مال النفوس عن الجهاد تميل ؟! ** أو ليس فيه تنزل التنزيل ؟!
أو ليس منه تربت الأجيال من ** عهد الصحابة نعم ذاك الجيل ؟!
أو ليس عقداً رابحاً مع ربنا ؟! ** وعداً من الرحمن ليس يزول
فقد اشترى أموالنا ونفوسنا **بجنان خلد قاتلٌ وقتيل
رباه فامنحني الشهادة مقبلاً** في موكب الإيمان حين يصول
صبراً لوجهك في سبيلك مهجتي **هذا السبيل فلا سواه سبيل
والخيل معقود بهنّ الخير **ما بقيت إلى ألاّ تكون خيول
طوبى لعبد آخذٍ بعنانه** يرجو الشهادة سيفه مسلول
قل لي بربك ما الحياة إذا **غدت ذلاً يذلك خائن وذليل؟!
قل لي بربك ما الحياة إذا غدا **وغدٌ يصول بظلها ويجول ؟!
إني نظرت إلى الحياة فإذا** بها سأمٌ وكل متاعها مملول
إلا تلذذَ عالمٍ في علمه أو**عابدٍ حقاً وذاك قليل
وإذا بلذة ذي الجهاد أتت على** اللذات حيث مذاقها المعسول
وإذا اجتمعن : العلم ثم عبادة** وجهاد صدق عقدها موصول
فلعمر ربك تلك أسمى لذةٍ** بَلْهَ الشهادةَ بعدها إكليل
ما خِلتُ أسعدَ من حياة مجاهد** باع الحياة وما لديه فضول
فصلاته لا كالصلاة وصومه** لا كالصيام وقلبه قنديل
وفتات خبز تحت هامة خندقٍ** والنار تقصف فوقه وتسيل
أحلى وأشهى من صنوف موائدٍ** بين الحدائق والهواء عليل
وسويعة في ظلمة بحراسةٍ**بردُ الفؤاد وما لها تمثيل
يا أنسهم في ليلهم ونهارهم**ما كان في الرحمن فهو جميل
أرأيت أجمل من جحافلهم إذا **زحفت لها التكبير والتهليل
أسمعت أندى من أزيز رصاصهم** كسيوف أبطال لهنّ صليل
وهدير دباباتهم فوق الرُّبى **كخيول من سبقوا لهنّ صهيل
أرأيت أعظم من رباطة جأشهم**يوم الكريهة والدماء تسيل
يتنافسون إلى منازلة العِدا** من ذا يفوز بقربه وينول
يتسابقون إلى الجنان كأنما** قد فتِّحت أبوابها وقفول
وكأنما أرواحهم في راحهم** ثمن الدخول وذلك المأمول
والله ينصر بالملائكة جنده ** إن صدقوا - وإمامهم جبريل