سورة الأعراف من الآية : (171) إلى (174)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقرآن وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)
[ شرح الكلمات ]
{ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ } : أي رفعناه من أصله فوق رؤوسهم .
{ وَاقِعٌ بِهِمْ } : أي ساقط عليهم .
{ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ } : التزموا بالقيام بما عهد إليكم من أحكام التوراة بقوة .
{ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ } : أي لا تنسوا ما التزمتم به من النهوض بأحكام التوراة .
{ الْمُبْطِلُونَ } : العاملون بالشرك والمعاصي إذ كلها باطل لا حق فيه .
{ نُفَصِّلُ الآيَاتِ } : نبينها ونوضحها بتنويع الأساليب وتكرار الحجج وضرب الامثال وذكر القصص .
[ معنى الآيات ]
الآية الأولى في هذا السياق هي خاتمة الحديث على اليهود إذ قال تعالى لرسوله {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} اذكر لهم ايها الرسول إذ رفعنا فوقهم جبل الطور من أصله وصار فوقهم كأنه ظلة {وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} أي ساقط عليهم وقلنا لهم {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} والمراد ما آتاهم أحكام التوراة وما تحمل من الشرائع وأخذها العمل بها والالتزام بكل ما أمرت به ونهت عنه وقوله تعالى {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} أي في الذي آتيناكم من الأوامر والنواهي ، ولا تنسوه فإن ذكره من شأنه أن يعدكم للعمل به فتحصل لكم بذلك تقوى الله عز وجل ، هذا ما دلت عليه الآية الأولى وهي خاتمة سياق الحديث عن اليهود.
أما الآية الثانية (172) وهي قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فإنها حادثة جديرة بالذكر والاهتمام لما فيها من الاعتبار ، إن الله تعالى أخرج من صلب آدم ذريته فأنطقها بقدرته التي لا يعجزها شيء فنطقت وعقلت الخطاب واستشهدها فشهدت ، وخاطبها ففهمت وأمرها فالتزمت وهذا العهد العام الذي أخذ على بني آدم ، وسوف يطالبون به يوم القيامة ، وهو معنى قوله تعالى {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} أي أنك ربنا {أَنْ تَقُولُوا} يوم القيامة { يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} والعبرة من هذا أن الإِنسان سرعان ما ينسى ، ويعاهد ولا يفي ، وما وجد من بني اسرائيل من عدم الوفاء هو عائد إلى أصل الإِنسان ، وهناك عبرة أعظم وهى أن التوحيد أخذ به العهد على كل آدمي ، ومع الأسف أكثر بني آدم ينكرونه ، ويشركون بربهم.
وقوله تعالى {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وكذا التفصيل الوارد في هذه السورة وهذا السياق وهو تفصيل عجيب نفصل الآيات تذكيراً للناس وتعليماً ولعلهم يرجعون إلى الحق بعد إعراضهم عنه ، وإلى الإِيمان والتوحيد بعد انصرافهم عنهما تقليداً وإتباعا لشياطين الجن والإِنس.
[ هداية الآيات
أولاً : بيان نفسيات اليهود وأنها نفسية غريبة وإلا كيف وهم بين يدي الله يتمردون عليه ويعصونه برفضهم الالتزام بما عهد إليهم من أحكام حتى يرفع فوقهم الطور تهديداً لهم ، وعندئذ التزموا ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى نقضوا عهدهم وعصوا ربهم.
ثانياً : عجيب تدبير الله تعالى في خلقه.
ثالثاً : الكافر كفر مرتين كفر بالعهد الذي أخذ عليه وهو في عالم الذَّر ، وكفر بالله وهو في عالم الشهادة، والمؤمن آمن مرتين، فلذا يضاعف للأول العذاب ويضاعف للثاني الثواب.
رابعاً : تقرير مبدأ الخلقية ، ومبدأ المعاد الآخر.
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقرآن وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)
[ شرح الكلمات ]
{ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ } : أي رفعناه من أصله فوق رؤوسهم .
{ وَاقِعٌ بِهِمْ } : أي ساقط عليهم .
{ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ } : التزموا بالقيام بما عهد إليكم من أحكام التوراة بقوة .
{ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ } : أي لا تنسوا ما التزمتم به من النهوض بأحكام التوراة .
{ الْمُبْطِلُونَ } : العاملون بالشرك والمعاصي إذ كلها باطل لا حق فيه .
{ نُفَصِّلُ الآيَاتِ } : نبينها ونوضحها بتنويع الأساليب وتكرار الحجج وضرب الامثال وذكر القصص .
[ معنى الآيات ]
الآية الأولى في هذا السياق هي خاتمة الحديث على اليهود إذ قال تعالى لرسوله {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} اذكر لهم ايها الرسول إذ رفعنا فوقهم جبل الطور من أصله وصار فوقهم كأنه ظلة {وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} أي ساقط عليهم وقلنا لهم {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} والمراد ما آتاهم أحكام التوراة وما تحمل من الشرائع وأخذها العمل بها والالتزام بكل ما أمرت به ونهت عنه وقوله تعالى {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} أي في الذي آتيناكم من الأوامر والنواهي ، ولا تنسوه فإن ذكره من شأنه أن يعدكم للعمل به فتحصل لكم بذلك تقوى الله عز وجل ، هذا ما دلت عليه الآية الأولى وهي خاتمة سياق الحديث عن اليهود.
أما الآية الثانية (172) وهي قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فإنها حادثة جديرة بالذكر والاهتمام لما فيها من الاعتبار ، إن الله تعالى أخرج من صلب آدم ذريته فأنطقها بقدرته التي لا يعجزها شيء فنطقت وعقلت الخطاب واستشهدها فشهدت ، وخاطبها ففهمت وأمرها فالتزمت وهذا العهد العام الذي أخذ على بني آدم ، وسوف يطالبون به يوم القيامة ، وهو معنى قوله تعالى {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} أي أنك ربنا {أَنْ تَقُولُوا} يوم القيامة { يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} والعبرة من هذا أن الإِنسان سرعان ما ينسى ، ويعاهد ولا يفي ، وما وجد من بني اسرائيل من عدم الوفاء هو عائد إلى أصل الإِنسان ، وهناك عبرة أعظم وهى أن التوحيد أخذ به العهد على كل آدمي ، ومع الأسف أكثر بني آدم ينكرونه ، ويشركون بربهم.
وقوله تعالى {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وكذا التفصيل الوارد في هذه السورة وهذا السياق وهو تفصيل عجيب نفصل الآيات تذكيراً للناس وتعليماً ولعلهم يرجعون إلى الحق بعد إعراضهم عنه ، وإلى الإِيمان والتوحيد بعد انصرافهم عنهما تقليداً وإتباعا لشياطين الجن والإِنس.
[ هداية الآيات
أولاً : بيان نفسيات اليهود وأنها نفسية غريبة وإلا كيف وهم بين يدي الله يتمردون عليه ويعصونه برفضهم الالتزام بما عهد إليهم من أحكام حتى يرفع فوقهم الطور تهديداً لهم ، وعندئذ التزموا ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى نقضوا عهدهم وعصوا ربهم.
ثانياً : عجيب تدبير الله تعالى في خلقه.
ثالثاً : الكافر كفر مرتين كفر بالعهد الذي أخذ عليه وهو في عالم الذَّر ، وكفر بالله وهو في عالم الشهادة، والمؤمن آمن مرتين، فلذا يضاعف للأول العذاب ويضاعف للثاني الثواب.
رابعاً : تقرير مبدأ الخلقية ، ومبدأ المعاد الآخر.