآية رقم 128 من سورة النساء .
(3) الآية رقم 30 من سورة الأنبياء .
(4) جزء من الآية 31 من سورة النور .
بقلم : د. محمود شمس
عضو هيئة التدريس قسم الشريعة بجامعة الطائف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بارئ النسم ، وخالق الخلق من عدم ، نجى نوحا في السفينة من الغرق الذي عمّ ، إلهٌ له الفضل إذا أنعم تمّ ، وأصلي وأسلم على النبي الهادي ، خير من ركب الخوادي، وحضر النوادي ، وفاق الليوث العوادي ، وبعد :
" يوجد في القرآن الكريم كنوزا ضخمة من اللطائف والإيحاءات مما أعجز الخلق جميعا عن الإتيان ولو بمثل أقصر سورة ولا يستطيع استنباط هذه الكنوز والمعاني إلا من وفقه الله ومنّ عليه بفضل منه ، ولما هممت بالكتابة تزاحمت الخواطر والأفكار لأن المهمة صعبة فاستعنت بالله .
وأؤكد بداية بأن كل حرف في كتاب ربنا وضع في موضعه للدلالة على معنى أراده الله تعالى ولا يمكن أن يؤدي المعنى بغيره وكذا كل كلمة ، ومن ذلك كلمة ــزوج ــ بعل ــ امرأة .
فالقرآن يعبر عن الرجل بالزوج أحيانا وبالبعل أحيانا أخرى وعن المرأة بالزوج وبالمرأة في بعض المواضع . فما السر في ذلك ؟؟ أقول وبالله التوفيق .
لأن معنى ـ الزوج ـ يقوم على الاقتران القائم على التماثل والاتفاق والانسجام التام فالزوج فرد انضم إليه مماثل له من ***ه .
ولذا تستعمل للرجل والمرأة ولذلك لا يطلق القرآن كلمة ـ زوج ( على الرجل أو المرأة إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة ومستقرة ومن ذلك ــ قوله تعالى ــ ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ) (1) أما إذا حدث خلل في الحياة الزوجية فإن القرآن يطلق على كل منهما ــ بعــل وامرأة ــ ومن ذلك :
1. عند الاختلاف في الدين مثل ـ امرأة نوح وامرأة لوط امرأة فرعون ولم يقل زوج نوح .. الخ .
2.عند حدوث نزاع أو خلافات في الحياة الزوجية قال تعالى : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ). (2)
3. عدم الإنجاب ، ومن دقة التعبير القرآني أن امرأة زكريا عليه السلام تسمى (امرأة ) في المواضع : وامرأتي عاقر ـ وكانت امرأتي عاقرا ـ إلا في موضع واحد سميت ــ زوج عندما ولدت ( يحيى ) في قوله تعالى فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ) . (3)
ومن هنا ندرك السر في التعبير في قوله ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ) (4) ولماذا لم يقل لأزاوجهن ؟؟ لأن البعل أعم فالزوج لاتطلق إلا في حال الإتفاق والانسجام فلو قال الحق ولايبدين زينتهن إلا لأزواجهن ) لقلنا بأن المرأة وقت الخلافات الزوجية أو عدم الإنجاب لاتظهر زينتها لبعلها في جميع الحالات سواء أكان هناك اتفاق أم اختلاف في الحياة الزوجية .
وهذا سر من أسرار التعبير القرآن المعجز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية رقم 74من سورة الفرقان .
(2) جزء من الآية رقم 128 من سورة النساء .
(3) الآية رقم 30 من سورة الأنبياء .
(4) جزء من الآية 31 من سورة النور .