معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


3 مشترك

    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف انتصار السبت 15 أكتوبر 2011, 10:58 am

    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   8r197011

    برنامج رائع قدّمه الشيخ مشاري الخراز أثابه الله في شهر

    رمضان المبارك ..



    كيف تتعامل مع الله ( حلقات على اليوتيوب )









    ونظراً للصدى الكبير الذي لاقاهُ هذا البرنامج كانت فكرة تفريغه كتابياً

    كي يتمّ الاستفادة منه بكل الوسائل .

    كيف لا وهو برنامج يُعلّمنا كيفية التعامل مع خالقنا سبحانه وتعالى ..
    ...

    ما بين فترة وأخرى سيتم إنزال تفريغ الحلقات بالترتيب ,

    وفي نهاية كل حلقة سيكون هناك رابط جاهز للطباعة ..

    طُرق الاستفادة من الموضوع :

    * نشره في المنتديات .
    * طباعته وتوزيعه في المدارس والكليات والجامعات
    ( على الطالبات والمعلمات ) .
    * إقامة محاضرات ودروس ومجالس ذكر يتم تدارس

    الموضوع فيها .

    ( الفكرتين الأخيرتين تم تطبيقهما ولله الحمد من قبل الأستاذات

    حزن المفارق وَ عادي وَ أم الأبطال )

    أخـــيراً

    شكر وعرفان لكل من ساهمت معنا في إنجاز هذا العمل

    من : تفريغ , ومتابعة , وإعداد و تنسيق وغيره ..

    أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم

    وأن يكون حُجَّةً لنا لا علينا

    وأن يجزي من قام عليه خير الجزاء



    يتبع التفريغ للحلقات ان شاء الله تعالى

    منقول للفائدة ونشر الخير ان شاء الله




    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   IV300442


    عدل سابقا من قبل انتصار في السبت 15 أكتوبر 2011, 7:51 pm عدل 1 مرات
    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty رد: حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف انتصار السبت 15 أكتوبر 2011, 11:18 am

    مقدّمة للحلقات


    أبدأ بسم الله مستعينا .. راضٍ به مدبرًا مُعينا

    والحمد لله الذي هدانا .. إلى طريق الحق واجتبانا

    أحمده سبحانه و أشكره .. ومن مساوئ عملي أستغفره

    وأستعينه عى نيل الرضا .. و أستمد لطفه فيما قضى
    و بعد أني باليقين أشهد .. شهادة الاخلاص أن لا يعبد

    بالحق مألوه سوى الرحمن .. من جل عن غيب وعن نقصان
    وأن خير خلقه محمدا .. من جاءنا بالبينات والهدى الله ..

    أجلّ اسم وهو سبحانه أجمل مُسمّى لهذا الاسم


    الله ..أصدق كلمه .. و أقوى عبارة مسكنها الأرواح وتقر بها العقول وتنطق بها الألسنة

    الله .. معنا وحولنا .. يسمع الهمسات ويلبي الدعوات للنداءات على اختلاف اللغات

    الله .. يعاملنا بالحسنى .. مع فائق التقصير منَّا يعاملنا بإحسان على اختلاف ديانات بني الإنسان فكيف نتعامل نحن معه جلاَّ جلاله .. كيف نتعلم نحن مع الله جلاَّ ثناه ؟؟

    هذا ماسنقدمه في هذه السلسلة الطيبة المباركة سلسلة { كيف تتعامل مع الله ؟)

    نسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل .. ونسأله القبول وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم صلاة دائمة أبدية وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين

    يتبع ان شاء الله تعالي

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty رد: حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف حبيبه السبت 15 أكتوبر 2011, 11:57 am


    ما شاء الله جزاكِ الله وكل من قام على هذا العمل

    خير الجزاء
    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty رد: حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف انتصار الإثنين 17 أكتوبر 2011, 6:39 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده
    ورسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..




    كيف تتعامل مع الله ؟؟ أهم سؤال نسمعهُ في حياتنا كلها ,
    لأنه توجد أشياء كثيرة معنا في هذه الحياة ,


    لكن أهمّ من نحيا معه في هذا الكون هو الله .




    الله .. الله هو أجلّ اسم وهو سبحانه أجمل مُسمّى لهذا الاسم ,
    هو أحسن من يعاملك ولن تجد أحداً أحنّ


    ولا ألطف و لا أفضل من الله تعالى إذا تعامل معك ..




    والغريب أننا لا نشعر بذلك مع أنه سبحانه في كل يومٍ يعاملنا
    بأنواع كثيرة من التعامل الحسن .. مرة يسترنا ,


    مرة يُفرِحنا , مرة يرحمنا , مرة يعطينا , مرة يسقينا ,
    ولا ينتظر منّا جزاءاً ولا مُقابلاً ؛ لأننا أصلاً لن نستطيع


    أن ننفعهُ بشيء .




    ما هو الشيء الذي نملكه ولا يملكهُ هو ؟ لا يوجد ..




    إذاً لماذا يفعل الله لنا كل هذا ؟؟




    لأنه الودود سبحانه , الذي لا حدود لمودّتهِ , الكريم الذي لا مُنتهى
    لكرمهِ ولا مثيل لحسُن تعامله مع خلقهِ ,


    مع أنه هوالغنيّ عنهم وهم الفقراء إليه .



    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِۖوَاللَّـهُهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فاطر : ١٥




    فإذا كان الذي يُعاملنا وفي كل يوم بهذهِ العَظَمة وهذه الرحمة
    وهذا الكرم , فوالله لابد أن نعرف كيف نتعامل معه ؟!




    أنا لا أتكلم عن التعامل العام فكلنا يعامل الله في كل يوم
    بالعبادة والذكر , لكن هناك تعاملات دقيقة يجب أن نُحسن


    فيها الاختيار تجاه بعض الأفعال التي تكون منه سبحانه .



    فكيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟؟



    إذا سترك الله يجب أن تقبل هديته , ما هي هديته ؟
    وكيف أقبلها ؟



    كيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟ وحتى لو سترك الله فربما
    ينزع هذا الستر عنك بعد مدة معينة , ولكن توجد أشياء


    لو فعلتها ستجعل هذا الستر لا يُنزع عنك حتى في القيامة كيف ؟




    كيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟



    . .




    أنت تتكلم مع الناس في كل يوم , لكن كيف تتعامل
    مع الله إذا كلّمته ؟



    توجد طريقة معينة للكلام مع الملك سبحانه , إذا اتقنتها فسوف
    يستجيب الله لك كل طلباتك , بل ربما يعطيكَ أكثر


    أحسن منها لأن الله لا يستجيب لأي أحد , وأغلب الناس
    لا يعرف هذه الطريقة ولا يطبقها , ألا تحب أن تكون


    أنت من النادرين الذين يطبقونها ؟ كيف تتعامل مع الله إذا كلّمته ؟




    ألم نتساءل مرة كيف نتعامل مع الله إذا غَضِبْ ؟




    غضب الله شديد وإذا وقع على شيء دمّرهُ تدميراً كاملاً ,
    وأنا أخاف أن يغضب الله علي , ولا أدري أصلاً


    هل هو الآن غاضب علي أم لا ؟




    فإذا كان غاضباً مني فكيف أتعامل معه سبحانه ؟




    ربنا جلّ جلاله إذا غضب فإنه يحب منك أن تفعل أشياء
    معينة إذا فعلتها سينطفئ غضبه سبحانه , ليست التوبة فقط !!




    يوجد تعامل آخر يحبه الله تعالى , هذا التعامل هو بالضبط ما
    يجب عليك أن تفعله وعلى عجل قبل أن يحدث أي


    شيء , عندها سينطفئ غضبه سبحانه .



    بالمناسبة : ربنا سبحانه يرضى بسرعة , أشياء بسيطة ترضيه




    لكن السؤال : كيف تتعامل مع الله إذا غضب ؟




    إذا رضيَ سبحانه فإنّ كثيراً من الناس يظن أن المهمة قد انتهت ,
    لا . اهتمامك بكيفية التعامل مع الله إذا


    رضي مثل اهتمامك بالتعامل مع الله إذا غضب ,
    لأن الوصول إلى رضا الله هذه مرحلة , والاستمرار على


    الرضا هذه مرحلة أخرى .




    أصلاً كيف أعرف أن الله تعالى راضي عني الآن أم لا ؟




    هنا السؤال : كيف تتعامل مع الله إذا رضي ؟



    وتوجد مرحلة أعلى من مرحلة الرضا , توجد مرحلة راقية
    لا يعطيها ربي إلا للقليل من عباده فقط ,


    إنها مرحلة الحب , أن يحبك الله , فتصبح أنت حبيب الله
    وتصبح محبتك منتشرة في السماء فتصل إلى كل


    من يعيش هناك من ملائكة ثم تنتقل إلى الأرض فيحبك الناس .
    لماذا ؟؟ لأن الله يحبك .



    لكن المشكلة أن بعض الناس لا يعرف كيف
    يتعامل مع الله إذا أحبّه ؟




    نعم .. كيف تتعامل مع الله إذا أحبّك ؟




    دائماً الإنسان يحب أن يزور حبيبه , وقد جعل الله لنفسه بيتاً
    في الأرض أسماه المسجد يذهب إليه أحباب الله ليقفوا


    بين يديهِ في هذا البيت .ولكل ملكٍ أصول ومراسم يجب
    أن يعلمها من أراد أن يدخل عليه .




    كيف تتعامل مع الله إذا دخلتَ بيته ؟




    يقول أحد الذين عرفوا أسرار الدخول على الله في بيته ,
    يقول : والله لمّا طبّقتها كأني أدخل المسجد لأول مرة .




    كيف تتعامل مع الله إذا دخلتَ بيته ؟





    مُنذ إن ولِدَ الإنسان وحتى هذا اليوم يوجد شعور معين
    يمرّ عليه بين فترة وأخرى يسمّى ( الحياء )


    يعتريه بين فترة وأخرى , الحياء أحياناً يكون هذا الشعور
    تجاه الوالدين , أحياناً يحس به مع مديرهِ , أحياناً مع شخص


    ربما لا يعرفه . هذا عادي أن يحدث , وإلى الآن لا يوجد
    شيء غريب في الموضوع , ولكن العجيب
    العجيب هو أن الله تعالى


    أحياناً يستحي منّا !! إي والله , ربنا يستحي منّا ؟!





    أنا والله ما كنت أعلم ذلك , لولا أني قرأتُ حديثاً عظيماً
    من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..


    ما هو هذا الحديث ؟



    وكيف أتصرّف إذا استحى الله مني ؟




    كيف تتعامل مع الله إذا استحى منك ؟




    ....




    هذه المواضيع هي فقط بعض ما سنطرحهُ وربما تُطرح
    لأول مرة تحت عنوان





    كيف تتعامل مع الله ؟




    فما هي إجابة السؤال ؟


    ....



    رابط جاهز للطباعة




    الحلقة (1)




    يتبع

    __________________
    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty رد: حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف انتصار الإثنين 17 أكتوبر 2011, 6:43 pm

    --------------------------------------------------------------------------------


    الحلقة ( 2 ) .. من هو الله ؟؟؟











    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..


    أهم سؤال في حياتك كلها هو كيف تتعامل مع الله ؟




    وأنا أريد أن أن أبدأ بالجواب عليه لكني لا أستطيع ,
    لأني قبل أن أدخل في كيفية التعامل مع الله فإني أحتاج أولاً أن أعرف من هو الله ؟




    كثير من الناس إذا فاجأته بسؤال من هو الله ؟ فإن بعضهم سيقول :




    هو الخالق هو الرازق .. نحن نعرف ذلك .. ولكن .. هل هذا كل ما نعرفه عن الله ؟!





    إن الإنسان كلما زاد علمه بالله كلما زادت خشيته وزاد في تحسنه في تعامله مع ربه




    قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } فاطر : 28




    فكم تعرف عن الله ؟




    الله تعالى في السماء لا يعرف حقيقة ذاته إلا هو ..
    ماذا عساي أن أقول لك عن عظمة الله .. يكفي أنه لا يستطيع أحد أن يراه الآن ..
    ولو رآه أي شيء في هذه الحياة الدنيا فإنه سينهار تماماً .




    أقوى الأجساد المخلوقة الآن لا تقوى أن تنظر إليه ..
    فإذا كانت ذاته بهذه العظمة والقوة لدرجة أن من يشاهدها
    يتلف وينعدم لمجرد الرؤية ..
    فكيف بحقيقة هذه الذات .. كيف بالصفات الجليلة التي اتصفت بها ذات الله !!




    لهذا فإن ربنا يعلم ذلك ويعلم أن أحبابه متشوقون جداً لرؤيته ..
    لأنهم كثيراً ما كانوا يسمعون عنه وكثيراً ما كانوا يتعلمون عنه وعن عظمته وعن جماله
    وهم يريدون الآن أن يروا هذا الجمال ..
    لهذا فإنه سبحانه سيقوي أجسادهم يوم القيامة ويعطيها من القدرة ما يمكنها من رؤيته سبحانه .



    لماذا ؟؟ .. لكي تنال هذه الأجساد رؤيته بلا تلف في ذواتهم .



    لماذا ؟؟ .. لأنهم ضعاف أمام رؤية هذا الإله الجليل الكبير العظيم .




    وذات الله تعالى لها صفات اتصف بها سبحانه وهي كاملة لا يوجد لها مثيل
    في أي شيء آخر ولا في أي مكان آخر .



    والمخلوق قد تكون له صفة تشابه الخالق بالاسم فقط ..




    مثال : ربنا سبحانه حـيّ , وله الحياة الكاملة , والمخلوق له حياة أيضاً .
    لكنها حياة خاصة به ليست كحياة الله



    ولا يوجد أي نوع من أنواع الشبه بين الحياتين أبداً .
    ولا حتى تقارب بسيط


    فلم يحدث ولامرة واحدة أن تشابهت صفة من صفات الخالق مع صفة من صفات المخلوق .




    فمن هو الله ؟؟





    الله سبحانه إلـه جميع المخلوقات ولن يجدوا إلهاً غيره .
    هو المتكفل بهذه المخلوقات وحده , يدبِّر شؤون مملكته الواسعة
    التي تشمل السماوات والأرض . ولا يساعده في ذلك أحد



    ومنذ أن خلق الله أول مخلوق وإلى أن ينتهي هذا العالم فإن الله هو الوحيد الذي يرزق ,
    هو الوحيد الذي يملُك , هو الوحيد الذي يأخذ ..
    وصفاته هذه قد علمنا الله منها وأخبرنا عنها .
    لكن توجد صفات لله لم يخبرنا بها ولا نعلمها ولا يعلمها احد .
    بل استأثرها الله في علم الغيب عنده .




    من شدة عظمة الله أنه لم يستطع أحدٌ أن يحيط علماً بكل عظمته أبداً ..
    ولا أحد


    إلا واحداً هو الذي أحاط بها علماً .. إنه الله ..




    فإنه لا يعلم حقيقة الله كاملة إلا الله ..




    كما أن العين عضو من الأعضاء , لا يستطيع النظر إلى مسافة معينة
    أبعد من هذه المسافة . وكما أن الأذن عضو من الأعضاء
    لم يستطيع السماع إلا لمسافة معينة ,
    كذلك العقل عضو من الأعضاء لا يستطيع فهم إلا أشياء معينة




    توجد أشياء كثيرة أكبر من العقل لا يستطيع أن يتخيلها ولا أن يتصورها




    أولها : الخالق .. فإنه لا يمكن لأحد أن يتصوره قبل أن يراه يوم القيامة ..
    ولله المثل الأعلى ..



    ربنا سبحانه : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى : 11




    ولا يستطيع أحد أن يتصوره أو يتخيله .
    بل كل من تخيل الله على شيء فربنا سبحانه على خلاف هذا الشيء الذي تخيله .
    حتى لو بقي الإنسان مائة عام لا يفعل شيئاً سوى محاولة تصوُّر الله على حقيقته
    فإنه لن يستطيع .
    وكل النتائج التي سيتوصل إليها ؛ ربنا سبحانه في الحقيقة على خلاف هذا كله .




    لأنه سبحانه عنده من العظمة والجلال والجبروت مالا يمكن تصوره ولا يمكن تخيله .



    والله إلى يومنا هذا لم يُثنِ أحد الثناء المُكافئ لهذه العظمة ,
    وكل من حاول أن يُثني أو أن يحمد أو أن يشكر بقوله أو بفعله ,
    من الملائكة والأنبياء ومن الخلق جميعاً .
    فإنهم إنما اقتربوا من الثناء الذي يستحقه الله تعالى .



    وإلا فالوحيد الذي أثنى على الله الثناء الذي يكافئ عظمته هو الله نفسه فقط ..
    هو سبحانه عندما أثنى على نفسه ..


    ولو جمعناثناء الناس جميعاً وعبادات الخلق جميعاً ,
    عبادة جبريل , عبادة ميكائيل , عبادةابراهيم عليه السلام , عبادة نبينا صلى الله عليه وسلم ,
    عبادة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
    من أول ما بدأ الخلق إلى آخر من يموت يوم القيامة ,
    جمعناها ثم ضاعفنا هذه العبادات جميعاً أضعافاً كثيرة وقدمناها إلى لله ..
    لما كافأت ولما قاربت صفة واحدة من صفات الله
    التي تليق بعظمته التي يستحقها هو فعلاً سبحانه




    نعم .. من الملائكة من هو راكع لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة ,
    من الملائكة من هو ساجد لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة .
    يسبِّحون ويتعبّدون , ثم إذا قامت القيامة قالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .



    قال تعالى :




    { وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } الزمر : 67




    إذاً الفضل له سبحانه إذا تقبل عباداتنا على ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة
    وبعض الرياء أحياناً .
    وقد سبقنا هذه العبادة بذنوب ثم ألحقناها بذنوب أخرى ,
    لكن مع هذا هو يتفضّل ويقبل العبادة إذا كانت خالصة لوجهه الكريم



    مع أن عباداتنا لا تنفعه بشيء ولا يحتاج منها بشيء ؛
    بل نحن الذين نحتاج إن نرتاح في هذه العبادة إذا أدّيناها ..
    ونحن الذين سنستمتع فيها إذا طبّقناها ..
    ونحن الذين سندخل الجنة ونحس بالسعادة الخالدة هناك .




    و أما هو فلن يستفيد منّا بشيء .



    بماذا يمكن أن نفيده نحن وهو الغني ونحن الفقراء إليه ؟



    و مع هذا فإنه سبحانه يُغنينا ويسقينا ويكرمنا ويهدينا ,
    وإذا احتجنا فإنه يعطينا . بل إنه يحب أن نطلب منه ,
    وكلما طلبنا أكثر فإنه سيحبنا أكثر .
    لأن محبته للكرم والجود فوق ما تتصوره العقول .
    وهذا من جمال أفعاله , حيث إنه جمع بين جمال الأفعال وجمال الذات سبحانه


    إنك لو سألت عن إلهنا . فإن إلهنا الذي نعبده جميل


    ما هو جماله سبحانه ؟ من هو إلهنا ؟؟



    إلهنا هو ذاك الإله الجميل , بل أجمل ما في الكون هو الله ..
    ولهذا سمّى نفسه الجميل .
    وهو فعلاً جميل يحب الجمال كما اخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم



    ويكفي في الدلالة على جماله
    أن كل جمال في النباتات أو الجمادات أو البشر أو الحيوانات
    هو من أثر جمال من صنع هذا الجمال . لأنه فعلاً جميل



    ولهذا كانت أعظم نعمة لأهل الجنة
    أن يكشف لهم عن جماله لكي يرونه في الجنة
    لكي يروا هذا الجمال الذي لم يروا مثله من قبل,


    قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } القيامة : 22 / 23



    فكل من رآه سيسعد وسيفرح فرحاً لم يمر عليه في حياته من قبل أبداً ؛
    لأن الله سبحانه هو الذي خلق السعادة ..



    السعادة من خلقها ؟



    الله هو من خلق السعادة
    وعلى هذا فسيعطيها لمن جاء إليه وتقرب بين يديه
    ولن يعطيها لمن ابتعد عنه .



    و كلما اقتربت من الله أكثر كلما زادت هذه السعادة أكثر .
    ولهذا جعل الله الجنة قريبة منه في السماء السابعة لأنها مستقر السعادة .
    وكلما ارتفعت في درجات الجنة أكثر , اقتربت من الذات الإلهية أكثر .


    حسناً .. إلى متى ؟



    إلى أن تصل إلى أعلى مرحلة في الجنة وهي الفردوس الأعلى .


    وهذه هي أسعد منطقة في الجنة .. وسقفها عرش الرحمن


    ألم أقل لك أن السعادة في القرب منه سبحانه لأنه هو منتهى السعادة .



    قال تعالى: { عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾
    إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ } النجم





    ومع كل هذه العظمة والجلال
    فإن أكثر من يُعصى ومن يُخالف ومن يُعرض عنه هو الله .


    هل رأيت أحداً في الأرض يُعصى أكثر من الله عزّ وجل ؟!




    لا يوجد ..


    مع كل هذا فإنه سبحانه يعطيهم ويسقيهم وإذا مرضوا يعافيهم
    لأنه حليمٌ عليهم صبورٌ على من يعصيه من خلقه .
    لدرجة أنه سمّى نفسه الصبور .



    بل لو تاب أي عاصي إلى الله ورجع إلى الله فإن الله يفرح به فرحاً شديداً
    أكثر من فرحة العبد برجوعه إلى الله .




    سبحان الله كيف أن العبد هو من يحتاج إلى الله والرب مُستغنٍ عنه كامل الاستغناء
    ومع هذا فإن الله يفرح برجوع عبده إليه ويكرمه غاية الإكرام .




    فليس العجب من العبد المملوك إذا كان يتقرب إلى السيد
    ويتودد إليه ويريد رضاه !!



    هذا هو الأصل ..
    لكن العجب كل العجب إذا كان السيد هو الذي يتودد إلى عبده ويتحبب إليه
    بأنواع من العطايا والهدايا والعبد يُعرض ويُصِّر على الابتعاد وعدم التوبة .



    مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله تعالى لاستحى الله منه .



    ربنا يستحي أن يردك إذا طلبته .




    هذا هو إلهنا .. هذا الذي لا نريد إلهاً غيره ..
    هذا ربنا الذي نُعَلِّقُ آمالاً كثيرة على رحمته ومغفرته يوم القيامة .



    فإذا كان إلهنا بكل هذه الصفات .. فكيف نتعامل مع هذه العظمة ؟!




    كيف نتعامل مع الله ؟؟






    رابط جاهز للطباعة


    من هو الله ؟

    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty رد: حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف انتصار الإثنين 17 أكتوبر 2011, 6:45 pm


    الحلقة (3) .. كيف تتعامل مع الله إذا رحمك ؟













    بسم الله الرحمن الرحيم






    الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على آله وصحبه أجمعين..





    هل رأيت أحداً في حياتك يوقد ناراً عظيمة لمدة ثلاثة أيام ثم بعد ذلك يُلقي ابنه فيها؟!



    طبعاً لا يمكن ..حسناً . استمع إلى هذا الحديث :




    جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه صبي فجعل يضمه إليه- يعني هذا الرجل يضم ابنه إليه –
    فقالله النبي عليه الصلاة والسلام : ( أترحمه ) ؟ قال : نعم


    فقال عليه الصلاة والسلام : ( فالله أرحم بك منك به وهو أرحم الراحمين) رواه البخاري






    انتهى كلامه صلوات ربي وسلامه عليه






    إذاً الله تعالى أرحم من أن يلقيك أنت في النار





    الله أرحم من ذلك





    فكيف نتعامل مع هذه الرحمة ؟!







    وهذا سؤال مهم جداً يجب أن نعرف إجابته ولكن قبل ذلك يجب أن نسأل أنفسنا :





    كيف نحصل على رحمة الله ؟؟!!






    أبشِر أخي الكريم , أبشري أختي الكريمة






    الحصول على رحمة الله سهل يسير لأن الله تعالى وسعت رحمته كل شيء






    وأما غضبه , فلم يَسَعْ كل شيء .. لأنه هو الذي قال سبحانه : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } الأعراف : 156






    وهذا الذي يليق بشأن أرحم الراحمين . ولولا ذلك لكنّا جميعاً خاسرين هالكين





    كل من رحمك من أهلك وأحبابك فالله تعالى قد رحمك أكثر منهم






    فهو الذي أرسلهم إليكِ رحمةً بك . ولو جمعت رحمات الخلق جميعاً التي وصلت إليكَ في حياتك كلها , لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع !






    ولن يفوق أحدٌ رحمة ربي سبحانه أبداً .
    ولا يمكن للواصفين أن يُعَبِّروا عن جزءٍ يسير من رحمة الله التي نشرها في أرجاء مملكته سبحانه .
    ولهذا فهو سبحانه قد رفع شأن رحمته فيعين الخلق . يقول النبي صلى الله عليه و سلم :





    ( لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهوعنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي ) رواه البخاري








    الله أكبر .. لاحِظ أنه كيف جعل هذا الكتاب عنده فوق العرش





    وقد كان يمكنه أن يضعه في السماء الدنيا أو على رأس جبل من الجبال لكنه لم يفعل بل جعله عنده تشريفاً وتعظيماً لشأن الرحمة






    فلماذا تيأس منرحمة الله ؟! .. لماذا ؟؟





    إذا كانت رحمة الله قد وسعت كل شيء .. فكيف لا تسعُكَ أنت ؟!





    وسعت من هو شرٌ منك .. قتل تسعاً وتسعين نفساً , ثم كمّل المائة بعابد ..





    مع هذا .. وسعته رحمة الله , وأنتَ ما قتلتَ أحداً . فكيف لا يرحمك ؟!





    الكون كله من أوله إلى آخره مملوءٌ برحمة الله , كامتلاء البحر بالماء , وامتلاء الجو بالهواء





    فقل ما شئت عن رحمة الله .. فهو فوق ما تقول





    وبعدها تصوّر ماشئت عن رحمة الله , فإنها فوق ذلك ..






    قد يقول قائل : كيف أحصل على رحمة الله ؟!





    إنه ليس بينك و بين رحمة الله إلا أن تطلبها منه .. وهو سيعطيكَ إياها ..





    لأنه هو وحده الذي يملكها . قال تعالى : { مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}فاطر : 2





    من شدة قرب رحمة الله منك , فليس عليك سوى أن تظن بالله أي شيء تحب أن يفعله الله لك ,
    هو سيكون لك عند حسن ظنك, سيفعله لك .. أي شيء نحبه ؟؟






    نعم .. أي شيء تحبه تظن بالله أنه سيرحمك .. فهو سيرحمك





    تظن أنه سيعتقك من النار , سيعتقك من النار





    تظن أنه سيدخلك الفردوس الأعلى .. سيدخلك الفردوس الأعلى





    لا توجد أي مشكلة .. الأمر أبسط مما تتصور





    هذا ليس كلامي .. هذا كلامه هو سبحانه , هو الذي قال ذلك عن نفسه





    وإلا أنا ما الذي يدريني عن كل هذا !!





    استمع إليه سبحانه وهو يقول ذلك عن نفسه في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه إذ يقول :



    ( قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي , فليظن بي ما شاء ) انتهى كلامه سبحانه





    وليست المسألة احتمال .. يعني يستجيب لي أو لا يستجيب لي





    لا , يقين تام .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي







    وإذا فعلت ذلك أعطاكَ أكثر مما ترجوه وتريده منه , لكن .. بشرط .. أن يكون رجاء وليس أماني !!






    ما الفرق بين الرجاء والأماني ؟!





    الرجاء معه عمل, أرجو رحمته مع امتثالي لأوامره





    أما الأماني فهي ظنون بلا امتثال للأوامر ولا شيء






    ومن رحمته سبحانه أنك تحس بهذه الرحمة وهي تضمّك وتغمرك فشعورك أصلاً بوجودها رحمةٌ بحد ذاتها





    هذا في الدنيا .. أما في الآخرة فلنا أملٌ كبير بالله أن يرى الخلق منه رحمة لم تخطر لهم على بال ..
    من العفو والمغفرة والرحمة والغض عن بعض الهفوات والزلّات





    إن الخلق يعقدون آمالاً كبيرة على غير ذلك .. وبالطبع عليهم أن يعملوا هم أيضاً لكي يحصلوا على ذلك ..
    وهذا هو الشرط الذي اشترطه الله تعالى عندما قال :




    {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَوَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} سورة طه : 82






    طبّق الشروط وأبشر بالرحمة ..


    أما إذا كان الإنسان بعد هذه الرحمات والأبواب المفتحة إلى الآن وهو يصر على المعصية وعدم الدخول في هذا الباب العظيم من الرحمة ..


    بعد هذا كله خسر رحمة الله التي تبدّل السيئات إلى حسنات وخسر رحمة الله التي وسعت كل شيء ولم تسعُ هو ؟!
    هذا فعلاً لا يستحق أن يُرحم




    بعد كل هذا.. ماذا يريد أكثر من هذا الكرم ؟! ماذا يريد ؟!






    فإن قلت لي كيف أقترب من رحمة الله ؟






    أخي الكريم,أختي الكريمة : إذا وصلتَ إلى مرحلةٍ ترحم فيها الناس وتعطف عليهم , فرحمة الله فعلاً ستكون قريبة منك , وليست قريبةً فقط !





    بل قريبةً جداً؛ لأن النبي صلى الله عليه سلم يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض , يرحمكم في السماء) رواه الترمذي






    فإذا لم يفعل الإنسان ذلك فلن يُرحم .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم , لا يُرحم ) رواه البخاري






    هذه هي رحمت هو هكذا يجب أن نتعامل نحن معها






    ختاماً .. أرجوكم .. نودُّ فعلاً أن نجتمع نحن وإياكم جميعاً تحت رحمته يوم القيامة





    فلنتعاهد الآن على أن نسعى قدر الإمكان في هذه الحياة الدنيا على تحصيل تلك الرحمة ؛
    لنلتقي بإذن الله معكم في جناتٍ ونهر ..
    مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا ..












    رابط جاهز للطباعة






    كيف تتعامل مع الله إذا رحمك ؟



    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty رد: حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف انتصار الإثنين 17 أكتوبر 2011, 6:47 pm

    --------------------------------------------------------------------------------


    الحلقة (4) .. كيف تتعامل مع الله إذا غضب ؟










    بسم الله الرحمن الرحيم






    الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين..





    ربنا تعالى حليم , كريم , عليم , وهو بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم


    ولكنه سبحان إذا غَـضِـب على شيء , فإن غضبه يكون شديدا .. يقول الله تعالى :



    { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيد ٌ} البروج : 12


    وإذا غضب الله على عبدٍ فسيغضب عليه كل شيء


    لاحِظ في سورة الفاتحة لمّا ذكر الله الغضب قالسبحانه : { غَيْرِالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ }




    لم يقل غير الذين غضبتُ عليهم , مع أنه قال قبلها : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }



    لكن في الغضب اختلف الأمر , قال : غير المغضوب عليهم (جمع) وليس ( مفرد )



    لماذا ؟ لأن الله تعالى إذا غضب على عبدٍ ؛ فكل شيءٍ سيغضب عليه


    الملائكة ستغضب عليه , السماوات ستغضب عليه , الجمادات , النباتات, كل شيءٍ سيغضب عليه ..


    حتى الحيوانات ..



    يقول أحد الصالحين : ( والله إني لأعرف أثر معصيتي إذا تغيرت أخلاق دابتي و زوجتي)



    إي والله .. حتى البهائم تحس بذلك .. لهذا قال تعالى : غير المغضوب عليهم



    وأحياناً .. يتنازل بعض الناس فيُغضب الله لكي يُرضي بعض الأشخاص .. يفعل شيئاً ممنوعاً أو محرماً لكي يُرضي مسؤوله


    في العمل .. لكي يُرضي زوجته .. لكي يُرضي زبون .. سبحان الله


    هؤلاء الناس الذين يحاول أن يرضيهم هم أنفسهم سيغضبون عليه



    هذا ليس كلامي .. هذا كلامه هو صلى الله عليه وسلم حيث قال :


    ( من التمس رضا الناس بسخط الله ; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) رواه ابن حبان




    سبحان الله



    فإذا غضب الله على شيء فلن يُفلح أبداً ولو فعل ما فعل .. إلا إذا ارتفع عنه هذا الغضب



    وإذا زاد الإنسان من إصراره على المعصية كان غضب الله تعالى أقرب و أشدّ ..



    حسناً .. كيف أرفع غضب الله عني؟! كيف أتعامل مع الله إذا غضب ؟؟ هذا هو السؤال !



    ربنا سبحانه مع أنه غاضبٌ على العبد .. إلا أنه يمهلهُ .. يحلم عليه


    مع أن هذا حقه سبحانه .. يقتص ممن عصاه فورا ًوالآن


    هذا حقه .. إلا إنه يعطيه فرصة .. هذه الفرصة تسمى مرحلة الإمهال, وهي مرحلة مؤقتة .. تعتبر محاولة له


    لكي يُرضي ربه بسرعة قبل أن يحدث أي شيء


    فمن كان منّا يعيش هذه المرحلة الآن فليستغلها حق الاستغلال .. وينتهز الفرصة قبل أن تنتهي هذه المرحلة .. لأن هذه المرحلة


    .. مرحلة الإمهال إذا انتهت فسيدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام


    وإذا غضب الله على العبد فإنه لا ينتقم منه مباشرةً .. بل يتركه يعيش فترة الإمهال والحلم .. ويتركه مع أنه غاضب عليه ..


    لعلّه أن يرجع , لعله أن يترك معصيته


    سبحان الله .. قد يكون ربي غضبان على العبد و العبد لا يشعر .. وبعض الناس له سنوات وهو يعيش في غضب الله



    و الذي يبقيه على قيد الحياة حلمه سبحانه , لأنه صبورٌ على الناس سبحانه .. صبورٌ , حليم


    فإن قال قائل : كيف أعرف .. هل الله عز و جل غضبان علي أم لا؟!


    الجواب بسيط .. إذا كان العبد مُصراً على المعصية فيُخشى عليه والله أن يكون ربنا غضباناً عليه .


    وإلا فالله تعالى ليس له ثأرٌ ليأخذه من عبده كما يقول ابن القيم



    و لو أهلك الله عباده جميعاً ما زاد ذلك في ملكه شيئاً , بل إن رحمته سبحانه تسبق غضبه كما حكم هو بذلك


    جلَ في علاه حسناً .. ماذا سيحدث إذا انتهت مرحلة الإمهال؟



    إذا انتهت مرحلة الإمهال , فستبدأ مرحلة الانتقام .. أعوذ بالله .. وهي مرحلة صعبة جداً ولها أشكال عديدة يختار الله


    منها ما شاء .. كل عاصٍ بمايناسبه حسناً .. من كان في وسط غضب الله ماذا يفعل؟



    عليك الآن أن تعلن حالة الطوارئ التامة بسرعة قبل أن يحدث أي شيء


    تقول : ماذا أفعل ؟ إذا أحسستَ أن الله غضِب عليك توجد طريقة تُذهِب هذا الغضب عنك بحيث يعود الرضا إليك


    بعد أن فقدته



    الحـــل:


    أن تبحث عن أحدٍ يُخلِّصُكَ من هذه الورطة, ولن تجد أحداً يُخلِّصكَ إلا هو سبحانه .. هو الذي سيخلِّصك من


    هذا الغضب كل شيءٍ تَـفِـرُّ منه عنه , إلا الله .. فإنك تفِرُّ منه إليه



    قال تعالى : { فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ } سورة الذاريات : 50




    أرأيت كيف التعامل مع الله يختلف تماماً عن التعامل مع غيره؟!




    لكن كيف هو سيخلصني ؟! كيف ؟!



    سيخلِّصك من غضبه إذا لجأتَ إليه هو وحده ولهذا كان النبي صلى اللهعليه وسلم يقول : ( لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك)


    متفق عليه



    فتستعيذُ به منه , بلا واسطة ولا شيء وهذا لا يوجد مع أي أحد آخر إلامع الله .. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم


    أذكى الخلق وأكثر معرفة بالله وكان يستخدم هذا الأسلوب في دعائه : ( أعوذ برضاك من سخطك) رواه مسلم



    طبعاً .. هكذا تكون الدقة في اختيار الكلمات


    قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } غافر : 60



    قل له , كلّمه , بكل مشاعرك وأحاسيسك .. كلّمه من كل قلبك .. قل له : يا رب لا تغضب عليّ . يا رب ارضَ عني .


    يا رب ليس لي سواك .. قل له : يا رب إن لم يكن بك علي غضبٌ فلا أُبالي


    اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت .. كلّمه .. قل له : لا إله إلا أنت


    سبحانك إني كنت من الظالمين


    صدقني سيرضى عنك .. صدقيني سيرضى عنك ِ أنتِ أيضاً


    { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيب ُدَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } البقرة : 186



    فإذا لم نطلب منه ذلك ولم نسأله أن يرضى عنّا , فسوف يزيدُ غضبه سبحانه



    قال صلى الله عليه وسلم : ( من لم يسأل الله , غضِب الله عليه ) رواه الترمذي


    وربنا سبحانه يعلم ذلك .. يعلم أن العبد إن لم يطلب منه فسوف يغضب عليه


    والعبد لا يطيق هذا الغضب ولا يقدر عليه



    توجد مشكله أخرى .. وهذه تحدد سرعة انتهاء مرحلة الإمهال


    وهو أن الذنب وإن كان صغيراً فإنه سيصبح أعظم وأشد إذا كان في مرحلة الغضب



    يقول بعض الُحكماء : كما أن الأجسام تعظُم بالعين في السراب , كذلك يعظُم الذنب عند الإغضاب


    طبعاً .. لأن من يكون راضي عنك يحتمل منك أخطاء قد لا يحتملها إذاكان غاضباً منك



    وإذا أتى الحبيبُ بذنبٍ واحدٍ *** جاءت محاسنه بألف شفيعِ



    وهناك أمرٌ مهم يجب أن تعرفه عن الله


    اعلم أنه سبحانه يرضى بسرعة .. يرضى بقليل سبحانه .. هذا لكرمه وفضله وإلا فهو سبحانه يستحق الكثير


    لكن لكرمه فهو يرضى بالقليل وبسرعة أيضاً




    في لحظة واحدة تتوب إليه فيتحول غضبه إلى رِضا .. بل أكثر منذلك إنه سيفرح .. إي والله سيفرح


    سيفرح بك أكثر من فرح الناجي الذي نجا من الهلاك المحقق , فحاول أن ترضيه بالأشياء التي يحبها هو سبحانه



    مثلاً النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( صدقة السر , تُطفئ غضب الرب) رواه الطبراني




    وتأكد أنه هو سبحانه يريد أن يرضى عليك أكثر مما تريد أنت أن ترضى عنه



    قال تعالى : { وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّـهُ أَن


    يُخَفِّفَ عَنكُمْۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} سورة النساء : 27 / 28



    ولكن بلا فائدة .. ربنا سبحانه لا يطرد الناس من رحمته !



    فأحياناً.. العباد أنفسهم هم الذين يطردون أنفسهم من رحمة الله !



    نعم .. بعض الناس مُصِّر , كأنه يقول لابد أن أدخل النار .. مصِّر على أن يغضبه سبحانه , وإلا فهو سبحانه لازال يدعوه


    في كل يوم .. يريد منهم أن يرجعوا إليه وهو لا يريد أن يغضب عليهم , يريد منهم أن يعودوا إلى محبته وإلى مرضاته



    يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبسط يده باليل ليتوب مُسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل,


    حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم


    نعـــم .. إنه يفعل ذلك في كل يومٍ سبحانه


    ألم يحدث مرة أنهم قد أخبروك أن والدك قد غضب عليك .. أو أن المدير يريدك فوراً وهو غاضب فخِفتْ , وأصبحت تفكر


    وتقلق وتتوتر .. فلما دخلت عليه وكلمته هدأ غضبه وأصبح يضحك .. في تلك اللحظة لمّا ضحك ستُحِــسُّ بشعور رائع مُريح


    .. أتعرف هذا الشعور !!


    أنا متأكد أنك تعرف هذا الشعور .. وقد مر فيك من قبل .. تعرف ماذا أقصد



    ما رأيكم أن نشعر بهذا الشعور ولكن .. هذه المرة ليس مع المدير .. مع من هو أهم من المدير .. أهم من الوزير ..


    وأهم من الناس جميعاً .. إنـــه الله



    أنا متأكد أيضاً بأن هذا الشعور يوم القيامة سيكون في صدرك أحلى وأجمل بأضعاف مضاعفة عن الشعور به في الدنيا



    إي والله .. عندما تقف في أرض المحشر تنتظر الحكم الذي سيحكمه عليك يوم القيامة .. فيُنادى باسمك لكي تقف بين يدي الملك ,


    فإذا هو ربٌ رحيم رحمن .. وهو راضٍ ليس غضبان



    كيف سيكون شعورك ؟!


    كنت خائف أن هو غاضب .. لكن هو راضي


    أنا متفائل جداً بأن هذا هو ما سيحدث لنا جميعاً إن شاء الله


    ولكن دعونا نرضيه الآن قبل أن يحدث أي شيء






    رابط جاهز للطباعة





    كيف تتعامل مع الله إذا غضب ؟




    أم عاصم
    أم عاصم


    حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟  مكتوب ومسموع ( مشاري  الخراز)   Empty رد: حلقات برنامج ( كيف تتعامل مع الله ؟ مكتوب ومسموع ( مشاري الخراز)

    مُساهمة من طرف أم عاصم الأربعاء 19 أكتوبر 2011, 9:11 am

    جزاك الله خيــــرا .

    بـــارك الله فيك .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 12:57 pm