فضل عشر ذي الحجة
أختي المسلمة...هانحن أدركنا هذه العشر العظيمة التي تقررفضلها في الكتاب والسنة فما نحن عاملون..؟...كم من أناس كانوا معنا في العام الماضييأكلون معنا! ويشربون معنا!..نفرح بهم ويفرحون بنا..لم يدركوا هذه الأيام..وكأننابهم يتمنون لو ركعوا ركعة واحدة في هذه الأيام أو قرأوا آية واحدة..أو تصدقوا، أوصاموا...وأنت أخي أدركت هذه الأيام وأنت صحيحُ جسم سليمالحواس...استشعر هذه النعمة...العظيمة التي حرمها كثير منالناس في هذه الأيام إما بموت أو عجز أو تفريط....فاحرص أخي المسلم/أختي المسلمةعلى هذه الأيام فإنها سريعة الانقضاء..قدم لنفسك عملا صالحا تجد ثوابه ( يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم )
أخي المسلم ... أختي المسلمة... إننا ونحن نعيشهذه الأيام العظيمة ..ابتلينا بقنوات تنسب للمسلمين...فيها ما يغضب اللهعزوجل..ويؤلم قلب المسلم ..ويزداد الجرم وتعظم المصيبة بتلك البرامج الفاسدةالمفسدة ..التي يتهافت عليها شباب المسلمين وشابات المسلمين ..فيهذه الأيام أيام العشر..كان السلف الصالح إذا دخلت هذه الأيام..اجتهدوا اجتهاداعظيما مثل اجتهادهم في رمضان أو أكثر..وهذا هو سر رفعة هذه الأمة ..التمسك بالكتابوالسنة..واتباع هدي سلف الأمة..وإذا كنا كذلك..فلننتظر النصر من الله..إن تنصرواالله ينصركم..تفضيلها:
قال ابن كثير رحمه الله: " ( والفجر * وليال عشر)
وَاللَّيَالِيالْعَشْر الْمُرَاد بِهَا عَشْر ذِي الْحِجَّة كَمَا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَابْنالزُّبَيْر وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ
النَّبِيّصَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الْعَشْر عَشْر الْأَضْحَىوَالْوَتْر يَوْم عَرَفَة وَالشَّفْع يَوْم النَّحْر "
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّوقد اختلفالعلماء في أيهما أفضل : ليالي العشر من رمضان أو أيامعشر ذي الحجة
وهو مما يؤكد أهمية هذهالأيام وغفلة الناس عنها ، وقد قال ابن القيم في زاد المعاد تحت (التفضيلبين الأزمنة : (
" الصواب فيه أن يقالليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من لياليعشر ذي الحجةأفضل من أيام عشر رمضان وبهذاالتفصيل يزول الاشتباه ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلةالقدر وهي من الليالي وعشر ذي الحجة فضل باعتبار أيامه إذ فيهيوم النحر ويوم عرفة ويوم الترويةقال فيها الرسول صلى الله عليهوسلم "ما من أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فيها أَحَبُّ إلىاللَّهِ من هذه الأَيَّامِ -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قال: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ إلارَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فلم يَرْجِعْ من ذلكبِشَيْءٍ"
أخرجَ الطبرانيّ في الكبير بإسنادٍ جيّد من حديث ابنعباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((ما مِن أيّام أعظمُعند الله ولا أحبّ إلى الله العملُ فيهنّ من أيّام العشر، فأكثِروا فيهنّ منالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير))
فيها يوم عرفة ، ويومالحج الأكبرفي صحيح مسلم في فضل يوم عرفة*... عنعَائِشَةُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ يَوْمٍأَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِعَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَاأَرَادَ هَؤُلَاءِ»؟
روى البخاري أن رجلا من اليهود قال لعمر : يا أمير المؤمنين , لو ان علينا انزلت هذهالآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكمالإسلام دينا ) لأتخذنا ذلك اليوم عيدا , فقال عمر : "إني لأعلم أي يوم نزلت هذهالاية , نزلت يوم عرفة , في يوم الجمعة "
ففي هذا اليوم أكمل اللهدينه وأتم نعمته , فمن الواجب علينا أن نشكر الله على إتمام نعمته علينا والتقرباليه بالفرائض والنوافل على ضوء ما جاء بالكتاب والسنة .
الحج والعمرة: عن عبد الله بن مسعود , قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم ( تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهماينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجةالمبرورة ثواب إلا الجنة)
قال عليه الصلاة والسلام: " من حج لله فلم يرفث ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمه"
صيام يوم عرفة:فمما يسن فعله في يوم عرفة ما رواه مسلم عن أبي قتادة ان النبي صلى اللهعليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" [11]
كثرة الدعاء:والإكثار من الدعاء فأكثر يومايعتق الله فيه من النار هو يوم عرفه روى مسلم عن عائشة رضى الله عنها أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه عبداً منالنار , من يوم عرفة , وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة , فيقول ما أراد هؤلاء)
وروى الترمذي أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أناوالنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو علىكل شيء قدير"
قراءة القرءان ، كثرة الصلاة والصوم والصدقة:
ويؤخذ ذلك منعموم حديث ابن عباس السابق، ودلالات النصوص العامة الواردة في فضل العشر.
صومِ هذه التسعة ـيعني تسع ذيالحجّة ـ مستحبّ استحبابًا شديدًا"
قال ابنحجر رحمه الله: "والذي يظهَر أنّ السببَ في امتيازعشر ذي الحجةبهذه الامتيازاتِ لِمَكاناجتماع أمّهات العبادة فيها، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ وغيرها، ولايتأتّى ذلك في غيرها" انتهى التكبيروهو الآن سنة مهجورة مع أنه شعار هذه الأيام و يكون فيكل وقت وهو التكبير الوارد والمخصوص باللفظ :
الله أكبرالله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد .ذكر البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله تعالىعنهم , أنهم كانوا يقولون في أيام العشر : الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إلهإلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمدوهذا هوالتكبير المطلق .أما المقيدفهو ما يكون عقيبالصلوات الخمس من يوم النحر إلى آخر أيام التشريق.
ويستحب رفع الصوت بالتكبير فيالأسواق , والدور , والطرق , والمساجد وغيرها لقوله تعالى ) ولتكبروا الله علىما هداكم )
الأضحية:سنة كريمة سنها لنا المصطفي – صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيامالمباركة ألا وهي سنهالأضحية.
جدول للأعمال اليومية
· الفرائض أولاً:فيؤدي الإنسانالفرائض، ويجتهد في تكميلها، وأدائها على أفضل وجه شرعت عليه.. ثم الحرص على السننالرواتب، والنوافل المطلقةجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليعبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه.
في الليل:بماأنالنهار في هذه الأيام أفضل من الليل ...فمن الأفضل أن يحرص المسلم على النوم مبكراً ..فلا تأتي الساعة العشرة مساء إلا وقد ذهب الجميع للنوم..
هذا من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يكره النوم قبل العشاء،والحديث بعدها.
ليكون أقوى له على العمل والاجتهاد.
قبيل الفجر إلى الصلاة:
- أن تقوم قبل الفجر أقل شيء بنصف ساعةتصلي ...
-ثم تجلس قبل الفجر بعشر دقائق..تستغفر..قال تعالى (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَوَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[19] (
-وتذكر ذنوبك وتفريطك... قالتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَخَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ( [20]
- روى البخاري من حديث أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعةٌيظلّهم الله في ظلّه...)، وفيه (ورجلٌ ذكر الله ففاضتْ عيناه)، وفي رواية (ذكر اللهخاليًالقد ذكر القرآن البكاء في عدة مواضع فمدح البكائيينمن معرفة الله و خشيته كقوله تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ)
قالتعالى) أولئكَ الذينَ أنْعمَ اللهُ عليهم منَ النبيينَ من ذريةِ آدمَوممنْ حملنا معَ نوحٍ ومن ذريةِ إبراهيمَ وإسرائيلَ وممن هديْنا واجتبينا إذاتُتْلى عليهم آياتُ الرحمنِ خرُّوا سجّداً وبُكِيّاً
كذلك قولهتعالىوَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْتَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّافَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين)
ثم إذا أذن المؤذن..تصلي...بعد صلاةالفجر:وبعد صلاة الفجر يجلس المسلم يقرأ، وليس مثل القرءان مليّنًا للقلوبومصلحًا لها، وقد أمرنا الله – عز وجل – بقراءته بتدبر وتفكر، ومن هنا كانالاقتراحين التاليين...
أولاً: برنامجتدبر:
الاستماع إلى جزء قرآني بصوت أحد القراء المتقنين .. ثمّ قراءة نفسالجزء من المصحف .
إيقاف الشريط عند رأس كل 5 آيات ومحاولة تدوين ما جدّ فيالذهن من فوائد سواء إيمانية أو تربوية أو إشكال في دفتر خاص.
قراءة الجزء منتفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي.
تقييد الفوائد في دفتر خاص لتفسير ابنسعدي.
وهكذا يكون الإنسان قد جمع بين التدبر والتفسير.
ومع نهاية العشرالاوائل تقريباً نكون قد أنهينا 10 أجزاء من بداية المصحف.
ثانيًا: ختمة في العشر:
* عدد أجزاء القرءان الكريم ( 30 ) جزءًا بواقع ( 3 ) أجزاء يوميًّا.
* تقرأ عقيب كل صلاة ( 12 ) صفحة يوميًّا.
* وهكذا نكون قد أتممناختمة.
* ويسبح ويذكر الله – تعالى - حتى طلوع الشمس ثم يصلي
· وحافظي على قيلولة قصيرة قبل لظهر لتتقوي على بقية اليوم
· بقيةاليوم:
* أنيكون من برنامجنا اليومي الدعاء فلايمر يوما من أيامعشر ذي الحجةإلا و نلتزم فيه جميعًابالدعاء بخيري الدنيا و الآخرة فالدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث الذي رواهأبوداود و الترمذي و ابن ماجه واللفظ للترمذي :
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍقَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» . ثُمَّ قَرَأَ ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَيَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
· طوال اليوم:الاستماع إلى الأشرطة أو البرامج العلمية أو الوعظية .
* القيام بالأعمال وشئونالمنزل مع الاحتساب في ذلك.
* وقبل الصلاة بنصف ساعة الجلوس في المصلى لتلاوةالقرآن والذكر حتى يحين وقت الصلاة وبعدها يخصص أيضا جزء للذكر
· .
بعد الظهر قراءة.;كتاب
· وخاص بالمرأة وقت العصريخصص لإعداد الفطور دون إسراف، مع الاستماع إلى إذاعة القرءان الكريم، أو الأشرطةالنافعة.
·
* تخصيص ساعات لحفظ القرآن مع تخصيص جزء معين تريد إتمامه ويجتهد في حفظها جيدا في هذه العشر .
· هذا سوى القراءة اليومية، ومذاكرةالعلم الشرعي في جلسة عائلية أوأسرية ويفضل أن تكون بعد العصر.
· ترديد التكبير فيالبيت في كل الأوقات ليقتدي بها الأبناء وجميع أعضاء الأسرة.
·
* تخصيص وقت ولوبعد المغرب لصلة الرحم هاتفيًّا .
·
* تفقد الجيران والأقارب وحثهم علىاغتنام فرص أيام الخير.
وهذا جدول مقترح وكل مسلم ومسلمة أعرف بحاله وما يصلحله.
.وفق الله الجميع.
---------------------------------
أولاً: وقبل شيء علينا أن نشكــــر الله تعالى أن بلغنا هذه العشــــرالتي هي من أفضل أيام الدهرثم نشكـــر الله أن كانت هذه الأيام أيام إجازةوتفرغ للعبادة - فهذه نعمة قليل شاكرها، وينبغي تقديم التوبة بين يدي العشر،والخروج من المظالم ، وردها إلى أهلها.
يحسن أن يشرك الرجلأهله معه في هذه البرنامج ففي الحديث الصحيح عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسولاللَّهِ صلى الله عليه وسلم « رَحِمَ الله رَجُلاً قام مِنَاللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فيوَجْهِهَا الْمَاءَ وَرَحِمَ الله امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْوَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ في وَجْهِهِالْمَاءَ »
وفسر بعض العلماء النضح بأن تأخذالماء -يلاحظ المعتدل!- ثم تمسح وجهه برفق ..
ومنه نستفيد حرص الرجل على إشراكأهله في كل خصال البر والخير.لفتة :باتَ عند الإمام أحمد رجلٌ فَوَضع عنده ماء،قالَ الرجلُ: فلم أقمْ بالليل، ولم أستعمل الماء، فلمَّا أصبحتُ قال لي: لِمَ لاتستعمل الماء؟ فاستحييتُ وسكتُ، فقالَ: سبحان الله! سبحان الله! ما سمعتُ بصاحبحديثٍ لا يقوم بالليل.
..أين قيام الليل ...ياطلبةالقرآن ؟
أول شيء يجب أن نعمله في هذه الأيام :
1- هو التوبة والتحلل من جميعالناس حتى يوفقنا الله إلى العمل الصالح .....يستحسن ختم القرءان كاملاً خلال هذهالأيام ..أستغلال كل لحظة ودقيقة بالعبادة والتذكير من حولك بالله.
لنجاحالبرنامج الإيماني خلال العشر من ذي الحجة هناك أمر مهم قد لا يتوقف عنده غالبًاوهو أمر التهيئة:
التهيئة النفسية..باستشعار فضائل هذه العشر وقد تقدمذكرها.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أيهما أفضل، العشر من ذيالحجة أم العشر من رمضان؟فأجاب بكلام معناه: أن ليالي العشر الأخيرة من رمضانخير الليالي ،أما أيام العشر من ذي الحجة فهي خير الأيام...[26]
عجيبة: في عشررمضان يجتمع الناس على الطاعة والذكر التماس للرضا والأجر، ولكن فيعشر ذي الحجةلا يُرى فيها ما يُرى فيرمضان، ولا يجد فيها إلا من فتح الله سمعه وبصره وقلبه، وانطلق من نصوص فضائل هذهالأيام للجد فيها
..
-2القيام بعبادة التفكر .. قال ابن القيم – رحمه الله - :" أصل الخير والشر من قبل التفكر؛.
وهذه أربعة أفكار هيأجلّ الأفكار. ..
ورأسها :
- الفكر في آلاء الله ونعمه
- وأمره ونهيه.
- وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته منكتابه وسنة نبيه وماوالاهما.
وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة..
فإذا فكر في:
- الآخرةوشرفها ودوامها
- وفي الدنيا وخستها وفنائها.
أثمر له ذلك الرغبة في الآخرةوالزهد في الدنيا.
وكلما فكر في :
- قصر الأمل.
- - وضيق الوقت.
أورثهذلك الجد والاجتهاد، وبذل الوسع في اغنام الوقت.
وهذه الأفكار تعلي همته وتحييهابعد موتها وسفولها، وتجعله في واد والناس في وادأيـــام أغلى منالذهــــب ...نحن علي موعد كريم نلتقي بأيام مباركة طيبة تقبل عليناأيام طيبات وتحمل معها نفحات كريمة من رب كريم وتبعث في نفوس المسلمين المحبةالكامنة في صدورهم والشوق الذي يملأ قلوبهم فتهز مشاعرهم وتستجيش عواطفهم , فتسوقهمإلى رحاب الطاعة ومحراب العبادة فيخرون للأذقان سجدا ويزيدهم خشوعا.
إنها أيام من الرحمة والمغفرة والعتق من النار , أيام تقتربفيها الأرض من السماء، وتتفتح السماوات بأنوارها وفيضها وخيراتها فتعم أرجاء الأرضأيام تتشبه فيها ملائكة الأرض بملائكة السماء , أيام ينافس فيها البشر الأطهارالملائكة الأبرار .
أيام لو تعلمون عظيمة يتجلى فيها الرب الجليل الكريم عليعباده ويفيض عليهم من خيره ويفيض عليهم من رحماته وبركاته , ويسبغ عليهم نعمه ظاهرةوباطنة فيغفر لعباده ويتوب عليهم ويعتق رقابهم من النار .
أيام من استطاع منكمأن يتفرغ لها فليتفرغ, و من استطاع منكم أن يعيش من أجلها فليعش.
أيام اغلي منالذهب بل هي أغلى من أيام الدنيا بأسرها. .
إنها أيام كان النبي الكريم وصحابتهالكرام يخصونها بمزيد من الإقبال علي الله والوقوف علي طاعته والإكثار من ذكرهوالإقبال عليه. .
إنها أيام العشر من ذي الحجةفلقد صح عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- أن رسول - الله صلي الله عليه وسلمقال :-
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النارمن يوم عرفة[/
" الصواب فيه أن يقالليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من لياليعشر ذي الحجةأفضل من أيام عشر رمضان وبهذاالتفصيل يزول الاشتباه ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلةالقدر وهي من الليالي وعشر ذي الحجة فضل باعتبار أيامه إذ فيهيوم النحر ويوم عرفة ويوم الترويةقال فيها الرسول صلى الله عليهوسلم "ما من أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فيها أَحَبُّ إلىاللَّهِ من هذه الأَيَّامِ -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قال: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ إلارَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فلم يَرْجِعْ من ذلكبِشَيْءٍ"
أخرجَ الطبرانيّ في الكبير بإسنادٍ جيّد من حديث ابنعباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((ما مِن أيّام أعظمُعند الله ولا أحبّ إلى الله العملُ فيهنّ من أيّام العشر، فأكثِروا فيهنّ منالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير))
فيها يوم عرفة ، ويومالحج الأكبرفي صحيح مسلم في فضل يوم عرفة*... عنعَائِشَةُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ يَوْمٍأَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِعَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَاأَرَادَ هَؤُلَاءِ»؟
روى البخاري أن رجلا من اليهود قال لعمر : يا أمير المؤمنين , لو ان علينا انزلت هذهالآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكمالإسلام دينا ) لأتخذنا ذلك اليوم عيدا , فقال عمر : "إني لأعلم أي يوم نزلت هذهالاية , نزلت يوم عرفة , في يوم الجمعة "
ففي هذا اليوم أكمل اللهدينه وأتم نعمته , فمن الواجب علينا أن نشكر الله على إتمام نعمته علينا والتقرباليه بالفرائض والنوافل على ضوء ما جاء بالكتاب والسنة .
الحج والعمرة: عن عبد الله بن مسعود , قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم ( تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهماينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجةالمبرورة ثواب إلا الجنة)
قال عليه الصلاة والسلام: " من حج لله فلم يرفث ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمه"
صيام يوم عرفة:فمما يسن فعله في يوم عرفة ما رواه مسلم عن أبي قتادة ان النبي صلى اللهعليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" [11]
كثرة الدعاء:والإكثار من الدعاء فأكثر يومايعتق الله فيه من النار هو يوم عرفه روى مسلم عن عائشة رضى الله عنها أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه عبداً منالنار , من يوم عرفة , وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة , فيقول ما أراد هؤلاء)
وروى الترمذي أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أناوالنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو علىكل شيء قدير"
قراءة القرءان ، كثرة الصلاة والصوم والصدقة:
ويؤخذ ذلك منعموم حديث ابن عباس السابق، ودلالات النصوص العامة الواردة في فضل العشر.
صومِ هذه التسعة ـيعني تسع ذيالحجّة ـ مستحبّ استحبابًا شديدًا"
قال ابنحجر رحمه الله: "والذي يظهَر أنّ السببَ في امتيازعشر ذي الحجةبهذه الامتيازاتِ لِمَكاناجتماع أمّهات العبادة فيها، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ وغيرها، ولايتأتّى ذلك في غيرها" انتهى التكبيروهو الآن سنة مهجورة مع أنه شعار هذه الأيام و يكون فيكل وقت وهو التكبير الوارد والمخصوص باللفظ :
الله أكبرالله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد .ذكر البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله تعالىعنهم , أنهم كانوا يقولون في أيام العشر : الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إلهإلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمدوهذا هوالتكبير المطلق .أما المقيدفهو ما يكون عقيبالصلوات الخمس من يوم النحر إلى آخر أيام التشريق.
ويستحب رفع الصوت بالتكبير فيالأسواق , والدور , والطرق , والمساجد وغيرها لقوله تعالى ) ولتكبروا الله علىما هداكم )
الأضحية:سنة كريمة سنها لنا المصطفي – صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيامالمباركة ألا وهي سنهالأضحية.
جدول للأعمال اليومية
· الفرائض أولاً:فيؤدي الإنسانالفرائض، ويجتهد في تكميلها، وأدائها على أفضل وجه شرعت عليه.. ثم الحرص على السننالرواتب، والنوافل المطلقةجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليعبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه.
في الليل:بماأنالنهار في هذه الأيام أفضل من الليل ...فمن الأفضل أن يحرص المسلم على النوم مبكراً ..فلا تأتي الساعة العشرة مساء إلا وقد ذهب الجميع للنوم..
هذا من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يكره النوم قبل العشاء،والحديث بعدها.
ليكون أقوى له على العمل والاجتهاد.
قبيل الفجر إلى الصلاة:
- أن تقوم قبل الفجر أقل شيء بنصف ساعةتصلي ...
-ثم تجلس قبل الفجر بعشر دقائق..تستغفر..قال تعالى (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَوَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[19] (
-وتذكر ذنوبك وتفريطك... قالتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَخَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ( [20]
- روى البخاري من حديث أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعةٌيظلّهم الله في ظلّه...)، وفيه (ورجلٌ ذكر الله ففاضتْ عيناه)، وفي رواية (ذكر اللهخاليًالقد ذكر القرآن البكاء في عدة مواضع فمدح البكائيينمن معرفة الله و خشيته كقوله تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ)
قالتعالى) أولئكَ الذينَ أنْعمَ اللهُ عليهم منَ النبيينَ من ذريةِ آدمَوممنْ حملنا معَ نوحٍ ومن ذريةِ إبراهيمَ وإسرائيلَ وممن هديْنا واجتبينا إذاتُتْلى عليهم آياتُ الرحمنِ خرُّوا سجّداً وبُكِيّاً
كذلك قولهتعالىوَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْتَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّافَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين)
ثم إذا أذن المؤذن..تصلي...بعد صلاةالفجر:وبعد صلاة الفجر يجلس المسلم يقرأ، وليس مثل القرءان مليّنًا للقلوبومصلحًا لها، وقد أمرنا الله – عز وجل – بقراءته بتدبر وتفكر، ومن هنا كانالاقتراحين التاليين...
أولاً: برنامجتدبر:
الاستماع إلى جزء قرآني بصوت أحد القراء المتقنين .. ثمّ قراءة نفسالجزء من المصحف .
إيقاف الشريط عند رأس كل 5 آيات ومحاولة تدوين ما جدّ فيالذهن من فوائد سواء إيمانية أو تربوية أو إشكال في دفتر خاص.
قراءة الجزء منتفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي.
تقييد الفوائد في دفتر خاص لتفسير ابنسعدي.
وهكذا يكون الإنسان قد جمع بين التدبر والتفسير.
ومع نهاية العشرالاوائل تقريباً نكون قد أنهينا 10 أجزاء من بداية المصحف.
ثانيًا: ختمة في العشر:
* عدد أجزاء القرءان الكريم ( 30 ) جزءًا بواقع ( 3 ) أجزاء يوميًّا.
* تقرأ عقيب كل صلاة ( 12 ) صفحة يوميًّا.
* وهكذا نكون قد أتممناختمة.
* ويسبح ويذكر الله – تعالى - حتى طلوع الشمس ثم يصلي
· وحافظي على قيلولة قصيرة قبل لظهر لتتقوي على بقية اليوم
· بقيةاليوم:
* أنيكون من برنامجنا اليومي الدعاء فلايمر يوما من أيامعشر ذي الحجةإلا و نلتزم فيه جميعًابالدعاء بخيري الدنيا و الآخرة فالدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث الذي رواهأبوداود و الترمذي و ابن ماجه واللفظ للترمذي :
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍقَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» . ثُمَّ قَرَأَ ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَيَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
· طوال اليوم:الاستماع إلى الأشرطة أو البرامج العلمية أو الوعظية .
* القيام بالأعمال وشئونالمنزل مع الاحتساب في ذلك.
* وقبل الصلاة بنصف ساعة الجلوس في المصلى لتلاوةالقرآن والذكر حتى يحين وقت الصلاة وبعدها يخصص أيضا جزء للذكر
· .
بعد الظهر قراءة.;كتاب
· وخاص بالمرأة وقت العصريخصص لإعداد الفطور دون إسراف، مع الاستماع إلى إذاعة القرءان الكريم، أو الأشرطةالنافعة.
·
* تخصيص ساعات لحفظ القرآن مع تخصيص جزء معين تريد إتمامه ويجتهد في حفظها جيدا في هذه العشر .
· هذا سوى القراءة اليومية، ومذاكرةالعلم الشرعي في جلسة عائلية أوأسرية ويفضل أن تكون بعد العصر.
· ترديد التكبير فيالبيت في كل الأوقات ليقتدي بها الأبناء وجميع أعضاء الأسرة.
·
* تخصيص وقت ولوبعد المغرب لصلة الرحم هاتفيًّا .
·
* تفقد الجيران والأقارب وحثهم علىاغتنام فرص أيام الخير.
وهذا جدول مقترح وكل مسلم ومسلمة أعرف بحاله وما يصلحله.
.وفق الله الجميع.
---------------------------------
أولاً: وقبل شيء علينا أن نشكــــر الله تعالى أن بلغنا هذه العشــــرالتي هي من أفضل أيام الدهرثم نشكـــر الله أن كانت هذه الأيام أيام إجازةوتفرغ للعبادة - فهذه نعمة قليل شاكرها، وينبغي تقديم التوبة بين يدي العشر،والخروج من المظالم ، وردها إلى أهلها.
يحسن أن يشرك الرجلأهله معه في هذه البرنامج ففي الحديث الصحيح عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسولاللَّهِ صلى الله عليه وسلم « رَحِمَ الله رَجُلاً قام مِنَاللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فيوَجْهِهَا الْمَاءَ وَرَحِمَ الله امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْوَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ في وَجْهِهِالْمَاءَ »
وفسر بعض العلماء النضح بأن تأخذالماء -يلاحظ المعتدل!- ثم تمسح وجهه برفق ..
ومنه نستفيد حرص الرجل على إشراكأهله في كل خصال البر والخير.لفتة :باتَ عند الإمام أحمد رجلٌ فَوَضع عنده ماء،قالَ الرجلُ: فلم أقمْ بالليل، ولم أستعمل الماء، فلمَّا أصبحتُ قال لي: لِمَ لاتستعمل الماء؟ فاستحييتُ وسكتُ، فقالَ: سبحان الله! سبحان الله! ما سمعتُ بصاحبحديثٍ لا يقوم بالليل.
..أين قيام الليل ...ياطلبةالقرآن ؟
أول شيء يجب أن نعمله في هذه الأيام :
1- هو التوبة والتحلل من جميعالناس حتى يوفقنا الله إلى العمل الصالح .....يستحسن ختم القرءان كاملاً خلال هذهالأيام ..أستغلال كل لحظة ودقيقة بالعبادة والتذكير من حولك بالله.
لنجاحالبرنامج الإيماني خلال العشر من ذي الحجة هناك أمر مهم قد لا يتوقف عنده غالبًاوهو أمر التهيئة:
التهيئة النفسية..باستشعار فضائل هذه العشر وقد تقدمذكرها.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أيهما أفضل، العشر من ذيالحجة أم العشر من رمضان؟فأجاب بكلام معناه: أن ليالي العشر الأخيرة من رمضانخير الليالي ،أما أيام العشر من ذي الحجة فهي خير الأيام...[26]
عجيبة: في عشررمضان يجتمع الناس على الطاعة والذكر التماس للرضا والأجر، ولكن فيعشر ذي الحجةلا يُرى فيها ما يُرى فيرمضان، ولا يجد فيها إلا من فتح الله سمعه وبصره وقلبه، وانطلق من نصوص فضائل هذهالأيام للجد فيها
..
-2القيام بعبادة التفكر .. قال ابن القيم – رحمه الله - :" أصل الخير والشر من قبل التفكر؛.
وهذه أربعة أفكار هيأجلّ الأفكار. ..
ورأسها :
- الفكر في آلاء الله ونعمه
- وأمره ونهيه.
- وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته منكتابه وسنة نبيه وماوالاهما.
وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة..
فإذا فكر في:
- الآخرةوشرفها ودوامها
- وفي الدنيا وخستها وفنائها.
أثمر له ذلك الرغبة في الآخرةوالزهد في الدنيا.
وكلما فكر في :
- قصر الأمل.
- - وضيق الوقت.
أورثهذلك الجد والاجتهاد، وبذل الوسع في اغنام الوقت.
وهذه الأفكار تعلي همته وتحييهابعد موتها وسفولها، وتجعله في واد والناس في وادأيـــام أغلى منالذهــــب ...نحن علي موعد كريم نلتقي بأيام مباركة طيبة تقبل عليناأيام طيبات وتحمل معها نفحات كريمة من رب كريم وتبعث في نفوس المسلمين المحبةالكامنة في صدورهم والشوق الذي يملأ قلوبهم فتهز مشاعرهم وتستجيش عواطفهم , فتسوقهمإلى رحاب الطاعة ومحراب العبادة فيخرون للأذقان سجدا ويزيدهم خشوعا.
إنها أيام من الرحمة والمغفرة والعتق من النار , أيام تقتربفيها الأرض من السماء، وتتفتح السماوات بأنوارها وفيضها وخيراتها فتعم أرجاء الأرضأيام تتشبه فيها ملائكة الأرض بملائكة السماء , أيام ينافس فيها البشر الأطهارالملائكة الأبرار .
أيام لو تعلمون عظيمة يتجلى فيها الرب الجليل الكريم عليعباده ويفيض عليهم من خيره ويفيض عليهم من رحماته وبركاته , ويسبغ عليهم نعمه ظاهرةوباطنة فيغفر لعباده ويتوب عليهم ويعتق رقابهم من النار .
أيام من استطاع منكمأن يتفرغ لها فليتفرغ, و من استطاع منكم أن يعيش من أجلها فليعش.
أيام اغلي منالذهب بل هي أغلى من أيام الدنيا بأسرها. .
إنها أيام كان النبي الكريم وصحابتهالكرام يخصونها بمزيد من الإقبال علي الله والوقوف علي طاعته والإكثار من ذكرهوالإقبال عليه. .
إنها أيام العشر من ذي الحجةفلقد صح عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- أن رسول - الله صلي الله عليه وسلمقال :-
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النارمن يوم عرفة[/