معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


5 مشترك

    حوض النبى عليه الصلاة والسلام

    خديجة خويلد
    خديجة خويلد


    مميز حوض النبى عليه الصلاة والسلام

    مُساهمة من طرف خديجة خويلد الثلاثاء 08 يوليو 2008, 5:25 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخواتى فى الله هتكلم معاكم اليوم عن نعمة عظيمة وهبها الله
    سبحانه وتعالى لحبيبه

    ومصطفاه سيد الخلق أجمعين

    (سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام)

    ألا وهو حوض النبى حوض الكوثرالذى أنزل الله تعالى به أيه
    فى القرآن خصها به وبالنبى
    كرم الله وجه وأطلق عليها
    سورة الكوثر :

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

    صدق الله العظيم



    تتجلى رحمة الله تعالى يوم القيامة
    حين تدنو الشمس من الرؤوس،
    ويتمكن العطش من الناس،
    ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب،

    تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين،

    إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ،

    بل أكرمهم بحياض يشربون منها،

    وجعل لكل نبي من الأنبياء حوضا

    يشرب منه هو وأتباعه،

    كما قال - صلى الله عليه وسلم

    -: ( إن لكل نبي حوضا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة،
    وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة )
    رواه الترمذي وصححه الألباني .




    الحوض والكوثر

    الكوثر
    هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة

    والحوض

    هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر،
    فالكوثر والحوض ماؤهما واحد،
    إلا أن أحدهما في الجنة،
    والآخر في أرض المحشر
    ، لذلك يطلق على كل منهما اسم الكوثر

    ، قال – صلى الله عليه وسلم

    في وصف الحوض:
    ( يَغُت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق ).
    يغت: أي يدفق دفقا شديدا متتابعاً، فتبين بهذا أن ماء الحوض
    مستمد من نهر الكوثر في الجنة .





    صفة حوض النبي صلى الله عليه وسلم

    ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
    أوصافا متعددة لحوضه، ترغيبا للأمة في بذل
    الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه
    ، فذكر من أوصافه:
    أن ماءه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأن طوله وعرضه سواء
    ، وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء،
    وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا،




    وهذه الأوصاف ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث، منها:

    حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه
    - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    - – قال: ( إن قدر حوضي كما بين أيله وصنعاء من اليمن،
    وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء )
    متفق عليه .

    حديث ثوبان - رضي الله عنه
    - - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – سئل عن شراب حوضه،
    - فقال: ( أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان،
    يمدانه من الجنة، أحدهما: من ذهب، والآخر من ورق ) رواه مسلم .

    سعة الحوض

    اختلفت الروايات في تحديد سعة الحوض ومساحته،
    فبعض الروايات ذكرت أن حوضه
    - صلى الله عليه وسلم- أبعد
    - ( من أيلة إلى عدن ) وعدن معروفة
    - ، أما "أيلة" فهي مدينة بالشام على ساحل البحر، وتطلق أيضا: على جبل ينبع بين مكة والمدينة
    . والحديث رواه ابن ماجة عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.


    وفي رواية ابن ماجة عن أبي سعيد
    عن النبي - صلى الله عليه وسلم
    - ( إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس )،


    وفي الجمع والتوفيق بين تلك الروايات
    يقول الإمام القرطبي
    : ويبدو – والله أعلم – أن المعنى المقصود
    ليس تحديد سعة الحوض تحديدا دقيقا
    بقدر ما أراد - صلى الله عليه وسلم
    - أن يعطي انطباعا بسعة حوضه وكبر مساحته،



    أول الشاربين من حوضه
    -
    صلى الله عليه وسلم-

    ذكر – صلى الله عليه وسلم –
    - صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه – صلى الله عليه وسلم –،
    - الصنف الأول
    - : فقراء المهاجرين، ويدل على ذلك ما رواه ثوبان - رضي الله عنه –
    - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    - – قال: ( أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا،
    الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد ) رواه الترمذي
    .

    والصنف الثاني:
    - أهل اليمن، فعن ثوبان - رضي الله عنه –
    - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – قال:
    - ( إني لبعقر حوضي، أذود الناس لأهل اليمن،
    أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم – يسيل عليهم - ... ) رواه مسلم


    المطرودون عن حوضه
    -
    صلى الله عليه وسلم- :

    وردت أحاديث كثيرة في ذكر المطرودين
    - عن حوضه – صلى الله عليه وسلم –

    ما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها
    قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    – يقول - وهو بين ظهراني أصحابه -:
    ( إني على الحوض، أنتظر من يرد علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال،
    فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي، فيقول:
    إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم )



    قال الإمام القرطبي في "التذكرة"

    : " قال علماؤنا - رحمة الله عليهم أجمعين

    -: فكل من ارتد عن دين الله،


    أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله

    ، ولم يأذن به الله، فهو من المطرودين

    عن الحوض المبعدين عنه،

    وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين،

    وفارق سبيلهم،

    كالخوارج على اختلاف فرقها،

    .. والمعتزلة على أصناف أهوائها،

    فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون

    في الجور والظلم وتطميس الحق

    ، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر

    المستحفون بالمعاصي

    ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع،


    الواردون حوضه صلى الله عليه وسلم :

    يرد حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجملة كل مؤمن
    لم يتلبس بمانع من موانع ورود الحوض التي تضمنتها الأحاديث السابقة،
    غير أن النبي ذكر بعض الأعمال الخاصة التي
    هي أسباب لنيل شرف وردود حوضه – صلى الله عليه وسلم –
    منها :

    1- الصبر عند الأَثَرة: ويدل على ذلك
    حديث عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
    – في وصيته للأنصار - رضي الله عنهم -:
    ( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) متفق عليه،
    ومعنى ستلقون بعدي أثرة، أي: أن الأمراء
    بعدي يفضلون عليكم غيركم ممن هو أقل كفاءة منكم.

    2-
    عدم الدخول على أئمة الجور ممالأةً ونفاقاً لهم
    ، فعن كعب بن عجرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم
    – أنه قال:
    ( أنه ستكون بعدي أمراء، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم،
    وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس يرد علي الحوض،
    ومن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم
    ، فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض ) رواه الترمذي والنسائي .


    هذا هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرناه بأوصافه،
    وأوصاف أهله، وأوصاف المطرودين عنه، حتى يعلم المسلم السبيل إليه،
    في يوم عظم خطره، واشتد حره، والله الموفق
    .
    اللهم إحمعنا مع النبى عند الحوض

    وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة
    مريئة لانظمأ بعدها أبدا
    هومه
    هومه


    مميز رد: حوض النبى عليه الصلاة والسلام

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 09 يوليو 2008, 1:31 am

    ما شاء الله عليه اختى خديجه خويلد
    موضوعك رائع
    بارك الله فيك
    وتقبل منك الدعاء
    ام بودى
    ام بودى


    مميز رد: حوض النبى عليه الصلاة والسلام

    مُساهمة من طرف ام بودى الخميس 10 يوليو 2008, 2:14 am

    جزاكى الله خيرا

    اللهم اوردنا حوض النبى و ارزقنا منه شربة لا نظمأ بعدها ابدا

    اللهم ثبتنا على الحق و اعف عنا و تجاوز عن سيئاتنا
    avatar
    ليلاس


    مميز رد: حوض النبى عليه الصلاة والسلام

    مُساهمة من طرف ليلاس السبت 02 يناير 2010, 11:49 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد:

    يوم العطش الأكبر
    يوم القيامة شديد الأهوال المتراكمة، هذه الأهوال تزيد الناس ألمًا وجوعًا وعطشًا وذلك بسبب:

    1 اقتراب الشمس من الرؤوس:
    في صحيح مسلم عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين) قال: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يُلجمه العرق إلجاما" قال: وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه.

    2 حمل الذنوب على الظهر:
    قال - تعالى -: "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة... "{النحل: 25}.
    "... وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم... "{الأنعام: 31}.

    3 مجيء النار:
    قال - تعالى -: " وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي "{الفجر: 23، 24}.

    وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها".
    هذه الملايين من الملائكة يمسكون بالنار وهذا يدل على خطورة الموقف.

    4 الزحام الشديد:
    كل الناس من لدن آدم إلى يوم القيامة واقفون مجتمعون إلى يوم القيامة " يوم يقوم الناس لرب العالمين " {المطففين: 6}.

    صفات حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -:
    1 مساحة الحوض:
    في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء" قال العلماء: زواياه سواء معناه طوله كعرضه.
    وفي سنن ابن ماجه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حوضي كما بين الكعبة وبيت المقدس".

    2 صفات ماء الحوض:
    رائحة ماء الحوض
    في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وريحه أطيب من المسك".

    لون ماء الحوض
    في صحيح مسلم من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "... ماؤه أشد بياضًا من اللبن".

    برودة مائه:
    في سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "... وماؤه أشد بردًا من الثلج" لعل هذا يناسب شدة الحرارة والزحام الكبير والعطش الذي يوجد في أرض المحشر.

    طعم ماء الحوض:
    في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحلى من العسل باللبن".

    بالله عليك هل شربت عسل نحل مخلوطًا باللبن؟ إذا كنت شربت فما طعم ذلك؟ ولكن هذا للتقريب، والحوض أطعم من ذلك بكثير والله أعلم.

    قوام ماء الحوض:
    روى ابن عاصم وابن أبي الدنيا من حديث بريدة قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "... وألين من الزبد".
    من شرب ماءً بهذه المواصفات لم يظمأ أبدًا ولم يسود وجهه.

    3 من أين يأتي ماء الحوض؟
    في مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويفتح نهر الكوثر إلى الحوض".

    وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَغُتُّ فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من وَرق".

    يغت: بفتح الياء وضم الغين وكسرها وبالتاء المشددة، معناه: يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا شديدا.
    {شرح النووي لمسلم كتاب الفضائل63/15}.

    معنى ذلك أن ماء حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي من نهر الكوثر في الجنة عن طريق أنبوبَيْن أحدهما من فضة وآخر من ذهب دون انقطاع.

    4 عدد آنية الحوض:
    في صحيح مسلم عن أبي ذر قلت: يا رسول الله، ما آنية الحوض قال: "والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية".
    يوضح لنا - صلى الله عليه وسلم - أن عدد آنية (كيزان) الحوض أكثر من عدد النجوم والكواكب والنبي الصادق أقسم على ذلك.
    قال الإمام النووي - رحمه الله -: "وخص الليلة المظلمة المصحية لأن النجوم ترى فيها أكثر والمراد بالمظلمة التي لا قمر فيها، والمصحية التي لا سحاب فيها".
    {شرح مسلم للنووي (65/15)}.

    أين مكان الحوض؟
    هل الحوض قبل الصراط أم بعده؟
    اختلف العلماء في ذلك ولكن الإمام القرطبي - رحمه الله - رجح أن الحوض قبل الصراط واستدل على ذلك بحديث البخاري (6587) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم: فقلت إلى أين؟ فقال إلى النار. قلت ما شأنهم؟ فقال إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم رجل فقال لهم: هلم فقلت إلى أين؟ قال إلى النار.... ".

    قلت (أي القرطبي) فهذا الحديث مع صحته أدل دليل على أن الحوض في الموقف قبل الصراط لأن الصراط إنما هو جسر على جهنم ممدود يجاز عليه فمن جازه سلم من النار. {صحيح التذكرة ص217}.

    ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح أقوال العلماء في ذلك في نهاية شرحه وذكر حديثا طويلا وقال: "وهو صريح في أن الحوض قبل الصراط ". {فتح الباري (475/11)}

    المحروم المطرود!
    المحروم المطرود هو الذي يُطرد من أمام حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - ويُحرم من الشرب برغم احتياجه الشديد للماء.

    في الصحيحين عن سهل بن سعد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني فَرطكم على الحوض، من مر على شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: إنهم مني فيُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقًا سحقًا لمن غير بعدي".

    في هذا الحديث بيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يطرد بنفسه من أحدث وابتدع وخالف هداه ويقول سحقًا سحقًا: أي بعدًا بعدًا وكرر للتوكيد والمبالغة.

    قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين: فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه وأشدهم طردًا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج والروافض والمعتزلة. وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع.
    {صحيح التذكرة للإمام القرطبي ص221}.

    فأهل الموالد والبدع الذين يدعون زورًا حب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم من المطرودين من على الحوض لأنهم بدلوا وخالفوا فكان الجزاء من جنس العمل نسأل الله العافية.

    السعيد من يشرب من الحوض
    إذا أردت أن تكون من السعداء الذين يشربون من الحوض فعليك بالآتي:

    1 الصدق مع الله وعدم الاغترار بالدنيا:
    قال الله - تعالى -:" ... فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور "{فاطر: 5}.

    2 الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -:
    قال - تعالى -: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "{الأحزاب: 21}.

    3 إطالة الغرة والتحجيل:
    في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه"، قالوا: يا رسول الله، أتعرفنا يومئذ؟ قال: "نعم، لكم سيما ليست لأحد من الأمم، تردون على غُرًا محجلين من أثر الوضوء".

    قال الإمام النووي: تطويل الغرة: هو غسل شيء من مقدم الرأس وما يجاور الوجه زائدًا عن الجزء الذي يجب غسله؛ لاستيقان كمال الوجه.
    أما تطويل التحجيل: فهو غسل ما فوق المرفقين والكعبين وهذا مستحب بلا خلاف بين أصحابنا.
    {شرح مسلم 531/1}
    أعضاء الوضوء تسطع نورا يوم القيامة
    في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تبلغ الحلية من المؤمنين حيث يبلغ الوضوء".

    4 الإخلاص:
    عن عبد الله بن مسعود قال: "يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط، وأعرى ما كانوا قط، وأنصب ما كانوا قط، فمن أطعم لله أطعمه، ومن سقى لله سقاه، ومن كسا لله كساه، ومن عمل لله كفاه، ومن نصر الله أراحه الله في ذلك اليوم".
    {صحيح التذكرة 136}

    5 الثبات على الإيمان:
    قال العلماء: وإن الذي سيشرب من الحوض هم الثابتون على الإيمان والتقوى حتى الموت وإن مقدار ما يشربه المؤمن من الحوض بقدر درجة حبه للنبي - صلى الله عليه وسلم - والحب له آثار في السلوك على هدي السنة.

    اللهم اسقنا من حوض نبيك - صلى الله عليه وسلم - شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا


    للأمانة منقول للفائدة

    ولاتنسونا بصادق الدعاء
    avatar
    ليلاس


    مميز حوض النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف ليلاس السبت 02 يناير 2010, 11:54 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد:

    يوم العطش الأكبر
    يوم القيامة شديد الأهوال المتراكمة، هذه الأهوال تزيد الناس ألمًا وجوعًا وعطشًا وذلك بسبب:

    1 اقتراب الشمس من الرؤوس:
    في صحيح مسلم عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين) قال: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يُلجمه العرق إلجاما" قال: وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه.

    2 حمل الذنوب على الظهر:
    قال - تعالى -: "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة... "{النحل: 25}.
    "... وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم... "{الأنعام: 31}.

    3 مجيء النار:
    قال - تعالى -: " وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي "{الفجر: 23، 24}.

    وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها".
    هذه الملايين من الملائكة يمسكون بالنار وهذا يدل على خطورة الموقف.

    4 الزحام الشديد:
    كل الناس من لدن آدم إلى يوم القيامة واقفون مجتمعون إلى يوم القيامة " يوم يقوم الناس لرب العالمين " {المطففين: 6}.

    صفات حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -:
    1 مساحة الحوض:
    في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء" قال العلماء: زواياه سواء معناه طوله كعرضه.
    وفي سنن ابن ماجه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حوضي كما بين الكعبة وبيت المقدس".

    2 صفات ماء الحوض:
    رائحة ماء الحوض
    في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وريحه أطيب من المسك".

    لون ماء الحوض
    في صحيح مسلم من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "... ماؤه أشد بياضًا من اللبن".

    برودة مائه:
    في سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "... وماؤه أشد بردًا من الثلج" لعل هذا يناسب شدة الحرارة والزحام الكبير والعطش الذي يوجد في أرض المحشر.

    طعم ماء الحوض:
    في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحلى من العسل باللبن".

    بالله عليك هل شربت عسل نحل مخلوطًا باللبن؟ إذا كنت شربت فما طعم ذلك؟ ولكن هذا للتقريب، والحوض أطعم من ذلك بكثير والله أعلم.

    قوام ماء الحوض:
    روى ابن عاصم وابن أبي الدنيا من حديث بريدة قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "... وألين من الزبد".
    من شرب ماءً بهذه المواصفات لم يظمأ أبدًا ولم يسود وجهه.

    3 من أين يأتي ماء الحوض؟
    في مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويفتح نهر الكوثر إلى الحوض".

    وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَغُتُّ فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من وَرق".

    يغت: بفتح الياء وضم الغين وكسرها وبالتاء المشددة، معناه: يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا شديدا.
    {شرح النووي لمسلم كتاب الفضائل63/15}.

    معنى ذلك أن ماء حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي من نهر الكوثر في الجنة عن طريق أنبوبَيْن أحدهما من فضة وآخر من ذهب دون انقطاع.

    4 عدد آنية الحوض:
    في صحيح مسلم عن أبي ذر قلت: يا رسول الله، ما آنية الحوض قال: "والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية".
    يوضح لنا - صلى الله عليه وسلم - أن عدد آنية (كيزان) الحوض أكثر من عدد النجوم والكواكب والنبي الصادق أقسم على ذلك.
    قال الإمام النووي - رحمه الله -: "وخص الليلة المظلمة المصحية لأن النجوم ترى فيها أكثر والمراد بالمظلمة التي لا قمر فيها، والمصحية التي لا سحاب فيها".
    {شرح مسلم للنووي (65/15)}.

    أين مكان الحوض؟
    هل الحوض قبل الصراط أم بعده؟
    اختلف العلماء في ذلك ولكن الإمام القرطبي - رحمه الله - رجح أن الحوض قبل الصراط واستدل على ذلك بحديث البخاري (6587) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم: فقلت إلى أين؟ فقال إلى النار. قلت ما شأنهم؟ فقال إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم رجل فقال لهم: هلم فقلت إلى أين؟ قال إلى النار.... ".

    قلت (أي القرطبي) فهذا الحديث مع صحته أدل دليل على أن الحوض في الموقف قبل الصراط لأن الصراط إنما هو جسر على جهنم ممدود يجاز عليه فمن جازه سلم من النار. {صحيح التذكرة ص217}.

    ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح أقوال العلماء في ذلك في نهاية شرحه وذكر حديثا طويلا وقال: "وهو صريح في أن الحوض قبل الصراط ". {فتح الباري (475/11)}

    المحروم المطرود!
    المحروم المطرود هو الذي يُطرد من أمام حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - ويُحرم من الشرب برغم احتياجه الشديد للماء.

    في الصحيحين عن سهل بن سعد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني فَرطكم على الحوض، من مر على شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: إنهم مني فيُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقًا سحقًا لمن غير بعدي".

    في هذا الحديث بيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يطرد بنفسه من أحدث وابتدع وخالف هداه ويقول سحقًا سحقًا: أي بعدًا بعدًا وكرر للتوكيد والمبالغة.

    قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين: فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه وأشدهم طردًا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج والروافض والمعتزلة. وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع.
    {صحيح التذكرة للإمام القرطبي ص221}.

    فأهل الموالد والبدع الذين يدعون زورًا حب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم من المطرودين من على الحوض لأنهم بدلوا وخالفوا فكان الجزاء من جنس العمل نسأل الله العافية.

    السعيد من يشرب من الحوض
    إذا أردت أن تكون من السعداء الذين يشربون من الحوض فعليك بالآتي:

    1 الصدق مع الله وعدم الاغترار بالدنيا:
    قال الله - تعالى -:" ... فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور "{فاطر: 5}.

    2 الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -:
    قال - تعالى -: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "{الأحزاب: 21}.

    3 إطالة الغرة والتحجيل:
    في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه"، قالوا: يا رسول الله، أتعرفنا يومئذ؟ قال: "نعم، لكم سيما ليست لأحد من الأمم، تردون على غُرًا محجلين من أثر الوضوء".

    قال الإمام النووي: تطويل الغرة: هو غسل شيء من مقدم الرأس وما يجاور الوجه زائدًا عن الجزء الذي يجب غسله؛ لاستيقان كمال الوجه.
    أما تطويل التحجيل: فهو غسل ما فوق المرفقين والكعبين وهذا مستحب بلا خلاف بين أصحابنا.
    {شرح مسلم 531/1}
    أعضاء الوضوء تسطع نورا يوم القيامة
    في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تبلغ الحلية من المؤمنين حيث يبلغ الوضوء".

    4 الإخلاص:
    عن عبد الله بن مسعود قال: "يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط، وأعرى ما كانوا قط، وأنصب ما كانوا قط، فمن أطعم لله أطعمه، ومن سقى لله سقاه، ومن كسا لله كساه، ومن عمل لله كفاه، ومن نصر الله أراحه الله في ذلك اليوم".
    {صحيح التذكرة 136}

    5 الثبات على الإيمان:
    قال العلماء: وإن الذي سيشرب من الحوض هم الثابتون على الإيمان والتقوى حتى الموت وإن مقدار ما يشربه المؤمن من الحوض بقدر درجة حبه للنبي - صلى الله عليه وسلم - والحب له آثار في السلوك على هدي السنة.

    اللهم اسقنا من حوض نبيك - صلى الله عليه وسلم - شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا


    للأمانة منقول للفائدة

    ولاتنسونا بصادق الدعاء
    جواهر الفيوم
    جواهر الفيوم


    مميز رد: حوض النبى عليه الصلاة والسلام

    مُساهمة من طرف جواهر الفيوم السبت 02 يناير 2010, 2:41 pm

    يا حبيبى يا رسول الله اللهم لا تتو فنى الا بعد زيارة بيتك الحرام والحبيب المصطفى اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 06 مايو 2024, 6:56 am