السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سلسة اللأ لىء ... لؤلؤة الأسبوع ... اللؤلؤة الأولى
إليك أيتها الغالية ... إليك أيتها الجميلة ... إليك أيتها الثابتة ... إليك أيتها القوية
أُخيتي الغالية /
من المعلوم أن الرجال يتصفون بالقوة ولكن من أهم علامات القوة الثبات ،
فإن كانت هذه الصفة مكمّلة للرجال فهي عند النساء والله أغلى من المال ، وأجمل من الجَمَال ...
أُخيتي ماهو الثبات الذ ي تبحث عنه كثير من الفتيات ، وتحب بأن يشار إليها بالبنانا فيقال لها...
ثابتة على رأيها ... قوية شخصيتها .... ؟؟؟
فماهو في نظرك الثبات... بل وعلام يكون الثبات ....؟؟؟
أنتبهي .. ؟؟؟ هنا يقع الخلل في الفهم ، ويكثر الزلل ..
فالثبات صفة محببة للقلب تطرب لها الآذان قبل القلوب ،
تاقت لها كثير من النفوس لكن للأسف ما نالها إلا القليل بل أقل من القليل .
فعلى ماذا الثبات .... ؟؟؟
فليس كل ثبات يعني قوة...
فليس الإصرار على الرأي يعني ثبات وليس العناد دليل قوة ... فالأطفال يعاندون ... ؟؟؟
وليس الثبات بالجدال والصراخ ... فالأطفال كذلك يفعلون ... ؟؟؟
تعالي أُخيتي الغالية : ننظر في قصص الثابتات التي سُطِّرت في صحائف لا تزول...
تعالي نبحر في سير الفتيات صاحبات الثبات ... تعالي نفتش عن لؤلؤة ثمينة ...
أختي المؤمنة :
أريد أن آخذ من وقتك بعض الشيء لقراءة صفحة من كتاب ،
ولكن لابد لنا من زيارة للمكتبة ، لنجد ما نريد ...
هيّا بنا ندخل إحدى المكتبات ...
نعم هيّا بنا ... ،
ها قد دخلنا إليها الآن ...
أين نتجه ... نعم لنسأل صاحب المكتبة ،
لو سمحت أردنا موضوع عن ... عن ... آه في قسم ..... ؟؟ قسم ... ؟؟ قسم ... ؟؟؟ قسم ماذا
عفواً دعنا نجول في المكتبة علّنا نجد ما نريد ...
هيا بنا أُخيتي ... لنتجه هناك نحو تلك الزاوية ...
ليس هنا ... أو تعالي نرجع إلى ذلك الركن ...
لنتّجه إلى هناك في اليمين نعم أظنه ذلك الكتاب ...
أنظري إلى ذلك الكتاب الذي في أعلى الرف ... نعم ذلك ...
دعينا ننظر إليه ... لالا عفواً ... ليس هو بل الذي بجواره ...
نعم هذا هو الكتاب نعم نعم هو ... لنقلب صفحاته .... الصفحة الأول الصفحة الثانية ... صفحة تلو أخرى ...
آه لحظة نقف هنا عند هذه الصفحة ...
إقرأي هذا العنوان ... من هذه الفتاة الجميلة ... لندخل بين السطور ونتعرف عليها...
أنظري هناك ... نعم إنه قصر عظيم ... ما هذا إنه رائع و ضخم جداً ... لنقترب من القصر قليلاَ ...
يا إلهي ما هذا الجَمَال ،
إنه قصر رائع ، أنظروا إلى زخارفه ... شيء مدهش ...
أنظروا إلى تلك الورود التي تحف القصر إنها ورود جميلة ألوانها مختلفة ،
يا ألهي إن أبواب القصر ضخمة كبيرة ، كيف تُفتح ، أكيد لابد لها من خَدَمٍ كُثر حتى يستطيعون فتحها ،
لنحاول الدخول إلى إليه ، هل رأيتم تلك البساتين الخضراء من حوله ، بساتين مثمرة جميلة ،
لنقترب أكثر ... آه هناك نهر لابد علينا من عبوره حتى نصل إلى القصر ،
لنعبر من ذلك الجسر المعترض على النهر ، ما أصفى الماء إنه عذب ، إن الأنهار هنا تزيد من جمال القصر ،
تعالي ندخل إلى القصر ولكن ما رأيك من أي باب ندخل منه ...
حسناً من ذلك الباب ...
نعم الذي بجوار هؤلاء الخدم ، ما أكثر الخدم هنا من رجال ونساء ،
لو سمحت أيها الخادم ، قصر من هذا ....
الخادم : ألا تعرفه .
لا لست أعرف .
الخادم : هذا قصر الملكة .
آه الملكة ... وهل ... وهل أستطيع الدخول
الخادم : نعم
هيّا يا أختي لندخول إلى القصر
يبدو أن هذا القصر ، أجمل قصر في الدنيا ...
أنظري الى أسقفه ...
أنظري أنظري إلى أعمدته إنها مزخرفة .. ما أجمل زخرفتها .
أنظري هناك ... هل تشاهدين ذلك ... إنها أشياء تبهر العقول
كأن الجَمَال يصول بين جنباته ويجول
ما هذا ... هناك نمارق مصفوفة
وما هذا إنها جدران مزخرفة
وتلك سرر مرفوعة
أظن هذه الملكة هي أسعد امرأة في الدنيا
كل ما تتمناه المجوهرات ... الملابس و الفساتين ... الخدم والحشم ... المال والحلي ,,, و و و
كل ما يخطر لها على بال
أظن أن صاحبة هذا القصر هي أسعد امرأة على وجه الأرض
الخدم والحشم ... بإشارة واحدة يأتيها ما تريد
نعم هيّا أخيتي نتجول في هذا القصر
من هنا نذهب ...
نعم لندخل من ذلك الباب
ما هذه الصالة الكبيرة
إنها رائعة
ماهذا ماهذا أنظري أنظري هناك
هل ترين ما أرى
في تلك الزاوية
ماهذا
أقلبي أُخيتي الصفحة التالية من الكتاب لنكمل
ما هذا الأمر العجيب
أنظري هناك امرأة موثقة بالحبال
من هي تلك المرأة
ولماذا ربطت
ماذا تظنين
آه ما هذا
أما أنا أظنها خادمة عصت أمر الملكة
أو سارقة سرقة من أموال القصر
لالا إن عليها حلي وثياب لا تكون أبداً على خادمة
وليست هيئتها بسارقة
من هي إذن
لنسأل أحدهم
إن الخدم كلهم واقفون بصمت
ماذا يجري هنا
لا أحد يتكلم
لوسمحت أيها الخادم
من تلك المرأة المربوطة بالحبال
فقال : الخادم ..
بعد طول صمت
....
إنها الملكة
ماذا الملكة ... الملكة ماذ تقول ...
هل هذه هي صاحبة القصر ؟؟؟ ... هذه صاحبة الأموال والغنى
وهل هذه سيدتكم ؟؟؟ ...
هذه المربوطة هي التي كانت إذا تحركت في القصر وقفت لها أنفاس الخدم.
هذه التي كانت إذا أشارت بيدها تسابقت لها الأيادي لما تشتهي من النعم .
أجمل قصر في الوجود هو قصرها وأغلا حليّ هو حُليها.
قال : الخادم .. نعم هي.
أهي .. هي .. نعم والله هي ..هي
أيها الخادم هل ممكن سؤال أخير
لماذا .. لماذا .. ربطت
قال : الخادم ..
لأنها ثابتة ... وقوية شخصيتها
ماهذا ... ما هذه الأمور المتناقضة
أكاد أفقد عقلي
أقلبي أُخيتي الصفحة التالية بسرعة لنتابع القراءة
تساق الملكة وهي مربوطة بالحبال
إلى خشبت الجلاد
فينزل عليها السوط مثل الصاعقة
ضربات متتاليات
يتقطع جلد ظهرها
فعلى الأرض قيدوها
ثم على الحجارة سحبوها
ماهي جريمتها
ماهو السبب
الجواب :
لأن الملكة حددت هدفها فتقدمت نحوه .. كتقدم الواثق الذي لا يقف ، ولو أدمي قلبه والدم نزف .
هددوها بالجلد فلم يثني عزيمتها !!!.
هددوها بزوال قصرها فلم تنثني !!!.
هددوها بزوال ملكها فلم تضجر !!!.
لما قررت وثبتت لم تفرش لها الورود والأزهار بل ... سحبت على الشوك والأحجار .
يُرسل إليها الملك رسالة مع الوزراء ... إن اختارتني فلها الحب والكرامة ... وإلا فاقتلوها .
قالو : كيف ،
قال : خذو صخرة كبيرة وأربطوا الصخرة بالحبال ، ثم أسألوها فإن أبت فدك دكوها .
فيا ترى من هذه الملكة الثابتة ...
ومن هذا الملك ...
وعلى ماذا ثبتت .... ؟؟؟
الملكة الثابتة هي آسية
والملك هو فرعون
ولقد ثبتت آسية على توحيد ربها على دين موسى عليه الصلاة والسلام
دعينا أُخيتي نكمل القصة
جاء الجلادون وهددوها ولكن هي هات فقصرها الذي في السماء هو الأبقى ...
فموضع السوط فيه خير من الدنيا وما فيها ،
وهي هات لمن عرض عليه الذهب أن يغيره باللعب .
فسألوها هل تريدين أن ترجعي وهل تريدين الملذات ..
فقالت بكل ثبات ..
أريد رب الأرض والسماوات ..
((آمنت برب موسى وهارون))
أرادت ماعند الله جل جلاله ،
فما هي إلا لحظات ،
وتقطع الحبال ،
وتهوي تلك الصخرة ،
ولكن قبل أن تصل تلك الصخرة إلى جسدها ينقل لنا ربنا عز وجل كلماتها الأخيرة
التي أطلقتها من شفتيها (( ربي أبن لي عندك بيت في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ))
لما تحركت تلك الشفاة ، خُلدت تلك الكلمات ، من رب الأرض والسماوات ، ما نقلها في السير مع عظم السيرة
ولكن خلدها في كتابه العزيز.
(( ربي أبن لي عندك بيت في الجنة ))
اختارت الجار قبل الدار
يقول ابن عباس فكشف الله لها الحجب وأمر بالحُجب فنزعت
فإذا بها ترى ذلك القصر الذي لبنة من ذهب ولبنة من فضة .....
فتبسمت ثم نزعت الروح قبل أن تهوي تلك الصخرة لتهشم عظامها .
لما انتها هذا الموقف ما انتهت القصة ولكن...
أراد الله أن يخاطب كل النساء والرجال في هذا القران فقال سبحانه (( وضرب الله للذين امنوا امرأة فرعون إذ قالت
رب أبن لي عندك بيت في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ))
وضرب الله مثلا لمن ... للمؤمنات ... لا بل للذين آمنوا نعم لرجال ولنساء ...
أسمعوا يا رجال ويا نساء هذا هو الثبات إذا أردتم الجنة فهذا هو المثال ، ضرب الله مثلاً ...
من هو المثال يارب
أي رجل صنديد أو أي رجل قوي عنيد ، لا ضرب الله المثال ... بالمرأة .
أسمعو ايا يهود و أسمعوا يا نصارى ... وأسمعوا يا علمانيين ...
هذه هي المرأة في عند الله إذا ثبتت على دينها يضربها الله مثلاً للرجال ولنساء بل وللأولين وللآخرين ...
(( إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً ))
أنظري وتأملي شريك حياتها أكفر الخلق بالله ...
لكن ما منعها هذا أن تكون من أحب الخلق إلى الله ...
كم فتاة ضعيفة ... خسرت رضى ربها من أجل زوجها ... لبست ما يغضب ربها ليرضى عنها زوجها ...
صاحبة الثبات لا ترضى بأقل من جنة عرضها الأرض والسماوات ...
منقوووووووووووووووووول