موقف المسلم من الفتن فى ضوء الكتاب والسنة
{ يَــأَيُّــهَا الَّذِيــنَ ءَامَنُـــــواْ اتَّقُــواْ اللهَ حَـقَّ تُـقَاتِــهِ وَلاَ تَمُـــوتــُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
[ آل عمران : 102 ] .
{ يَــأَيُّــهَا الَّذِيــنَ ءَامَنُـــــواْ اتَّقُــواْ اللهَ وَقُـولُواْ قَــوْلاً سَدِيداً * يُـصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَــلَكُمْ وَيَغْــفِرْ لَكُمْ ذُنــُوبَكُمْ وَمَن يُطــِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقــَدْ فَـازَ فَـوْزاً عَظِيــماً }
[ الأحزاب : 70 ـ 71
موضوع الفتن موضوع مهم ، قد حظي بمكانة واسعة في آيات القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، ويتجلى ذلك واضحاً في تلك الكوكبة من الآيات القرآنية الكثيرة التي عنيت بالحديث عن موضوع الفتن ، وكذلك فيما جاء من الحديث عن ذات الموضوع في السنة النبوية من أحاديث شريفة كثيرة . وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن المسلم يجب ألاّ يُغفل هذا الميدان ومعرفته .
فالمرء مفتون بالخير والشر ، والسرَّاء والضرَّاء ، والغنى والفقر ، والمرض والعافية . والمسلم مفتون ومبتلى بالكافر ، والكافر مبتلى بالمسلم ، وكل واحد مفتون بالآخر .
وصدق الله القائل { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } [ الفرقان : 20 ] ، وعلى ذلك : فدراسة موضوع الفتن وعرضها واستخراج العبرة منها من القضايا المهمة في حياة المسلمين ، أما الغفلة أو التغافل عنها ، ونسيانها فهذا أمر خطير جدُّ خطير ، وشرٌّ أيما شر للفرد والأمة .
والإسلام حرص من وراء تنبيه المسلم إلى الفتن وعلاماتها ومقدماتها وأزمانها وأماكنها وأناسيها وأحوالها وأهدافها ليكون المسلم على بينة مما يظهر أمامه على ساحة الحياة . فهو لا يُفاجأ بما يظهر أمامه لأن إسلامه قد علمه أمر هذه الفتن .
فالمسلم يختلف عن غيره عند حدوث الفتن ، وسقوط الكوارث والمحن فهو يُرجع كل شيء إلى الله تعالى ، فعليه سبحانه يعتمد ، وبه يستنجد ، ومنه يستمد المعونة . وأما غيره فهو في غاية الإرهاق والتعب ، والنكد والنصب ، لأنه يتعامل مع الفتن وظواهرها تعاملاً غير صحيح .