معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    قصة فتاة روسية :: مؤثرة

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قصة فتاة روسية  :: مؤثرة Empty قصة فتاة روسية :: مؤثرة

    مُساهمة من طرف حبيبه الأربعاء 16 مايو 2012, 8:40 am


    قصة فتاة روسية مؤثرة



    بقلم : د. محمد بن عبد الرحمنالعريفي.
    هي فتاة روسية .. من عائلة محافظة .. لكنها ( آرثوذوكسية ) شديدة التعصب للنصرانية .. عرض عليها أحد التجار الروس أن تصحبه معمجموعة من الفتيات .. إلى دولة خليجية ..لشراء أجهزة كهربائية .. ثم بيعها في روسيا .. كان هذا هو الهدف المتفق عليه بين الرجل .. وهؤلاء الفتيات .. وعندما وصلوا إلىهناك .. كشر عن أنيابه .. وعرض عليهن ممارسة الرذيلة .. وبدأ في تقديم الإغراءاتلهن .. مال وافر .. علاقات واسعة .. إلى أن اقتنع أكثر الفتيات بفكرته .. إلا هذهالفتاة .. كانت شديدة التعصب لدينها النصراني .. فتمنعت .. فضحك منها ..
    وقال : أنتِ في هذا البلد ضائعة .. ليس معكِ إلا ما تلبسين من الثياب .. ولن أعطيكِ شيئاً .. وبدأ يضيق عليها .. أسكنها في شقة مع بقية الفتيات .. وخبا جوازات سفرهن عنده .. وانجرفت الفتيات مع التيار .. وثبتت هي على العفاف .. لا زالت تلح عليه كل يوم .. في تسليمها جوازها .. أو إرجاعها إلى بلدها .. فيأبى عليها ذلك .. فبحثت يوماً فيالشقة .. حتى وجدت جوازها .. فاختطفته .. وهربت من الشقة .. خرجت إلى الشارع .. لاتملك إلا لباسها .. هامت على وجهها .. لا تدري أين تذهب .. لا أهل .. ولا معارف .. ولا مال .. ولا طعام .. ولا مسكن ..

    أخذت المسكينة تتلفت حائرة يمنة ويسرة .. وفجأةرأت شاباً.. يمشي مع ثلاث نساء .. اطمأنت لمظهره .. فأقبلت عليه .. وبدأت تتكلمباللغة الروسية .. فاعتذر أنه لا يفهم الروسية .. قالت : هل تتكلمون الإنجليزية ؟قالوا : نعم ! فرحت .. وبكت .. وقالت : أنا امرأة من روسيا .. قصتي كذا وكذا .. ليسمعي مال .. وليس لي مسكن .. أريد العودة إلى بلادي .. أريد منكم فقط إيوائي .. يومين أو ثلاثة .. حتى أتدبَّر أمري مع أهلي وإخوتي في بلادي .. أخذ الشاب ( خالد ) يفكر في أمرها .. ربما تكون مخادعة ..! أو محتالة ..! وهي تنظر إليه وتبكي .. وهويشاور أمه وأختيه ..
    وفي النهاية .. أخذوها إلى البيت .. وبدأت تتصل بأهلها .. ولكنلا مجيب .. الخطوط متعطلة في ذاك البلد ! وكانت تعيد في كل ساعة الاتصال .. عرفواأنها نصرانية .. تلطفوا معها .. رفقوا بها .. أحبتهم .. عرضوا عليها الإسلام .. ولكنها رفضت .. لا تريد .. بل لا تقبل النقاش في موضوع الدين أصلاً .. لأنها منأسرة " أرثوذكسية " متعصبة تكره الإسلام والمسلمين ! فذهب خالد .. إلى مركز إسلاميللدعوة .. وأحضر لها كتباً عن الإسلام باللغة الروسية .. فقرأتها .. وتأثرت بها .. ومرت الأيام .. وهم يحاولون ويقنعون .. حتى أسلمت .. وحسن إسلامها .. وبدأت تهتمبتعاليم الدين .. وتحرص على مجالسة الصالحات .. خافت أن ترجع إلى بلدها فترتد إلىنصرانيتها ..

    فتزوجها خالد .. وكانت أكثر تمسكاً بالدين .. من كثير منالمسلمات .. ذهبت يوماً مع زوجها إلى السوق .. فرأت امرأة متحجبة .. قد غطت وجهها .. وكانت هذه أول مرَّة ترى فيها امرأة متحجبة تماماً .. فاستغربت من هذا الشكل !! وقالت : خالد .. لماذا هذه المرأة بهذا الشكل ؟ لعل هذه المرأة مصابة بعلَّة شوهتوجهها .. فغطته ؟ قال : لا .. هذه المرأة تحجبت الحجاب الذي ارتضاه الله سبحانهوتعالى لعباده .. والذي أمر به رسوله صلى الله عليه و سلم. فسكتت قليلاً .. ثم قالت : نعم .. فعلاً ..

    هذا هو الحجاب الإسلامي .. الذي أراده الله منا .. قال : وماأدراكِ ؟ قالت : أنا الآن إذا دخلت أي محل تجاري .. لا تنزل أعين أصحاب المحل عنوجهي ! تكاد أن تلتهم وجهي قطعة قطعة !! إذن وجهي هذا لابد أن يُغطَّى .. لا بد أنيكون لزوجي فقط يراه .. إذن لن أخرج من هذا السوق إلا بمثل هذا الحجاب .. فمن أيننشتريه ..؟ قال : استمري على حجابك هذا .. كأمي وأخواتي .. قالت : لا .. بل أريدالحجاب الذي يريده الله .. مرت الأيام على هذه الفتاة .. وهي لا تزداد إلا إيماناً .. وأحبها من حولها .. وملكت على زوجها قلبه ومشاعره .. وفي ذات يوم نظرت إلى جوازسفرها .. فإذا هو قد قارب الانتهاء .. ولا بد أن يُجدَّد .. والأصعب من ذلك .. أنهلا بد أن يُجدد من المدينة نفسها التي تنتمي إليها المرأة .. إذن لا بد من السفرإلى روسيا .. وإلا تعتبر إقامتها غير نظامية ..
    قرر خالدالسفر معها .. فهي لا تريد السفر من غير محرم .. ركبوا في طائرة تابعة للخطوطالروسية .. وركبت هي بحجابها الكامل !! وجلست بجانب زوجها شامخة بكل عزة .. قال لهاخالد : أخشى أن نقع في إشكالات بسبب حجابك .. قالت : أنت الآن تريد مني أن أطيعهؤلاء الكفرة ! وأعصي الله .. لا .. والله .. فليقولوا ما شاءوا ..
    بدأ الناس ينظرون إليها .. وبدأت المضيفات يوزعن الطعام .. ومع الطعام الخمر .. وبدأ الخمر يعمل في الرؤوس .. وبدأت الألفاظ النابية .. توجهإليها من هنا وهناك .. فهذا يتندر .. وذاك يضحك .. والثالث يسخر .. ويقفون بجانبها .. ويعلَّقون عليها.. وخالد ينظر إليهم .. لا يفهم شيئاً .. أما هي فكانت تبتسموتضحك .. وتترجم له ما يقولون .. غضب الزوج .. فقالت : لا .. لا تحزن .. ولا يضِقصدرك .. فهذا أمر بسيط .. في مقابل ما جابهه الصحابة .. وما حصل للصحابيات من بلاءوابتلاء .. صبرت هي وزوجها .. حتى وصلت الطائرة .. في روسيا ..
    قال خالد : عندما نزلنا في المطار .. كان أظن أننا سنذهب إلى بيت أهلها .. ونسكن عندهم ثم بعد ذلك ننهي إجراءاتنا ونعود .. لكن نظرة زوجتي كانت بعيدة .. قالتلي : أهلي ( آرثوذوكس ) متعصبون لدينهم .. فلا أريد أن أذهب الآن ! لكن نستأجر غرفة .. ونبقى فيها .. وننهي إجراءات الجواز .. وقبيل السفر نزور أهلي .. فرأيت أن هذارأياً صواباً .. استأجرنا غرفة وبتنا فيها .. ومن الغد ذهبنا إلى إدارة الجوازات .. دخلنا على الموظف فطلب الجواز القديم وصور للمرأة .. فأخرجت له صوراً لها بالأسودوالأبيض .. ولا يظهر منها إلا دائرة الوجه فقط .. فقال الموظف : هذه صورة مخالفة .. نريد صورة ملونة .. يظهر فيها الوجه والشعر والرقبة كاملة !! فأبت أن تعطيه غير هذهالصور .. وذهبنا إلى موظف ثانٍ .. وثالث .. وكلهم يطلبون صوراً سافرة .. وزوجتيتقول : لا يمكن أن أعطيهم صورة متبرجة أبداً ..

    فرفض الموظفون استقبال الطلب .. فتوجهنا إلى المديرة الأصلية .. فاجتهدت زوجتي أن تقنعها بقبول هذه الصور .. وهيتأبى .. فأخذت زوجتي تلح وتقول : ألا ترين صورتي الحقيقية .. وتقارنينها بالصورالتي معك .. المهم رؤية الوجه .. الشعر قد يتغير .. هذه الصور تكفي ؟! والمديرة تصرعلى أن النظام .. لا يقبل هذه الصور .. فقالت زوجتي : أنا لن أحضر غير هذه الصور .. فما الحل ؟ قالت المديرة : لن يحل لكم الإشكال إلا مدير الجوازات الأصلية الكبرى فيموسكو .. فخرجنا من إدارة الجوازات .. فالتفتت إليَّ وقالت : يا خالد نسافر إلىموسكو .. عندها قلت لها : أحضري الصور التي يريدون .. ولا يكلف الله نفساً إلاوسعها .. فاتقوا الله ما استطعتم .. وهذه ضرورة .. والجواز سيراه مجموعة من الأشخاصفقط .. للضرورة .. ثم تخفينه في بيتك إلى أن تنتهي مدته .. دعي عنك المشاكل .. لاداعي للسفر إلى موسكو ..

    فقالت : لا .. لا يمكن أن أظهر بصورة متبرجة .. بعد أنعرفت دين الله سبحانه وتعالى .. في موسكو .. أصرَّت عليَّ فسافرنا إلى موسكو .. واستأجرنا غرفة وسكنَّاها .. ومن الغد ذهبنا إلى إدارة الجوازات .. دخلنا علىالموظف الأول فالثاني فالثالث وفي نهاية المطاف .. اضطررنا للتوجه إلى المديرالأصلي .. دخلنا عليه .. وكان من أشد الناس خبثاً ! عندما رأى الجواز .. أخذ يقلبالصور .. ثم رفع رأسه إلى زوجتي وقال : من يثبت لي أنكِ صاحبة هذه الصور ؟؟ يريدهاأن تكشف وجهها ليراها .. فقالت له : قل لأحد الموظفات عندك .. أو السكرتيرات .. تأتي فأكشف وجهي لها .. وتطابق الصور .. أما أنت فلن تطابق الصور .. ولن أكشف لكوجهي .. فغضب الرجل .. وأخذ الجواز القديم .. والصور .. وبقية الأوراق .. وضم بعضهاإلى بعض .. وألقاها في درج مكتبه الخاص ..
    وقال لها : ليس لكِ جواز قديم .. ولاجديد إلا بعد أن تأتين إليَّ .. بالصور المطابقة تماماً .. ونطابقها عليك .. أخذتزوجتي تتكلم معه .. تحاول إقناعه .. ويتكلمان بالروسية .. وأنا أنظر إليهما .. لاأفهم شيئاً .. لكني غضبت .. ولا أستطيع أن أفعل شيئاً .. وهو يردد : لا بد من إحضارالصور على شروطنا .. حاولت المسكينة إقناعه .. ولكن لا فائدة ! فسكتت وظلت واقفة .. التفتُّ إليها .. وأخذت أعيد عليها وأكرر : يا عزيزتي .. لا يكلف الله نفساً إلاوسعها .. ونحن في ضرورة .. إلى متى نتجول في مكاتب الجوازات .. فقالت لي : ومن يتقِالله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب .. اشتد النقاش بيني وبينها .. فغضبمدير الجوازات وطردنا من المكتب .. خرجنا نجر خطانا .. وأنا بين رحمة بها .. وغضبعليها ..

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قصة فتاة روسية  :: مؤثرة Empty رد: قصة فتاة روسية :: مؤثرة

    مُساهمة من طرف حبيبه الأربعاء 16 مايو 2012, 8:43 am



    ذهبنا لنتدارس الأمر في غرفتنا .. أنا أُحاول إقناعها .. وهي تحاول إقناعي
    .. إلى أن أظلم الليل .. فصلينا العشاء .. وأنا مشغول البال على هذه المصيبة .. ثمأكلنا ما تيسر .. ووضعت رأسي لأنام .. كيف تنام .. فلما رأتني كذلك .. تغير وجهها ..
    ثم التفتت إليَّ وقالت : خالد .. تنام !! قلت : نعم .. أما تحسين بالتعب ..!! قالت : سبحان الله .. في هذا الموقف العصيب تنام !! نحن نعيشموقفاً يحتاج منا إلى لجوء إلى الله .. قُم إلجأ إلى الله فإن هذا وقت اللجوء .. فقمت .. وصليت ما شاء الله لي أن أصلي .. ثم نمت .. أما هي فقامت تصلي .. وتصلي .. وكلما استيقظت .. نظرت إليها .. فرأيتها إما راكعة .. أو ساجدة .. أو قائمة .. أوداعية .. أو باكية .. إلى أن طلع الفجر .. ثم أيقظتني .. وقالت : دخل وقت الفجر .. فهلُّم نصلي سوياً .. فقمت .. وتوضأت .. وصلينا .. ثم نامت قليلاً ..

    وبعدما طلعتالشمس .. استيقظت .. وقالت : هيا لنذهب إلى الجوازات !! فقلت لها : نذهب إلىالجوازات !! بأي حجة ؟! أين الصور ؟؟.. ليس معنا صور ؟! قالت : لنذهب ونحاول .. لاتيأس من روح الله .. لا تقنط من رحمة الله .. فذهبنا .. ووالله ما إن وطأت .. أقدامنا أول مكتب من مكاتب الجوازات .. ورأوا زوجتي وقد عرفوا شكلها من حجابها .. وإذا بأحد الموظفين ينادي : أنت فلانة ؟ قالت : نعم ! قال : خذي جوازكِ .. فإذا هومكتمل تماماً .. بصورها المحجبة .. فاستبشرت .. والتفتت إليَّ وقالت : ألم أقل لك " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " .. فلما أردنا الخروج .. قال الموظف : لابد أن تعودواإلى مدينتكم التي جئتم منها .. وتختموا الجواز منها .. فرجعنا إلى المدينة الأولى .. وأنا أقول في نفسي .. هذه فرصة لتزور أهلها قبل سفرنا من روسيا ..
    وصلنا إلىمدينة أهلها .. استأجرنا غرفة .. وختمنا الجواز .. رحلة العذاب .. ثم ذهبنا لزيارةأهلها .. وطرقنا الباب .. كان بيتهم قديماً متواضعاً .. يبدوا الفقر على سكانهظاهراً .. فتح الباب أخوها الأكبر .. كان شاباً مفتول العضلات .. فرحت المسكينةبأخيها .. وكشفت وجهها وابتسمت .. ورحبت ! أما هو فأول ما رآها تقلب وجهه بين فرحبرجوعها سالمة .. واستغراب من لباسها الأسود الذي يغطي كل شيء ..

    دخلت زوجتي وهيتبتسم .. وتعانق أخاها .. ودخلْتُ وراءها .. وجلسْتُ في صالة المنزل .. جلست وحيداً .. أما هي .. فدخلت داخل البيت .. أسمعها تتكلم معهم باللغة الروسية .. لم أفهمشيئاً .. لكنني لاحظت أن نبرات الصوت بدأت تزداد حدة !! واللهجة تتغير !! والصراخيعلو !! وإذا كلهم يصرخون بها .. وهي تدافع هذا .. وترد على ذاك .. فأحسست أن الأمرفيه شر ! ولكنني لا أستطيع أن أجزم بشيء لأني لم أفهم من كلامهم شيئاً .. وفجأةبدأت الأصوات تقترب من الغرفة التي أنا فيها .. وإذا بثلاثة من الشباب .. يتقدمهمرجل كهل .. يدخلون علي .. توقعت في البداية أنهم سيرحبون بزوج ابنتهم ! وإذا بهميهجمون عليَّ كالوحوش .. وإذا بالترحيب ينقلب إلى لكمات .. وضربات .. وصفعات ..!!! أخذت أدافعهم عن نفسي .. وأصرخ وأستغيث .. حتى خارت قواي .. وشعرت أن نهايتي في هذاالبيت .. ازدادوا لكماً وركلاً .. وأنا أتلفت حولي ..

    أحاول أن أتذكر أين البابالذي دخلت منه لأهرب منه .. فلما رأيت الباب .. قمت سريعاً .. وفتحتُ الباب وهربت .. وهم ورائي .. فدخلت في زحمة الناس .. حتى غبت عنهم .. ثم اتجهت إلى غرفتي .. وكانت ليست ببعيدة عن المنزل .. وقفت أغسل الدماء عن وجهي وفمي .. نظرت إلى نفسيوإذا .. بالضربات والصفعات .. قد أثّرت في جبهتي وخدّي وأنفي .. وإذا بالدم يسيل منفمي .. وثيابي ممزقة .. حمدت الله أن أنقذني من أولئك الوحوش .. لكني قلت .. أنانجوت لكن ما حال زوجتي ؟! أخذت صورتها تلوح أمام ناظري .. هل يمكن أن تتعرض هيأيضاً لمثل هذه اللكمات والضربات .. أنا رجل .. وما كدت أتحمل .. وهي امرأة فهلستتحمل !! أخشى أن تنهار المسكينة .. هل حان الفراق ؟ بدأ الشيطان يعمل عمله .. ويقول لي : سترتد عن دينها .. ستعود نصرانية .. وتعود إلى بلدك وحدك ..
    وبقيتحائراً .. ماذا أفعل ؟ في هذه البلاد .. أين أذهب .. كيف أتصرف .. النفس في هذاالبلد رخيصة .. يمكنك أن تستأجر رجلاً لقتل آخر بعشرة دولارات ! أوه .. كيف لوعذبوها فدلتهم على مكاني .. فأرسلوا أحداً لقتلي في ظلمة الليل .. أقفلت عليَّغرفتي .. وبقيت فيها فزعاً خائفاً حتى الصباح .. ثم غيرت ملابسي .. وذهبت أتجسَّسالأخبار .. أنظر إلى بيتهم عن بعد .. أرقبه .. وأتابع كل ما يحصل فيه .. لكن البابمغلق .. ظللت أنتظر .. وجأة .. فُتح الباب .. وخرج منه ثلاثة من الشباب .. وكهل .. وهؤلاء الشباب هم الذين ضربوني .. يبدوا من هيأتهم .. أنهم ذاهبون إلى أعمالهم .. أُغلق الباب وأُقفل ! وبقيت أرقب .. وأترقب .. وأنظر .. وأتمنى أن أرى وجه زوجتي .. ولكن لا فائدة .. ظللت على هذا الحال ساعات .. وإذا بالرجال يقدمون من عملهمويدخلون البيت .. تعبت .. فذهبت إلى غرفتي ..

    وفي اليوم الثاني .. ذهبت أترقب .. ولم أر زوجتي .. وفي اليوم الثالث كذلك .. يئِست من حياتها .. توقعت أنها ماتت منشدة العذاب .. أو قُتلت ! ولكن لو كانت ماتت .. فعلى الأقل سيكون هناك حركة فيالبيت .. سيكون هناك من يأتي للعزاء .. أو الزيارة .. لكني عندما لم أر شيئاًغريباً .. أخذت أقنع نفسي أنها حية .. وأن اللقاء سيكون قريباً .. اللقاء .. وفياليوم الرابع .. لم أصبر على الجلوس في غرفتي .. فذهبت أرقب بيتهم من بعيد .. فلماذهب الشباب مع أبيهم إلى أعمالهم .. كالعادة .. وأنا أنظر وأتمنى .. فإذا بالبابيُفتح فجأة .. وإذا بوجه زوجتي يطل من ورائه .. وإذا بها تلتفت يمنة ويسرة .. نظرتإلى وجهها .. فإذا به دوائر حمراء .. ولكمات زرقاء .. من كثرة الصفعات والكدمات .. وإذا لباسها مخضَّب بالدماء .. فزعت من منظرها .. ورحمتها .. اقتربت منها مسرعاً .. نظرت إليها أكثر .. فإذا الدماء تسيل من جروح في وجهها .. وإذا يداها .. وقدماها .. تسيل بالدماء .. وإذا ثيابها ممزقة .. لم يبق منها إلا خرقة بسيطة تسترها .. وإذابأقدامها مربوطة بسلسلة ! وإذا بيديها مربوطة بسلسلة من خلف ظهرها .. لما رأيتها .. بكيت .. لم أستطع أن أتمالك نفسي .. ناديتها من بعيد .. ثبات .. ووصايا .. فقالت ليوهي تدافع عبراتها .. وتئن من شدة عذابها : اسمع يا خالد .. لا تقلق عليَّ .. فأناثابتة على العهد .. ووالله الذي لا إله إلا هو .. إن ما أُلاقيه الآن .. لا يساويشعرة مما لاقاه الصحابة والتابعون .. بل والأنبياء والمرسلون .. وأرجوك يا خالد .. لا تتدخل بيني وبين أهلي .. واذهب الآن سريعاً .. وانتظر في الغرفة .. إلى أن آتيكإن شاء الله ..

    ولكن أكثر من الدعاء .. أكثر من قيام الليل .. أكثر من الصلاة .. ذهَبتُ من عندها .. وأنا أتقطع ألماً وحسرة عليها .. وبقيت في غرفتي يوماً كاملاًأترقبها .. وأتمنى مجيئها .. ومرة يوم آخر .. وبدأ اليوم الثالث يطوي بساطه .. حتىإذا أظلم الليل .. وإذا بباب الغرفة يُطرق عليَّ ؟ فزعت .. من بالباب ؟! من الطارق .. أصبت بخوف شديد .. مَن الذي يأتي في منتصف الليل !! لعل أهلها علموا بمكاني .. لعل زوجتي اعترفت .. فجاءوا إلي لقتلي .. أصبت برعب كالموت .. لم يبق بيني وبينالموت إلا شعرة .. أخذت أردد قائلاً : من بالباب ؟ فإذا بصوت زوجتي يقول بكل هدوء .. افتح الباب .زأنا فلان .. أضأت نور الغرفة .. فتحت الباب .. دخلت علي وهي تنتفض .. على حالة رثة .. وجروح في جسدها .. قالت لي : بسرعة .. هيا نذهب الآن ! قلت : وأنت على هذا الحال ؟ قالت : نعم .. بسرعة .. بدأت أجمع ملابسي .. وأقبلت هي علىحقيبتها .. فغيرت ملابسها .. وأخرجَت حجاباً وعباءة احتياطية .. فلبستها .. ثمأخذنا كل ما لدينا .. ونزلنا .. وركبنا سيارة أجرة .. ألقت المسكينة بجسدهاالمتهالك الجائع المعذب .. على كرسي السيارة .. إلى المطار !! وأول ما ركبت أنا .. قلت للسائق باللغة الروسية : إلى المطار .. وكنت قد عرفت بعض الكلمات الروسية .. فقالت زوجتي : لا .. لن نذهب إلى المطار .. سنذهب إلى القرية الفلانية .. قلت : لماذا ؟ نحن نريد أن نهرب .. قالت : صحيح ..ولكن إذا اكتشف أهلي هروبي .. سيبحثونعنا في المطار .. ولكن نهرب إلى قرية كذا .. فلما وصلنا تلك القرية .. نزلنا .. وركبنا سيارة أخرى إلى قرية أخرى .. ثم إلى قرية ثالثة .. ثم إلى مدينة من المدنالتي فيها مطار دولي .. فلما وصلنا إلى المطار الدولي

    .. حجزنا للعودة إلى بلادنا .. وكان الحجز متأخراً فاستأجرنا غرفة وسكناها .. فلما استقر بنا المقام في الغرفة .. وشعرنا بالأمان .. نزعت زوجتي عباءتها .. فأخذت أنظر إليها .. يا الله ليس هناكموضع سلم من الدماء أبداً !! جلد ممزق .. دماء متحجرة .. شعر مقطع .. شفاه زرقاء .. قصة الرعب .. سألتها : ما الذي حصل ؟ فقالت : عندما دخلنا إلى البيت جلست مع أهلي .. فقالوا لي : ما هذا اللباس ؟!! قلت : إنه لباس الإسلام .. قالوا : ومن هذا الرجل؟ قلت : هذا زوجي .. أنا أسلمت وتزوجت بهذا الرجل المسلم .. قالوا : لا يمكن هذا .. فقلت : اسمعوا أحكي لكم القصة أولاً .. فحكيت لهم القصة .. وقصة ذلك الرجل الروسيالذي أراد أن يَجرّني إلى الدعارة .. وكيف هربت منه .. ثم التقيت بك .. ققالوا : لوسلكتي طريق الدعارة .. كان أحب إلينا من أن تأتيننا مسلمة .. ثم قالوا لي : لنتخرجي من هذا البيت إلا أرثوذكسية أو جثة هامدة !! ومن تلك اللحظة .. أخذوني ثمكتفوني .. ثم جاءوا إليك وبدؤوا يضربونك .. وأنا أسمعهم يضربونك .. وأنت تستغيث .. وأنا مربوطة .. وعندما هربت أنت .. رجع إخوتي إليَّ .. وعاودوا سبي وشتمي .. ثمذهبوا واشتروا سلاسل .. فربطوني بها .. وبدأو يجلدونني .. فأتعرَّض لجلد مُبرَّحبأسواط عجيبة .. غريبة !! كل يوم .. يبدأ الضرب بعد العصر إلى وقت النوم ..

    أما فيالصباح فإخواني وأبي في الأعمال .. وأمي في البيت .. وليس عندي إلا أخت صغيرة عمرها 15 سنة .. تأتي إلي وتضحك من حالتي .. وهذا هو وقت الراحة الوحيد عندي .. هل تصدقأنه حتى النوم .. أنام وأنا مغمى علي ! يجلدونني إلى أن يُغمى علي وأنام .. وكانوايطلبون مني فقط أن أرتد عن الإسلام .. وأنا أرفض وأتصبر .. بعد ذلك .. بدأت أختيالصغيرة .. تسألني لماذا تتركين دينك .. دين أمك .. دين أبيك .. وأجدادك .. فأخذتأقنعها .. أُبيّن لها الدين .. وأوضح لها التوحيد .. فبدأت فعلاً تشعر بالقناعة .. بدأت تتأثر ! بدأت صورة الإسلام أمامها تتضح ! ففوجئت بها تقول لي : أنت على الحق .. هذا هو الدين الصحيح .. هذا هو الدين الذي ينبغي أن ألتزمه أنا أيضاً !! ثم قالتلي : أنا سأساعدك .. قلت لها : إذا كنتِ تريدين مساعدتي .. فاجعليني أقابل زوجي ! فبدأت أختي تنظر من فوق البيت .. فتراك وأنت تمشي .. فكانت تقول لي : إنني أرىرجلاً صفته كذا وكذا .. فقلت : هذا هو زوجي ..فإذا رأيتيه فافتحي لي الباب لأكلمه .. وفعلاً فتحت الباب فخرجْتُ وكلمتك .. لكني لم أستطع الخروج إليك .. لأني كنتُمربوطة بسلسلتين .. مفتاحهما مع أخي .. وسلسلة ثالثة .. مربوطة بأحد أعمدة البيت .. حتى لا أخرج .. مفتاحها مع أختي هذه .. لأجل أن تطلقني للذهاب إلى الحمام .. وعندماكلمتك .. وطلبت منك أن تبقى إلى أن آتيك .. كنت مربوطة بالسلاسل .. فأخذت أقنع أختيبالإسلام .. فأسلمت .. وأرادت أن تضحي تضحية تفوق تضحيتي .. وقرّرت أن تجعلني أهربمن البيت .. لكن مفاتيح السلاسل مع أخي .. وهو حريص عليها .. في ذاك اليوم أعدَّتأختي لأخوتي خمراً مركزاً ثقيلاً .. فشربوا .. وشربوا .. إلى أن سكروا تماماً لايدرون عن شيء .. ثم أخذت المفاتيح من جيب أخي .. وفكت السلاسل عني .. وجئت أنا إليكفي ظلمة الليل ..

    فقلت لها : وأختكِ .. ماذا سيحصل لها ؟؟ .. قالت : ما يُهمّ .. قدطلبتُ منها أن لا تعلن إسلامها .. إلى أن نتدبَّر أمرها .. نمنا تلك الليلة .. ومنالغد رجعنا إلى بلدنا .. وأول ما وصلنا أُدخلت زوجتي إلى المستشفى .. ومكثت فيهاعدة أيام تعالج من آثار الضربات والتعذيب .. وهانحن اليوم ندعوا لأختها أن يثبتهاالله على دينه ..
    (
    القصة مقتبسة من شريط " قصص مؤثرة " د.إبراهيم الفارس ).
    يا أختنا الغالية .. ما سقت لك هذهالقصة لأهيج عواطفك .. ولا لأستدر دمعاتك .. أو أستثير مشاعرك .. كلا .. ولكنلتعلمي أن لهذا الدين .. أبطالاً يحملونه .. يضحون من أجله .. يسحقون لعزه جماجمهم .. ويسكبون دماءهم .. ويقطعون أجسادهم .. ولئن كان كفار الأمس .. أبو جهل وأمية .. عذبوا بلالاً وسمية .. فإن كفار اليوم لا يزالون يبذلون .. ويخططون ويكيدون .. فيسبيل حرب هذا الدين .. فاحذري من أن تكوني فريسة

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 7:15 am