بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ
تأملات في سورة العصر - 2
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ
تأملات في سورة العصر - 2
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 3
الصفات التي من اتصف بها سلم من الخسارة
والصفات الأربع هي التي جاءت في قوله جلَّ وعلا: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر ]. فأول تلك الصفات، الإيمان بالله تعالى وبما أمر به وتصديق ذلك، ولا يكون ذلك إلا بالعلم قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ (19)} [محمد] فالإيمان فرع عن العلم بالله وناتج عنه، والإيمان متى ما وقر في القلب صدقته الأعمال بالطاعات كما روى البخاري عن الحسن أنه قال: الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال.
وفي هذا رد لشبهة ما يتلفظ به البعض أن الإيمان في القلب دون أن يظهر ما يصدق ذلك.
ثم بعد الإيمان المبني على العلم واتباع ذلك بالعمل الصالح تكمل للمسلم قوته العلمية المزيلة للشبهات التي يروج لها أعداء الدين، وكملت له قوته العملية بالعمل الصالح، ويبقى تكميل غيره من إخوانه المسلمين وذلك بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} [فصلت]. قال يونس بن حبيب: هذا ولي الله هذا حبيب الله أسلم لله وعمل بطاعته ودعا الخلق إليه.
ثم بعد الإيمان والعمل والدعوة لا بد من اتباع ذلك بالصبر {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (17)} [البلد] بالصبر على المصائب والأقدار فإن الحياة لا تصفو لأحد {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4)} [البلد]، ثم بالصبر على ما يُواجه به الداعية الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر من أذى، ولا بد من وقوع الأذى، وقد وقع للأنبياء ما وقع فكيف بغيرهم، والله المستعان.
وقال عمر: أدركنا أكثر عيشنا بالصبر. وقال بعض السلف: الصبر بمنزلة الرأس من الجسد.
والمقصود أن من اتصف بهذه الصفات الأربع سلم من الخسارة وفاز وسعد في الدنيا والآخرة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل: 97].
يقول ابن رجب : فهذه السورة ميزان الأعمال يزن المؤمن بها نفسه فيتبين له ربحه وخسرانه.
وبهذا تكون هذه السورة رسمت طريق السعادة لكل إنسان وطريق السعادة للمجتمع بأكمله، فلو أن كل فرد تدبر وقام بهذه الصفات لسعد وأسعد غيره ولهذا ندرك قول الشافعي: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم أو لكفتهم.
وقد اهتم العلماء بالتذكير بهذه السورة فذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أول رسالته ثلاثة الأصول. وكان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز كثيراً ما يذكر بها وينبه على ما تضمنته من معان.
منقول
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا