معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    كيف يقف القارئ على نحو (يحي) محذوف الياء؟

    مودة
    مودة


    كيف يقف القارئ على نحو (يحي) محذوف الياء؟ Empty كيف يقف القارئ على نحو (يحي) محذوف الياء؟

    مُساهمة من طرف مودة الإثنين 03 مايو 2010, 11:34 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا اضطر القارئ - فيكون وقفه اضطراريا - أو أمر - فيكون وقفه اختباريا - بالوقف على لفظ (يحي) من قوله تعالى (يحي ويميت) أو (يحي الأرض) ونحوهما مما حذفت الياء من آخره، فكيف يقف، بياء واحدة بعد الحاء أو بياءين؟ وما وجه الوقف بكل منهما؟

    الياء المتطرفة الساكنة المحذوفة رسما لاجتماع ياءين لها صورتان:
    الأولى: أن يقع بعدها حرف ساكن، نحو: (نحي الموتى) [يس:12] فهذه تسقط وصلا.
    الثانية: أن يقع بعدها متحرك، نحو: (لا يستحي أن) [البقرة:26] و(أنت ولي في الدنيا والآخرة) [يوسف:101] فهذه تثبت وصلا.
    أما حكم هذه الألفاظ وقفا ففيها ثلاثة أراء:


    الأول: الوقف عليها في الصورتين بياء واحدة اتباعا للرسم فيهما، ومراعاة للوصل في الصورة الأولى.


    الثاني: الوقف عليها في الصورتين بياءين، ويستدل له بأمور منها:
    - اتباع الأصل، فإن الياء هنا أصلية، وهي لام الكلمة، وإنما حذفت رسما للتخفيف، وحذفت وصلا في الصورة الأولى للساكن بعدها وبما أنه قد زال وقفا تعود إلى الأصل.
    - إتباع الوصل في الصورة الثانية.
    - إلحاق الصورة الأولى بالألفاظ التي يوقف عليها بإثبات ما حذف رسما مثل: (دعاءً ونداءً) [البقرة:171] فإن الوقف عليهما بإثبات الألف المحذوفة رسما.
    - اختلف علماء الرسم في الصورة الثانية في تحديد أي الياءين حذفت المتطرفة أو المتوسطة، وعلى القول بأنها المتوسطة يلزم إثباتها وقفا، لأن الحروف المحذوفة من الوسط مثبتة لفظا وصلا ووقفا، مثل ياء: (النبين) [ نحو:البقرة:61] و واو (داود) [نحو:الإسراء:55] والألفات المتوسطة المحذوفة في كثير من الكلمات.
    وعلى القول بأنها المتطرفة وهو المعمول به حاليا في المصاحف فتصبح محتملة للوقف عليها بياء واحدة وباثنتين، ويترجح الوقف بإثبات المحذوفة أي بياءين معاملة لها معاملة المتوسطة وألحاقا بها.


    الثالث: جواز كل من الإثبات والحذف في الصورتين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر، أو بترجيح الحذف في الأولى وترجيح الإثبات في الثانية، مراعاة للوصل فيهما، ولعل هذا القول الأخير هو الأوفق لما فيه من جمع بين الأدلة وإعمال لها كلها.
    أما الياء المتطرفة المتحركة، نحو (على أن يحي الموتى) [نحو: الأحقاف:33] و(إن ولي الله) [الأعراف:196] فالياء المحذوفة رسما فيها هي المتوسطة، ولذا يوقف عليها بإثبات الياءين.
    ويلحق بالكلام عن الياء المتطرفة المحذوفة للتخفيف الواقعة قبل متحرك الكلام عن الواو المشابهة لها، نحو (فأو إلى الكهف) [الكهف:16] (وإن تلو أو تعرضوا) [النساء:135، على وجه قراءتها بواوين] والله أعلم.

    (المرجع بحث: الوقف بما يوافق رسم المصحف تقديرا، منشور في كتاب: في القراءات القرآنية، ص 88-91، ومنشور في مجلة المنارة التي تصدرها جامعة آل البيت في الأردن).

    الأستاذ الدكتور أحمد شكري
    مودة
    مودة


    كيف يقف القارئ على نحو (يحي) محذوف الياء؟ Empty رد: كيف يقف القارئ على نحو (يحي) محذوف الياء؟

    مُساهمة من طرف مودة الإثنين 03 مايو 2010, 11:35 am

    رد /د/السالم محمد الجكني / على هذه المسألة

    إذا كان الكلام على "يحي" التي بياءين فلا يجوز الوقف عليها وأمثالها بياء واحدة بحال من الأحوال 0
    أما القول بجواز الوقف عليها بياء واحدة إتباعاً لرسم المصحف فهذا قول يعترض عليه :بأن الرواية "مقدمة " على الرسم إضافة إلى أنه يؤدي إلى حذف حرف من القرآن وهو الياء الثانية 0
    وليس كل ما يقول به المتأخرون يعتبر مقبولاً إذا خالف النص 0



    رد / الأستاذ الدكتور أحمد شكري

    حسب علمي فإنه لم تثبت رواية قطعية في كيفية الوقف على (يحي)
    ولذا حصل الاختلاف فيها
    وبالنسبة لحذف الحرف فهذه مخالفة يسيرة للرسم مغتفرة حصل مثلها في كلمات أخر مثل (ثمودا) المرسومة بإثبات الألف ونحن نقرأها بلا ألف، وكذلك لفظ (سلاسلا) في الإنسان جاز فيه الوجهان مع أن أحدهما يخالف الرسم ، وأما أنه حرف أصلي فكذلك ياء (يسر) ونحوها أصلية ولكنها تسقط وصلا ووقفا عندنا، ولذا فلا أرى بأسا من القول بجواز الوقف بياء واحدة اتباعا للرسم وإن كان الأولى الوقف عليها بياءين لما ذكرته في مقالي من علل، والله أعلم



    رد / الدكتور الجكني

    أخي الكريم د/ أحمد شكري حفظه الله :
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
    " قول أئمة القراءة إن الوقف على اتباع الرسم يكون باعتبار الأواخر من حذف وإثبات وغيره إنما يعنون بذلك الحذف المحقق لا المقدر مما حذف تخفيفاً لاجتماع المثلين أو نحو ذلك ،وكذلك "أجمعوا " على القف على نحو "ماء ودعاء "بالألف بعد الهمزة ،0000وكذلك الوقف على نحو "يحي ويستحي " بالياء 0انتهى منه :2/158
    وقال شيخي وشيخكم المرصفي رحمه الله :"لم يتكلموا على كيفية الوقف فيما وقفت عليه فيما إذا كانت الياء المحذوفة هي الأولى لا الثانية ،والمفهوم من كلامهم وهو الظاهر أن الوقف حينئذ يكون بسكون الياء الموجودة سكوناً صحيحاً لسكون الحاء قبلها ،فيقال "يستحي ويحي " هذا ما ظهر لي في هذه المسألة ،والله أعلم 0"
    9- وقال :" وأما الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين كالياء الثانية في لفظ "يحي الموتى " فالوقف يكون بحذف الياء الثانية المحذوفة للساكن وسكون الأولى سكوناً صحيحاً "اهـ هداية القارئ :557 الطبعة الأولى 0و:2/550
    ملاحظة :
    كاتب هذه الحروف على يقين بأن فضيلتكم لايجهل هذه النصوص من هذين العالمين ،ولكن كتبتهما لمن أراد الوقوف عليها ممن لم يرجع لهذين الكتابين 0




    عدل سابقا من قبل مودة في الإثنين 03 مايو 2010, 11:36 am عدل 1 مرات
    مودة
    مودة


    كيف يقف القارئ على نحو (يحي) محذوف الياء؟ Empty رد: كيف يقف القارئ على نحو (يحي) محذوف الياء؟

    مُساهمة من طرف مودة الإثنين 03 مايو 2010, 11:36 am

    رد الشيخ / عبد الحكيم عبد الرازق ( شيخنا الفاضل المقرئ )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لقد رأيت نصا للسمين الحلبي ذكر فيه الوقف بالياء الثانية وهي وإن كانت القراءة التي ذكرها شاذة إلا أن النص يصلح أن كون دليلا وخاصة عند غموض النص لدي بعض إخواننا . ولقد رأيت النص فيما بعد في البحر المحيط لأبي حيان .
    قال السمين الحلبى في الدر المصون : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى }

    وقرأ العامَّةُ أيضاً "بقادرٍ" اسمَ فاعلٍ مجروراً بباءٍ زائدةً في خبرِ "ليس". وزيدُ بن علي "يَقْدِرُ" فعلاً مضارعاً. والعامَّةُ على نصب "يُحْيِيَ" بـ"أَنْ" لأنَّ الفتحةَ خفيفةٌ على حرفِ العلةِ. وقرأ طلحةُ بن سليمان والفياض بن غزوان بسكونها: فإمَّا أَنْ يكونَ خَفَّتَ حرفَ العلةِ بحَذْفِ حركةِ الإِعرابِ، وإمَّا أَنْ يكونَ أجرى الوصلَ مُجْرى الوقفِ.
    (14/193)

    وجمهورُ الناسِ على وجوبِ فَكِّ الإِدغامِ. قال أبو البقاء: "لئلا يُجْمَعَ بين ساكنَيْن لفظاً أو تقديراً". قلت: يعني أنَّ الحاءَ ساكنةٌ، فلو أَدْغَمْنا لسَكَنَّا الياءَ الأولى أيضاً للإِدغام فيَلْتقي ساكنان لفظاً، وهو مُتَعَذَّرُ النطقِ، فهذان ساكنان لفظاً. وأمَّا قولُه: "تقديراً" فإنَّ بعضَ الناسِ جوَّز الإِدغامَ في ذلك،
    وقراءتُه "أَنْ يُحِيَّ" وذلك أنه لَمَّا أراد الإِدغامَ نَقَلَ حركةَ الياءِ الأولى إلى الحاء، وأدغمها، فالتقى ساكنان: الحاءُ - لأنها ساكنةٌ في التقدير قبل النقلِ إليها -
    والياءُ؛ لأنَّ حركتَها نُقِلَتْ مِنْ عليها إلى الحاءِ، واستشهد الفراءُ لهذه القراءةِ: بقوله:
    ................... * تَمْشِي لسُدَّةِ بيتها فَتُعِيُّ

    وأمَّا أهلُ البصرةِ فلا يُدْغِمونه البتةَ، قالوا: لأنَّ حركةَ الياءِ عارضةٌ؛ إذ هي للإِعرابِ. وقال مكي: "وقد أجمعوا على عَدَمِ الإِدغامِ في حالِ الرفع. فأمَّا في

    حالِ النصبِ فقد أجازه الفراءُ لأجلِ تحرُّك الياء الثانيةِ، وهو لا يجوزُ عند البَصْريين؛ لأنَّ الحركةَ عارضةٌ" قلت: ادعاؤُه الإِجماعَ مردودٌ بالبيتِ الذي

    قَدَّمْتُ إنشاده عن الفراءِ، وهو قوله: "فَتُعِيُّ" فهذا مرفوعٌ وقد أُدْغِمَ. ولا يَبْعُدُ ذلك؛ لأنَّه لَمَّا أُدْغِم ظهرَتْ تلك الحركةُ لسكونِ ما قبل الياءِ بالإِدغام.))


    وقوله : وقرأ طلحةُ بن سليمان والفياض بن غزوان بسكونها: فإمَّا أَنْ يكونَ خَفَّتَ حرفَ العلةِ بحَذْفِ حركةِ الإِعرابِ، وإمَّا أَنْ يكونَ أجرى الوصلَ مُجْرى الوقفِ.)) فهذا التعليل دال علي أنه يثبت الياء وقفا علي قراءة طلحة والفياض ويحذفها وصلا ، لأنه أجراه في الوصل مجري الوقف وحذفها للساكنين دل علي أنهم لم يكونوا يحذفون الياء وقفا ، وهكذا يقاس عليها نظائرها . وهذا مع ما تقدم من الأدلة .والله أعلم

    والسلام عليكم


    رد آخر / للشيخ المقرئ
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.أحمد شكري
    جزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ عبد الحكيم وبارك الله فيكم
    وقد ذكر علماء الرسم أن لفظ يحيي إذا كان متحرك الياء الأخيرة كما في قوله تعالى (على أن يحيي الموتى) فالمحذوف رسما الياء الأولى ولذا ينبغي أن يوقف عليه بياءين لأن الحرف المحذوف إذا كان وسطا يثبت في الحالين
    أما إذا كان لفظ (يحي) ساكن الياء المتطرفة فقد نصوا على الخلاف في تحديد المحذوف الياء الأولى أم الثانية، والمعمول به الآن في المصاحف أن المحذوف الثانية.

    السلام عليكم
    جزاكم الله خيرا شيخنا وأستاذنا الكبير ا.د / أحمد شكري علي هذه الإضافة القيمة ( إني لأحبكم في الله ) .
    وهذه الإضافة جعلتني أقول في نفسي إذا كان في الأمر خلاف في ثبوت الياء الأولي أم الثانية ـ لفظ (يحي) في حالة سكون الياء ـ بصرف النظر عن قول الجمهور ـ إذن لم يكن هناك خلاف في ثبوت الياء من جهة اللفظ وقفا ، وإلا لفرَّعوا علي هذا الخلاف ولقالوا مثلا : من كانت عنده المحذوفة الأولي فيقف بكذا وإن كانت الثانية فيقف بكذا ، مثل ما فعلوا في وقف حمزة بالإبدال علي نحو (السما ) وهذا يؤكد أن الياء مثبتة في اللفظ . والله أعلم
    والسلام عليكم

    الردود منقولة من ملتقى أهل التفسير

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل 2024, 1:48 pm