بعض العوامل في الثبات على دين الله
--------------------------------------------------------------------------------
إليكَ أخي المسلمُ بعضاً من الأُمور التي تُعينُ- بإذنِ الله- على الثبات على الحق، أسألُ اللهَ أن يثبتني وإيَّاكم وإخواننا المسلمين على الحقِّ، إنَّهُ جوادٌ كريم.
1- العاملُ الأول : الاعتصامُ بالكتابِ والسنةِ، والتمسكُ بما فيهما علماً، فالقرآنُ الكريم حبلُ اللهِ المتين، والسنةُ النبوية مكملةً للقرآن وشارحةً له، تُفصلُ ما أجمل، وتُفسرُ ما أشكل، وهما جميعاً نورٌ وضاء، يهتدي بنورهما أُولو الألباب، وما فتئَ المصطفى- صلى الله عليه وسلم- يدعو أمتهُ
للتمسكِ بهما، والرجوعُ إليهما، حتى وافاهُ اليقين، ومما قالهُ- عليه الصلاة والسلام- (( تركت فيكم أمرينِ لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتابُ الله وسنةُ رسوله)) [5].
وهكذا فكلمَّا كان التزامُ الأُمةِ بالكتابِ والسُنة قوياً، كان ثباتها على الحق.
وكلمَّا هُجرَ القرآن وندرت السنة، كانَ ذلك داعياً للانحراف، وباعثاً للضلال، ولا حولَ ولا قوةَ إلاَّ بالله. ويندرجُ تحتَ هذا الأصلِ، الاقتداءُ بسلفِ الأُمةِ الصالحين، الذي صحبوا محمداً- صلى الله عليه وسلم- وأخذوا منهُ، وتربوا على يديه، وفي طليعةِ هؤلاءِ الخلفاءُ الراشدون، والأئمة المهد يون، أبو بكرٍ وعمرَ وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- وعن سائر الصحابةِ أجمعين ، وفي هؤلاءِ جاءت وصيةُ محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم- (( عليكم بسنتي وسنةَ الخلفاءَ الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور! فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة)) [6].
2- العاملُ الثاني : من عواملِ الثباتِ ، استدامةُ الطاعةِ والاقتصاد فيها: قال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )) [7]، وقال في الآية الأخرى : (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)) [8].
فهذا وعدٌ من اللهِ أن يحفظَ ويُثبت الملتزمين بالطاعة، والمحافظين على فعلِ ما جاءت به الشريعةُ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة، إنَّ الاستمرارَ على فعلِ الطاعاتِ وتركِ المُحرمات، والعملَ بما يُوعظُ به المرءُ أمرٌ عزيزٌ على النفس، ويحتاجُ إلى مُجاهدةٍ وترويض، لكنَّهُ في النهايةِ عاملٌ مُهمٌّ في الثبات،(( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)) (النساء: من الآية66) .
وقال تعالى : (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)) (ابراهيم:27) .
قال قتادة وغيرَ واحدٍ من السلف: أمَّا الحياةُ الدنيا فيُثبتهم بالخيرِ والعملِ الصالح وفي الآخرة في القبر [9].
أمَّا الكُسالى والمفرطون، والذين يقدمُون على الطاعةِ حيناً، ويتهاونون فيها حيناً آخر، فهؤلاءِ على خطر، وهل يَضمنونَ أنفسهم أن تخترمهم المنيةُ في حالِ تفريطهم، فيُختمُ لهم بسوءٍ الخاتمة، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، فاحرص أخي المسلمُ على استدامةِ الطاعة، لأنَّك لا تدري متى الرحيل، واعلم أنَّ من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- المداومةِ على عملِ الصالحاتِ وإن كانت قليلة، وقال في ذلك (( أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدو مُها وإن قل))[10]وبهذا نصحَ الأمةَ وأرشدَ الرعية، وفي الحديث الصحيحِ عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- حصير، وكان يحجرهُ بالليل فيُصلي فيه، ويبسطهُ بالنَّهارِ فيجلسُ عليه، فجعلَ الناسَ يَثوبون إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- يُصلون بصلاتهِ حتى كثروا، فأقبلَ فقال (( يا أيِّها الناس: خُذوا من الأعمالِ ما تُطيقون، فإنَّ اللهَ لا يملَّ حتى تملُّوا، وأنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ مادام وإن قل ))[11]. زاد في رواية و (( كان آلُ محمدٍ إذا عملوا عملاً أثبتوه )) [12].
3- العاملُ الثالث : من عواملِ الثباتِ على دينِ الله: الدعاءُ والإلحاحُ على اللهِ بالثبات، وكما أنَّ الدعاءَ سبب للهداية أصلاً- فهو عاملٌ للثباتِ ثانياً، وإذا كانت القلوبُ هي أوعيةُ الهداية، أو هي السببُ في الغوايةِ- فهي بينَ إصبعينِ من أصابعِ الرحمن، يُقلبُها كيف شاءَ، عن نعيمِ بن هما ر الغطفاني- رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (( ما من آدميٍّ إلا وقلبهُ بين إصبعين من أصابعِ الرحمن، إن شاءَ أن يزيغهُ أزاغه، وإن شاءَ أن يقيمهُ أقامه، وكلُّ يومٍ الميزانُ بيدِ الله، يرفعُ أقواماً، ويضعُ آخرين إلى يومِ القيامة)) [13].
وثبت في الحديثِ الصحيحِ أنَّ أكثرَ دعائهِ- صلى الله عليه وسلم- (( يا مقلبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينك)) فقيل لهَ في ذلك؟ قال: (( إنَّهُ ليس آدمي إلاَّ وقلبهُ بين إصبعين من أصابعِ الله، فمن شاءَ أقامَ، ومن شاءَ أزاغ))[14] .
وثبت أيضاً أنَّ أكثرَ أيمانهِ كانت: (( لا ومصرفَ القلوب)) [15] فألحوا على اللهِ بذلك معاشر المسلمين، ولاسيما في أوقاتِ الإجابة، نسألُ اللهَ ألاَّ يُزيغَ قلوبَنا بعدَ إذ هدانا، ونسألهُ أن يهبَ لنا من لدُنهُ رحمةً إنَّهُ هو الوهاب .
منقول للفائدة؟.......................
--------------------------------------------------------------------------------
إليكَ أخي المسلمُ بعضاً من الأُمور التي تُعينُ- بإذنِ الله- على الثبات على الحق، أسألُ اللهَ أن يثبتني وإيَّاكم وإخواننا المسلمين على الحقِّ، إنَّهُ جوادٌ كريم.
1- العاملُ الأول : الاعتصامُ بالكتابِ والسنةِ، والتمسكُ بما فيهما علماً، فالقرآنُ الكريم حبلُ اللهِ المتين، والسنةُ النبوية مكملةً للقرآن وشارحةً له، تُفصلُ ما أجمل، وتُفسرُ ما أشكل، وهما جميعاً نورٌ وضاء، يهتدي بنورهما أُولو الألباب، وما فتئَ المصطفى- صلى الله عليه وسلم- يدعو أمتهُ
للتمسكِ بهما، والرجوعُ إليهما، حتى وافاهُ اليقين، ومما قالهُ- عليه الصلاة والسلام- (( تركت فيكم أمرينِ لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتابُ الله وسنةُ رسوله)) [5].
وهكذا فكلمَّا كان التزامُ الأُمةِ بالكتابِ والسُنة قوياً، كان ثباتها على الحق.
وكلمَّا هُجرَ القرآن وندرت السنة، كانَ ذلك داعياً للانحراف، وباعثاً للضلال، ولا حولَ ولا قوةَ إلاَّ بالله. ويندرجُ تحتَ هذا الأصلِ، الاقتداءُ بسلفِ الأُمةِ الصالحين، الذي صحبوا محمداً- صلى الله عليه وسلم- وأخذوا منهُ، وتربوا على يديه، وفي طليعةِ هؤلاءِ الخلفاءُ الراشدون، والأئمة المهد يون، أبو بكرٍ وعمرَ وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- وعن سائر الصحابةِ أجمعين ، وفي هؤلاءِ جاءت وصيةُ محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم- (( عليكم بسنتي وسنةَ الخلفاءَ الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور! فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة)) [6].
2- العاملُ الثاني : من عواملِ الثباتِ ، استدامةُ الطاعةِ والاقتصاد فيها: قال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )) [7]، وقال في الآية الأخرى : (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)) [8].
فهذا وعدٌ من اللهِ أن يحفظَ ويُثبت الملتزمين بالطاعة، والمحافظين على فعلِ ما جاءت به الشريعةُ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة، إنَّ الاستمرارَ على فعلِ الطاعاتِ وتركِ المُحرمات، والعملَ بما يُوعظُ به المرءُ أمرٌ عزيزٌ على النفس، ويحتاجُ إلى مُجاهدةٍ وترويض، لكنَّهُ في النهايةِ عاملٌ مُهمٌّ في الثبات،(( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)) (النساء: من الآية66) .
وقال تعالى : (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)) (ابراهيم:27) .
قال قتادة وغيرَ واحدٍ من السلف: أمَّا الحياةُ الدنيا فيُثبتهم بالخيرِ والعملِ الصالح وفي الآخرة في القبر [9].
أمَّا الكُسالى والمفرطون، والذين يقدمُون على الطاعةِ حيناً، ويتهاونون فيها حيناً آخر، فهؤلاءِ على خطر، وهل يَضمنونَ أنفسهم أن تخترمهم المنيةُ في حالِ تفريطهم، فيُختمُ لهم بسوءٍ الخاتمة، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، فاحرص أخي المسلمُ على استدامةِ الطاعة، لأنَّك لا تدري متى الرحيل، واعلم أنَّ من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- المداومةِ على عملِ الصالحاتِ وإن كانت قليلة، وقال في ذلك (( أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدو مُها وإن قل))[10]وبهذا نصحَ الأمةَ وأرشدَ الرعية، وفي الحديث الصحيحِ عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- حصير، وكان يحجرهُ بالليل فيُصلي فيه، ويبسطهُ بالنَّهارِ فيجلسُ عليه، فجعلَ الناسَ يَثوبون إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- يُصلون بصلاتهِ حتى كثروا، فأقبلَ فقال (( يا أيِّها الناس: خُذوا من الأعمالِ ما تُطيقون، فإنَّ اللهَ لا يملَّ حتى تملُّوا، وأنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ مادام وإن قل ))[11]. زاد في رواية و (( كان آلُ محمدٍ إذا عملوا عملاً أثبتوه )) [12].
3- العاملُ الثالث : من عواملِ الثباتِ على دينِ الله: الدعاءُ والإلحاحُ على اللهِ بالثبات، وكما أنَّ الدعاءَ سبب للهداية أصلاً- فهو عاملٌ للثباتِ ثانياً، وإذا كانت القلوبُ هي أوعيةُ الهداية، أو هي السببُ في الغوايةِ- فهي بينَ إصبعينِ من أصابعِ الرحمن، يُقلبُها كيف شاءَ، عن نعيمِ بن هما ر الغطفاني- رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (( ما من آدميٍّ إلا وقلبهُ بين إصبعين من أصابعِ الرحمن، إن شاءَ أن يزيغهُ أزاغه، وإن شاءَ أن يقيمهُ أقامه، وكلُّ يومٍ الميزانُ بيدِ الله، يرفعُ أقواماً، ويضعُ آخرين إلى يومِ القيامة)) [13].
وثبت في الحديثِ الصحيحِ أنَّ أكثرَ دعائهِ- صلى الله عليه وسلم- (( يا مقلبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينك)) فقيل لهَ في ذلك؟ قال: (( إنَّهُ ليس آدمي إلاَّ وقلبهُ بين إصبعين من أصابعِ الله، فمن شاءَ أقامَ، ومن شاءَ أزاغ))[14] .
وثبت أيضاً أنَّ أكثرَ أيمانهِ كانت: (( لا ومصرفَ القلوب)) [15] فألحوا على اللهِ بذلك معاشر المسلمين، ولاسيما في أوقاتِ الإجابة، نسألُ اللهَ ألاَّ يُزيغَ قلوبَنا بعدَ إذ هدانا، ونسألهُ أن يهبَ لنا من لدُنهُ رحمةً إنَّهُ هو الوهاب .
منقول للفائدة؟.......................