هذه القدسُ مزيجٌ من صمود ومرارهْ..لم تكن يوماً لبيع أو إعارهْ
.. هي للأمة (ميزانالحرارهْ)**
شاهدت كما شاهد أو سمع غيري خبر اقتحام الأقصى والذي وُصِف
بالعملالاستفزازي الذي يدخل في إطار السيطرة الإسرائيلية على
المسجد الأقصى والتسريعببناء الهيكل اليهودي المزعوم ،،
ونحن جميعاً نعلم أن الأقصى واحد وهو (للمسلمين) ولن يكون لليهود
حق فيه ، فالأقصى ليس فلسطينياً أو عربياً فقط بل هو للمسلمين أجمع
وليس لأحد من الخونة أن يزاود عليه ، والله قادر على إذلال العزيز بعد ضخامة عزهفكيف يمكن أن نستفيد من أحداثساحة القدس المتجددة (تربوياً )؟وهل تعيش هذه القضية بيننا وفي مجالسنا؟هل يعرف الأطفال والناشئةوالشباب قصة القدس؟!
لنأجيب؛ لأن [ بيت الداء في أنفسنا ، وهنا تكمن أسرارالقضيَّة] فقد ردد الكثير منا قوله تعالى :
( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
فبماذا نصرنا الله وهل نحن حقاً نريدذلك؟!
ألا ترون أننا لسنا مجتهدين في ذلك ،وضعف إيماننا هو السبب الرئيسي
الأول .. بل إن كثيراً من الناس حتى هذه اللحظة لايعلم أن اليهود
اقتحموا المسجد الأقصى!! رغم أن بيوتنا تعج بالقنوات الفضائية ولكن
معظمها لا تزيدنا إلا وهناً على وهن ...
وليس بخافِ عليكم حال مجتمعاتنا وأفرادها ،
وما هي اهتماماتها؟وما هي أولوياتها؟لأن الواقع يؤكد أن غالب دوافع الأفراد والمجتمعاتالآن أصبحت (
مادية بحتة) وقد عزفوا عن متابعة وإحياءالقضية وتعريف أبنائهم
بأرض فلسطين وتاريخها وحضارتها .. فلم لا يحاول المربون أن
يقتطعوا – مشكورين - من أوقاتهم القليل ليعرفوا حجم معاناة الشعب
الفلسطيني ومايتعرض له من قمع وتنكيل وحصار وتجويع على أيدي العدو الصهيونيثم يوظفوا هذا(تربوياً)في التعريف بقصة القدس لمنتحت أيديهم
(أبناءً أو طلاباً )ويصححوا بعض المفاهيم- والتي من أكثرها انتشاراً-
[أنه إذا انتصر الفلسطينيون ستقومالقيامة ] ولفهم ذلك يمكن الرجوع لتفسيرالآيات(4-7)من سورة الإسراءلذلك فإن العامة الآن لا يريدون أن تنتصر فلسطين ولا يتعايشون مع أحداثهاخوفاً من قيام الساعة ،
وبالتالي لا تحيا فيهم هذه القضية] ؛ وكأن الأقصى في كوكبآخر ،
متناسين أنه قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم،أرض الإسراء والمعراج ، ومدينةالحضارات ، وقلب الصراع الأبدي بين الحق والباطلوستبقى واحدة من أخطر قضايا الصراع في تاريخ أمتنا وحاضرها بكافة
أبعادها.. إننا بحاجة إلى تعميق الصلة (تربوياً ) بمقدساتنا وعلىرأسها
[المسجد الأقصى المبارك] قبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي تشد لهاالرحالوبحاجة – أيضاً - للكشف عنحقيقة المشروع الصهيوني والخطر الذي يتهدد الأقصى؛
فلنبدأ التعميق والكشفمن القرآن الكريم أولاً– تحديداً – فهم قصار
السور وحزب المفصل ، أما من تأمل – متدبراً - الوجهين الأولين من(سورة البقرة) ؛ لعلم عنطبيعة هذا (اليهودي) ونفسيته
وما هيصفاتهم التي تواصوا عليها منذ عهد أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام إلى زمنناهذا!! ?
ومن قرأ كيف يربي اليهود أبناءهم ؛ لعلمأن اليهود يعترفون بأنفسهم أن سبب قوتهم:
[تمسكهم بدينهموتربيتهم لأبنائهم منذ نعومة أظفارهم على حب الدين والوطن] فهل نحن نربي أبناءنا على حبالدين؟
والوطن؟!! ام أن الغالبية العظمى قد تنازلت عن ذلك بالمجان ووكلت المسؤولية لـ (
الإعلام الهابط ) متعذراً بضيق الوقت وكثرة المشاغل وكأن لا أحدمشغولاً إلا هو؟!! فعذراً فلسطين ، وعذراً أبناءنا فالمربون مشغولون ..أختم بسنة إلهية ذكرها المفكر الإسلامي د.عبدالكريم بكار وهي :
[كما نكون ستكونتربيتنا ، حيث لا نستطيع أن ننشئ جيلاً صالحا إذا لم
نكن نحن أناساً صالحين ].