س36: ما هو الإيمان ؟
ج: الإيمان قول وعمل , قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه .
س37: ما الدليل على كونه قولاً وعملاً ؟
ج: قال الله تعالى : { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } الآية [(7) سورة الحجرات] .
وقال تعالى : { فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ } ( 158) سورة الأعراف.
وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما , وهي من عمل القلب اعتقاداً ومن عمل اللسان نطقاً لا تنفع إلا بتواطئهما .
وقال تعالى : { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } [(143) سورة البقرة] , يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة . سمى الصلاة كلها إيماناً وهي جماعة لعمل القلب واللسان والجوارح .
وجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان , وسئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : " إيمان بالله ورسوله " .
س38: ما الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ؟
ج: قوله تعالى : { لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ } (4) سورة الفتح.
- { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (13) سورة الكهف .
- {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } (76) سورة مريم .
- {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } (17) سورة محمد .
- { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } (31) سورة المدثر .
- { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } (124) سورة التوبة .
- { فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً } (173) سورة آل عمران .
- { وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (22) سورة الأحزاب . وغير ذلك من الآيات .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" لو أنكم تكونون في حالة كحالتكم عندي لصافحتكم الملائكة " . أو كما قال .
س39: ما الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه ؟
ج: قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} إلى {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [(10- 27) سورة الواقعة].
وقال تعالى : {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 88 ) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89 ) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} [( 88-91) سورة الواقعة].
وقال تعالى : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [(32) سورة فاطر] الآيات .
وفي حديث الشفاعة : " إن الله يخرج من النار من كان في قلبه وزن دينار من إيمان ثم من كان في قلبه نصف دينار من إيمان " .
وفي رواية : " يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة , ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة , ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة " .
س40: ما الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله عند الإطلاق ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث وفد عبد القيس : " آمركم بالإيمان بالله وحده " قال : " أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟" قالوا الله ورسوله أعلم . قال: " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤادوا المغانم الخمس " .
س41: ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة عند التفصيل ؟
ج: قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قال له جبريل عليه السلام : أخبرني عن الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " .
س42: ما دليلها من الكتاب جملة ؟
ج: قال الله تعالى : {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } (177) سورة البقرة.
وقوله تعالى : {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (49) سورة القمر.
وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراد .
س43: ما معنى الإيمان بالله عز وجل ؟
ج: هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به هو الأول فليس قبله شيء , وهو الآخر فليس بعده شيء , والظاهر فليس فوقه شيء , والباطن فليس دونه شيء , حي , قيوم , أحد , صمد , لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .
س44: ما هو توحيد الإلهية ؟
ج: هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولاً وعملاً , ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائناً من كان , كما قال تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } (23) سورة الإسراء .
وقال تعالى : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } (36) سورة النساء .
وقال تعالى : {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (14) سورة طـه .
وغير ذلك من الآيات .
وهذا قد وفت به شهادة أن لا إله إلا الله .
س45: ما هو ضد توحيد الإلهية ؟
ج: ضده الشرك وهو نوعان : شرك أكبر . ينافيه بالكلية . وشرك أصغر ينافي كماله .
س46: ما هو الشرك الأكبر ؟
ج: هو اتخاذ العبد من دون الله ندّاً يسويه برب العالمين يحبه كحب الله , ويخشاه كخشية الله , ويلتجئ إليه , ويدعوه , ويخافوه , ويرجوه , ويرغب إليه , ويتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله , وغير ذلك .
قال الله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء .
وقال تعالى : {وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } ( 48 ) سورة النساء.
وقال تعالى : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } (72) سورة المائدة.
وقال تعالى : { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } (31) سورة الحـج .
وغير ذلك من الآيات .
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا , وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا " . وهو في الصحيحين , ويستوي في الخروج بهذا الشرك المجاهر به ككفار قريش وغيرهم ,والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
قال تعالى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } [( 145-146) سورة النساء ] .
وغير ذلك من الآيات .
س 47: ما هو الشرك الأصغر ؟
ج: هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى .
قال الله تعالى : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف.
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال : " الرياء " . ثم فسره بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه " .
ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد " .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة ".
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا تحلفوا إلا بالله " .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من حلف بالأمانة فليس منا ".
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ".وفي رواية " وأشرك ".
ومنه قول : ما شاء الله وشئت .
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للذي قال له ذلك : " أجعلتني لله ندّاً بل ما شاء الله وحده " .
ومنه قول : لولا الله وأنت , ومالي إلا الله وأنت , وأنا داخل على الله وعليك ونحو ذلك .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء ثم شاء فلان ".
قال أهل العلم : ويجوز لولا الله ثم فلان , ولا يجوز لولا الله وفلان .
س48: ما الفرق بين الواو وثم في هذه الألفاظ ؟
ج: لأن العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية فيكون فيكون من قال : ما شاء الله وشئت , قارناً مشيئة العبد بمشيئة الله مسوياً بها بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية , فمن قال : ما شاء الله ثم شئت , فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى لا تكون إلا بعدها كما قال تعالى : {وَمَا تشاءون إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ } [(30) سورة الإنسان ] وكذلك البقية .
عدل سابقا من قبل انتصار في الجمعة 28 مارس 2008, 9:02 pm عدل 4 مرات