معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    أعيدوا للمساجد مكانتها

    الطيبه
    الطيبه


    أعيدوا للمساجد مكانتها  Empty أعيدوا للمساجد مكانتها

    مُساهمة من طرف الطيبه الثلاثاء 22 يونيو 2010, 2:25 pm

    أعيدوا للمساجد مكانتها  0201
    الحمد لله رب العالمين، أمر بالمسارعة إلى الخيرات، وحذر من إضاعة الأعمار والأوقات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وماله من الأسماء والصفات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، حث على المبادرة إلى حضور الجمع والجماعات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم في الطاعات وسلم تسليماً كثيراً.
    يقول تعالى: أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [الحديد:21].
    واعلموا أن الأوقات تمضي والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة لا تدرك بالتمني، ولا بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى: أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [سبأ:37]، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه. فالجنة لمن آمن بالله وعمل صالحاً ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن كفر بالله ولو كان شريفاً قرشياً.
    إننا نرى الكثير ممن يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي.
    ولنضرب لذلك مثلاً في علاقة كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة، فنرى الكثير يسكنون بجوار المساجد ولا يدخلونها ولا يعرفون فيها، يجاورون المساجد ببيوتهم ويبعدون عنها بقلوبهم، وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه، لأن عمارة المساجد بالصلاة والعبادة والتردد إليه من أجل ذلك علامة الإيمان. قال تعالى: أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [التوبه:18]، وقال النبي أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla: { إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان } وتلا هذه الآية.
    ترى هؤلاء يملؤون الأسواق ويأكلون الأرزاق، ولا يتجهون إلى المساجد ولا يشاركون المسلمين في إقامة شعائر الدين أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [المجادلة:19]. حرموا أنفسهم أجر المشي إلى المساجد وما فيه من الحسنات وتكفير السيئات وبقيت أوزارهم على ظهورهم.
    والبعض الآخر من الناس - وهم كثير - يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها قليلاً من الوقت على مضض وملل؛ فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعاً ثائر النفس ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يراع أدب الدخول إلى المسجد ولم يعمل بسنة الرسول أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla حيث يقول: { إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا} وفاته أجر التقدم إلى المسجد وانتظار الصلاة، فقد أخبر النبي أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla أن الذي يجلس ينتظر الصلاة في المسجد كالمرابط في سبيل الله، وأنه يكتب له أجر المصلي ما دام ينتظر الصلاة، وأن الملائكة تستغفر له ما دام كذلك - لكن اليوم يؤذن المؤذن ويمضي وقت طويل والمسجد خال ليس فيه أحد إلى أن تقام الصلاة فيأتون متكاسلين.
    إن التأخر في الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوت أجوراً كثيرة فهو أيضاً يفتح باب التهاون بالصلاة ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla رأى في أصحابه تأخراً فقال لهم: { تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله }.
    فدل هذا على خطورة التأخر عن الحضور إلى الصلاة وأن المتأخر يعاقب بأن يؤخره الله عن رحمته وعظيم فضله. ويكفي في التنفير عن التأخير أن فيه تشبهاً بالمنافقين الذين قال الله فيهم: أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [التوبة:54] وقال فيهم: أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [النساء:142].
    أعتقد أن هؤلاء لو كان يفوتهم بتأخيرهم طمع من مطامع الدنيا لجاءوا مع أول الناس ولجلسوا في الانتظار الساعات الطويلة دون ملل، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحب إليهم من الآخرة. لقد أصبحت المساجد اليوم مهجورة مغلقة غالب الوقت لا تفتح إلا بضع دقائق وبقدر أداء الصلاة على عجل.
    لقد أصبحت المساجد تشكو من قلة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله، لقد فقدت الرجال الذين يسبحون الله فيها بالغدو والآصال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار.
    فقدت العاكفين والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وأطراف النهار؛ فقد كانت المساجد فيما مضى بيوتاً للعبادة ومدارس العلم وملتقى المسلمين ومنطلقهم، فيها يتعارفون ويتآلفون ومنها يستمدون الزاد الأخروي ونور الإيمان وقوة اليقين، بها تعلقت قلوبهم وإليها تهوى أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون الجلوس فيها وإن طالت مدته، ولا يسأمون التردد عليها وإن بعدت مسافته، يحتسبون خطاهم إليها ويستثمرون وقتهم فيها فيتسابقون في التبكير إليها.
    هذه حالة السلف في المساجد. واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس فيها، ففات بذلك من الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في قلوب كثير من الناس وقل تأثيرها فيهم فظهر الجفاء وتناكرت القلوب وتفككت الروابط حتى صار الجار لا يعرف جاره ولا يدري عن حاله.
    فاتقوا الله عباد الله وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون، عن أبي هريرة أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_ratheya قال: قال رسول الله أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla: { صلاة الرجل مع الجماعة تضعف على صلاته ببيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم أرحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة } [رواه البخاري].
    وروى مالك في الموطأ: { من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وأنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة ويمحى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً } قالوا: لم يا أبا هريرة؟ قال: { من أجل كثرة الخطا }.
    وعن أبي هريرة أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_ratheya أن رسول الله أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla قال: { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ } قالوا: بلى يا رسول الله، قال: { إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط } [رواه مالك ومسلم].
    وعن بريدة رضي الله عنه، عن النبي أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla قال: { بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة } [رواه أبو داود والترمذي].
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أعيدوا للمساجد مكانتها  Article_salla قال: { أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها } [رواه مسلم].
    لقد عظم الله شأن المساجد وأثنى على الذين يعمرونها بالطاعة ووعدهم جزيل الثواب، قال تعالى: أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)‏ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [النور:36-38].
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    صالح بن فوزان الفوزان
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    أعيدوا للمساجد مكانتها  Empty رد: أعيدوا للمساجد مكانتها

    مُساهمة من طرف حبيبه الثلاثاء 22 يونيو 2010, 10:22 pm


    واعلموا أن الأوقات تمضي والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة لا تدرك بالتمني، ولا بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى: أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_r وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ أعيدوا للمساجد مكانتها  Braket_l [سبأ:37]، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه. فالجنة لمن آمن بالله وعمل صالحاً ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن كفر بالله ولو
    كان شريفاً قرشياً.




    جزاك الله الفردوس الأعلى

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 05 نوفمبر 2024, 4:44 am