بسم الله الرحمن الرحيم
لغتنا العربية مملوؤة بالمفردات الرائعة فلماذا نسيء اليها بسوء نطقها تعالو نتعلم بعض اخطائنا اللغوية سويا
اجِب عن كذا لا على كذا
كثيراً ما نسمعهم يقولون: أجب على الأسئلة الآتية – بالإتيان بحرف الجرّ (على) بعد الفعل (أجِبْ) أي يُعَدُّون الفعل (أجِبْ) إلى مفعوله بحرف الجرّ (على)، وهذا فيه نظر؛ لأنه يتعدى إلى مفعوله بحرف الجرّ (عن)؛ فقد جاء في لسان العرب: "أجابه عن سؤاله" كما ورد في المعجم الوسيط: "أجاب عن السؤال. أي: ردّ عليه، وأفاده عما سأل – وقد يتعدَّى بنفسه أيضا أي بدون حرف الجرّ (عن)، فقد جاء في مختار الصحاح: أجابه، وأجاب عن سؤاله. يُنظر (من عثرات اللسان والقلم) لمحمود شاكر القطان. يتبيّن أن الصواب هو: أجِبْ عن كذا لا أجِبْ على كذا.
تَسَلَّمْتُ الخطاب لا اسْتَلَمْتُهُ
كثيراً ما نسمعهم يقولون: اسْتَلَمْتُ الخطاب أو الرسالة ونحو ذلك – يريدون: أَخَذْتُ وتناوَلْتُ، وهذا خطأ، والصواب أنْ يقال في المعنى هذا: تَسَلّمْتُ: لأنْ الفعل (اسْتَلَمَ) يرد بمعنى لمس باليد أو القُبْلة يقال: اسْتَلَمْتُ الحَجَرَ الأَسْوَد: إذا لمستُه أو قَبَّلْتُهُ. أكَّدت ذلك المعاجم اللغوية كلسان العرب، والمعجم الوسيط، وغيرهما، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح. يُنْظر (من عثرات اللسان والقلم) لمحمود شاكر القطان.
يتبيَّن أنْ صواب الاستعمال أنْ يقال: تَسَلَّمْتُ، لا اسْتَلَمْتُ – في المعنى السابق.
لم يَنْسَه لا لم يَنْساه
كثيراً ما نسمعهم يقولون: ذَكَرَ الله فلم يَنْساه الله – بإثبات الألف في آخر الفعل المضارع المعتل وهو مجزوم ب (لم) وهذا خطأ، والصواب: فلم يَنْسَه – بحذف الألف بسبب تأثير حرف الجزم (لم)؛ لأنَّ المضارع المعتل الآخِر يُجِزم بحذف حرف العِلَّة من آخره. ومعروف أنَّ الجزم يكون إمّا بالسكون إذا كان المضارع صحيح الآخر، أو بحذف الحرف إذا كان المضارع معتلاَّ أو من الأفعال الخمسة، والمضارع هنا معتلّ (يَنْسى) وسُبِقَ بجازم فلابُدّ من حذف حرف العِلَّة (الألف) من آخره. فالصواب (لم يَنْسَ) لا (لم يَنْسى)؛ لأنَّ الجزم في اللغة معناه القطع. أي قطع حرف العلَّة وحذفه من آخر المضارع المعتلّ المجزوم.
مستشفى كبير لا كبيرة
كثيراً ما نسمع بعضهم يؤنِّث ما حقّه التذكير – فيقول مثلاً: هذه مستشفى كبيرة، وهذا خطأ، والصواب: هذا مستشفى كبير – لأنَّ (مستشفى) مذكَّر فيجب أنْ يشار إليه بمذكَّر، وأن يوصف بمذكَّر لا بمؤنَّث؛ ففي المعجم الوسيط: "(المستشفى): مكان للاستشفاء، يُجَهَّز بالأطباء، والممرّضين والأدوية والأسرّة"
فقوله: (يُجَهَّز) دليل واضح على أنَّه مذكَّر. و(المستشفى) كلمه مُحْدَثَة إذ لم تكن معروفة قديماً، بل استعملها المُحْدَثُون في العصر الحديث، وشاعت في لغة الحياة العامَّة. وجمعها مستشفيات، ومَشَافٍ.
يتبيَّن أنَّ الصواب أن يقال: هذا مستشفى لا هذه مستشفى.
تتوافر لا تتوفَّر
كثيراً ما نسمعهم يقولون: تتوفَّر هذه الأشياء في ذلك المكان – يريدون أنها توجد وتكثر، وهذا فيه نظر، والأولى أنْ يقال: تتوافر هذه الأشياء....؛ لأنَّ (تتوافر) بمعنى تكثر وتتَّسع كما في المعاجم اللغوَّية كلسان العرب، والمعجم الوسيط وغيرها. أمَّا (تتوفَّر) فهو مضارع (توفَّر) يقال: توفَّر على الشيء: إذا صرف الهمّة إليه، ورعى حُرُماته أو أقبل عليه" كما في لسان العرب، والمعجم الوسيط. وينظر (من عثرات اللسان والقلم) لمحمود شاكر القطان.
يتبَّين أنَّ الأَولى أن يقال: تتوافر لا تتوفَّر .
مثل كذا.. أو بمنزلة كذا لا بمثابة كذا
كثيراً ما نسمعهم يقولون: هذا الشيء بمثابة كذا، وهذا فيه نظر، والصواب أن يقال: هذا الشيء بمنزلة كذا، أو مثل كذا؛ لأنَّ (المثابة) كما في المعاجم اللغويَّة كلسان العرب، والمعجم الوسيط وغيرهما. يراد بها: المُجْتَمع، والمنزِل، والمْرجِع حيث إنَّ الناس يثوبون إليه، أي يرجعون، فالجذر (ث و ب)، وجذع الكلمة (ثوب) قياس صحيح من أصل واحد وهو العَوْد والرجوع كما قال ابن فارس في (معجم مقاييس اللغة). يقال: ثاب يثوب: إذا رجع. المثابة: المكان يثوب إليه الناس. ينظر (من عثرات اللسان والقلم)، لمحمود شاكر القطان.
ومن شواهد دلالة (المثابة) على المكان والمرجع قوله تعالى: "وإذْ جَعَلْنا البَيْتَ مَثَاَبَةً للناسِ وأمْناً" سورة (البقرة) من الآية (125).
يتبيَّن أنَّ الصواب هو: هذا الشيء مثل كذا أو بمنزلة كذا لا بمثابة كذا.
أبو نُوَاس لا نَوَّاس
كثيراً ما نسمع بعضهم يقول: أبو نَوَّاس – بفتح النون وبفتح الواو وتشديدها – عند ذكر كنية الشاعر العباسي المشهور: الحَسَن بن هاني وهذا خطأ، والصواب أبو نُوَاس – بضمِّ النون، وفتح الواو بلا تشديد – كما في كتب الأعلام والتراجم، فقد ضُبِطت كنية هذا الشاعر بضمِّ النون وفتح الواو بلا تشديد هكذا: (أبو نُوَاس)، ففي كتاب الأعلام للزّرِكْلِي ورد هذا الاسم مضبوطاً على نحو ما ذكرتُه.
يتبيَّن أنَّ الصواب أنْ يقال: أبو نُوَاس كما في المظانّ لا أبو نَوَّاس.
الرُّؤْيَة والرُّؤْيا
يخلط كثيرون بين كلمتي " الرُّؤْيَة " و"الرُّؤْيا" فيستعملون إحداهما مكان الأخرى مع أنهما مختلفان في المعنى كأن يقال: "وقفت أمتع النفس برؤيا المناظر الخلابة". والصواب "وقفت أمتع نفسي برؤية المناظر الخلابة"، لأن الرؤية بمعنى النظر.
ويقولون: "طِرْتُ على جناح الرؤية لأعانق الأحلام" والصواب: طِرْتُ على جناح الرُّؤْيا لأعانق الأحلام، لأن الرؤيا هنا مرتبطة بالخيال.
وحقيقة الأمر أن بينهما فرقا فالرؤية: النظر بالعين أو بالقلب مجازا، والرؤيا: ما يراه النائم أو يتخيله الأديب جاء في مختار الصحاح: "(الرُّؤْيَة) بالعين .. وبمعنى العِلْم .. ورأى في منامه (رؤيا)".
وفي الوسيط: "رآه رؤية: أبصره واعتقده .. ورأى في منامه رؤيا حلم" انتهى.
منقوووول
لغتنا العربية مملوؤة بالمفردات الرائعة فلماذا نسيء اليها بسوء نطقها تعالو نتعلم بعض اخطائنا اللغوية سويا
اجِب عن كذا لا على كذا
كثيراً ما نسمعهم يقولون: أجب على الأسئلة الآتية – بالإتيان بحرف الجرّ (على) بعد الفعل (أجِبْ) أي يُعَدُّون الفعل (أجِبْ) إلى مفعوله بحرف الجرّ (على)، وهذا فيه نظر؛ لأنه يتعدى إلى مفعوله بحرف الجرّ (عن)؛ فقد جاء في لسان العرب: "أجابه عن سؤاله" كما ورد في المعجم الوسيط: "أجاب عن السؤال. أي: ردّ عليه، وأفاده عما سأل – وقد يتعدَّى بنفسه أيضا أي بدون حرف الجرّ (عن)، فقد جاء في مختار الصحاح: أجابه، وأجاب عن سؤاله. يُنظر (من عثرات اللسان والقلم) لمحمود شاكر القطان. يتبيّن أن الصواب هو: أجِبْ عن كذا لا أجِبْ على كذا.
تَسَلَّمْتُ الخطاب لا اسْتَلَمْتُهُ
كثيراً ما نسمعهم يقولون: اسْتَلَمْتُ الخطاب أو الرسالة ونحو ذلك – يريدون: أَخَذْتُ وتناوَلْتُ، وهذا خطأ، والصواب أنْ يقال في المعنى هذا: تَسَلّمْتُ: لأنْ الفعل (اسْتَلَمَ) يرد بمعنى لمس باليد أو القُبْلة يقال: اسْتَلَمْتُ الحَجَرَ الأَسْوَد: إذا لمستُه أو قَبَّلْتُهُ. أكَّدت ذلك المعاجم اللغوية كلسان العرب، والمعجم الوسيط، وغيرهما، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح. يُنْظر (من عثرات اللسان والقلم) لمحمود شاكر القطان.
يتبيَّن أنْ صواب الاستعمال أنْ يقال: تَسَلَّمْتُ، لا اسْتَلَمْتُ – في المعنى السابق.
لم يَنْسَه لا لم يَنْساه
كثيراً ما نسمعهم يقولون: ذَكَرَ الله فلم يَنْساه الله – بإثبات الألف في آخر الفعل المضارع المعتل وهو مجزوم ب (لم) وهذا خطأ، والصواب: فلم يَنْسَه – بحذف الألف بسبب تأثير حرف الجزم (لم)؛ لأنَّ المضارع المعتل الآخِر يُجِزم بحذف حرف العِلَّة من آخره. ومعروف أنَّ الجزم يكون إمّا بالسكون إذا كان المضارع صحيح الآخر، أو بحذف الحرف إذا كان المضارع معتلاَّ أو من الأفعال الخمسة، والمضارع هنا معتلّ (يَنْسى) وسُبِقَ بجازم فلابُدّ من حذف حرف العِلَّة (الألف) من آخره. فالصواب (لم يَنْسَ) لا (لم يَنْسى)؛ لأنَّ الجزم في اللغة معناه القطع. أي قطع حرف العلَّة وحذفه من آخر المضارع المعتلّ المجزوم.
مستشفى كبير لا كبيرة
كثيراً ما نسمع بعضهم يؤنِّث ما حقّه التذكير – فيقول مثلاً: هذه مستشفى كبيرة، وهذا خطأ، والصواب: هذا مستشفى كبير – لأنَّ (مستشفى) مذكَّر فيجب أنْ يشار إليه بمذكَّر، وأن يوصف بمذكَّر لا بمؤنَّث؛ ففي المعجم الوسيط: "(المستشفى): مكان للاستشفاء، يُجَهَّز بالأطباء، والممرّضين والأدوية والأسرّة"
فقوله: (يُجَهَّز) دليل واضح على أنَّه مذكَّر. و(المستشفى) كلمه مُحْدَثَة إذ لم تكن معروفة قديماً، بل استعملها المُحْدَثُون في العصر الحديث، وشاعت في لغة الحياة العامَّة. وجمعها مستشفيات، ومَشَافٍ.
يتبيَّن أنَّ الصواب أن يقال: هذا مستشفى لا هذه مستشفى.
تتوافر لا تتوفَّر
كثيراً ما نسمعهم يقولون: تتوفَّر هذه الأشياء في ذلك المكان – يريدون أنها توجد وتكثر، وهذا فيه نظر، والأولى أنْ يقال: تتوافر هذه الأشياء....؛ لأنَّ (تتوافر) بمعنى تكثر وتتَّسع كما في المعاجم اللغوَّية كلسان العرب، والمعجم الوسيط وغيرها. أمَّا (تتوفَّر) فهو مضارع (توفَّر) يقال: توفَّر على الشيء: إذا صرف الهمّة إليه، ورعى حُرُماته أو أقبل عليه" كما في لسان العرب، والمعجم الوسيط. وينظر (من عثرات اللسان والقلم) لمحمود شاكر القطان.
يتبَّين أنَّ الأَولى أن يقال: تتوافر لا تتوفَّر .
مثل كذا.. أو بمنزلة كذا لا بمثابة كذا
كثيراً ما نسمعهم يقولون: هذا الشيء بمثابة كذا، وهذا فيه نظر، والصواب أن يقال: هذا الشيء بمنزلة كذا، أو مثل كذا؛ لأنَّ (المثابة) كما في المعاجم اللغويَّة كلسان العرب، والمعجم الوسيط وغيرهما. يراد بها: المُجْتَمع، والمنزِل، والمْرجِع حيث إنَّ الناس يثوبون إليه، أي يرجعون، فالجذر (ث و ب)، وجذع الكلمة (ثوب) قياس صحيح من أصل واحد وهو العَوْد والرجوع كما قال ابن فارس في (معجم مقاييس اللغة). يقال: ثاب يثوب: إذا رجع. المثابة: المكان يثوب إليه الناس. ينظر (من عثرات اللسان والقلم)، لمحمود شاكر القطان.
ومن شواهد دلالة (المثابة) على المكان والمرجع قوله تعالى: "وإذْ جَعَلْنا البَيْتَ مَثَاَبَةً للناسِ وأمْناً" سورة (البقرة) من الآية (125).
يتبيَّن أنَّ الصواب هو: هذا الشيء مثل كذا أو بمنزلة كذا لا بمثابة كذا.
أبو نُوَاس لا نَوَّاس
كثيراً ما نسمع بعضهم يقول: أبو نَوَّاس – بفتح النون وبفتح الواو وتشديدها – عند ذكر كنية الشاعر العباسي المشهور: الحَسَن بن هاني وهذا خطأ، والصواب أبو نُوَاس – بضمِّ النون، وفتح الواو بلا تشديد – كما في كتب الأعلام والتراجم، فقد ضُبِطت كنية هذا الشاعر بضمِّ النون وفتح الواو بلا تشديد هكذا: (أبو نُوَاس)، ففي كتاب الأعلام للزّرِكْلِي ورد هذا الاسم مضبوطاً على نحو ما ذكرتُه.
يتبيَّن أنَّ الصواب أنْ يقال: أبو نُوَاس كما في المظانّ لا أبو نَوَّاس.
الرُّؤْيَة والرُّؤْيا
يخلط كثيرون بين كلمتي " الرُّؤْيَة " و"الرُّؤْيا" فيستعملون إحداهما مكان الأخرى مع أنهما مختلفان في المعنى كأن يقال: "وقفت أمتع النفس برؤيا المناظر الخلابة". والصواب "وقفت أمتع نفسي برؤية المناظر الخلابة"، لأن الرؤية بمعنى النظر.
ويقولون: "طِرْتُ على جناح الرؤية لأعانق الأحلام" والصواب: طِرْتُ على جناح الرُّؤْيا لأعانق الأحلام، لأن الرؤيا هنا مرتبطة بالخيال.
وحقيقة الأمر أن بينهما فرقا فالرؤية: النظر بالعين أو بالقلب مجازا، والرؤيا: ما يراه النائم أو يتخيله الأديب جاء في مختار الصحاح: "(الرُّؤْيَة) بالعين .. وبمعنى العِلْم .. ورأى في منامه (رؤيا)".
وفي الوسيط: "رآه رؤية: أبصره واعتقده .. ورأى في منامه رؤيا حلم" انتهى.
منقوووول