معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟ Empty كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الأحد 14 فبراير 2010, 11:42 am

    كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟ Image143



    رواه أبو داود (5112) ، وصححه قال الله تعالى : ( ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْيَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْقَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّالْكَاذِبِينَ ) العنكبوت/1-3قال السعدي رحمه الله :

    "
    يخبر تعالىعن تمام حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان ،أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن ، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهمإيمانهم وفروعه ، فإنهم لو كان الأمر كذلك ، لميتميز الصادق من الكاذب ، والمحق منالمبطل ، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة ، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر ، والمنشط والمكره ، والغنى والفقر ، وإدالة الأعداء عليهم في بعضالأحيان ، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن ، التي ترجع كلها إلىفتنة الشبهات المعارضة للعقيدة ، والشهوات المعارضة للإرادة ،
    فمن كان عند ورودالشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل ، ويدفعها بما معه من الحق ، وعند ورود الشهواتالموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب ، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به ورسوله ،يعمل بمقتضى الإيمان ، ويجاهد شهوته ، دل ذلك على صدق إيمانه وصحته .

    ومنكان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكا وريبا ، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلىالمعاصي أو تصدفه عن الواجبات ، دلَّ ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه .
    والناسفي هذا المقام درجات لا يحصيها إلا اللّه ، فمستقل ومستكثر " انتهى .

    "
    تفسيرالسعدي" (ص 626)

    فمن عصفت بقلبه الفتن عند ورودها ، ولم يستمسك بالعروةالوثقى التي لا انفصام لها ، وهي كلمة التوحيد ولوازمها ، وجعل قلبه يتنقل بكل واد، وإنما أمره في الحيرة والتردد ، وحاله حال المذبذبين المتحيرين ، فتارة مع هؤلاء، وتارة مع هؤلاء ، وتارة لا إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء ، ذو قلب محجوب ، لا يتخللهالوعظ ، ولا يثبت على الصراط ؛ فمن كانت هذه حاله فليت أمه لم تلده ، إلا أنيتداركه الله برحمته ، فيغفر زلته ، ويقيل عثرته .

    فليبادر عبد خاف على نفسه، ونصح لها : أن يعود إلى الله ، وإلى الإيمان به وبرسوله ، وإلى اليقين بموعوده ،وإلى التصديق بكتابه ، وإلى الكفر بالطاغوت وأوليائه ، وإلى موالاة أولياء الرحمنصفوة خلقه ، ومعاداة أولياء الشيطان .

    روى مسلم (118) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُالرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُكَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )
    وروى الإمام أحمد (15489) والحاكم أما حال المؤمنين فهو حال المصدقين الموقنين ، الذين يقولون سمعناوأطعنا ، لا تزيدهم الفتن إلا إيمانا ويقينا ، فكيف بدواعي الإيمان من الكلم الطيبوالعمل الصالح ؟

    (
    وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) الإسراء/82وعن أبي سَعِيدٍالْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا طَوِيلًا عَنْ الدَّجَّالِ فَكَانَ فِيمَاحَدَّثَنَا بِهِ أَنْ قَالَ : ( يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِأَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ ،فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيْرُ النَّاسِ أَوْ مِنْ خَيْرِالنَّاسِ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ فَيَقُولُالدَّجَّالُ

    : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَفِي الْأَمْرِ ؟ فَيَقُولُونَ لَا . فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ حِينَيُحْيِيهِ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ . فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : أَقْتُلُهُ . فَلَا أُسَلَّطُ عَلَيْهِ ) متفق عليه ،واللفظ للبخاري (1882)



    فهذه حال المؤمن : على خير حال ، في كل حال ،يزداد بالطاعة إيمانا ، ولا تضره فتنة ما اختلف الليل والنهار ، روى مسلم (144) عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ :

    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِعُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ،وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، حَتَّى تَصِيرَعَلَى قَلْبَيْنِ : عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَادَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِمُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَمِنْ هَوَاهُ ) .
    قال النووي :

    "قَالَ صَاحِب التَّحْرِير : مَعْنَىالْحَدِيث أَنَّ الرَّجُل إِذَا تَبِعَ هَوَاهُ وَارْتَكَبَ الْمَعَاصِي دَخَلَقَلْبه بِكُلِّ مَعْصِيَة يَتَعَاطَاهَا ظُلْمَة , وَإِذَا صَارَ كَذَلِكَاُفْتُتِنَ وَزَالَ عَنْهُ نُور الْإِسْلَام . وَالْقَلْب مِثْل الْكُوز فَإِذَااِنْكَبَّ اِنْصَبَّ مَا فِيهِ ، وَلَمْ يَدْخُلهُ شَيْء بَعْد ذَلِكَ " انتهى .



    والخلاصة:

    أن العبد ما دام يسمعويطيع لمولاه ، ويوالي فيه ، ويعادي فيه ، ولا شيء أحب إليه من طاعة سيده ومولاه ،ولا أكره لديه من عصيانه والبعد عن صراطه ، ولا تزيده الفتن إلا تعلقا به إيماناويقينا ، فهو المؤمن حقا .

    وقد روى الإمام أحمد (178) عن عُمَر رضي الله عنهأن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ كَانَمِنْكُمْ تَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ وَتَسُوءُهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ) صححهالألباني في الصحيحة (430)

    ومن انشغل بالهوى عن الهدى ، وآثر محبة عدوه علىطاعة ربه ، وكلما وردت فتنة عصفت بقلبه ، ثم لا يزال في الشك والحيرة ، قليل الحظمن اليقين : فذاك مدخول الإيمان .


    وقول السائل : "وهو في شك عظيم" :

    إن كان يقصد أنه في شك عظيم من إيمانه بالله : فمن شك في الإيمان فليسبمؤمن .وإن كان يقصد أنه في شك من صحة إيمانه ، هل هو مؤمن أم لا؟فقد قدمنا ما يستطيع به أن يتأكد من ذلك ، إثباتا ونفيا .

    فإن كانالسائل في شك من دينه ، وله في ذلك من نفسه أمارات فليتق الله ، وليراجع نفسه ،وليقبل على ربه وعلى طاعته ، ولا يلتفت إلى ما يعرض له من الشبهات ، وليصاحب أهلالإيمان ، ولا يصاحب أهل العصيان وأهل الكفران ، ولا يسمع لهم ، ولا يقرأ لهم ،وليرض بالله ودينه ورسوله .
    أما إن كان ما يعرض له مجرد هواجس نفسية ، أووساوس شيطانية ، فلا يلتفت إليها ، ولينصرف عنها ، وليقبل على الله .

    وقدروى البخاري (3276) ومسلم (134) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَأْتِي الشَّيْطَانُأَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ) .

    قال النووي :

    "
    َمَعْنَاهُ : إِذَا عَرَضَ لَهُ هَذَا الْوَسْوَاسفَلْيَلْجَأْ إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي دَفْع شَرّه عَنْهُ , وَلْيُعْرِضْ عَنْالْفِكْر فِي ذَلِكَ , وَلْيَعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْخَاطِر مِنْ وَسْوَسَةالشَّيْطَان , وَهُوَ إِنَّمَا يَسْعَى بِالْفَسَادِ وَالْإِغْوَاء فَلْيُعْرِضْعَنْ الْإِصْغَاء إِلَى وَسْوَسَته وَلْيُبَادِرْ إِلَى قَطْعهَا بِالِاشْتِغَالِبِغَيْرِهَا "

    انتهى .



    وإن من علامات صلاح القلب عن تلكالوساوس الشيطانية ، والعوارض الإبليسية أن يستعظم أمرها ، حتى لو خير بين أن تستقرفي نفسه تلك الخواطر الرديئة ، وبين الموت ، لكان الموت أحب إليه من ذلك :

    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُفِي نَفْسِهِ يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ ، لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِمِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ؟!

    فَقَالَ ( اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُأَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَىالْوَسْوَسَةِ )
    الألباني.



    كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟ V-5


    ام ايهاب
    ام ايهاب


    كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟ Empty رد: كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟

    مُساهمة من طرف ام ايهاب الأحد 14 فبراير 2010, 4:41 pm

    بوركت حبيبتنا حبيبة
    وجزاك الله خيرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 05 نوفمبر 2024, 3:28 am