السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمع القرآن في زمن أبي بكر رضي الله عنه :
كتب القرآن كاملاً في حياة النبي لكنه لم يأمر بجمعه في مصحف،
وذلك لما يلي:
1- أنه لم توجد الدواعي لكتابته كما وجدت في عهد أبي بكر أو عثمان ،
وذلك لوجود النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة القراء،
وعدم تيسر أدوات الكتابة.
2- أن الوحي كان ما زال ينـزل على النبي عليه السلام فينسخ
ما شاء الله من آية أو آيات.
3- أن القرآن نـزل منجماً ولم ينـزل دفعة واحدة.
4- أن ترتيب النـزول كان على حسب الأسباب، في حين أن
ترتيب المصحف كان لاعتبارات أخرى.
فلما انقضى نـزول القرآن بوفاة النبي ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك
وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة.
وقصة ذلك:
يرويها زيد بن ثابت فيقول فيما رواه عنه الإمام البخاري:
أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده،
فقال أبوبكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن
وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن،
وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله
رسول الله ؟ قال عمر وهو والله خير. فلم يزل يراجعني حتى شرح الله
صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر:
إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع
القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل
علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله
رسول الله قال هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله
صدري للذي شرح به صدر أبي بكر وعمر. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب
واللخاف وصدور الرجال ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري
لم أجدها مع غيرهلقد جاءكم رسول حتى خاتمة براءة فكانت
الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر
من خلال هذا النص يظهر السبب الرئيسي الذي حمل الصحابة على جمع
القرآن في زمن أبي بكر، ألا وهو اشتداد القتل في قراء القرآن حيث قتل منهم
في حرب مسيلمة وحده سبعين قارئاً، فخشي عمر أن يضيع القرآن باستشهاد
حملته من القراء الذين كانوا يتسابقون إلى ساحات الجهاد في سبيل الله تعالى.
كما أن الأسباب التي حالت دون جمع القرآن في ومن النبي عيه السلام لم يعد لها
وجود، وبالتالي كان لا بد من جمع كتاب الله في مصحف صيانة له من الضياع.
آلية جمع القرآن في عهد أبي بكر:
1- الاقتصار على ما كتب بين يدي النبي عليه السلام وأُخِذ منه مباشرة:
أخرج ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال
قدم عمر فقال من كان تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأت به
وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل
من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان
وهذا يدل على أن زيدا كان لا يكتفي لمجرد وجدانه مكتوبا حتى يشهد به
من تلقاه سماعا مع كون زيد كان يحفظ فكان يفعل ذلك مبالغة في الاحتياط.
قال ابن حجر وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب
وقال السخاوي في جمال القراء المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب
كتب بين يدي رسول الله أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه
التي نـزل بها القرآن
قال أبو شامة وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي
لا من مجرد الحفظ قال ولذلك قال في آخر سورة التوبة لم أجدها مع غيره أي
لم أجدها مكتوبة مع غيره لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة.
قلت أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي عام وفاته
يقول الليث بن سعد قال أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس
يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل وأن آخر سورة
براءة لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت فقال: اكتبوها فإن رسول الله جعل
شهادته بشهادة رجلين فكتب وإن عمر أتي بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان
وحده
مزايا جمع أبي بكر للقرآن.
1- جمعت القرآن على أدق وجوه البحث والتحري.
2- اقتصرت على ما لم تنسخ تلاوته.
3- ظفرت بإجماع الأمة عليها وتواتر ما فيها.
كتاب وينبغي أن نلاحظ هنا أن جمع المصحف بأمر أبي بكر لا ينافي أن
الصحابة كان لهم صحف أو مصاحف كتبوا فيها القرآن كله أو بعضه،
لكنها لم تظفر بما ظفرت به الصحف التي أمر بجمعها أبو بكر رضي الله عنه
من العناية والتحري، ولا يطعن في ذلك ما روي من أن علياً جمع القرآن قبل
أن يبايع أبا بكر، بل إن علياً نفسه يقول: (أعظم الناس أجراً في
المصاحف أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع الله).
حمد بن محمود حوا
جمع القرآن في زمن أبي بكر رضي الله عنه :
كتب القرآن كاملاً في حياة النبي لكنه لم يأمر بجمعه في مصحف،
وذلك لما يلي:
1- أنه لم توجد الدواعي لكتابته كما وجدت في عهد أبي بكر أو عثمان ،
وذلك لوجود النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة القراء،
وعدم تيسر أدوات الكتابة.
2- أن الوحي كان ما زال ينـزل على النبي عليه السلام فينسخ
ما شاء الله من آية أو آيات.
3- أن القرآن نـزل منجماً ولم ينـزل دفعة واحدة.
4- أن ترتيب النـزول كان على حسب الأسباب، في حين أن
ترتيب المصحف كان لاعتبارات أخرى.
فلما انقضى نـزول القرآن بوفاة النبي ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك
وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة.
وقصة ذلك:
يرويها زيد بن ثابت فيقول فيما رواه عنه الإمام البخاري:
أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده،
فقال أبوبكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن
وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن،
وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله
رسول الله ؟ قال عمر وهو والله خير. فلم يزل يراجعني حتى شرح الله
صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر:
إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع
القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل
علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله
رسول الله قال هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله
صدري للذي شرح به صدر أبي بكر وعمر. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب
واللخاف وصدور الرجال ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري
لم أجدها مع غيرهلقد جاءكم رسول حتى خاتمة براءة فكانت
الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر
من خلال هذا النص يظهر السبب الرئيسي الذي حمل الصحابة على جمع
القرآن في زمن أبي بكر، ألا وهو اشتداد القتل في قراء القرآن حيث قتل منهم
في حرب مسيلمة وحده سبعين قارئاً، فخشي عمر أن يضيع القرآن باستشهاد
حملته من القراء الذين كانوا يتسابقون إلى ساحات الجهاد في سبيل الله تعالى.
كما أن الأسباب التي حالت دون جمع القرآن في ومن النبي عيه السلام لم يعد لها
وجود، وبالتالي كان لا بد من جمع كتاب الله في مصحف صيانة له من الضياع.
آلية جمع القرآن في عهد أبي بكر:
1- الاقتصار على ما كتب بين يدي النبي عليه السلام وأُخِذ منه مباشرة:
أخرج ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال
قدم عمر فقال من كان تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأت به
وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل
من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان
وهذا يدل على أن زيدا كان لا يكتفي لمجرد وجدانه مكتوبا حتى يشهد به
من تلقاه سماعا مع كون زيد كان يحفظ فكان يفعل ذلك مبالغة في الاحتياط.
قال ابن حجر وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب
وقال السخاوي في جمال القراء المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب
كتب بين يدي رسول الله أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه
التي نـزل بها القرآن
قال أبو شامة وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي
لا من مجرد الحفظ قال ولذلك قال في آخر سورة التوبة لم أجدها مع غيره أي
لم أجدها مكتوبة مع غيره لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة.
قلت أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي عام وفاته
يقول الليث بن سعد قال أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس
يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل وأن آخر سورة
براءة لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت فقال: اكتبوها فإن رسول الله جعل
شهادته بشهادة رجلين فكتب وإن عمر أتي بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان
وحده
مزايا جمع أبي بكر للقرآن.
1- جمعت القرآن على أدق وجوه البحث والتحري.
2- اقتصرت على ما لم تنسخ تلاوته.
3- ظفرت بإجماع الأمة عليها وتواتر ما فيها.
كتاب وينبغي أن نلاحظ هنا أن جمع المصحف بأمر أبي بكر لا ينافي أن
الصحابة كان لهم صحف أو مصاحف كتبوا فيها القرآن كله أو بعضه،
لكنها لم تظفر بما ظفرت به الصحف التي أمر بجمعها أبو بكر رضي الله عنه
من العناية والتحري، ولا يطعن في ذلك ما روي من أن علياً جمع القرآن قبل
أن يبايع أبا بكر، بل إن علياً نفسه يقول: (أعظم الناس أجراً في
المصاحف أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع الله).
حمد بن محمود حوا