لقد استحكمت حلقاتها
الكـاتب: محمد محمود عبد الخالق
المختار الإسلامي
لقد قال الشاعر قديما:
ولربّ نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكان يظنها لا تفرج
إن الناظر في أحوالنا حتى وقت قريب يرى أنها قد استحكمت حلقاتها وبلغت الروح فيها الحلقوم واسود الليل فيها حتى صار كالظلام الدامس واتسعت الصحراء بها حتى ظننا أنه لا خضرة بعدها، فالحال كان خير دليل والمقال قد لا يكفي على التدليل فسوء الأحوال كان يستشعر به القاصي والداني فما بين ظلم بيّن تضييع بسببه الآمال وتضعف به الهمم والعزائم، وبين فجور وفسق ملأ كثير من الأركان حتى صار الفاسق قدوة والخائن مؤتمن والظالم مهاباً، وأصبح التبرج حضارة والاختلاط تمدنا، فاختلطت المفاهيم وتغيرت القيم وسادت العادات السيئة والأفكار الرديئة وتاهت الحقيقة وصار المؤمن يختفي في المنافق كما كان يختفي المنافق في المؤمن في عصور الإسلام الأول.
إن الحزن كان يدب في القلوب أيضاً بمجرد النظر في أحوال غيرنا من المسلمين الذين يُقتلون وتُنتهك حرماتهم ويُيتم أطفالهم وتُرمل نساءهم ويُستهان بعجائزهم ويُأسر خيرتهم بينما نحن عاجزون عن تقديم النصرة لهم، بل إن منا من هو سبب فيما يحدث لهم بسبب المعاصي والجرائم التي ترتكب، والجرأة على الله التي فاقت الحدود، فبينما كنا نجد مسلمون يقاتلون ويستشهدون نجد آخرين يرقصون ويلعبون، وكان هذا تناقض شديد تشيب له الرؤوس وأمر خطير يحتاج ربما إلى الدراسة والعناية للوقوف على أسباب حدوثه؛ لأن أقل ما يمكن أن نقدمه لإخواننا المستضعفين أن نتعاطف معهم ونعيش محنتهم فلا نكتفي بالشعارات البرّاقة والأماني الباطلة التي صارت ديدننا مع كل مصيبة تحل بديار المسلمين، بل يجب أن لا نكتفي بالدعاء دون أن نأخذ معه بالأسباب فالدعاء يحتاج إلى أناس بذلوا وسعهم وأدوا ما عليهم وهم في ذلك يسألون ربهم النصرة والتوفيق والتمكين أما أن نتواكل ثم ندعو فأني يستجاب لدعوتنا؟!، وللأسف صار هذا هو حالنا مع كل مصيبة من المصائب التي كانت تحل بنا وما أكثرها والتي صارت شبه يومية فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن مصيبة أو كارثة حلت بديار من ديار المسلمين أو تزايد لمصيبة قائمة بالفعل.
إننا وبعد هذه الثورات التي اجتاحت البلدان العربية وأسقطت الأنظمة التي لطالما حاربت دينها وسامت من ينادي إليه سوء العذاب، فإننا نتمنى وندعو الله أن تنعكس آثارها على كافة البلدان الإسلامية المغيبة عن أداء دورها وتحمل مسئولياتها، ونتمنى كذلك أن نرى بوادر انفراجة في أحوال أمتنا وأن تعود إلى ريادتها لتحمل شعلة الإصلاح في زمان انحرفت فيه بويصلة الحق وأعطيت الراية للباطل وأهله وركب الناس قطار المادية ونسوا خالقهم والمنعم عليهم فظهر الفساد في البر والبحر؛ فمن الأمور اليقينية عندنا أن التعاسة كل التعاسة كانت حينما تخلى المسلمون عن دينهم وتركوا حمل راية قيادة العالم وأعطوها إلى من لا يعرف قيمتها وإلى من تتحكم فيهم الأهواء وتسيطر عليهم الشياطين.
إن الانفراجة الحقيقية ستكون حينما نعود إلى ديننا عودة صادقة، ونسعى إلى الالتزام به منهاجاً ونظاماً... شريعة وقانوناً... خلقاً وسلوكاً، حينها نستحق أن تعود الراية إلينا من جديد لننشر الخير بين الناس ونحقق العدل وننتصر للحق ونرد الظالمين وندفع كيدهم ونأخذ بأيدي الناس إلى خالقهم ونحقق الوسطية بين المادية والروحانية في تناسق بديع يكفل عمارة الأرض ويحقق الاستخلاف فيها كجزء لا يتجزأ من عبادتنا لخالقنا وامتثالنا لأوامره.
الكـاتب: محمد محمود عبد الخالق
المختار الإسلامي
لقد قال الشاعر قديما:
ولربّ نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكان يظنها لا تفرج
إن الناظر في أحوالنا حتى وقت قريب يرى أنها قد استحكمت حلقاتها وبلغت الروح فيها الحلقوم واسود الليل فيها حتى صار كالظلام الدامس واتسعت الصحراء بها حتى ظننا أنه لا خضرة بعدها، فالحال كان خير دليل والمقال قد لا يكفي على التدليل فسوء الأحوال كان يستشعر به القاصي والداني فما بين ظلم بيّن تضييع بسببه الآمال وتضعف به الهمم والعزائم، وبين فجور وفسق ملأ كثير من الأركان حتى صار الفاسق قدوة والخائن مؤتمن والظالم مهاباً، وأصبح التبرج حضارة والاختلاط تمدنا، فاختلطت المفاهيم وتغيرت القيم وسادت العادات السيئة والأفكار الرديئة وتاهت الحقيقة وصار المؤمن يختفي في المنافق كما كان يختفي المنافق في المؤمن في عصور الإسلام الأول.
إن الحزن كان يدب في القلوب أيضاً بمجرد النظر في أحوال غيرنا من المسلمين الذين يُقتلون وتُنتهك حرماتهم ويُيتم أطفالهم وتُرمل نساءهم ويُستهان بعجائزهم ويُأسر خيرتهم بينما نحن عاجزون عن تقديم النصرة لهم، بل إن منا من هو سبب فيما يحدث لهم بسبب المعاصي والجرائم التي ترتكب، والجرأة على الله التي فاقت الحدود، فبينما كنا نجد مسلمون يقاتلون ويستشهدون نجد آخرين يرقصون ويلعبون، وكان هذا تناقض شديد تشيب له الرؤوس وأمر خطير يحتاج ربما إلى الدراسة والعناية للوقوف على أسباب حدوثه؛ لأن أقل ما يمكن أن نقدمه لإخواننا المستضعفين أن نتعاطف معهم ونعيش محنتهم فلا نكتفي بالشعارات البرّاقة والأماني الباطلة التي صارت ديدننا مع كل مصيبة تحل بديار المسلمين، بل يجب أن لا نكتفي بالدعاء دون أن نأخذ معه بالأسباب فالدعاء يحتاج إلى أناس بذلوا وسعهم وأدوا ما عليهم وهم في ذلك يسألون ربهم النصرة والتوفيق والتمكين أما أن نتواكل ثم ندعو فأني يستجاب لدعوتنا؟!، وللأسف صار هذا هو حالنا مع كل مصيبة من المصائب التي كانت تحل بنا وما أكثرها والتي صارت شبه يومية فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن مصيبة أو كارثة حلت بديار من ديار المسلمين أو تزايد لمصيبة قائمة بالفعل.
إننا وبعد هذه الثورات التي اجتاحت البلدان العربية وأسقطت الأنظمة التي لطالما حاربت دينها وسامت من ينادي إليه سوء العذاب، فإننا نتمنى وندعو الله أن تنعكس آثارها على كافة البلدان الإسلامية المغيبة عن أداء دورها وتحمل مسئولياتها، ونتمنى كذلك أن نرى بوادر انفراجة في أحوال أمتنا وأن تعود إلى ريادتها لتحمل شعلة الإصلاح في زمان انحرفت فيه بويصلة الحق وأعطيت الراية للباطل وأهله وركب الناس قطار المادية ونسوا خالقهم والمنعم عليهم فظهر الفساد في البر والبحر؛ فمن الأمور اليقينية عندنا أن التعاسة كل التعاسة كانت حينما تخلى المسلمون عن دينهم وتركوا حمل راية قيادة العالم وأعطوها إلى من لا يعرف قيمتها وإلى من تتحكم فيهم الأهواء وتسيطر عليهم الشياطين.
إن الانفراجة الحقيقية ستكون حينما نعود إلى ديننا عودة صادقة، ونسعى إلى الالتزام به منهاجاً ونظاماً... شريعة وقانوناً... خلقاً وسلوكاً، حينها نستحق أن تعود الراية إلينا من جديد لننشر الخير بين الناس ونحقق العدل وننتصر للحق ونرد الظالمين وندفع كيدهم ونأخذ بأيدي الناس إلى خالقهم ونحقق الوسطية بين المادية والروحانية في تناسق بديع يكفل عمارة الأرض ويحقق الاستخلاف فيها كجزء لا يتجزأ من عبادتنا لخالقنا وامتثالنا لأوامره.