السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحج في الإسلام مكانته .. فرضيته .. آدابه .. أحكامه
لحج عبادة قديمة من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام. قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ . ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج: 26-29].
فلما جاء الإسلام أَقَرَّ الحج، وجعله أحد أركانه الخمسة بعد الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم.
فَرْضِيَّةُ الحج:
فُرِض الحج في السنة التاسعة من الهجرة النبوية، فكان آخر ما فرضه الله عز وجل من العبادات. قال تعالى: {ولله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97]وقال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197].
والنبي حج (حجة الإسلام) في السنة العاشرة من هجرته، الموافق لِـ(631م) بِرِفْقَةِ أزواجه رضي الله عنهن، وجمع غفير من أصحابه الكرام رضي الله عنهم.
وقد أخرجها الإمام مسلم في صحيحه: (كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم)، كما رواها من أئمة الحديث: أبوداود، وابن ماجه، والبيهقي، والدارِمي، وابن حِبّان، وابن أبي شيبة، وابن الجارود.
وقد أفردها كذلك بعض أئمة العلم بالتأليف: كالإمام ابن حزم الأندلسي -قديماً-، والعلامة المحدث الشيخ محمد زكريّا السَّهَارَنْفُورِي -حديثاً-.
آداب الحج:
على من عزم وتأهَّب لأداء فريضة الحج -مسلماً كان أو مسلمة- أن يتأدب بهذه الآداب السامية، حتى تُقبل شعائر حَجِّه، ويكون هو في عِداد المقبولين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]، وقال: { فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197].
وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن حَجَّ لله، فلم يرفث ولم يفسق رجع كيَوْمَ ولدته أمّه" (رواه البخاري ومسلم).
فَمِن آداب الحجّ والحاجّ:
1. الإخلاص: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
2. التوبة من جميع الذنوب فيما بينه وبين الله.
3. أداء ما عليه من حقوق ومظالم وديون وأمانات فيما بينه وبين الناس.
4. التزوّد بالزاد الحلال، واصطحاب رفيق صالح، ومعاملة الناس بالحُسْنى: في سفره وأثناء إقامته في مكة والمدينة.
5. على الحاج أن لا يزاحم أحداً في حجه حتى لا يُؤذي ولا يُؤْذَى، وأن يترك الجدال والفسوق والكلام البذيء والشتم وسوء الأخلاق.
6. على الحاج أن يُفرّغ نفسه للعبادة أيام الحج؛ فيحرص على أداء الصلاة في المسجد الحرام؛ فإنها بمئة ألف، وفي المسجد النبوي فإنها بخمسين ألف. وأن يُكثر من التلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، وكذلك الدعاء في أماكن الإجابة، وأن يتصدّق قدر المستطاع.
7. على الحاج أن لا يجعل همّه كله في التنزّه في الأسواق؛ فيُضيّع الصلوات أو تفوته، وأن لا يشغل فكره بكثرة الهدايا وتكديسها.
أحكام الحج:
أنواع الحج: الإفراد، التمتُّع، القِران(1).
شروط وجوب الحج: الإسلام، البلوغ، العقل، الاستطاعة(2).
أركان الحج(3): الإحرام(4)، الوقوف بعرفة، طواف الإفاضة، السعي بين الصفا والمروة.
واجبات الحج(5): للإحرام من الميقات، التواجد ليلاً بمُزْدَلفة، رمْي الجمار، الحلق أو التقصير، المبيت بمنى.
سُنَنُ الحجّ(6): الاغتسال للإحرام، التطيُّب، صلاة ركعتين بعده، اقتران الإحرام بالنية، التلبية، طواف القدوم، المبيت ليلة عرفة بمنى، الجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة.
ممنوعات الإحرام(7): لبس المخيط، استعمال الطيب، تقليم الأظافر أو إزالة الشعر، الصيد أو القتل، الجماع ومقدماته.
وصدق الله العظيم الذي ذكر بعض فضائل هذه الفريضة المحكمة فقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 200-201].
مجلة الفرقان
الحج في الإسلام مكانته .. فرضيته .. آدابه .. أحكامه
لحج عبادة قديمة من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام. قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ . ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج: 26-29].
فلما جاء الإسلام أَقَرَّ الحج، وجعله أحد أركانه الخمسة بعد الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم.
فَرْضِيَّةُ الحج:
فُرِض الحج في السنة التاسعة من الهجرة النبوية، فكان آخر ما فرضه الله عز وجل من العبادات. قال تعالى: {ولله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97]وقال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197].
والنبي حج (حجة الإسلام) في السنة العاشرة من هجرته، الموافق لِـ(631م) بِرِفْقَةِ أزواجه رضي الله عنهن، وجمع غفير من أصحابه الكرام رضي الله عنهم.
وقد أخرجها الإمام مسلم في صحيحه: (كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم)، كما رواها من أئمة الحديث: أبوداود، وابن ماجه، والبيهقي، والدارِمي، وابن حِبّان، وابن أبي شيبة، وابن الجارود.
وقد أفردها كذلك بعض أئمة العلم بالتأليف: كالإمام ابن حزم الأندلسي -قديماً-، والعلامة المحدث الشيخ محمد زكريّا السَّهَارَنْفُورِي -حديثاً-.
آداب الحج:
على من عزم وتأهَّب لأداء فريضة الحج -مسلماً كان أو مسلمة- أن يتأدب بهذه الآداب السامية، حتى تُقبل شعائر حَجِّه، ويكون هو في عِداد المقبولين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]، وقال: { فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197].
وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن حَجَّ لله، فلم يرفث ولم يفسق رجع كيَوْمَ ولدته أمّه" (رواه البخاري ومسلم).
فَمِن آداب الحجّ والحاجّ:
1. الإخلاص: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
2. التوبة من جميع الذنوب فيما بينه وبين الله.
3. أداء ما عليه من حقوق ومظالم وديون وأمانات فيما بينه وبين الناس.
4. التزوّد بالزاد الحلال، واصطحاب رفيق صالح، ومعاملة الناس بالحُسْنى: في سفره وأثناء إقامته في مكة والمدينة.
5. على الحاج أن لا يزاحم أحداً في حجه حتى لا يُؤذي ولا يُؤْذَى، وأن يترك الجدال والفسوق والكلام البذيء والشتم وسوء الأخلاق.
6. على الحاج أن يُفرّغ نفسه للعبادة أيام الحج؛ فيحرص على أداء الصلاة في المسجد الحرام؛ فإنها بمئة ألف، وفي المسجد النبوي فإنها بخمسين ألف. وأن يُكثر من التلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، وكذلك الدعاء في أماكن الإجابة، وأن يتصدّق قدر المستطاع.
7. على الحاج أن لا يجعل همّه كله في التنزّه في الأسواق؛ فيُضيّع الصلوات أو تفوته، وأن لا يشغل فكره بكثرة الهدايا وتكديسها.
أحكام الحج:
أنواع الحج: الإفراد، التمتُّع، القِران(1).
شروط وجوب الحج: الإسلام، البلوغ، العقل، الاستطاعة(2).
أركان الحج(3): الإحرام(4)، الوقوف بعرفة، طواف الإفاضة، السعي بين الصفا والمروة.
واجبات الحج(5): للإحرام من الميقات، التواجد ليلاً بمُزْدَلفة، رمْي الجمار، الحلق أو التقصير، المبيت بمنى.
سُنَنُ الحجّ(6): الاغتسال للإحرام، التطيُّب، صلاة ركعتين بعده، اقتران الإحرام بالنية، التلبية، طواف القدوم، المبيت ليلة عرفة بمنى، الجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة.
ممنوعات الإحرام(7): لبس المخيط، استعمال الطيب، تقليم الأظافر أو إزالة الشعر، الصيد أو القتل، الجماع ومقدماته.
وصدق الله العظيم الذي ذكر بعض فضائل هذه الفريضة المحكمة فقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 200-201].
مجلة الفرقان