بسم الله الرحمن الرحيم
الابيات من 21 الي 40
21 - فمنهم بدور سبعة قد توسطت سماء العلي والعدل زهرا وكملا
يقول : من هولاء الائمة الناقلين للقرءان : سبعة رجال مشبهين بالبدور , بلغوا سماء المعالي والشرف , حال كونهم مضيئين كاملين تامين , وشبههم بالبدور , ورشح الاستعارة بقوله (( توسطت سماء العلا )) لغاية شهرتهم وكمال علمهم وعلو شانهم .
22 - لها شهب عنها استنارت فنورت سواد الدجي حتي تفرق وانجلا
يقول : لتلك البدور السبعة شهب : أي كواكب مضيئة , عنها استنارت , اي استضاءت عن تلك البدور فنورت سواد ظلمات الجهل , بعد أفول تلك البدور , حتي تفرق ذلك السواد بأسره , وانكشف .
وتسميه الرواة بالكواكب مع قوله فمنهم بدور : من باب الترشيح ايضا .
23 - وسوف تراهم واحدا ً بعد واحد مع اثنين من اصحابه متمثلا
يقول : سوف تري البدور السبعة في هذه القصيدة مذكورين واحدا ً بعد واحد , وكل واحد منهم متمثل مع اثنين من روائه
24 - تخيرهم نقادهم كل بارع وليس علي قرانه متاكلا
يقول : اختار نقاد العلماء المميزون تلك البدور من بين ناقلي القرءان , كل رجل بارع : اي فائق علي اخوانه في العلم , ولم يجعل القرءان سببا في الاكل عملا بخبر " لا تاكلوا بالقرءان " " ولقوله صلي الله عليه وسلم " من قرأ القران يتاكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم " رواه البيهقي في شعب الايمان .
25 - فاما الكريم السر في الطيب نافع فذاك الذي اختار المدينة منزلا
26 - وقالون عيسي ثم عثمان ورشهم بصحبته المجد الرفيع تاثلا
شرع بذكر البدور السبعة واصحابهم علي شرطه المذكور , يقول : فاما الكريم السر في الطيب : أي الذي سره كريم في طيبه . ((( روي انه كان اذا تكلم يشم من فيه ( فمه ) ريح المسك من قراءة النبي صلي الله عليه وسلم في فيه ( فمه ) في المنام , { كما اخبر بذلك من ساله عن سببه } أبو رويم , نافع بن عبد الرحمن الليثي , فهو الذي اختار المدينة المنورة , أي اتخذها منزلا وتقطن فيها , الي ان توفي بها سنة 167 هـ عن 99 عاما ً او قبلها , وأبو موسي , عيسي بن مينا , الملقب بقالون لجودة قراءته , المتوفي بالمدينة سنة 205 هـ عن 58 عاما ً , وابو سعيد : عثمان بن سعيد المصري , والملقب بورش لشدة بياضه , المتوفي بمصر سنة 197 هـ عن 87 عاما ً هما اللذان تاثلا اي جمعا المجد الرفيع ببركة صحبة نافع وقراءتهما عليه .
27 - ومكة عبد الله فيها مقامه هو ابن كثير كاثر القوم معتلا
28 - روي احمد البزي له ومحمد علي سند وهو الملقب قنبلا
يذكر البدر الثاني يقول : مكة المكرمة مقام الامام التابعي الجليل أبي معبد , عبد الله بن كثير الداري , المتوفي بمكة سنة 120 عن 75 عاما ً , وهو كاثر القوم : اي غالب القوم , اي السبعة " معتلا " اي اعتلاءا ً وشرفا ً لاقامته باشرف البقاع , روي عنه أبو الحسن احمد بن محمد البزي ( نسبة لابي جد جده ) توفي سنة 255 هـ بمكة عن 85 عاما ً , أبو عمرو : محمد بن عبد الرحمن المخزومي المتوفي بمكة سنة 291 عن 76 عاما ً , وكان يلقب " قنبلا " لشدته , لكن بواسطة سند أي رواه بينهما وبينه , وذلك لان البزي قرأ علي عكرمة القسط , وقرأ قنبل علي القواس علي وهب علي القسط , وقرا القسط علي شبل ومعروف , وقرا كلاهما علي ابن كثير .
29 - واما الامام المازني صريحهم أبو عمرو البصري فوالده العلا
30 - افاض علي يحيي اليزيدي سيبه فاصبح بالعذب الفرات معللا
31 - أبو عمر الدوري وصالحهم أبو شعيب هو السوسي عنه تقبلا
يذكر البدر الثالث يقول : اما الامام المنسوب الي بني مازن , فهو أبو عمرو البصري , بفتح الباء او كسرها , المتوفي سنة 155 هـ او قبلها عن 86 عاما ً ووالده العلا ابن عمار المازني , افاض هذا البدر سيبه الذي هو العلم علي ابي محمد يحيي ابن المبارك العدوي , المعروف باليزيدي ( نسبة الي يزيد بن منصور : خال الخليفة المهدي , لانه كان يؤدب ولده ) فاصبح يحيي ببركة افاضة ابي عمرو العلم عليه : معللا ريانا من العلم : توفي سنة 302 هـ عن 74 عاما ً , وابو عمر : حفص بن عمر الدوري البغدادي , المتوفي سنة 246 هـ عن 94 عاما ً , وهو اول من جمع القراءات , وابو شعيب : صالح بن زياد السوسي الاهوازي المتوفي سنة 261 هـ اخذ القراءة عن يحيي وتقبلاها عنه فهو واسطه بينهما وبين أبي عمرو .
32 - واما دمشق الشام دار ابن عامر فتلك بعبد الله طابت محللا
33 - هشام وعبد الله وهو انتسابه لذكوان بالاسناد عنه تنقلا
يذكر البدر الرابع يقول : دمشق الشام التي هي دار الامام ابي عمران : عبد الله بن عامر بن يزيد بن ربيعة اليحصبي , المتوفي بها سنة 118 هـ عن 99 عاما ً , طاب للناس الحلول فيها من اجله , للاخذ عنه , أبو الوليد: هشام بن عمار بن نصير السلمي , المتوفي بدمشق سنة 246 هـ عن 92 عاما ً , أبو عمرو : عبد الله بن احمد بن بشير ابن ذكوان القرشي , المتوفي بدمشق او بالكوفة سنة 242 هـ عن 69 عاما ً نقلا القراءة عنه , لكن باسناد : اي واسطه بينهما وبينه , لان هشاما قرا علي عراك , وابن ذكوان قرا علي ايوب التميمي , وقرا عراك وايوب علي يحيي الذماري , علي ابن عامر .
34 - وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة اذاعوا فقد ضاعت شذا ً وقرنفلا
يقول : ثلاثه من البدور بالكوفة , الغراء : أي المنيرة المشهورة , صفتهم انهم اذاعوا : اي افشوا العلم بها , فقد ضاعت : اي فاحت , شذا : جمع شذاة : كسر العود والمسك , وقرنفلا : نبت معروف .
35 - فاما أبو بكر وعاصم اسمه فشعبة راويه المبرز افضلا
36 - وذاك ابن عياش أبو بكر الرضا وحفص وبالاتقان كان مفضلا
يذكر البدر الخامس يقول : , اما ابو بكر المسمي بعاصم ابن ابي النجود الاسدي , المتوفي بالكوفة أو بالسماوة سنة 128 هـ او قبلها ابو بعدها , فشعبة راويه الذي برز اي سبق اخوانه في الفضل والادب , وشعبة : هذا هو المشهور بابن عياش , وتوفي بالكوفة سنه 193 هـ عن 99 عاما ً ويكني بابي بكر , دفعا للالتباس , لان شعبة اسم مشترك بينه وبين أبي بسطام , شعبة بن الحجاج , وراويه الثاني , ابو عمر حفص بن سليمان الكوفي المتوفي سنة 180 هـ بالكوفة عن 90 عاما ً , وكان مفضلا , اي مرجحا علي ابي بكر بضبط قراءة عاصم , وقرا كل منهما عليه بلا واسطة .
37 - وحمزة ما ازكاه من متورع اماما صبورا للقران مرتلا
38 - روي خلف عنه وخلاد الذي رواه سليم متقنا ومحصلا
يذكر البدر السادس يقول : الامام أبو عمارة حمزة ابن حبيب الزيات الكوفي المتوفي بحلوان سنة 156 هـ عن 76 عاما ً , ما ازكاه من متورع , حال كونه مقتدي به في عصره , صبورا علي الطاعة وعن المعصية مرتلا للقرءان , بنقل حركة الهمزة الي الراء وحذفها للضرورة , روي عنه أبو محمد : خلف بن هشام البزار بالراء اخرا , المتوفي سنة 229 هـ أبو عيسي : خلاد بن خالد الاحول الصيرفي , المتوفي بالكوفة سنة 220 هـ لكن بواسطة ابي عيسي : سليم ابن عيسي الحنفي الكوفي . المتوفي سنه 189 هـ عن 70 عاما ً لانهما قرءا عليه , وهو قرا علي حمزة .
39 - واما علي فالكسائي نعته لما كان في الاحرام فيه تسربلا
4- روي ليثهم عنه ابو الحارث الرضا وحفص هو الدوري وفي الذكر قد خلا
يذكر البدر السابع يقول : واما أبو الحسن : علي ابن حمزة النحوي , المتوفي سنة 189 هـ " رنبوية" من قري الزي , اثناء توجهه مع الرشيد الي خرسان عن 70 عاما ً فهو الذي نعت بالكسائي , لكونه كان في الاحرام لابسا كساء .
روي عنه أبو الحارث: الليث بن خالد البغدادي , المتوفي ببغداد سنة 240 هـ , أبو عمر حفص بن عمر الدوري المتقدم ذكره روايا عن أبي عمرو البصري .