جاء في صحيح مسلم ( ولا تحقرن من المعروف شيئاً )
فالخير مهما قل أو صغر فإنه محبوب لله وإذا تقبله الله فهو عند الله عظيم فلا تحتقر أي عمل فقد تدخل الجنة بعمل يسير أو تؤثر بالناس بعمل قليل ( فمن يعمل مثقال ذرة ) والأمثلة في الشرع كثيرة
الرجل الذي سقى كلبا فشكر الله عمله وغفر له وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كل كبد رطبة أجر وفي رواية أن امرأة زانية من بني إسرائيل سقت كلبا فغفر الله لها والمرأة من البغايات المومسات
وفي مسلم رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين.
وفي الصحيحين " اتقوا النار ولو بشق تمرة " فدل على أن القليل له أثر
وأن الله ليربي صدقة أحدكم كما يربي
أحدكم فلوه لذا جاء أنه سبق درهم 100 ألف درهم
فالعبرة بحسن العمل والإخلاص والإتقان وإن قل العمل مثل صلاة ركعتي الطواف وعدم الإطالة فيهما والاقتداء بالرسول أفضل من 10ركعات طويلة بعد الطواف وركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها وأفضل من ركعات كثيرة
بل حتى إمساك الإنسان الشر عن الناس يعتبر صدقة منه على نفسه كما جاء في المتفق عليه " من دل على خير فله مثل أجر فاعله ومن سن سنة حسنة " بل جاء في الحديث " وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله "
والأذكار الشرعية منها كلمات يسيرة يبلغ بها الإنسان فضلاً كبيراً
مثل كلمتان خفيفتان، وسيد الاستغفار، وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر أحب إلى الله مما طلعت عليه الشمس .
ومن قال سبحان الله وبحمده
في يوم 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة بأصحابه فلما قام من الركوع قال رجل ربنا ولك الحمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت بضعة ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً .
وبلال دخل الجنة لأنه كان إذا توضأ أي وقت صلى ركعتين
قال الله عزوجل " ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة "
فقدم النفقة الصغيرة لئلا تعظم ويعجب بها صاحبها
روى الإمام أحمد " خرج سليمان عليه السلام يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك فقال : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم
"
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى ، وإن القليل بالقليل يكثر
ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فمن عمل الخير فلن يذهب سدى وهباء فلو لم يشكره الناس فالله يحفظ عليه
أعماله ( وما كان الله ليضيع أيمانكم )
والله شكور ومن معاني اسمه العظيم أن يظهر الخير لعبده المسلم ويبشره بالقبول ويجازيه على عمله في الدنيا والآخرة بل حتى لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
فهذا حث على فعل الخير كل وقت وبأي وسيلة ، حتى الابتسامة فيها أجر وهي سبب دعوة
وذكر المؤرخون أن سيبويه رئي بالمنام بعدما مات فقيل ماذا فعل الله بك قال : غفر لي
لأنني لما كتبت اسم الله قلت هو أعرف المعارف لا يعرف
وزبيدة صاحبة الإحسان والعبادة زوجة الخليفة الصالح المجاهد هارون الرشيد لما ماتت قيل ماذا فعل الله بك قالت : غفر لي بركعتين كنت أركعهما في السحر
وذكر ابن كثير أن الشاعر الحسين بن هانئ لما مات رآه بعضهم في المنام وقال : غفر الله لي بأبيات قلتها في نبات النرجس
تفكر في نــــبات الأرض وانظر ،،،،،،،،، إلى أثار ما صنع الملـــــيك
عــــيون من لجــــين شاخصات ،،،،،،،، بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شــــاهدات ،،،،،،،،، بأن الله ليس لـــــــه شريك
وسبب جمع صحيح البخاري أن الإمام البخاري لما كان في شبابه جلس مع أحد شيوخه فقال الشيخ للتلاميذ : لو أن أحدا جمع الحديث الصحيح فتحركت هذه العبارة اليسيرة بقلب البخاري فأخرج لنا الخير الكثير
فلا تحقرن من المعروف شيئا