بسم الله الرحمن الرحيم
إذا اضطر القارئ - فيكون وقفه اضطراريا - أو أمر - فيكون وقفه اختباريا - بالوقف على لفظ (يحي) من قوله تعالى (يحي ويميت) أو (يحي الأرض) ونحوهما مما حذفت الياء من آخره، فكيف يقف، بياء واحدة بعد الحاء أو بياءين؟ وما وجه الوقف بكل منهما؟
الياء المتطرفة الساكنة المحذوفة رسما لاجتماع ياءين لها صورتان:
الأولى: أن يقع بعدها حرف ساكن، نحو: (نحي الموتى) [يس:12] فهذه تسقط وصلا.
الثانية: أن يقع بعدها متحرك، نحو: (لا يستحي أن) [البقرة:26] و(أنت ولي في الدنيا والآخرة) [يوسف:101] فهذه تثبت وصلا.
أما حكم هذه الألفاظ وقفا ففيها ثلاثة أراء:
الأول: الوقف عليها في الصورتين بياء واحدة اتباعا للرسم فيهما، ومراعاة للوصل في الصورة الأولى.
الثاني: الوقف عليها في الصورتين بياءين، ويستدل له بأمور منها:
- اتباع الأصل، فإن الياء هنا أصلية، وهي لام الكلمة، وإنما حذفت رسما للتخفيف، وحذفت وصلا في الصورة الأولى للساكن بعدها وبما أنه قد زال وقفا تعود إلى الأصل.
- إتباع الوصل في الصورة الثانية.
- إلحاق الصورة الأولى بالألفاظ التي يوقف عليها بإثبات ما حذف رسما مثل: (دعاءً ونداءً) [البقرة:171] فإن الوقف عليهما بإثبات الألف المحذوفة رسما.
- اختلف علماء الرسم في الصورة الثانية في تحديد أي الياءين حذفت المتطرفة أو المتوسطة، وعلى القول بأنها المتوسطة يلزم إثباتها وقفا، لأن الحروف المحذوفة من الوسط مثبتة لفظا وصلا ووقفا، مثل ياء: (النبين) [ نحو:البقرة:61] و واو (داود) [نحو:الإسراء:55] والألفات المتوسطة المحذوفة في كثير من الكلمات.
وعلى القول بأنها المتطرفة وهو المعمول به حاليا في المصاحف فتصبح محتملة للوقف عليها بياء واحدة وباثنتين، ويترجح الوقف بإثبات المحذوفة أي بياءين معاملة لها معاملة المتوسطة وألحاقا بها.
الثالث: جواز كل من الإثبات والحذف في الصورتين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر، أو بترجيح الحذف في الأولى وترجيح الإثبات في الثانية، مراعاة للوصل فيهما، ولعل هذا القول الأخير هو الأوفق لما فيه من جمع بين الأدلة وإعمال لها كلها.
أما الياء المتطرفة المتحركة، نحو (على أن يحي الموتى) [نحو: الأحقاف:33] و(إن ولي الله) [الأعراف:196] فالياء المحذوفة رسما فيها هي المتوسطة، ولذا يوقف عليها بإثبات الياءين.
ويلحق بالكلام عن الياء المتطرفة المحذوفة للتخفيف الواقعة قبل متحرك الكلام عن الواو المشابهة لها، نحو (فأو إلى الكهف) [الكهف:16] (وإن تلو أو تعرضوا) [النساء:135، على وجه قراءتها بواوين] والله أعلم.
(المرجع بحث: الوقف بما يوافق رسم المصحف تقديرا، منشور في كتاب: في القراءات القرآنية، ص 88-91، ومنشور في مجلة المنارة التي تصدرها جامعة آل البيت في الأردن).
الأستاذ الدكتور أحمد شكري
إذا اضطر القارئ - فيكون وقفه اضطراريا - أو أمر - فيكون وقفه اختباريا - بالوقف على لفظ (يحي) من قوله تعالى (يحي ويميت) أو (يحي الأرض) ونحوهما مما حذفت الياء من آخره، فكيف يقف، بياء واحدة بعد الحاء أو بياءين؟ وما وجه الوقف بكل منهما؟
الياء المتطرفة الساكنة المحذوفة رسما لاجتماع ياءين لها صورتان:
الأولى: أن يقع بعدها حرف ساكن، نحو: (نحي الموتى) [يس:12] فهذه تسقط وصلا.
الثانية: أن يقع بعدها متحرك، نحو: (لا يستحي أن) [البقرة:26] و(أنت ولي في الدنيا والآخرة) [يوسف:101] فهذه تثبت وصلا.
أما حكم هذه الألفاظ وقفا ففيها ثلاثة أراء:
الأول: الوقف عليها في الصورتين بياء واحدة اتباعا للرسم فيهما، ومراعاة للوصل في الصورة الأولى.
الثاني: الوقف عليها في الصورتين بياءين، ويستدل له بأمور منها:
- اتباع الأصل، فإن الياء هنا أصلية، وهي لام الكلمة، وإنما حذفت رسما للتخفيف، وحذفت وصلا في الصورة الأولى للساكن بعدها وبما أنه قد زال وقفا تعود إلى الأصل.
- إتباع الوصل في الصورة الثانية.
- إلحاق الصورة الأولى بالألفاظ التي يوقف عليها بإثبات ما حذف رسما مثل: (دعاءً ونداءً) [البقرة:171] فإن الوقف عليهما بإثبات الألف المحذوفة رسما.
- اختلف علماء الرسم في الصورة الثانية في تحديد أي الياءين حذفت المتطرفة أو المتوسطة، وعلى القول بأنها المتوسطة يلزم إثباتها وقفا، لأن الحروف المحذوفة من الوسط مثبتة لفظا وصلا ووقفا، مثل ياء: (النبين) [ نحو:البقرة:61] و واو (داود) [نحو:الإسراء:55] والألفات المتوسطة المحذوفة في كثير من الكلمات.
وعلى القول بأنها المتطرفة وهو المعمول به حاليا في المصاحف فتصبح محتملة للوقف عليها بياء واحدة وباثنتين، ويترجح الوقف بإثبات المحذوفة أي بياءين معاملة لها معاملة المتوسطة وألحاقا بها.
الثالث: جواز كل من الإثبات والحذف في الصورتين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر، أو بترجيح الحذف في الأولى وترجيح الإثبات في الثانية، مراعاة للوصل فيهما، ولعل هذا القول الأخير هو الأوفق لما فيه من جمع بين الأدلة وإعمال لها كلها.
أما الياء المتطرفة المتحركة، نحو (على أن يحي الموتى) [نحو: الأحقاف:33] و(إن ولي الله) [الأعراف:196] فالياء المحذوفة رسما فيها هي المتوسطة، ولذا يوقف عليها بإثبات الياءين.
ويلحق بالكلام عن الياء المتطرفة المحذوفة للتخفيف الواقعة قبل متحرك الكلام عن الواو المشابهة لها، نحو (فأو إلى الكهف) [الكهف:16] (وإن تلو أو تعرضوا) [النساء:135، على وجه قراءتها بواوين] والله أعلم.
(المرجع بحث: الوقف بما يوافق رسم المصحف تقديرا، منشور في كتاب: في القراءات القرآنية، ص 88-91، ومنشور في مجلة المنارة التي تصدرها جامعة آل البيت في الأردن).
الأستاذ الدكتور أحمد شكري