الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
منذ 4 سنوات وتحديدا فى شهر مارس 2007 ، كنت أقوم بتحفيظ رَجل القرآن الكريم بطريقة الحصون الخمسة وكان يحفظ بمعدل سريع جدا حوالى 4 أرباع فى الأسبوع الواحد.
وتمر الأسابيع ، ويزداد محفوظ الرجل بحيث صار برنامج العمل أن يحفظ 4 أرباع جديدة فى الأسبوع ويراجع يوميا جزءً (مراجعة القريب ) وجزئين مراجعة البعيد وهكذا إلى آخر برنامج الحصون الخمسة
وذات مرة قلت له: الأسبوع القادم سنراجع سورة البقرة وآل عمران مع حفظ 4 أرباع مع ... مع ... مع .... فأكثرت عليه
فإذا به ينظر إلىَّ برفق وتواضع جم وقال لى كلمات أحفظها إلى الآن :
عفوا يا أســـــــــــــــــــــتاذ ، لقد نسيتَ شيئا مهما!
قلت متعجبا : ما هو ؟ قال : لقد نسيت أن تلميذك ابن ثمـــــــــــــــــــــــــــــــــانين عاما !
قلت مبتسما : فضيلتك السبب فى ذلك ... لقد أنسيتنى بعلو همتك العجيبة ومثابرتك الغريبة أني الآن أمام رجل ابن ثمانين عاما!
أيها الشباب والفتيان ... أيتها الشابات والفتيات
لم أستطع بعد هذا الرجل أن أقبل عذرا لأحد دون الثمانين عاما .. فكيف بكم أيها المسئولون عن شبابكم فيم أفنيتموه ... أضيعتموه .....أخربتموه ... أسرع وسجِّل اسمك فى كشف حفاظ القرآن الكريم ، لا تتوان .. ابدأ الآن .. لا تقل أبدا : أبدا غدا .. بل قم الآن .. وتوضأ وضوءا خاشعا .. وأقبل على كتاب ربك بقلبك ... أمسك بقلمك الرصاص ... فغدا الامتحان ... امتحان آخر العام ... اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها .
تعرفون .. ماهى النية التى كانت تحرك هذا الرجل ؟!
قال لى ذات مرة: أستحيى أن ألقى الله عزوجل وأنا لم أحفظ كلامه وقد حفظت كلام غيره من البشر .... أستحيى أن القى الله ولم أجود كتابه!!
الله أكبر فى هذه الهمم التى ناطحت السحاب ، وأشفقت منها الهمم العالية ... همة أتعبت جسدها فاستراحت
هذا الرجل ... من الدعاة الكبار في الإسكندرية وله تلاميذ كلهم الآن شيوخ الدعوة وأساتذة علماء
فلا ريب أن تكون هذه هى همة الأستاذ
كان لهذا الرجل عظيم الأثر وكبير الفضل بعد الله عزوجل في تبنى فكرة الحصون الخمسة ؛ فهو أول من أتاح لى فرصة إلقاء محاضرة في مسجده فى موضوع حفظ القرآن ، وكان يومئذ بعنوان: حفظ القرآن الكريم بين شرف الغاية وهم الطريقة ... كيف تحفظ صفحة من كتاب الله فى 10 دقائق كما تحفظ الفاتحة
وبعد ذلك توالت المحاضرات وتشعبت الأفكار حتى كان الكتاب الذي بين يديك سهلا قريبا بإذن الله
لا أريد منك ردًّا على الموضوع بـ " مشكور ... رائع ، موضوع مؤثر " وغير ذلك من الردود التى بلا شك نفرح بها ونسعد ونتشرف بها ، ولكن أجلَّ أحلامى وأعظم آمالى أن تبعث إلي برَدٍّ هذا نصه :
"أبشر ... فقد انتفعت بهذه القصة وقمت بعد قراءتى لها فورا وحفظت 10 صفحات في أسبوع واحد حفظا متقنا كما أحفظ الفاتحة .. لا يسبقنى إلى الله أحد ... لا يسبقنى إلى الله أحد"
عندئذٍ سأرد عليك قائلا:
هذا أحب إلى مما طلعت عليه الشمس
رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل ...آمين
منقووووووووووووووووووووول