بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
سنتحدث اليوم إن شاء الله عن حكم أخر من علاقة الحروف وهما الحرفان المتجانسان
الحرفان المتجانسان هما حرفان اتحدا في المخرج واختلفا في الصفة
يقول صاحب التحفة
َأوْ يَكُـونَـا اتَّـفَـقَـا *** فِي مَخْـرَجٍ دُونَ الصِّفَـاتِ حُقِّقَـا
بِالْمُتَجَانِسَـيْـنِ ثُــمَّ إِنْ سَـكَـنْ *** أَوَّلُ كُــلٍّ فَالصَّغِـيـرَ سَمِّـيَـنْ
أَوْ حُرِّكَ الحَرْفَانِ فِـي كُـلٍّ فَقُـلْ *** كُـلٌّ كَبِيـرٌ وافْهَمَـنْـهُ بِالْمُـثُـلْ
الشرح اللغوي
قوله " حُقِّقَا " : بضم " الحاء " فعل ماضي مبني للمجهول ، والضمير في المثنى عائد على الحرفين المُلتَقَيين المتجانسين ، أي : الحرفان اللذان اتفقا في المخرج دون الصفات حُكم عليهما على التحقيق بأنهما متجانسان
مثال للحروف المتجانسة
( الجيم والشين – الدال والتاء والطاء – والعين والحاء- والهمز والهاء – الميم والباء والواو )
ينقسم المتجانسان إلى متجانسين صغير وكبير ومطلق
المتجانسين الصغير هو ما كان الأول ساكن والثاني متحرك
سبب التسمية
لان الأول ساكن والثاني متحرك فعند نشوء علاقة الإدغام يكون العمل قليل وذلك عند وجود الإدغام
حكمه
الإدغام ولكن في مواضع معينة وهى ثمان حالات
1- التاء في الدال وذلك موجود في القران في موضعين اثنين فقط في قوله تعالى " أثقلت دعوة " – وقوله " أجيبت دعوتكما " وهذا الإدغام عند جميع القراء
2- الدال في التاء وموجود أمثلة كثيرة لذلك مثل " كدت " – " قد تبين " وهنا الإدغام لجميع القراء
3- التاء مع الطاء مثل " قالت طائفة " – " ودت طائفة "
4- الطاء مع التاء مثل " بسطت " – " أحطت " _ " فرطت "
ولكن ننتبه انه عند إدغام الطاء في التاء يكون الإدغام إدغام ناقص وبقى من الطاء صفة الاستعلاء
5- الذال مع الظاء وذلك في موضعين اثنين " إذ ظلمتم " – " إذ ظلموا"
وجميع الحالات الخمس السابقة متفق فيها الإدغام عند جميع القراء
6- إدغام الثاء في الذال وذلك في موضع واحد فقط في القران الكريم قوله تعالى " يلهث ذلك "
وذلك الموضع بعض القراء يظهره وبعض القراء يدغمه وكان حفص ممن ادغم الذال في الثاء في ذلك الموضع
7- الباء في الميم وذلك في موضع واحد فقط في القران الكريم في قوله تعالى " اركب معنا "
واختلف القراء في إدغام الباء في الميم فمنهم من يدغم ومنهم من يظهر وكان حفص ممن ادغم في ذلك الموضع
8- الميم الساكنة مع الباء والحكم هنا ليس الإدغام ولكن إخفاء الميم عند الباء مثل " ترميهم بحجارة "
وهذا الحكم للقراء فيه وجهان وجه الإظهار ووجه الإخفاء ولكن الأولى والارجح وعليه الجمهور ومقدم في الأداء هو الإخفاء
ويجب التنبه على أن كل إدغام المتجانسين الصغير هى إدغام كامل إلا إدغام الطاء في التاء إدغام ناقص
ولا تدغم حروف الحلق في متجانسها من الحروف ولا تدغم في غيرها باستثناء موضع واحد فقط للإمام السوسى
مثل "زحزح عن" هذا الموضع إدغام للإمام السوسى فى ذلك الموضع فقط ولا يدغم حروف الحلق في أي موضع أخر وذلك لان هذه هي لغة العرب وقد امتنعت العرب عن إدغام حروف الحلق المتجانسة
صوره
يأتي من كلمة ومن كلمتين
مثل " أحطت " أو يأتي في كلمتين منفصلتين مثل " قد تبين – إذ ظلموا – قالت طائفة "
المتجانسين الكبير
هو الحرفان المتحدان في المخرج والمختلفان في الصفات لكن الأول والثاني متحركان
حكمه
الإظهار لحفص ولمعظم القراء والراوي الوحيد الذي يدغم المتجانسين الكبير هو الإمام السوسي
ولحفص بعض المواضع يدغم فيها المتجانسين الكبير وهى المواضع التي وردت في رسم المصحف مدغمه
مثل " يهِدِّى " هذه الكلمة من باب إدغام المتجانسين الكبير
أصل الكلمة " يهْتَدِي " أدغمت التاء في الدال وكان من دواعي الإدغام تسكين الأول فصارت التاء ساكنة ولما كانت الهاء السابقة للتاء ساكنة ففرارا من التقاء ساكنين حركت الهاء بالكسر وصارت الكلمة " يهدى "
ومثل كلمة " استطاعوا " ادغمت عند بعض القراء وصارت " اسطاعوا " ولكن حفص عن عاصم لا يدغم
والمتجانسين الكبير لا يأتي إلا من كلمتين لمن يدغم المتجانس الكبير
سبب التسمية
وسمى كبير لأن الحرف الأول متحرك والثاني متحرك فعندما تنشأ علاقة الإدغام في مواضع معينة يحصل عمل أن الأول تسكين الحرف الأول ثم الإدغام فلكثرة العمل فيه سمي كبيرا
المتجانسين المطلق
وهو أن يكون الأول متحرك والثاني ساكن
سمى مطلق
: سمي مطلق لتميزه عن الصغير والكبير ولعدم تقيده بشيء
حكمه
الاظهار لجميع القراء لانها قاعدة لغوية
مثل " يشكر " – " أفتطمعون "
ولا يأتي إلا في كلمة واحدة
الاسئلة
-عرفى الحرفين المتجانسين مع ذكر امثلة ؟
-ماهو حكم المتجانيسن الصغير ؟
-ما هو حكم كلمة (يهدى )؟
قامت بالتفريغ الاخت سندسة الجنة فجزاها الله خير ا