بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة الثانية ::
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمسلمين ...
حبب الايمان لاولياءه فاستجابوا لامره وانتهوا عن نهيه والصلاة والسلام على معلم البشرية ومخرجهم من الظلمات الى النور شرح به الصدرو وانار به العقول وفتح به قلوبا غلفا واذانا صم واعين عميا فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم امين ثم اما بعد :
سأتكلم بإذن الله على عجالة عن النقاط الذي تكلمنا عنها امس :
تكلمنا امس عن فضل رمضان وبدانا الكلام عن الاستعداد لشهر رمضان عن طريق تمرينات، وان شاء الله اليوم حنكملها وانا عارفة ان هناك اخوات بتصعب عليهن اللغة العربية فان شاء الله سناحاول نبسط ونيسر قدر الامكان ان شاء الله .
تكلمنا عن اول تمرين وكان عن تجويد التوية وضمنه تكلمنا عن التوبة من تتضييع الاوقات من خلال استغلال الليل في عبادة الله وبالقضاء على اوقات الشرود الذهني التي تهاجمنا من وقت لاخر وباستغلال اوقات المواصلات وملئها بذكر الله ،وتقليل ساعات النوم ، وتكلمنا ايضا عن التوبة من اللسان عن حفظه من اللغو ومن الكلام الذي لا يرضاه الله سبحانه وتعالى ، وتكلمنا ايضا عن التقليل من العلاقات الاجتماعية كما ذكرنا القلب والتوبة من التعلق بغير الله ، والتوبة من الاماني والتسويف وطول الامل ، وكذلك عرجنا على التوبة من الكسل الذي ينخر في عروقنا وتتطرقنا الى ضعف اليقين في الوعد والوعيد هذا بالنسبة للتمرين الاول .
التمرين الثاني كان : عن التدريب على تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى ، واليوم ان شاء الله مع التمرين الثالث والذي سيكون بعنوان :
الترويض على الانكسار لله عز وجل
الله سبحانه وتعالى يقول : كلا ان الانسان ليطغى أن رءاه استغنى
رؤية الانسان لنفسه بعين الغنى هذا ممكن يجره الى الطغيان ومجاوزة الحد فسبحان الله لا يليق بالمؤمن الا الفقر وهذا هو اصل خلقة المؤمن ولكن هذا الفقر الداخلي يحتاج فعلا الى استشعار حقيقي ليظهر اثر ه على الجوراح وفي الفكر والتعبد
معلوم سبحان الله ان الفقر هو وصف ذاتي لكل مخلوق كما ان الغنى وصف ذاتي للخالق جل جلاله قال الله عز وجل:
يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغنى الحميد" فلازم نظهر فقرنا وذلنا وانكسرنا بين يدي الله سبحانه وتعالى
ويقول الله تعالى : ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة "
سبحان الله حينما ننظر في الفرق بين المسلمين يوم بدر ويوم احد حنلاقي ايه ؟ يوم بدر ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة لحظوا وانتم اذلة ، ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلاقوه ولقدر رأيتموه وانتم تنظرون ،
هناك فرق بين من خرجوا للجهاد عراة جياع ، الرسول صلى الله عليه وسلم يناجي ربه إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض سبحان الله في الاولى كانوا في قمة الذل والانكسار وفي الثانية سبحان الله كان هناك شيء من رؤية النفس لم ينكسروا تمام الانكسار ..لذلك لازم نروض انفسنا على الانكسار لله عز وجل ..باب الذل باب عظيم يوصل الى رضى الرب الكريم جل جلاله كما قال بعض السلف اتيت الله من الابواب كلها فوجدتها ملئة فاتيته من باب الذل فوجدته خاليا .
بتبع ان شاء الله تعالى