الاجتماع والجلوس والدعاءفي مكان ما أو من خلال النت،لتوزع أجزاء القرآن على الأشخاص الحاضرين ويقرأ كل منهم جزء في نفس الوقت حتى يتم قراءة المصحف كاملاً ثم يقومون بالدعاء لغرض معين كالنجاح في الامتحانات مثلاً أو شفاء مريض . هل طريقة هذاالدعاءواردة في الشريعة؟
***
هذاالسؤال يشتمل على مسألتين :
الأولى :
حكم الاجتماع لتلاوة القرآن , بأن يأخذكل من الحاضرين جزءا من القرآن في نفس الوقت حتى يتم كل واحدالجزء الذي معه .
فالجواب عن هذا ما جاء في فتوى للجنة الدائمة (2/480) , ونصه :
أولا : الاجتماع لتلاوة القرآن ودراسته بأن يقرأ أحدهم ويستمع الباقون ويتدارسوا ما قرؤوه ويتفهموا معانيه مشروع وقربة يحبهاالله , ويجزي عليها الجزاءالجزيل،فقدروى مسلم في صحيحه وأبو داود،عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلانزلت عليهم السكينة،وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده.
والدعاءبعدختم القرآن مشروع أيضاً إلا أنه لا يداوم عليه ولايلتزم فيه صيغة معينة كأنه سنة متبعة، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنمافعله بعض الصحابة رضي الله عنهم .
وكذادعوة من حضر القراءة إلى طعام لا بأس بها مادامت لا تتخذعادة بعدالقراءة .
أماتوزيع أجزاءمن القرآن على من حضروا الاجتماع ليقرأ كل منهم لنفسه حزبا ًمن القرآن لا يعتبر ذلك ختماً للقرآن من كل واحد منهم بالضرورة .
وقصدهم القراءة للتبرك فقط فيه قصورفإن القراءة يقصدبهاالقربة وتحفظ القرآن وتدبره وفهم أحكامه والاعتبار به ونيل الأجر والثواب وتدريب اللسان على تلاوته ....إلى غيرذلك من الفوائد،وبالله التوفيق) ا.هـ
الثانية
اعتقادأن هذاالفعل ( الاجتماع على تلاوة القرآن حسب الطريقة المذكورة ) له أثرفي إجابة الدعاء , وهذا لا يعلم عليه دليل , فهوغيرمشروع , ولإجابة الدعاء أسباب كثيرة معلومة , كماأن لمنع الإجابة موانع معروفة , فالواجب على الداعي أن يأتي بأسباب الإجابة ويجتنب موانعها , ويحسن الظن بربه , والله عندظن عبده به .
انظرالسؤال 5113 .
(تنبيه) الدليل إنما يطلب ممن أثبت أمرا من الأمورالشرعية , وإلا فالأصل في العبادات المنع حتى يثبت دليل المشروعية , كما قرر ذلك أهل العلم , وعليه فالدليل على عدم مشروعية ذلك الاعتقاد هو عدم الدليل الدال على جوازه .
والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب[/size]