آداب حضور النساء للمساجد .
لا
تمنع المرأة من شهود المساجد، ولا ينبغي منعها منه، مادامت أنها لم ترتكب
محذوراً شرعياً . جاء ذلك صريحاً في حديث ابن عمر-رضي الله عنهما- عن
النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا
يمنعها ) (). قالت اللجنة الدائمة: يجوز للمرأة المسلمة أن تصلي في
المساجد، وليس لزوجها إذا استأذنته أن يمنعها من ذلك ما دامت مستترة ولا
يبدو من بدنها شيء مما يحرم نظر الأجانب إليه.. . [ ثم قالت اللجنة بعد أن
أوردت الأدلة من الكتاب والسنة: ] فهذه النصوص تدل دلالة واضحة على أن
المرأة المسلمة إذا التزمت آداب الإسلام في ملابسها وتجنبت ما يثير الفتنة
ويستميل ضعفاء الإيمان من أنواع الزينة المغرية، لا تمنع من الصلاة في
المساجد، وأنها إذا كانت على حالة تغري بها أهل الشر وتفتن من في قلبه ريب
منعت من دخول المساجد، بل تمنع من الخروج من بيتها ومن حضور المجامع
العامة.. ().
وتنفرد النساء عن الرجال عند حضورهن للمساجد بأمور عدة، منها :
أ- أن لا تتطيب أو تتزين بما يدعو إلى الفتنة .
كأن تلبس ملابس مغرية، أو تلبس خلخالاً، فمتى وجدت هذه أو بعضها فإن المرأة تمنع من شهود المسجد.
فأما الطيب فورد فيه نص بخصوصه، قالت زينب امرأة عبد الله- بن مسعود رضي
الله عنه-: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا شهدت إحداكن
المسجد فلا تمس طيبا ) (). وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء
الآخرة )() . وأما الزينة الأخرى فمتى تجملت المرأة تجملاً يحرك الغرائز،
ويوقض الفتنة، فإنها تمنع درءً للفتنة، وإغلاقاً لموارد الشر .
ب- لا تمكث الحائض والنفساء بالمسجد .
لا يجوز دخول الحائض والنفساء ولا الجنب إلى المسجد، إلا إذا كانوا عابري
سبيل لقوله تعالى: { ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا } . ومن الأدلة
على منع الحائض من دخول المسجد- والنفساء قياساً عليها-: ما روته
عائشة-رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
ناوليني الخمرة من المسجد ). قالت فقلت: إني حائض ؟ . فقال: ( إن حيضتك
ليست في يدك )() . وقول عائشة-رضي الله عنها- ( إني حائض ) فيه دليل على
أن الحائض لا تدخل المسجد ولا تمكث فيه إلا ما استثني . والعلة هو خوف
تلوث بقعة المسجد بنجاسة الدم .
فائدة : يجوز للمستحاضة أن تدخل المسجد بل وتعتكف فيه، ولكن مع التحرز من تلوث المسجد بالنجاسة . روت عائشة-رضي الله عنها أن بعض أمهات المؤمنين اعتكفت وهي مستحاضة )() .
ت- الصلاة خلف الرجال، وعدم الاختلاط بهم .
صفوف النساء في المسجد تكون خلف صفوف الرجال، وكلما كانت المرأة أبعد عن
الرجال كلما كان ذلك أفضل لها وخير لها، وذلك لما رواه أبو هريرة-رضي الله
عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير صفوف الرجال أولها
وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها )() . لأن قرب الرجال من
النساء قد يهيج الشهوة ويحركها، ويضيع معه لب الصلاة وهو الخشوع فيها، فمن
أجل ذلك حرص الشرع على أن يبتعد الرجال عن النساء، والنساء عن الرجال، حتى
في المسجد .
ومن حرص صاحب الشريعة-رسول الله صلى
الله عليه وسلم- على ابتعاد الرجال عن النساء في المسجد أنه كان إذا صلى
يمكث في مصلاه يسيراً من أجل أن ينصرف النساء قبل الرجال وينقلبن إلى
بيوتهن قبل أن يدركهن الرجال عند الخروج من المسجد ويحدث الاختلاط بهن .
فعن أم سلمة-رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم-: ( أن النساء
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) (). والناس لهم في رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم سلف، فينبغي لهم أن يتأخروا في مصلاهم قليلاً حتى
يذهب النساء، وعلى النساء أن لا يتأخرن في مصلاهن بعد انصراف الإمام بل
يخرجن سريعاً وينقلبن إلى بيوتهن، ذلك خيرٌ لهم ولهن . ولكن إن كان مخرج
النساء بعيداً عن مخرج الرجال ولا يحصل بذلك اختلاط فلا بأس بخروج الرجال
بعد انصراف الإمام مباشرة أو انتظار النساء قليلاً في مصلاهن لانتقاء
العلة والله أعلم .
تنبيه : إذا كان مصلى النساء
معزولاً عن مصلى الرجال، فإن خير صفوف النساء عندئذٍ يكون أولها، وشرها
آخرها . وذلك لأن العلة التي من أجلها جعل النبي صلى الله عليه وسلم شر
صفوف النساء أولها قد انتفت بانعزال الرجال عن النساء فعادت الخيرية للصف
المقدم .
فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب
saaid.net
لهذا الخروج ضوابط وآداب على النساء المؤمنات اتباعها :
أولاً :
عدم التطيب فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن تفلات . سنن أبي داود /
مسند الإمام أحمد . ( ومعنى تفلات أي من تغيرت رائحتها ولم تستعمل الطيب )
، وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة
أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة . سنن أبي داود ص مسلم . وعنه
أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا خرجت المرأة إلى المسجد
فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة مختصر . سنن النسائي وأبي داود ،
وعن زينب الثقفية : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيتكن خرجت إلى
المسجد فلا تقربن طيباً . سنن النسائي
ثانيا:
اللباس والزينة : جاء في الأثر أيضاً عن أمنا الحبيبة ؛ عائشة رضي الله
عنها أنها قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي الصبح
فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يُعرَفن من الغلس . سنن أبي داود ، ص
البخاري . ( معنى متلفعات : التلفع أن تلقي الثوب على رأسك ثم تلتف به ،
والمراد بالمرط كساء من الصوف ، والغلس ظلمة آخر الليل ) .
ثالثاً :
سرعة الانصراف بعد الفراغ من الصلاة فعن أمنا الحبيبة ؛ أم سلمة رضي الله
عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين
يقضي تسلميه ثم يلبث في مكانه يسيراً قبل أن يقوم . سنن ابن ماجه ، ص
البخاري . ومن الآداب أن تلتزم المرأة جانب الطريق وتتجنب وسطه .
رابعاً :
التأخر في الصف : عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال : خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها ،
وخير صفوف النساء مؤخرها وشرها مقدمها . سنن ابن ماجة ومسند أحمد .
خامساً :
عدم تخطي الرقاب : عن أبي صالح الزاهرية قال كنت جالساً مع عبدالله بن بسر
يوم الجمعة فجاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
فقال اجلس فقد آذيت وآنيت . مسند أحمد ، سنن النسائي ( معنى آنيت : قصرت ).
سادساً :
إقامة الصفوف : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أقيمت الصلاة فأقبل
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم وتراصوا
فإني أراكم من وراء ظهري . ص مسلم ،ص البخاري . ( معنى كلمة تراصوا :
تلاصقوا بغير خلل ) . وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب
صاحبه وقدمه بقدمه . ص البخاري ،ص مسلم . وعن جابر بن سمرة قال خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها
أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة قال ثم خرج علينا فرآنا حلقاً فقال مالي
أراكم عزين ، قال ثم خرج علينا فقال ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند
ربها فقلنا يا رسول الله وكيف تصفّ الملائكة عند ربها قال يتمّون الصفوف
الأول ويتراصون في الصف . ص مسلم / سنن النسائي ( معنى خيل شمس : جمع شموس
وهي الدواب التي تتحرك ولا تستقر ، عزين: متفرقين لا يجمعهم مجلس واحد ) .
وعن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا
في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ، ليلني منكم أولو
الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . ص مسلم / سنن النسائي .
( يمسح مناكبنا : يسوي أكتافنا بعضها ببعض ، الأحلام : الأناة والتثبت في
الأمور وذلك شعار العقلاء ، النهى : العقول الراجحة ) .
سابعاً :
عدم رفع الصوت في المسجد أو الكلام أثناء خطبة الإمام فعن أبي هريرة قال :
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب أنصت فقد
لغوت . مسند أحمد / ص البخاري ( معنى لغوت : انشغلت عن الخطبة فذهب أجرك )
. ومن الآداب أيضاً عدم البيع والشراء في المسجد .
هذا وإن أصبت
فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وأسأل الله العظيم رب العرش
الكريم أن ينفع به المسلمات والحمدلله رب العالمين .
منقول للفائدة
لا
تمنع المرأة من شهود المساجد، ولا ينبغي منعها منه، مادامت أنها لم ترتكب
محذوراً شرعياً . جاء ذلك صريحاً في حديث ابن عمر-رضي الله عنهما- عن
النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا
يمنعها ) (). قالت اللجنة الدائمة: يجوز للمرأة المسلمة أن تصلي في
المساجد، وليس لزوجها إذا استأذنته أن يمنعها من ذلك ما دامت مستترة ولا
يبدو من بدنها شيء مما يحرم نظر الأجانب إليه.. . [ ثم قالت اللجنة بعد أن
أوردت الأدلة من الكتاب والسنة: ] فهذه النصوص تدل دلالة واضحة على أن
المرأة المسلمة إذا التزمت آداب الإسلام في ملابسها وتجنبت ما يثير الفتنة
ويستميل ضعفاء الإيمان من أنواع الزينة المغرية، لا تمنع من الصلاة في
المساجد، وأنها إذا كانت على حالة تغري بها أهل الشر وتفتن من في قلبه ريب
منعت من دخول المساجد، بل تمنع من الخروج من بيتها ومن حضور المجامع
العامة.. ().
وتنفرد النساء عن الرجال عند حضورهن للمساجد بأمور عدة، منها :
أ- أن لا تتطيب أو تتزين بما يدعو إلى الفتنة .
كأن تلبس ملابس مغرية، أو تلبس خلخالاً، فمتى وجدت هذه أو بعضها فإن المرأة تمنع من شهود المسجد.
فأما الطيب فورد فيه نص بخصوصه، قالت زينب امرأة عبد الله- بن مسعود رضي
الله عنه-: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا شهدت إحداكن
المسجد فلا تمس طيبا ) (). وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء
الآخرة )() . وأما الزينة الأخرى فمتى تجملت المرأة تجملاً يحرك الغرائز،
ويوقض الفتنة، فإنها تمنع درءً للفتنة، وإغلاقاً لموارد الشر .
ب- لا تمكث الحائض والنفساء بالمسجد .
لا يجوز دخول الحائض والنفساء ولا الجنب إلى المسجد، إلا إذا كانوا عابري
سبيل لقوله تعالى: { ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا } . ومن الأدلة
على منع الحائض من دخول المسجد- والنفساء قياساً عليها-: ما روته
عائشة-رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
ناوليني الخمرة من المسجد ). قالت فقلت: إني حائض ؟ . فقال: ( إن حيضتك
ليست في يدك )() . وقول عائشة-رضي الله عنها- ( إني حائض ) فيه دليل على
أن الحائض لا تدخل المسجد ولا تمكث فيه إلا ما استثني . والعلة هو خوف
تلوث بقعة المسجد بنجاسة الدم .
فائدة : يجوز للمستحاضة أن تدخل المسجد بل وتعتكف فيه، ولكن مع التحرز من تلوث المسجد بالنجاسة . روت عائشة-رضي الله عنها أن بعض أمهات المؤمنين اعتكفت وهي مستحاضة )() .
ت- الصلاة خلف الرجال، وعدم الاختلاط بهم .
صفوف النساء في المسجد تكون خلف صفوف الرجال، وكلما كانت المرأة أبعد عن
الرجال كلما كان ذلك أفضل لها وخير لها، وذلك لما رواه أبو هريرة-رضي الله
عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير صفوف الرجال أولها
وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها )() . لأن قرب الرجال من
النساء قد يهيج الشهوة ويحركها، ويضيع معه لب الصلاة وهو الخشوع فيها، فمن
أجل ذلك حرص الشرع على أن يبتعد الرجال عن النساء، والنساء عن الرجال، حتى
في المسجد .
ومن حرص صاحب الشريعة-رسول الله صلى
الله عليه وسلم- على ابتعاد الرجال عن النساء في المسجد أنه كان إذا صلى
يمكث في مصلاه يسيراً من أجل أن ينصرف النساء قبل الرجال وينقلبن إلى
بيوتهن قبل أن يدركهن الرجال عند الخروج من المسجد ويحدث الاختلاط بهن .
فعن أم سلمة-رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم-: ( أن النساء
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) (). والناس لهم في رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم سلف، فينبغي لهم أن يتأخروا في مصلاهم قليلاً حتى
يذهب النساء، وعلى النساء أن لا يتأخرن في مصلاهن بعد انصراف الإمام بل
يخرجن سريعاً وينقلبن إلى بيوتهن، ذلك خيرٌ لهم ولهن . ولكن إن كان مخرج
النساء بعيداً عن مخرج الرجال ولا يحصل بذلك اختلاط فلا بأس بخروج الرجال
بعد انصراف الإمام مباشرة أو انتظار النساء قليلاً في مصلاهن لانتقاء
العلة والله أعلم .
تنبيه : إذا كان مصلى النساء
معزولاً عن مصلى الرجال، فإن خير صفوف النساء عندئذٍ يكون أولها، وشرها
آخرها . وذلك لأن العلة التي من أجلها جعل النبي صلى الله عليه وسلم شر
صفوف النساء أولها قد انتفت بانعزال الرجال عن النساء فعادت الخيرية للصف
المقدم .
فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب
saaid.net
لهذا الخروج ضوابط وآداب على النساء المؤمنات اتباعها :
أولاً :
عدم التطيب فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن تفلات . سنن أبي داود /
مسند الإمام أحمد . ( ومعنى تفلات أي من تغيرت رائحتها ولم تستعمل الطيب )
، وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة
أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة . سنن أبي داود ص مسلم . وعنه
أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا خرجت المرأة إلى المسجد
فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة مختصر . سنن النسائي وأبي داود ،
وعن زينب الثقفية : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيتكن خرجت إلى
المسجد فلا تقربن طيباً . سنن النسائي
ثانيا:
اللباس والزينة : جاء في الأثر أيضاً عن أمنا الحبيبة ؛ عائشة رضي الله
عنها أنها قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي الصبح
فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يُعرَفن من الغلس . سنن أبي داود ، ص
البخاري . ( معنى متلفعات : التلفع أن تلقي الثوب على رأسك ثم تلتف به ،
والمراد بالمرط كساء من الصوف ، والغلس ظلمة آخر الليل ) .
ثالثاً :
سرعة الانصراف بعد الفراغ من الصلاة فعن أمنا الحبيبة ؛ أم سلمة رضي الله
عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين
يقضي تسلميه ثم يلبث في مكانه يسيراً قبل أن يقوم . سنن ابن ماجه ، ص
البخاري . ومن الآداب أن تلتزم المرأة جانب الطريق وتتجنب وسطه .
رابعاً :
التأخر في الصف : عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال : خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها ،
وخير صفوف النساء مؤخرها وشرها مقدمها . سنن ابن ماجة ومسند أحمد .
خامساً :
عدم تخطي الرقاب : عن أبي صالح الزاهرية قال كنت جالساً مع عبدالله بن بسر
يوم الجمعة فجاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
فقال اجلس فقد آذيت وآنيت . مسند أحمد ، سنن النسائي ( معنى آنيت : قصرت ).
سادساً :
إقامة الصفوف : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أقيمت الصلاة فأقبل
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم وتراصوا
فإني أراكم من وراء ظهري . ص مسلم ،ص البخاري . ( معنى كلمة تراصوا :
تلاصقوا بغير خلل ) . وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب
صاحبه وقدمه بقدمه . ص البخاري ،ص مسلم . وعن جابر بن سمرة قال خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها
أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة قال ثم خرج علينا فرآنا حلقاً فقال مالي
أراكم عزين ، قال ثم خرج علينا فقال ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند
ربها فقلنا يا رسول الله وكيف تصفّ الملائكة عند ربها قال يتمّون الصفوف
الأول ويتراصون في الصف . ص مسلم / سنن النسائي ( معنى خيل شمس : جمع شموس
وهي الدواب التي تتحرك ولا تستقر ، عزين: متفرقين لا يجمعهم مجلس واحد ) .
وعن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا
في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ، ليلني منكم أولو
الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . ص مسلم / سنن النسائي .
( يمسح مناكبنا : يسوي أكتافنا بعضها ببعض ، الأحلام : الأناة والتثبت في
الأمور وذلك شعار العقلاء ، النهى : العقول الراجحة ) .
سابعاً :
عدم رفع الصوت في المسجد أو الكلام أثناء خطبة الإمام فعن أبي هريرة قال :
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب أنصت فقد
لغوت . مسند أحمد / ص البخاري ( معنى لغوت : انشغلت عن الخطبة فذهب أجرك )
. ومن الآداب أيضاً عدم البيع والشراء في المسجد .
هذا وإن أصبت
فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وأسأل الله العظيم رب العرش
الكريم أن ينفع به المسلمات والحمدلله رب العالمين .
منقول للفائدة