معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


4 مشترك

    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الثلاثاء 29 يناير 2013, 11:55 am



    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Images?q=tbn:ANd9GcSfZ-oFcvPjvcYzRlM8hujbU0lOXZYrzMdl6w9T06lqzc8bB5jHMg

    أيها الأحبة ما من إنسان على وجه الأرض مهما كانت عقيدته إلا وقضية الرزق تشغل باله في الليل والنهار.
    حينما تستمع إلى أحاديث الناس فتجد أن جلَّ أسئلتهم عن هذه القضية ، يخرج الإنسان من بيته في الصباح الباكر لكي يوفر المال لنفسه وعياله ، الإنسان يفكر في احتياجات أسرته من مأكل ومشرب ومسكن ،
    يفكر في أولاده في دروسهم في ملابسهم في أكلهم وشربهم ، ويستمر هذا التفكير حتى يكبر أولاده فيفكر في تجهيزهم وفي إعدادهم لمرحلة أخرى هي مرحلة الزواج ،هذه هي قضية الرزق في حياة كثير من الناس ،
    والسؤال : ما هي وجهة نظر الإسلام لقضية الرزق ؟ أو ما هي القواعد التي ينبغي للمسلم أن يعتقدها في هذه الحياة للسعي وراء لقمة عيشه ؟


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Images?q=tbn:ANd9GcQ7KMGt-1Fr2c1HIK46HeOeu1p5-_B4fKAVRrflhDmvuJ6e4zfK
    الإسلام يحث على العمل وينهى عن البطالة والكسل.

    لقد حثنا ديننا الإسلامي على العمل في كثير من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
    " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
    [التوبة :105] ، "
    هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"[الملك :15] .
    من هنا فان الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام، ومن سار على دربهم قد شمروا عن ساعد الجد، وعملوا قدر استطاعتهم في خدمة دينهم وأمتهم،


    حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لو قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها" . [أخرجه الإمام مسلم]
    هذا ما أرشدنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن جاءه رجل من الأنصار يسأله فقال له الرسول الكريم:
    أما في بيتك شيء؟
    قال: بلى: حِلس-كساء يفرش في البيت- نلبس بعضه ونبسط بعضه ، وقعب-إناء-نشرب فيه الماء،
    قال: ائتني بهما، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من يشتري هذين؟-يعني أجرى مزاداً عليهما- قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال من يزد على درهم؟ مرتين أو ثلاثاً، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين،
    وأعطاهما الأنصاري وقال : اشترِ بأحدهما طعاما وانبذه إلى أهلك ، واشترِ بالآخر قدوماً فائتني به،
    فشد رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده ثم قال له : اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوماً، فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً،

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة" [أخرجه أبو داود]

    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Images?q=tbn:ANd9GcSVtTdMbuEDvQgGArp1vNJO9NGQKAXCbGcg-urX2Yv3fC4vBw7nDw

    فهذا حث مباشر من الرسول الكريم على العمل مهما كان صعبا، وعلى الابتعاد عن مواطن الذل والسؤال، فالعمل شرف مهما كان متواضعاً .
    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف انتصار الثلاثاء 29 يناير 2013, 2:43 pm

    جزاك الله خيرا استاذتنا الفاضلة حبيبة على الموضوع القيم

    الرزق قضية القضايا ومن طلبه بالحلال بارك الله له فيه

    اللهم ارزقنا حلال طيبا
    ام ايهاب
    ام ايهاب


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف ام ايهاب الأربعاء 30 يناير 2013, 4:58 am

    جزاك الله خيرا حبيبتي حبيبة

    موضوع قيم ويقلق الأغلب... الله المستعان

    اللهم ارزقنا رزقا طيبا واسعا مباركا فيه.

    بوووركت حبيبتي
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الأربعاء 30 يناير 2013, 3:05 pm


    آآآآآمين

    رزقنا الله وإيكما الفردوس الأعلى
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الأربعاء 30 يناير 2013, 3:12 pm


    الرزق ليس هو المال فقط .

    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Images?q=tbn:ANd9GcTJDnTdkK3nhJpRcrEsCLU77GKKIP6JPS8Rp_8MlKXLYZoI6lVGSw

    الكثير من الناس ينظرون إلى الرزق نظرة ًضيقة قاصرة فهم يتصورون انه المال فحسب!! كلا
    قال ابن منظور في لسان العرب الرزق: هو ما تقوم به حياة كل كائن حي مادي كان أو معنوي.


    فالإيمان رزق وحب النبي رزق وحب الصحابة رزق والعلم رزق والخُلقُ رزق والزوجة الصالحة رزق والحب في الله رزق والمال رزق وما أنت فيه الآن رزق وصيامك للنهار رزق وقيامك الليل رزق إلى غير ذلك......

    والرّزاق بكل هذه الأرزاق هو الله

    قال تعالى : " وما من دآبة ٍ في الأرض إلا على الله رزقها و
    يعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" [هود:6]

    أرزاق العباد على الله تعالى.

    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Images?q=tbn:ANd9GcSLij5GzhmmK_P7tMOOF169rv619Khp_30r8yCXEQAF9yceMqkx


    أكد الله سبحانه هذا المبدأ، وأقر هذه القاعدة في كتابه، فلا رازق سواه، كما أنه لا خالق غيره، خلق ورزق دون عناء ولا كلفة ولا مشقة، فلو سأله الخلق جمعيا فأعطاهم لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا، كما قال في الحديث القدسي الجليل الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال:

    "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم،
    يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم،
    يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني،

    يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا،

    يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم: أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".


    ومن آيات ربنا سبحانه التي تقرر هذه القاعدة قوله -جل ذكره-:
    " وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ " [الذاريات: 56 – 58].


    وما جاء به في ختام الآية الثانية، فالرزاق من أبنية المبالغة، وهو يعني الذي يرزق مرة بعد مرة، الرزاق لجميع عباده، وقوله (ذو القوة المتين) يدل على أنه لا يعجزه شيء من هذا العطاء والرزق، فيعطى ويخلق بالقدرة المعجزة التي لا نهاية لها!


    وقال ربنا: "إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ" [ص: 54].


    فما على الإنسان إلا أن يسعى في الطلب ويحسن التوكل على الله، والله تعالى يفيض عليه من رزقه.
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الأحد 03 مارس 2013, 11:05 am



    الرزق مكفول فلم الهم؟



    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Images?q=tbn:ANd9GcTaFEUr3bHxB0XmNRwUxivnS89ptSeUwN_mDR3e-7m-InwVXwc2uRjM1hM

    قال تعالى: "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ
    مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ "

    [الذاريات 22، 23].


    وعتب على هؤلاء الذين يقتلون أولادهم بغير حق لا لشيء إلا الخوف أن يأكلوا من
    طعامهم
    فيقللوا عليهم أرزاقهم، فقال سبحانه:
    "
    وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ
    وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً "
    ]الإسراء:
    31].
    وقال تعالى:


    "وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ
    السَّمِيعُ العَلِيمُ "
    [العنكبوت:60].
    والمعنى
    -كما يقول ابن كثير رحمه الله- ((لا
    تطيق جمعه ولا تحصيله، ولا تدخر شيئا لغد، (الله يرزقها)، أي يقيض لها رزقها على
    ضعفها وييسره عليها، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يصلحه حتى الذر في قرار الأرض،
    والطير في الهواء، والحيتان في الماء)).


    جلس إبراهيم بن ادهم رحمه الله يوما ووضع بين يديه بعضا من قطع
    اللحم المشوي فجاءت قطة فخطفت قطعة من اللحم وهربت،فقام وراءها واخذ يراقبها فوجد
    القطة قد وضعت قطعة اللحم في مكان مهجور أمام جحر في باطن الأرض وانصرفت فازداد
    عجبه وظل يراقب الموقف باهتمام وفجأة خرج ثعبان أعمى فقأت عيناه يخرج من الجحر في
    باطن الأرض ويجر قطعة اللحم إلى داخل الجحر مرة أخرى،فرفع الرجل رأسه إلى السماء
    وقال سبحانك يا من سخرت الأعداء يرزق بعضهم بعضا.


    وهذا أصل مهم من أصول الإيمان؛ أن يعلم الجميع أن رزق الله
    تعالى الذي قدره لا يفوت العبد، بل لا بد من تحصيله،
    وقد قال في ذلك رسول الله
    –صلى الله عليه وسلم-: "ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به، ولا
    شيئا مما نهاكم عنه إلا وقد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين قد ألقى في رُوعي أنه لن
    تموت نفسٌ حتى تستوفي رزقَها ".


    فلو أن الناس عملوا بذلك وآمنوا به لما كان هناك سرقة ولا نهب،
    ولا غصب ولا اختلاس، ولا تحايل على قضية الرزق، فما قدر الله تعالى آتٍ لا محالة،
    وما لم يقدر فلن يستطيعَه العبدُ ولو بذل في سبيل ذلك الدنيا وما
    فيها.

    ولذلك كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول:"يقول ابن آدم: مالي مالي.
    وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت، أو أعطيت
    فأمضيت
    "

    [رواه مسلم]

    جنان الرحمن
    جنان الرحمن
    الإدارة


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف جنان الرحمن الأحد 03 مارس 2013, 3:04 pm


    موضوع قيم وشائق
    جزاك الله خيرا أختي حبيبة
    نفعنا الله بما نقرأ.
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الأحد 19 مايو 2013, 11:52 am

    نفعنا الله وإياكِ لكل مافيه خير
    أشكر مرورك غاليتي
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Empty رد: قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الأحد 19 مايو 2013, 12:02 pm

    كثرة الرزق لا تدل على محبة الله
    .
    قضية الرزق ، وكيف نظر الإسلام إليها ؟ Images?q=tbn:ANd9GcT5PrBipyqL3AQXqDYskV8v_Bd9AUgetOxvRg6Ugc4RC-QOot89



    فالله سبحانه يرزق الجميع، ولكنه قد يزيد أهل الضلال والجهل في الرزق، ويوسع عليهم في
    الدنيا، وقد يقتر على أهل الإيمان، فلا يظن أن العطاء والزيادة دليل المحبة
    والاصطفاء!.
    بل إنه بين أنه لولا أن يكفر الناس جميعًا لأراهم الله تعالى عطاياه لأهل الكفر،
    فقال جل ذكره: "وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
    لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ
    وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ*وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً
    عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ
    الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ "[الزخرف:
    35].
    وقد قال ربنا: "أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ
    * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ " [المؤمنون:
    55-56].




    وقد حكى لنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حال النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقد
    دخل عليه في غرفته، وهو على حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها
    ليف، وإن عند رجليه قَرَظًا مصبوبًا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في
    جنبه فبكيت، فقال: " ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما
    فيه، وأنت رسول الله، فقال: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة"؟



    والله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. ولا يعطي الإيمان إلا من يحب. قال
    تعالى: "فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ
    وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ
    عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ " [الفجر: 15، 16].



    يقول: ما كل من وسعت عليه أكرمته، ولا كل من
    قَدَرت عليه أكون قد أهنته، بل هذا ابتلاء ليشكر العبد على السراء، ويصبر على
    الضراء، فمن رزق الشكر والصبر كان كل قضاء يقضيه الله خيرًا له، كما في الصحيح عن
    النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان
    خيرًا له. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛



    إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له ".
    وقال تعالى: " قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ
    مَداًّ حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا العَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ
    َسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً "

    [مريم: 75].

    قال الحكماء: والحكمة في هذا -يعني أن الفضلاء يقلل لهم، والجهلاء يضيق عليهم-
    لئلا يتوهم الفضلاء أن الفضل يرزقهم، وإنما يرزقهم الله تعالى.


    وينسب للإمام الشافعي رضي الله عنه في ذلك:


    لو أن بالحيل الغنى لوجدتَني --- بنجوم أفلاكَِ السماء تعلُّقي
    لكنَّ من رُزق الحجا حُرم الغنى --- ضدان مفترقان أي تفرق


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 1:39 am