مثالا حيا في قلوب الموحدين يحكي مع كل نبضة من نبضات قلوبهم
خلقا كريمـــــــا شاخصا في عالمهم
ومحبة صـــــــادقة وقرت في سويداء الفؤاد...
فهبت توقظ الارواح والجوارح بايذان عهد جديد يحمـــــل الروح فيه الجسد .....
لتعلوا هامات كانت قد عاشت في مرارة الجاهلية الاولى
معاناة يشكوا منها تاريخ الامم
وظلمات فاحت رائحتها فزكمت الانوف وأعمت العيون واغلقت القلوب
حينها ابصـــــــر النور من سعى للخلاص
وأبى ان يكون عبدا لنفسه او لغيره استعذب ان تكون حريته الأبدية في عبوديته لله جلّ جلاله
حينها كانت النفوس الصادقة تتسابق العزم ....
وتتنافس في المسير لتظفر بمثالاً كان حيا في قلوبهم ...
بتعاليمه ومنهجه صلى الله عليه وسلم ...
بخلقه وهديه صلى الله عليه وسلم ...
بروحه ودمه.
حتى حكت لنا أحاديثهم عنه صلى الله عليه وسلم
كيف كانت ابتسامته صلى الله عليه وسلم
وكيف كانت سكناته ووقفاته صلى الله عليه وسلم
كيف كان اضطجاعه ونومه، حزنه وفرحه صلى الله عليه وسلم
وكيف كانوا يبتسمون ويهشون لفرحه
ثم هم قد يتألمون ويبكون لبكائه صلى الله عليه وسلم
ولم يكن هذا المثال حيا لوجوده بينهم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يحيا فى عهد ابى لهب وابي جهل وبن سلول!!
والاشياء لا تقاس بوجودها او عدمها في عالم الحس وانما تقاس بما تحتله في عالم النفس وبالمساحة التي تشغلها فى القلوب والافكار والسلوك
وعلى هذا نقيس وجود الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوبنا
ولكن حينما تموت عزمات النفوس...
وتنطفئ جذوة الحب الحقيقية ...
وتطئطئ هامات الاتباع
وترتفع رايات الابتداع
يموت المثال الحي ليحل محله مجرد صورة مثالية يزينها الحب النظري
والإعجاب المجرد
وتصبح نصرته صلى الله عليه وسلم كبكاء على الاطلال...
ليتضاءل وجودها حتى يصل الى مجرد رموز وعلامات
وليست عقيدة يزينها العمل والأخلاق
منقول عن رحاب محمد حسان
بتصرف يسير